هل للمخابرات الأميركية دور بالهجوم الأوكراني على توروبيتس الروسية؟
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
موسكو- أسئلة كثيرة لا تزال بدون إجابات واضحة ومتكاملة حول طبيعة المكان الذي استهدفته المُسيرات الأوكرانية في توروبيتس بمقاطعة "تفير" غرب العاصمة الروسية موسكو وتسبب بانفجار هائل.
ومن بين هذه الأسئلة؛ كيف تمكنت القوات الأوكرانية من تحديد الهدف المراد ضربه؟ وما علاقة دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) بالأمر مع الحديث عن تلقي كييف ضوءا أخضر منها بشن عمليات داخل عمق الأراضي الروسية.
وكانت القوات الأوكرانية أطلقت، ليلة الأربعاء 18 سبتمبر/أيلول الجاري، صواريخ وعشرات الطائرات بدون طيار استهدفت مقاطعات سمولينسك وبريانسك وكورسك وبيلغورود وأوريول وتفير.
انفجار هائللكن مدينة توروبيتس كان لها نصيب الأسد من الأضرار حيث اندلعت حرائق ضخمة بسبب ما قالت السلطات المحلية إنها نتيجة سقوط حطام طائرة بدون طيار. وقامت على إثرها بإخلاء جزئي للسكان قبل أن تعلن في وقت لاحق السماح لأولئك الذين يرغبون بالعودة إلى منازلهم بعد إعادة العمل بجميع المرافق والبنية التحتية بما في ذلك الكهرباء والغاز والصرف الصحي.
وبينما تقول المصادر العسكرية الأوكرانية إن الهجوم بالمُسيرات دمر مستودعا للذخيرة في توروبيتس وتسبب في انفجار هائل، لم يصدر عن وزارة الدفاع الروسية تعليق حول ما الذي نشبت به النيران.
لكن تقريرا أصدرته وكالة الإعلام الروسية في عام 2018 أشار إلى أن موسكو بنت ترسانة لتخزين أسلحة تقليدية، ما يفسح المجال لتكهنات مختلفة حول طبيعة الموقع المستهدف.
وخلال مراسم الإعلان آنذاك عن الانتهاء من بناء هذه الترسانة، صرح النائب السابق لوزير الدفاع حينها والمعتقل حاليا، ديمتري بولغاكوف، بامتثالها للمعايير العالمية، موضحا أنها عبارة عن مساحة من التضاريس مجهزة بمرافق تخزين خرسانية لتخزين الصواريخ والذخائر والمواد المتفجرة ضمن شروط محددة.
وبحسب قوله آنذاك، فإن المستودع قادر على تحمل الضربات الجوية والصواريخ وحتى انفجار نووي.
تورط الناتووتحدث موقع "تسارغراد" الروسي عن أنه -بحسب صور الأقمار الصناعية- فقد أتت النيران على كامل مساحة المستودع (نحو 5 كيلومترات مربعة) وانفجرت القذائف بقوة لدرجة أن أجهزة الاستشعار الزلزالية سجلت عشرات الهزات، أشدها بقوة 2.8 درجة.
وبرأي محلل الشؤون العسكرية يفغيني نورين، فإن عدم وجود معلومات رسمية حتى اللحظة عن طبيعة المنشأة التي استهدفتها المُسيرات الأوكرانية يعود إلى الرغبة قبل كل شيء في تنقيح المعلومات لا سيما مع الضجيج الذي أثير حول الحادثة، وعدم استبعاد فرضية تورط دول من حلف شمال الأطلسي (الناتو) في الهجوم، في ظل الحديث المتواتر عن رفع الغرب الحظر الذي كان فرضه على أوكرانيا بشن هجمات داخل العمق الروسي.
ويتابع نورين -في حديث للجزيرة نت- أن الشكوك تحوم الآن حول لاتفيا، التي تجري فيها حاليا -وفي إستونيا أيضا- مناورات جماعية للناتو. ويضيف أن المسافة بين مدينة زيلوبة اللاتفية على الحدود مع روسيا تبلغ 244 كيلومترا حتى توروبيتس، بينما تبعد أقرب مدينة في أوكرانيا (تشرنيغوف) عن توروبيتس مسافة 520 كيلومترا.
علاوة على ذلك، فإن خط سير الطائرات المُسيرة غير مباشر ويعترضه تداخل الحدود بين بيلاروسيا وروسيا، وهو ما يعزز فرضية الهجوم من الأراضي اللاتفية، وبالتالي فإن السؤال المتعلق بموقع إطلاق الطائرات بدون طيار الثقيلة يطرح نفسه بقوة.
هجمات منهجيةيقول الكاتب السياسي فاسيلي بوبوف إن فرضية هجوم من طائرات بدون طيار على مستودعات خرسانية مهيأة لتحمل ضربات قوية وفي الوقت ذاته تؤدي إلى انفجار الأسلحة والذخيرة فيها، مستبعدة، إذ لا يمكن أن يحدث انفجار بهذه القوة من فعل المُسيرات.
ويوضح للجزيرة نت، أنه في حال حصل ذلك فعلا فإنه لا يمكن أن يحدث بدون استخدام صواريخ تملك قدرة تفجيرية هائلة. ويكشف أن المنشأة الإستراتيجية القريبة من تفير كانت تحت مراقبة وكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) لفترة طويلة، مرجحا أن تكون واشنطن هي التي نقلت المعلومات اللازمة لكييف حول موقع المستودع حتى تتمكن القوات الأوكرانية من توجيه ضربة دقيقة له.
ووفقا له، فإن هجمات من هذا النوع باتت تتم بشكل منهجي لتقليص إمكانات الصواريخ الروسية، مضيفا أن الخطط لشن المزيد من الهجمات المماثلة على منشآت عسكرية روسية واردة.
وبرأي بوبوف، فإن كييف تسابق الزمن لتعطيل الرد الروسي واسع النطاق على توغل القوات الأوكرانية في كورسك، والذي من المتوقع أن يؤدي إلى وضعها أمام خيارات صعبة؛ فإما أن تنسحب من الأراضي التي سيطرت عليها أو تتكبد خسائر فادحة.
ويعتقد بوبوف أن الحديث داخل الولايات المتحدة عن احتمال سحب طائرات إف-16 من أوكرانيا وتصريحات المرشح لانتخابات الرئاسة، دونالد ترامب، بأنه في حال فوزه سيجعل موسكو تتوصل إلى تسوية لوقف الحرب، هي رسائل غير سارة إلى أوكرانيا تدفعها للقيام بهجمات "انتحارية" سترتد عليها سلبا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات القوات الأوکرانیة الم سیرات بدون طیار
إقرأ أيضاً:
طيار إسرائيلي يرفض العودة للمشاركة في حرب غزة
أعلن ضابط احتياط في سلاح الجو الإسرائيلي، برتبة مقدم طيار، رفضه العودة للمشاركة في الحرب على قطاع غزة، معتبرا أنها تدار بشكل يؤدي إلى "كوارث" مما يعرض حياة الجنود الأسرى للخطر.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الجمعة، أن الضابط الذي عّرف نفسه بالحرف الأول من اسمه "ف" رفض العودة للخدمة بعدما شارك في 3 جولات قتالية منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وهذه ليست الحالة الأولى التي يرفض فيها جنود إسرائيليون العودة للحرب في غزة خلال الأسابيع الأخيرة لأسباب عدة بينها الإرهاق الشديد واليقين بأن الحرب لا تخدم مصالح إسرائيل وإنما مصالح شخصية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية.
تضارب مصالحوقال الضابط، الذي سبق أن شغل منصب قائد طائرة حربية ومدربا في كلية الطيران قبل أن يعتزل لأسباب تتعلق بالتقدم في العمر، إن "الحرب تدار بدافع تضارب مصالح صارخ، مما يؤدي إلى كوارث ويضعف فرص تحرير (الأسرى)".
وتتهم المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى المحتجزين في غزة نتنياهو بالتضحية بذويهم المحتجزين بالقطاع عبر التمسك بمواصلة الحرب، استجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته الائتلافية الذي هدد بالخروج من الائتلاف وإسقاط الحكومة حال وقف إطلاق النار.
إعلانوأوضح الضابط "ف" أنه خدم في "مهمة تنسيقية" بين سلاح الجو والوحدات البرية "لضمان تنفيذ الضربات الجوية بأقل قدر ممكن من الأخطاء، مع مراعاة تقليل الأذى للجنود والأسرى".
وأضاف "نحن نخطط للهجمات بدقة لتقليل المخاطر، لكن لا أحد يضمن أن القنبلة التالية لن تقتل مختطفا (أسيرا)". وأشار إلى أن نسبة الخطأ تصل إلى نحو 1%، مما يعني سقوط نحو ألف ذخيرة على أهداف خاطئة، قد تشمل أسرى أو جنودا أو مدنيين.
ولفت الضابط "ف" إلى أن عددا من الطيارين والجنود قرروا التوقف عن أداء الخدمة الاحتياطية، بعضهم لأسباب عائلية أو نفسية، وآخرون احتجاجا على أسلوب إدارة الحرب.
وردا على من يعتبر موقفه سياسيا، قال "لم نعد نعيش في ديمقراطية حقيقية، حين أرى إمكانية إعادة الأسرى لكن ذلك لا يحدث بسبب تضارب مصالح من يقود الحرب، لا أستطيع أن أشارك".
وحذر من "خطر كبير يهدد الأمن" في إسرائيل، منتقدا قرارات نتنياهو بشأن تغيير رئيس هيئة الأركان ورئيس جهاز الشاباك خلال فترة الحرب. وقال "يلعب نتنياهو بالجيش لخدمة مصالحه".
وتقدر إسرائيل عدد أسراها في غزة بـ58 أسيرا منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
ومن جانبها أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مرارا استعدادها لإطلاق الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة" مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
لكن نتنياهو يصر على صفقات جزئية ويتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة.