لبنان ٢٤:
2025-06-01@10:52:22 GMT

حزب الله جاهز على كل المسارات

تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT

حزب الله جاهز على كل المسارات

كتبت دوللي بشعلاني في "الديار":   في حين تتذرّع الحكومة الإسرائيلية بأنّ هدف هذه الحرب هو إعادة سكّان المستوطنات الشمالية الى منازلهم بالدرجة الأولى، تشرح مصادر سياسية مطّلعة بأنّ الإسرائيلي يسعى في الواقع الى خلق منطقة حدودية محروقة لتأمين أمن هؤلاء المستوطنين في الشمال وبقائهم فيها خلال السنوات المقبلة، أي عدم مغادرتهم الأرض في المستقبل القريب، إلّا أنّ هذا الأمر من الصعب تحقيقه حتى لو شنّ حرباً بريّة على لبنان، لأنّ الأرض المحروقة ستكون لدى الجانبين.

رغم ذلك، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، عقب لقائه هوكشتاين، أن "العمل العسكري بات السبيل المتبقي لإعادة السكان لشمال إسرائيل". فهل لا يزال مقرّراً القيام بهذا العمل، بعد الهجوم الإرهابي الإلكتروني على أجهزة الإتصال في لبنان، واغتيال عقيل، أم أنّ هذه الاعتداءات هي البديل من العملية العسكرية الموسّعة أوتشكل تمهيداً للتوغّل البرّي جنوباً؟! تُجيب المصادر السياسية أنّه إذا كان الهدف من الحرب الموسّعة فعلاً هو إعادة سكّان المستوطنات الشمالية، فالمنازل اليوم مدمّرة، وفق المعلومات، والعام الدراسي قد بدأ، وشنّ عملية عسكرية واسعة لإعادتهم ستستلزم أكثر من سنة، يكون عندئذ قد انتهى العام الدراسي. والإخفاق واضح في الحرب المستمرة على قطاع غزّة والتي ستدخل عامها الأول بعد أسابيع، من دون تحقيق الأهداف، لهذا فليس من فائدة من فتح جبهة حرب جديدة، وهذا يعني أنّ الإسرائيليين قد تأخّروا كثيراً لاتخاذ قرار العملية الموسّعة، إذا ما كان هدفها هو إعادة المستوطنين فقط. أمّا أن تكون الاعتداءات المتواصلة على لبنان هي بديل من العملية، فإنّ الأمر لا يبدو كذلك.   وأكّدت المصادر ذاتها أنّ حزب الله جاهز لأي اعتداء إسرائيلي، أجاء من البرّ أو من البحر، خصوصاً وأنّ الحرب الموسّعة مؤجّلة حالياً، رغم إصرار نتنياهو على توسيع الحرب، لأنّها مرفوضة من قبل الولايات المتحدة والدول الأوروبية. وتحدّثت المعلومات عن الجهوزية الكاملة لحزب الله لردع أي محاولة عسكرية للتوغّل الى داخل القرى الجنوبية، ولاسيما بعد الكلام الذي قاله لواء الشمال أوري غوردون عن أنّهم جاهزون لاحتلال شريط أمني داخل لبنان. وعن المسارات للتوغّل الى لبنان، ذكرت المصادر أنّها معدودة ومعروفة، وهي مُراقبة من قبل المقاومة طوال الوقت، ما يجعل مغامرة الدخول الى القرى الجنوبية عبرها، أو عبر إحداها، ستُشكّل مقبرة جماعية للإسرائيليين. وإذا ما أراد الإسرائيليون القيام بإنزال بحري في مرفأ بيروت، على ما أضافت، فسيُشكّل هذا السيناريو مأزقاً آخر لهم، فعملية من هذا النوع هي عملية معقّدة، بحسب الخبراء، ولا يمكن أن تجري سوى بعدد كبير من القوّات، وهو أمر غير ممكن حالياً في ظلّ النقص في العتاد والعديد الذي يعاني منه جيش العدو..  

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

رأي.. عمر حرقوص يكتب: حزب الله.. سلام مع إسرائيل وحرب على سلام

هذا المقال بقلم الصحفي والكاتب اللبناني عمر حرقوص*، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتب ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.

لم يكن مستغرباً رد فعل مسؤولي "حزب الله" ومؤسساته الإعلامية على المواقف التي أعلنها رئيس وزراء لبنان نواف سلام حول نهاية عصر "تصدير الثورة الإيرانية"، وتشديده على تطبيق بنود الدستور اللبناني "اتفاق الطائف" لجهة منع ثنائية السلاح وحصره بمؤسسات الدولة، وهو السلاح الموجود لدى "حزب الله" أو بيد منظمات ومجموعات داخل المخيمات الفلسطينية.

عدم استغراب ردود الفعل من "حزب الله" ومكوناته على نواف سلام يأتي من تاريخ التنظيم الرافض لأي مطالبة بتسليم السلاح وتحوله إلى حزب سياسي مثل بقية القوى، على الرغم من جلسات الحوار الطويلة التي عملت لوضع إستراتيجية عسكرية منذ عام 2005 ولم تصل لنتيجة.

خطابات نواف سلام الأخيرة وإحداها على شاشة CNN اعتبرها حزب الله تحدياً لدوره الذي لا يزال يعتقد أنه قادر على تغيير الموازين في المنطقة أو على الأقل في الداخل، خصوصاً بعد نتائج الحرب الأخيرة التي أدت إلى دخول إسرائيل الأراضي اللبنانية والقضاء على قيادة "الحزب" الأساسية وآلاف من عناصره.

08:41نواف سلام يتحدث لـCNN عن فرص لبنان الضائعة والسيطرة على حزب الله وما يريده من الإدارة الأمريكية.. ماذا قال؟

الهجوم الموصوف بـ"الحرب" الذي تعرض له نواف سلام من قبل قادة في "حزب الله" وإعلامه وجمهوره تخطى أدبيات الخطاب السياسي، ليصل حد التلويح باتهامه بالعمالة لإسرائيل، على الرغم من أن الرجل كان يترأس المحكمة الجنائية الدولية حينما أصدرت في عهده طلب توقيف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

لكن موقف نواف سلام الذي يمثل الدولة اللبنانية لم يأتِ من فراغ، بل يستند إلى مجموعة مسائل موضوعية تحتم على بيروت التزام القرارات الدولية وتطبيقها، للقيام بإصلاحات أمنية واقتصادية وسياسية تسمح بالعودة إلى خارطة الدول النامية.

وقبل الحديث عن الضغوط الدولية التي كان آخرها تلويح واشنطن بضرورة التزام بيروت نزع سلاح الميليشيات من خلال إجراءات ملموسة، من الضروري التذكير أن لبنان دفع أثماناً باهظة نتيجة الصراع مع إسرائيل، وكاد قبل 42 عاماً أن يوقع اتفاق سلام معها سُمي "اتفاق 17 مايو/أيار"، قبل أن تطيح به الحرب الأهلية والتدخلات الإقليمية، وأعطى ذاك الاتفاق اللبنانيين مجموعة نقاط تمنع إسرائيل من دخول أراضيه أو مهاجمتها، وتسمح له بالحصول على ترسيم حدودي للبر والبحر.

مقابل رفضه المستمر نقاش مسألة سلاحه داخليًا أظهر "الحزب" تحوّلاً في موقفه تجاه إسرائيل عندما وافق، على اتفاق ترسيم الحدود البحرية في أكتوبر 2022. الاتفاق الذي تم بوساطة أمريكية، أقرّ لإسرائيل حقل "كاريش" النفطي كاملاً، وأفسح المجال أمام الحكومة السابقة التي تمثله لتسويق الاتفاق كـ"إنجاز سيادي"، رغم أن "اتفاق 17 مايو/ أيار" كان لحظ المناطق البحرية من ضمن الحدود اللبنانية، وبموجب الاتفاق الجديد التزم "الحزب" بعدم التعرض للحقل النفطي على الرغم من الحرب المدمرة التي تواجه بها مع إسرائيل خلال نهاية العام الماضي.

وزاد المشهد تغيّراً في خريف 2024، وبعد وساطة أمريكية مباشرة، توصّل الطرفان أي "حزب الله" وإسرائيل إلى تفاهم يُنهي الحرب الميدانية. لكنه لم يكن اتفاق "هدنة" بالمعنى الكلاسيكي، بل وضع خارطة نحو "سلام" غير معلن، تنهي حال الحرب وتمنح إسرائيل القدرة على توجيه الضربات لأي تحرك عسكري لـ"الحزب" في كل المناطق اللبنانية، وهو لم يكن إلا إقراراً عملياً بانتهاء زمن الحرب المفتوحة بين الطرفين ووضع خطوات أولى للسلام أو انتظار تغير عالمي أو إقليمي يعيد لـ"الحزب" دوره الوظيفي، رغم أن الاتفاق "سمح" فعلياً ببقاء 5 مواقع إسرائيلية قرب الحدود حتى الانتهاء من تطبيق بنوده، ومنَع عودة الأهالي إلى قراهم في الشريط الحدودي، وأبقى المجال مفتوحاً أمام الطائرات المسيّرة لاستهداف "الحزب" ميدانياً، وتجاوز في مضمونه ما رفضته الدولة اللبنانية قبل 42 عاماً في "اتفاق 17 مايو/أيار".

مقابل التفاهم الحدودي، صعّد حزب الله هجومه الإعلامي والسياسي الداخلي، رافضاً الحديث عن ضرورة إنهاء "ثنائية السلاح"، وشنّ إعلامه حملة على المطالبين بتسليم السلاح للجيش اللبناني ومن بينهم نواف سلام الذي يرأس حالياً خطاب تنفيذ الدستور والقوانين، الذي لم يكن يتحدث من فراغ، فـ"اتفاق الطائف" الذي يُعدّ المرجع الدستوري الأول للجمهورية الثانية، نصّ صراحة على حلّ جميع الميليشيات المسلحة ومنها بالتأكيد "حزب الله".

ربما يسهل ذكر الكثير من أسباب امتعاض "حزب الله" من أي حديث حول سلاحه، لكنه لم يستطع السكوت عن خطابات نواف سلام التي يبدو أنها أربكت الحزب وفاجأته، فهي تنقل النقاش إلى مستوى جدِّي ورسمي جديد وتعجل من مواعيد "الحوار" الذي يقوم به رئيس البلاد جوزاف عون لتسليم السلاح، ويدفع لوضع مهلة له بدلا من تركه مستمر بفترة زمنية مفتوحة بلا نهاية، كما أنه يفرض عدم انتظار المفاوضات الإيرانية الأميركية التي يعتبرها "محور المقاومة" فرصة ومهلة قد تؤدي لانقلاب الموازين أو إعادة تشكيل التحالفات في المنطقة.

لم يوقّع "حزب الله" اتفاق "سلام" واحد مع إسرائيل، بل اتفاقي. الأول بحريّ أعطاها فيه حقلاً نفطياً، والثاني ميداني سمح لها بالتحرك لتأمين حدودها كاملة. وكلاهما أنهى مرحلة "المقاومة" المسلحة، وإن لم يُعلن ذلك رسمياً. وفي المقابل، تحوّل السلاح إلى أداة لإسكات الداخل وإعلان "الحرب" على المطالبين بتسليمه للدولة.

* عمر حرقوص، صحفي، رئيس تحرير في قناة "الحرة" في دبي قبل إغلاقها، عمل في قناة "العربية" وتلفزيون "المستقبل" اللبناني، وفي عدة صحف ومواقع ودور نشر.

لبنانحزب اللهنشر الجمعة، 30 مايو / أيار 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • شهيد وإصابة في عدوان إسرائيلي جديد على جنوب لبنان (شاهد)
  • هل نجح العدوان على لبنان وفشل في القطاع؟.. دراسة إسرائيلية
  • سوريا تتحضّر لورشة إعادة الإعمار.. طرابلس منصّة وبابٌ موصد بوجه لبنان
  • رأي.. عمر حرقوص يكتب: حزب الله.. سلام مع إسرائيل وحرب على سلام
  • خدعة نتنياهو الجديدة ومقترح ويتكوف
  • النقل تعلن مواعيد تشغيل قطار الرياض خلال إجازة عيد الأضحى
  • ( اراء حرة ) { خطة إسرائيل لاستدعاء ٤٥٠ الف مقاتل احتياط / التأثير والأثر}
  • بري: نرحب بكل جهد استثماري للمساهمة في إعادة الإعمار ومصر لم تتأخر عن دعمنا
  • إعادة افتتاح المسرح الوطني اللبناني يعيد شارع الحمرا إلى الواجهة الثقافية
  • باقي كتلة