كشفت وثائق استولى عليها الجيش الأوكراني من مواقع روسية مهجورة في منطقة كورسك، أن القيادة العسكرية الروسية كانت تتوقع التوغل الأوكراني عبر الحدود، وتخطط لصده منذ أشهر.

كما توضح الوثائق، التي اطلعت عليها صحيفة الغارديان البريطانية ونشرت محتواها، عن قلق متزايد لدى القيادة الروسية بشأن انخفاض الروح المعنوية بين جنودها في منطقة كورسك.

وتفاقم هذا القلق إثر إقدام أحد الجنود على الانتحار في الجبهة، حيث تبين أنه كان يعاني من "حالة اكتئاب مزمنة نتيجة خدمته في الجيش الروسي"، بحسب المصدر ذاته.

وتكشف الوثائق أيضا عن تعليمات لقادة الوحدات بضمان تعرّض الجنود الروس يوميا لوسائل الإعلام الروسية الحكومية، وذلك بهدف الحفاظ على "توازنهم النفسي".

وقالت الغارديان، إنها لم تتمكن من التحقق بشكل مستقل من صحة الوثائق، غير أنها أشارت إلى أنها غير أنها تحمل في طياتها سمات المراسلات العسكرية الروسية الرسمية.

وذكرت الصحيفة أن فريقا أوكرانيا للعمليات الخاصة الأوكراني استولى على الوثائق التي تعود إلى وزارة الداخلية الروسية وجهاز الأمن الفيدرالي والجيش من مبانٍ في منطقة كورسك، وقدموا لها لاحقا مجموعة منتقاة للاطلاع عليها وتصويرها.

وبعض الوثائق عبارة عن أوامر مطبوعة موزعة على وحدات مختلفة، بينما البعض الآخر عبارة عن سجلات مكتوبة بخط اليد تسجل الأحداث والمخاوف في مواقع محددة.

تحذيرات من الهجوم

وكشفت الصحيفة، أنه بينما فاجأ توغل أوكرانيا في كورسك حلفاء كييف الغربيين والعديد من النخبة الأوكرانية، ضمت الوثائق العسكرية الروسية، على مدى أشهر،   تحذيرات بشأن احتمال التوغل في المنطقة ومحاولة احتلال سودجا، وهي بلدة يبلغ عدد سكانها 5 آلاف نسمة وتخضع لسيطرة الأوكران منذ أكثر من شهر.

وتحدثت وثيقة تعود إلى 4 يناير الماضي عن "إمكانية اختراق الحدود الحكومية" من قبل المجموعات المسلحة الأوكرانية، وأمرت بزيادة التدريب للاستعداد لصد أي هجوم.

في منتصف مارس، أُمرت الوحدات على الحدود بتعزيز خطوط الدفاع و"تنظيم تدريبات إضافية لقيادة الوحدات والنقاط القوية فيما يتعلق بالتنظيم السليم للدفاعات" استعدادًا لهجوم أوكراني عبر الحدود.

صحيفة: مليون قتيل ومصاب جراء غزو أوكرانيا كشفت تقديرات نقلتها صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أن عدد القتلى والجرحى من طرفي الحرب الأوكرانية المستمرة منذ عامين ونصف العام، وصل إلى نحو مليون شخص.

وفي منتصف يونيو، صدر تحذير أكثر تحديدا من الخطط الأوكرانية: "هجوم في اتجاه يوناكيفكا-سودجا، بهدف السيطرة على سودجا"، وهو ما حدث بالفعل في أغسطس.

كما توقعت القيادة الروسية بالمنطقة  بأن أوكرانيا ستحاول تدمير جسر فوق نهر سيم لتعطيل خطوط الإمداد الروسية في المنطقة، وهو ما حدث لاحقا أيضا.

واشتكى عسكريون روس في وثيقة يونيو،  من أن الوحدات الروسية المتمركزة في الجبهة "ممتلئة بنسبة 60-70 بالمئة فقط في المتوسط، وتتكون بشكل أساسي من احتياطيين ذوي تدريب ضعيف".

وذكرت الصحيفة أنه في أعقاب الهجوم الأوكراني، مطلع  أغسطس، تخلى العديد من الجنود الروس عن مواقعهم، وفي غضون أسبوع سيطرت أوكرانيا بالكامل على سودجا.

وقال أحد أعضاء فريق العمليات الخاصة الذي استولى على الملفات: "لقد هربوا، دون حتى إخلاء أو تدمير وثائقهم".

وخلال الانسحاب الروسي الفوضوي، أسرت القوات الأوكرانية مئات الجنود الروس، كان العديد منهم من المجندين عديمي الخبرة.

لضرب العمق الروسي.. هذه الأسلحة الغربية تريدها أوكرانيا تطلب أوكرانيا، منذ أشهر، السماح لها باستخدام أسلحة غربية بعيدة المدى لضرب العمق الروسي. تكتيكات تضليل وحالة نفسية صعبة

كما تقدم الوثائق، بحسب الصحيفة "نظرة ثاقبة" على التكتيكات الروسية خلال العام الماضي، حيث تتحدث في إحدى الحالات عن الحاجة إلى إنشاء خنادق ومواقع وهمية لتضليل طائرات الاستطلاع الأوكرانية بدون طيار.

بالإضافة إلى إنشاء نماذج للدبابات والمركبات المدرعة وقاذفات المدفعية وكذلك دمى للجنود، وتحريكها بشكل دوري لتمويه القوات الروسية.

ووسط لغتها الرسمية الجافة والمتشعبة، تكشف الوثائق، عن مؤشرات مقلقة تتعلق بتدهور الروح المعنوية على الجبهة، وفقا للصحيفة.

وورد في إحدى التقارير العسكرية الروسية: "يُظهر تحليل الوضع الراهن أن ظاهرة انتحار العسكريين لا تزال تشكل تحديًا خطيرا".

وتذكر الوثيقة حادثة مأساوية يُزعم وقوعها في 20 يناير من العام الجاري، حيث أقدم جندي مجند على إطلاق النار على نفسه في البطن بإحدى نقاط الحراسة.

ويوضح التقرير المكتوب يدويا: "خلص التحقيق إلى أن الانتحار نجم عن انهيار نفسي وعصبي، سببه حالة اكتئاب مزمنة مرتبطة بخدمة الجندي في الجيش الروسي".

وللحد من تكرار مثل هذه الحوادث، صدرت توجيهات لقادة الوحدات بتحديد الجنود "غير المؤهلين نفسيا لأداء مهامهم أو المعرضين لسلوكيات منحرفة، وترتيب نقلهم إلى المنشآت الطبية العسكرية المختصة".

كما تضمنت وثيقة مطبوعة - غير مؤرخة - تعليمات إضافية للحفاظ على معنويات الجنود، تقضي بتخصيص 5-10 دقائق يوميا، إضافة إلى ساعة أسبوعيا، للتثقيف السياسي، بهدف "صون وتعزيز الحالة السياسية والمعنوية والنفسية للأفراد".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: العسکریة الروسیة

إقرأ أيضاً:

بغداد.. هجوم بمسيّرة مجهولة على قاعدة “التاجي” العسكرية

شبكة انباء العراق …

أعلن مسؤول عسكري عراقي، الثلاثاء، تعرض أحد المواقع داخل قاعدة التاجي شمال بغداد لهجوم بطائرة مسيّرة مجهولة المصدر.

وأكد قائد عمليات بغداد، الفريق الركن وليد التميمي ، أن طائرة مسيّرة مجهولة استهدفت، فجر الثلاثاء، أحد المواقع داخل قاعدة التاجي.

وأضاف أن الهجوم لم يسفر عن خسائر بشرية، دون الخوض في مزيد من التفاصيل حول الحادث.

في السياق ذاته، أفادت بعض وسائل الإعلام المحلية أن الهجوم استهدف منظومة رادار فرنسية الصنع داخل القاعدة.

يُذكر أن قاعدة التاجي العسكرية كانت تؤوي في السابق قوات من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، قبل أن تتسلّم القوات العراقية إدارتها في عام 2020.

ويتزامن هذا الهجوم على القاعدة العسكرية العراقية، مع تصاعد التوتر في المنطقة، إثر تبادل إيران وإسرائيل ضربات، ودخول الولايات المتحدة إلى الحرب لاحقا.

ومساء الاثنين، أعلن التلفزيون الحكومي الإيراني بدء عملية عسكرية تحت اسم “بشائر الفتح”، استهدفت قاعدة “العديد” الجوية الأمريكية في قطر، في أول ضربة إيرانية من نوعها.

وأشارت وكالة “إرنا” الإيرانية، إلى شن هجوم صاروخي أيضا على قاعدة أمريكية في العراق.

وقالت القوات المسلحة الإيرانية في بيان، إن الحرس الثوري شن هجوما صاروخيا “قويا ومدمرا” على قاعدة العديد الجوية في قطر.

وأوضحت أن “الهجوم جاء بقرار من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وبقيادة مقر خاتم الأنبياء المركزي”.

ومنذ 13 يونيو/ حزيران الجاري، تشهد المنطقة تصعيدًا خطيرًا، إذ تهاجم إسرائيل منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين في إيران، بينما ترد طهران بقصف مواقع عسكرية واستخباراتية إسرائيلية باستخدام صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين.

وفجر الأحد، شنت الولايات المتحدة ضربات جوية على منشآت نووية إيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان، في تصعيد مباشر بعد تقديمها دعماً عسكرياً واستخبارياً ولوجستياً للهجوم الإسرائيلي على إيران.

user

مقالات مشابهة

  • السفارة الروسية في لندن: بريطانيا حملت راية المواجهة مع روسيا في قمة الناتو
  • أوكرانيا تعلن إيقاف التقدم الروسي في سومي وتخسر قرية مهمة بدونيتسك
  • روسيا: إسطنبول لا تزال المنصة الرئيسية للمفاوضات مع أوكرانيا
  • الاستخبارات الخارجية الروسية: الغرب يسعى لتحريف محتوى المفاوضات الروسية الأوكرانية
  • الاستخبارات الروسية تتهم الغرب بتحريف محتوى المفاوضات الروسية الأوكرانية
  • الجالية الروسية في مصر تحيي العيد الوطني الروسي
  • أوكرانيا.. قمة الناتو تناقش كيفية إجبار ‎روسيا على إنهاء الحرب
  • زيلينسكي: الأسلحة الأوكرانية ستصبح جزءا من أوروبا القوية
  • بغداد.. هجوم بمسيّرة مجهولة على قاعدة (التاجي) العسكرية
  • بغداد.. هجوم بمسيّرة مجهولة على قاعدة “التاجي” العسكرية