الاقتصاد نيوز - بغداد

 

شهد يوم الخميس الماضي، حدثاً وطنياً بعنوان بارز هو "تحقيق العدالة" في فرض ضرائب الدخل بمعايير دولية، حيث تسلّم مكتب رئيس الوزراء مسودة مشروع قانون ضريبة الدخل الجديد الذي أعدته اللجنة العليا للإصلاح الضريبي والهيئة العامة للضرائب بمشورة وإشراف خبراء الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ)، وتمثل هذه المسودة أول تغيير ستراتيجي في عالم الضرائب في العراق في أعقاب 6 عقود من قانون 1959.

  رئيس اللجنة العليا للإصلاح الضريبي، الدكتور عبد الحسين العنبكي، قال إن "مسودة قانون ضريبة الدخل الجديد تمثل طفرة في مجال التشريعات الضريبية، فالعراق مازال يعتمد حتى الآن على قانون ضريبة الدخل 112 لسنة 1982 الذي يعتمد بالأساس على قانون 1959، أي منذ أكثر من ستين عاماً".   وأشار، إلى أن "التشريعات الخاصة بضريبة الدخل تشريعات قديمة في ظل التطورات والتغيرات الكبيرة على مستوى ظهور مهن جديدة وأخرى اندثرت، وبالتالي كان لابد من الأخذ بنظر الاعتبار هذه التغييرات وإعداد قانون جديد لضريبة الدخل".   ونوّه، بأن "هذا القانون يتصف بثلاث نقاط أساسية؛ منها بأنه ينسجم من حيث احتساب الضرائب مع المعايير الدولية المعتمدة في احتساب الضرائب وموضوع الازدواج الضريبي بين الدول، وهذا الأمر أخذ بنظر الاعتبار، والنقطة الأخرى بأن القانون يحقق العدالة الضريبية، حيث تم توسيع نطاق السماحات في رفع الحد الأدنى من الدخل المعفي من الضريبة بسبب التضخم وارتفاع الأسعار، فالسامحات السابقة لم تعد تكفي، بالتالي تم رفع سقوف السماحات بالنسبة للضرائب".   وبين العنبكي، أن "العديد من الشرائح الضعيفة لن تخضع للضريبة، كما ستفرض ضرائب تصاعدية لذوي الدخل المرتفع أعلى من أصحاب الدخول المنخفضة لتحقيق العدالة الضريبية، أما النقطة الثالثة فسيكون قانون الدخل صديقاً لبيئة الأعمال، لأن هنالك شفافية وتقديراً ذاتياً للدخول خاصة لدخول الشركات والأفراد وكبار المكلفين، فسيكون صديقاً لبيئة الأعمال والاستثمار، وبالتالي سيكون جاذباً للاستثمارات ومراعاة سهولة الإجراءات والتعامل، وبالمحصلة سيكون هذا القانون نقلة كبيرة في مجال الإصلاح الضريبي".   فيما أوضح مستشار رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية والمالية، الدكتور مظهر محمد صالح: أنه "حسب القواعد التشريعية الدقيقة فإن الضريبة لا تصدر ولا تلغى إلا بقانون،  وأن عمل لجنة الإصلاح الضريبي هي تحقيق ما يسمى بـ(العدالة الضريبية) والتي تنصرف إلى إخضاع شرائح جديدة من المكلفين إلى الضريبة كافة لتصبح مساهماتهم  الضريبية ضمن نطاق السيطرة الضريبية، وهو ما يطلق عليه بـ(شمولية الوعاء الضريبي وتوسيع نطاقه) ذلك برفع الضبابية عن الأوعية الضريبية الهاربة" .   وأضاف، "يلحظ أنه بسبب الريعية العالية في الاقتصاد فإن الخاضعين للضرائب بأشكالها المباشرة وغير المباشرة لا تشكل مساهماتهم سوى أقل من 2 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، وهي نسبة تمثل الأقل في سلم المعايير العالمية، في حين أن مساهماتها بالإيرادات العامة ضمن فقرات (الإيرادات غير النفطية)  ينبغي أن تبلغ الأهداف المحددة في (المنهاج الحكومي) وأن لا تقل خلال الأعوام القليلة القادمة عن 20 بالمئة من إجمالي الإيرادات، أي الارتفاع بها إلى ضعف نسبتها الحالية البالغة 10 بالمئة من إجمالي الإيرادات العامة". وأوضح، أن "من مزايا أهداف لجنة الإصلاح الضريبي هي القضاء على ظاهرة ما يسمى بـ(الركوب المجاني الضريبي)، الذي يشير إلى الوضع الذي يستفيد فيه فرد أو شركة من السلع أو الخدمات العامة التي توفرها الحكومة بتمويل من الضرائب دون أن يسهم بشكل عادل في تغطية تكلفة هذه الخدمات عبر دفع الضرائب"، وأشار صالح إلى أن "ذلك يحدث عندما يتهرب شخص أو كيان من دفع الضرائب أو يستفيد من ثغرات في النظام الضريبي، مما يسمح له بالاستفادة من المنافع العامة التي تُموَّل من مساهمات الآخرين". من جانبه، أوضح مقرر اللجنة المالية البرلمانية للدورة الرابعة، الدكتور أحمد الصفار،، بأن "تعديل أو تشريع قانون ضريبة الدخل جديد خطوة مهمة، ولكنها غير كافية إذا لم يتم شمل جميع الضرائب المباشرة وغير المباشرة بالإصلاح، وتشريع قوانين جديدة تحل محل القوانين القديمة بسبب حصول تغييرات كلية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والإداري والمالي وغيرها، وبالتالي فإن القوانين القديمة لا تنسجم مع التعاملات الحالية والتطور التكنولوجي والعملي الحاصل بشكل عام". وبيّن الصفار، أنه "يمكن أن يدعم هذا القانون إيرادات الدولة غير النفطية إذا ما تم تحقيق الإصلاح الضريبي الفعلي من الجانب القانوني والإداري والمالي، لتكون مصدراً مهماً وثانياً بعد الإيرادات النفطية"، ونوّه بأن "السلطة المالية لو تمكنت من حصر دقيق للأوعية الضريبية وتحصيل كامل إيرادات الضرائب ونجحت في تقليل نسبة التهرب والفساد المالي في الدوائر الضريبية؛ ربما تساهم بالإيرادات الضريبية مع الإيرادات العامة الأخرى غير النفطية لربما تصل بنسبة أكثر من 35 بالمئة من إجمالي الإيرادات العامة وأكثر من 50 بالمئة من إجمالي الإيرادات  النفطية".

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار قانون ضریبة الدخل الإیرادات العامة الإصلاح الضریبی

إقرأ أيضاً:

رئيس مصلحة الضرائب: 12 أغسطس آخر موعد للاستفادة من تسهيلات قانون 5 لسنة 2025

أكدت رشا عبد العال، رئيس مصلحة الضرائب المصرية، أن المصلحة تبذ قصارى جهدها للتواصل المباشر مع مجتمع الأعمال في جميع ربوع مصر، للتوعية بالتسهيلات الضريبية الجديدة لتحقيق الاستفادة قبل فوات الفرصة بانتهاء المدة المقررة قانونًا، حيث تم التواصل مع مجتمع الأعمال قائم على مبدأ الشراكة والمنفعة المتبادلة، بما يحقق مستهدفات الدولة وتطلعات المواطن، مشيرةً إلى أن المصلحة قدمت مئات ندوات التوعية المباشرة وعبر الإنترنت، ومستمرة في مسيرتها للوصول إلى مجتمع واعٍ ضريبيًا ملتزم طوعيًا.

وقالت رئيس مصلحة الضرائب المصرية، إن الفرصة محدودة للاستفادة من المميزات التي توفرها التسهيلات الضريبية، حيث من المقرر أن تنتهي في12 أغسطس القادم الفترة المقررة للاستفادة من التسهيلات المتاحة في قانون 5 لسنة 2025، داعيةً كل أصحاب الأعمال بالإسراع بالاستفادة من التسهيلات وبدء صفحة جديدة على أساس الشراكة والدعم والمساندة.

وأضافت رشا عبد العال، أننا نقدم نموذجًا فريدًا من الدعم والمساندة للمستفيدين من النظام المبسط للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر تحت الـ20مليون جنيه، حيث يتعامل المنضمين لهذا النظام بضريبة نسبية مبسطة تبدأ من0.4% لحجم أعمال أقل من 500 ألف جنيه سنويًا وبحد أقصى 1.5% لحجم أعمال أقل من 20 مليون جنيه سنويًا، إضافة إلى العديد من التسهيلات والإعفاءات التي نقدمها وفقًا لقانون 6 لسنة 2025، كما أننا نقدم مجانًا وطوال رحلة الشراكة كل ما يحتاجه شركاؤنا المنضمين للنظام المبسط من دعم فني وأجهزة ومعدات تساعدهم على تنظيم أعمالهم وتحقيق الالتزام الطوعي.

وأوضح الدكتور أبو زيد عبد الرحمن مدير عام خدمة العملاء مركز كبار الممولين ومدير مركز الاتصالات المتكامل بالمصلحة، أن قانون ٥ لسنة ٢٠٢٥ يتضمن عدم توقيع أية غرامات على تقديم أو تعديل الإقرارات والنماذج الضريبية عن الفترة من 2020 حتى 2024، مضيفًا أنه يشمل أيضًا إمكانية تسوية المنازعات الناتجة عن الفحص التقديري خلال الفترات الضريبية المنتهية قبل2020 مقابل أداء نسبة من الضريبة للحالات التي تم محاسبتها تقديريًا، وبالنسبة للحالات الدفترية فتتم التسوية بدفع أصل الضريبية، ويتم التجاوز عن 100% من مقابل التأخير والضريبة الإضافية.

وأشار الدكتور محسن الجيار مدير عام خدمة العملاء بمدن القناة، أن القانون 7 لسنة 2025 الخاص بتعديل بعض أحكام قانون الإجراءات الضريبية الموحد، يضمن عدم تجاوز مقابل التأخير أو الضريبية الإضافية أصل الضريبة مهما كان تاريخ الفترة الضريبية، كما يتضمن القانون التصالح في المخالفات الإجرائية التي لا تتضمن مستحقات ضريبية، كعدم الالتزام بتقديم الإقرارات الصفرية في موعدها، مضيفًا أنه تم تطوير وحدة دعم المستثمرين، إضافة إلى إنشاء وحدة للرأي المسبق، بهدف تقديم الاستشارات وإعداد دراسات الجدوى للمستثمرين في إطار الوضوح الشفافية، كما تم إنشاء وحدة لاستقبال شكاوى الممولين على مدار الساعة ودراساتها والعمل الفوري على حلها، بجانب وضع أدلة إرشادية لمأموري الضرائب للفحص حسب النشاط، وأدلة إرشادية للمستثمرين متضمنة الحقوق والواجبات الضريبية والحوافز والتسهيلات الواردة في القوانين الضريبية الجديدة، حيث يمكن الاطلاع عليها من خلال الموقع الرسمي لمصلحة الضرائب المصرية.

من جانبه، أثنى المهندس محمد عبد العزيز عامر رئيس جهاز تنمية بدر، على الجهود المبذولة من مصلحة الضرائب المصرية للتوعية بحزمة التسهيلات الضريبية الجديدة، وما تمثله من نقلة فريدة في الفكر الضريبي، داعيًا مجتمع الأعمال ومستثمري مدينة بدر بسرعة الاستفادة من التسهيلات المتاحة، وما توفره المصلحة من دعم ومساندة لبدء صفحة جديدة والتوسع والنمو.

مقالات مشابهة

  • ضريبة الدخل : لا قبول للفاتورة الورقية رسميًا
  • مصلحة الضرائب تكرم العاملين الفائزين بالمسابقات الدينية دعمًا للوحدة الوطنية
  • الضرائب تكرم العاملين الفائزين بالمسابقات الدينية دعمًا للوحدة الوطنية
  • ضريبة الدخل على الأفراد بين فلسفة التفكير ومنهجية التطبيق
  • رئيس مصلحة الضرائب: 12 أغسطس آخر موعد للاستفادة من تسهيلات قانون 5 لسنة 2025
  • جامعة صحار تستضيف ورشة تعريفية بالنظام الضريبي
  • خطة النواب: تحسين مناخ الاستثمار يعزز الإيرادات العامة ويحفز الاقتصاد
  • نمو الإيرادات العامة للدولة في 2024 بنسبة 16% لتبلغ 12.78 مليار ريال
  • وزارة المالية: لا زيادة في الأعباء الضريبية والضرائب العقارية
  • مرونة في التقاضي بمشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد