أقيم بمكتبة مصر العامة بمطروح، حفل ختام الأسبوع الثقافي الثالث والثلاثين لأطفال المحافظات الحدودية ضمن مشروع "أهل مصر"، الذي أقيم برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، ونظمته الهيئة العامة لقصور الثقافة، تحت شعار "يهمنا الإنسان" منذ 12 سبتمبر الحالي.

شهد حفل الختام الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، المهندس حسين السينيني السكرتير العام المساعد لمحافظة مطروح، لاميس الشرنوبي- رئيس إقليم القاهرة الكبرى الثقافي والمدير التنفيذي لمشروع أهل مصر أطفال، أحمد درويش رئيس إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي، محمد حمدي مدير عام ثقافة مطروح.

معرض فني نتاج الورش الفنية والحرف اليدوية والتراثية

استهلت الفعاليات بتفقد معرض فني نتاج الورش الفنية والحرف اليدوية والتراثية التى أقيمت طوال الأسبوع، حيث استعرض الأطفال أعمالهم الإبداعية من مشغولات جلدية، وخيامية، وأشكال شنط مميزة مصنوعة من الخرز، والشبك، بالإضافة إلى منحوتات من الخشب الأركت، وغيرها نتاج ورشة إعادة التدوير، بجانب عرض رسومات مبهجة نتاج ورشة الرسم بالموسيقى.

وعلى مسرح المكتبة بدأت الفعاليات بالسلام الجمهوري، وفي كلمته قدم "ناصف" تحياته للحضور ونقل تحية وزير الثقافة وتقديره الكبير لهذا المشروع، مشيرًا إلى دوره في تعزيز الهوية الوطنية لدى النشء وربطهم بتراث وطنهم الثقافي.

وتوجه نائب رئيس الهيئة بالشكر للواء خالد شعيب محافظ مطروح، لتيسير استضافة فعاليات الأسبوع بالمحافظة، وأشار إلى السعي الدائم لتقديم أفكار جديدة بالمشروع مثل تسويق منتجات الورش الفنية التي تقام خلال الملتقيات والأسابيع سواء للأطفال أو الشباب أو المرأة، مؤكدًا طرح أفكار ورؤى جديدة كتقديم منح مالية للمتميزين من أبناء المحافظات كبداية لهم لإقامة مشروعاتهم الخاصة فى مجال الحرف التراثية واليدوية التي تعلموها، وتأهيل الموهوبين من الأطفال للمشاركة في مسابقة المبدع الصغير.

وفي كلمته نقل السكرتير العام المساعد تحية محافظ مطروح ورحب بالحضور وبالأطفال، موضحًا أنهم سفراء المحافظات الحدودية، وعبر عن سعادته لما شهده الملتقى خلال هذا الأسبوع من فعاليات ثقافية وفنية وأدبية، وزيارات ترفيهية وتثقيفية للمزارات السياحية والأثرية على أرض المحافظة، الأمر الذي يثري معارف ومدارك الأطفال مع تنمية مهاراتهم، كما وجه الشكر لوزارة الثقافة وهيئة قصور الثقافة لما توليه من اهتمام بتنظيم هذا البرنامج الوطني وغيره من البرامج.

وأشادت المدير التنفيذي للمشروع، بالجهود المبذولة لتنظيم الفعاليات، موجهة الشكر لوزير الثقافة ونائب رئيس الهيئة، لدعمهم الكبير للمشروع، مؤكدة أنه يهدف إلى تعزيز الترابط الثقافي بين الأطفال من مختلف المحافظات الحدودية، وتمكينهم من التعرف على ثقافات وتراث بعضهم البعض، وغرس الهوية والانتماء في نفوسهم وتعزيز قدراتهم الإبداعية عبر الورش الحرفية والتراثية والأدبية التي أقيمت خلال الأسبوع وكانت بمثابة فرصة لتعليمهم مهارات جديدة.

فيلم وثائقي عن فعاليات الأسبوع الثقافي

تضمنت الفعاليات عرض فيلم وثائقي عن فعاليات الأسبوع الثقافي وما تضمنه ورش تدريبية بداية من استقبال الأطفال وتوزيعهم على الورش ونتاجها، بجانب الجولات الميدانية، ولقاءات مع المدربين، إعداد د. محمد إسماعيل، تصوير جمال الشرنوبي، مونتاج أحمد فتحي.

ورش فنية وثقافية

أعقبه فيلم قصير نتاج ورشة التصوير والفوتوشوب تدريب كل من د. محمد إسماعيل وأحمد فتحي، ثم فيلم قصير نتاج ورشة صناعة فيلم يناقش أهمية التعاون تدريب د. شيرين شعبان وسمر علي، أعقبه عرض لعرائس الماريونت.

كما تضمنت الفعاليات عرض نتاج ورشة الشعر للمدرب أحمد خليفة وقدم خلالها الأطفال المشاركين عددا من القصائد الشعرية، بالإضافة إلى عرض نتاج ورشة الأراجوز للمدرب ناصر عبد التواب، وورشة الكتابة المسرحية للسيناريست وليد كمال قدموا خلالها مسرحية قصيرة بعنوان "دائما هناك طريق" القصة والمعالجة الدرامية عاصم حاتم راشد من محافظة شمال سيناء كتابة جنا محمد، أسامة صلاح، بسنت محمد، مريم عبد الرحيم، وتناولت فكرة تشجيع الأطفال على تحقيق أهدافهم في الحياة مهما كانت الصعاب.

عرض مسرحية "دعاة الحب"

كما تضمنت الفعاليات عرض مسرحية بعنوان "دعاة الحب" تدور فكرتها عن الخير والشر وانتصار الخير في النهاية، تدريب المخرج أحمد الغزلاني.

ورشة الموسيقى والغناء

وفي الختام قدم عرض فني نتاج ورشة الموسيقى والغناء تدريب الفنان ماهر كمال قدم خلاله الأطفال أغاني متنوعة منها "مصر يا أم الدنيا، آه ياللي، الدنيا ريشة في هوا"، وختاما أغنية "إحنا أطفال أهل مصر".

الأسبوع الثقافي الثالث والثلاثين لأطفال المحافظات الحدودية أقيم ضمن برامج الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، برئاسة د. حنان موسى، رئيس اللجنة التنفيذية للمشروع، بالتعاون مع غرب ووسط الدلتا الثقافي، وفرع ثقافة مطروح، وشارك به 200 طفل وطفلة من المحافظات الحدودية "أسوان، حلايب وشلاتين وأبو رماد من محافظة البحر الأحمر، الوادي الجديد، شمال سيناء، جنوب سيناء"، بالإضافة إلى أطفال المحافظة المضيفة والمناطق الجديدة الآمنة بالقاهرة.

مشروع "أهل مصر" 

مشروع "أهل مصر" أحد أهم مشروعات وزارة الثقافة المقدمة لأبناء المحافظات الحدودية "المرأة والشباب والأطفال" وينفذ ضمن البرنامج الرئاسي، الذي يهدف لتشكيل الوعي، وتعزيز قيم الانتماء والولاء للوطن، ورعاية الموهوبين، وتحقيق العدالة الثقافية.
 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: أهل مصر أطفال المحافظات الحدودية اقليم القاهرة الكبرى الأسبوع الثقافي الهيئة العامة لقصور الثقافة الحرف اليدوية والتراثية الورش الفنية

إقرأ أيضاً:

د. عصام محمد عبد القادر يكتب: النتاج الفكري .. ما بين الزخم والثمرة

مقدرة الإنسان على التفكير نعمة عظيمة يتمخض عنها نتاج فكري، يسهم في تعزيز المستودع المعرفي، الذي يساعد في تنمية الوعي في أنماطه المختلفة، وهنا نتحدث عن مهارات نوعية، تصيب الهدف، وتحقق الغاية المنشودة، وتخلق أفكارًا، تتسق مع المنطق، ويتقبلها الوجدان، وتعززها الممارسة؛ حيث التأمل الناتج عن الفهم العميق، والاستنتاج المتاخم لمقدرة الفرد على التفسير، والملاحظة الدقيقة، التي تنسدل من معايير ضابطة، تحدُّ من أثر تدخلات متغيرات قد تشتت الأذهان، وتشوب النتيجة.

تقدير النتاج الفكري، والعكوف على طرائق وظيفيته؛ بغية الاستفادة منها يساعد في إيجاد مناخ يجعل الإنسان محفزًا؛ لإنتاج مزيد من هذا النتاج بمختلف ألوانه، وصوره بما يضيف إلى المستودع الثقافي؛ فيصير من تراثه المثمر بمرور الزمن، وهنا نتحدث عن أصالة، وتجديد؛ كي نتجرّع من كأس عتيق معارفنا، ونضيف نكهات الحاضر، التي تذيب ما نواجه من عثرات، قد تقف حجر عثرة أمام تحديات متجددة تواجهنا، وتحد من تدفق سيل أفكار، يمكننا أن نحوّلها من حيز التجريد لوظيفية التطبيق.

عقولنا البشرية، التي نمتلكها، لا تتوقف قطّ عن التفكر، والتفكير فيما يدور حولنا من مجريات أحداث قد مضت، أو ما زالت جارية، أو نتوقع صورتها في المستقبل القريب، والبعيد منه على السّواء؛ لذا يتوجب أن نستثمر ما لدينا من ملكات من أجل أن نتحصل على نتاج فكري رصين، يساعدنا في أن نطوّر من مجالات نوعية، لا غنى عنها، بل، يحسن من مفردات الحياة التي نعيش تفاصيلها؛ فنقدم على طرق أبواب، قد لا يتواتر على الأذهان في أزمنة بعينها أن تمسك بمفاتيحها؛ لتكشف عما ورائها، وهذا في حد ذاته يؤكد ضرورة تجديد نتاجنا الفكري؛ ليستدام التجديد، ويعزز الابتكار، الذي يقوم على فكرة تلو الأخرى.

دعونا نُثمّن مفرزات العقل البشري المُتَّقد، الذي يخرج لنا مؤلفات زاخرة بالمعاني، والمفاهيم العميقة، والبحوث، التي يتمخض عنها نتائج وظيفية، تستفيد منها مجالات عديدة، والنظريات، التي نستلهم من فروضها، ومبادئها المقدرة على تعضيد سيناريوهات من شأنها أن تحدث تغييرات في بِنَى التفكير، وأطره عبر ما نتبناه من استراتيجيات متقدمة تعتمد على تخطيط متقن، وتنفيذ مقنن، وتقويم يساعدنا في التحسين، والتطوير على الدوام، ناهيك عما تقدمه له مقالات الرأي من استنارة حول قضية بعينها، نستقرأ منها الإشكالية، ونستخلص من إيجابية الطرح اليانع، المتمثل في حلول تعتمد على عمق الرؤى، التي تربط النظرية بالتطبيق.

أعتقد أن جُلّ النتاج الفكري الرصين يقدم لنا أفكارًا، تمدنا برؤية مفعمة بتفاصيل تتوافق، أو تتكيف مع ما لدينا من مقدرات، وإمكانيات، لا ينقصنا سوى صناعة، واتخاذ قرار يحول الأفكار إلى نتاج ملموس، بعيدًا عن التحيز، أو الذاتية، والتزامًا بالموضوعية في سياقها المطلق، وهذا ما يجعلنا قادرين على المواكبة، وتطوير أنفسنا، وإضفاء قيمة مضافة إلى مقدراتنا، وهو ما يشكل حجر زاوية التقدم المعرفي، والمادي على السّواء.

النتاج الفكري المثمر يشرح الصدور، ويوقظ الأفئدة، وينير القلوب، ويروي الوجدان بفيض مفردات تخصب الأذهان؛ ومن ثم تنمو في مساراته المعقدة المفاهيم المجردة، والمحسوسة، التي تسهم في تنمية أنماط الوعي لديه؛ فيصبح مدركًا لما يدور حوله، غائرًا في حضارته المتجذرة، ملمًّا بتراثه الثقافي لديه رؤية طموحة نحو مستقبله، الذي يشارك في صناعته، ولا يتأخر قطّ عن المبادرة في تجاوز المشكلات، والتحديات، التي تواجه مجتمعه، ناهيك عن امتلاك صفات المواطنة الصالحة، التي تعجله يفقه منظومة النسق القيمي النبيلة، الذي يتبناه مجتمعه؛ فيمارس اتصاف التسامح عبر حوار بناء مع أخيه في الإنسانية، وهذا ما يؤكد على فلسفة الإيجابية.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.

طباعة شارك تنمية الوعي التفكير لمفاهيم العميقة

مقالات مشابهة

  • اليوم.. قصور الثقافة تطلق فعاليات المسرح المتنقل بقرية الشواشنة في الفيوم
  • قصور الثقافة تنشط بالمسرح والملتقيات والندوات العلمية في القاهرة وجنوب سيناء
  • اختتام ورشة لكوادر وفرسان التنمية في المحافظات المحتلة
  • عبد الله الثقافي البلنوري يمثّل الهند في مؤتمر الإفتاء
  • أجندة قصور الثقافة في الأسبوع.. احتفالات عيد وفاء النيل تطوف المحافظات
  • خيرية الشارقة تختتم مخيمها الطلابي بزيارة دار المسنين
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: النتاج الفكري .. ما بين الزخم والثمرة
  • في انطلاق الملتقى الـ21 من مشروع أهل مصر.. 8 ورش إبداعية استكمالا لمسيرة دعم وتمكين المرأة بالمحافظات الحدودية
  • اللجنة الوطنية للتحقيق تختتم ورشة عمل حول طبيعة المحاكمات لمرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان
  • العياصرة يفتتح مهرجان القيصر للشعر الفصيح في بيت عرار الثقافي