كتبت دوللي بشعلاني في "الديار": في حين تتذرّع الحكومة الإسرائيلية بأنّ هدف هذه الحرب هو إعادة سكّان المستوطنات الشمالية الى منازلهم بالدرجة الأولى، تشرح مصادر سياسية مطّلعة بأنّ الإسرائيلي يسعى في الواقع الى خلق منطقة حدودية محروقة لتأمين أمن هؤلاء المستوطنين في الشمال وبقائهم فيها خلال السنوات المقبلة، أي عدم مغادرتهم الأرض في المستقبل القريب، إلّا أنّ هذا الأمر من الصعب تحقيقه حتى لو شنّ حرباً بريّة على لبنان، لأنّ الأرض المحروقة ستكون لدى الجانبين.
رغم ذلك، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، عقب لقائه هوكشتاين، أن "العمل العسكري بات السبيل المتبقي لإعادة السكان لشمال إسرائيل". فهل لا يزال مقرّراً القيام بهذا العمل، بعد الهجوم الإرهابي الإلكتروني على أجهزة الإتصال في لبنان، واغتيال عقيل، أم أنّ هذه الاعتداءات هي البديل من العملية العسكرية الموسّعة أوتشكل تمهيداً للتوغّل البرّي جنوباً؟! تُجيب
المصادر السياسية أنّه إذا كان الهدف من الحرب الموسّعة فعلاً هو إعادة سكّان المستوطنات الشمالية، فالمنازل اليوم مدمّرة، وفق المعلومات، والعام الدراسي قد بدأ، وشنّ عملية عسكرية واسعة لإعادتهم ستستلزم أكثر من سنة، يكون عندئذ قد انتهى العام الدراسي. والإخفاق واضح في الحرب المستمرة على قطاع غزّة والتي ستدخل عامها الأول بعد أسابيع، من دون تحقيق الأهداف، لهذا فليس من فائدة من فتح جبهة حرب جديدة، وهذا يعني أنّ الإسرائيليين قد تأخّروا كثيراً لاتخاذ قرار العملية الموسّعة، إذا ما كان هدفها هو إعادة المستوطنين فقط. أمّا أن تكون الاعتداءات المتواصلة على
لبنان هي بديل من العملية، فإنّ الأمر لا يبدو كذلك. وأكّدت المصادر ذاتها أنّ حزب الله جاهز لأي اعتداء إسرائيلي، أجاء من البرّ أو من البحر، خصوصاً وأنّ الحرب الموسّعة مؤجّلة حالياً، رغم إصرار نتنياهو على توسيع الحرب، لأنّها مرفوضة من قبل الولايات المتحدة والدول الأوروبية. وتحدّثت المعلومات عن الجهوزية الكاملة لحزب الله لردع أي محاولة عسكرية للتوغّل الى داخل القرى الجنوبية، ولاسيما بعد الكلام الذي قاله لواء الشمال أوري غوردون عن أنّهم جاهزون لاحتلال شريط أمني داخل لبنان. وعن المسارات للتوغّل الى لبنان، ذكرت المصادر أنّها معدودة ومعروفة، وهي مُراقبة من قبل المقاومة طوال الوقت، ما يجعل مغامرة الدخول الى القرى الجنوبية عبرها، أو عبر إحداها، ستُشكّل مقبرة جماعية للإسرائيليين. وإذا ما أراد الإسرائيليون القيام بإنزال بحري في مرفأ بيروت، على ما أضافت، فسيُشكّل هذا السيناريو مأزقاً آخر لهم، فعملية من هذا النوع هي عملية معقّدة، بحسب الخبراء، ولا يمكن أن تجري سوى بعدد كبير من القوّات، وهو أمر غير ممكن حالياً في ظلّ النقص في العتاد والعديد الذي يعاني منه جيش العدو..
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
رئيس وزراء العراق: بعثة الأمم المتحدة كانت شريكا حيويا وأسهمت في تثبيت المسارات الدستورية
أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اليوم السبت، أن بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) كانت شريكا حيويا، ويدا ممدودة لمساندة العراق، مشيرا إلى أنها أسهمت في تثبيت المسارات الدستورية في بلاده.
جاء ذلك خلال كلمة السوداني في احتفالية الإعلان الرسمي لانتهاء أعمال ولاية بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) بحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء العراقية (واع).
وأشار إلى أن العراق أسس نظاما سياسيا يعتمد على مبادئ الديمقراطية، وأن بلاده شهدت تطورا ملموسا في مجال الأمن وإصلاح المؤسسات، وانفتاحا دبلوماسيا غير مسبوق.
وأكد السوداني أن العلاقات مع بعثة "يونامي" ستبقى راسخة، موضحا أن العراق يمضي بثبات وقوة نحو التنمية والنهضة الاقتصادية، معربا عن شكره للمرجعيات الدينية والقوى السياسية والنخب الاجتماعية التي أسهمت في بناء التجربة العراقية.
من جانبه، أكد جوتيريش أن الأمم المتحدة ستواصل مشاريعها وبرامجها في العراق، وأنها ستقف دائما إلى جانب العراق ، وأضاف : "اليوم نغلق إحدى صفحات التعاون مع العراق ونفتح أخرى جديدة"، مؤكدا أن العراق أصبح أكثر تطورا وأمانا.

طباعة شارك رئيس وزراء العراق بعثة الأمم المتحدة العراق يونامي