سبتمبرنا وسبتمبرهم.. وعد الحرية والقيود
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
بين ثورتنا وانقلابهم، كان الأمان والخوف، رائحة الأمل والحرية يقابله البارود ودخان الأكاذيب.
لقد ظن الحوثي، في لحظة جنون تاريخي، أنه يمكنه أن يرتدي قناع ثورة ويزيف ملامحها، لكن ما فعله لم يكن سوى انقلاب في جوهره، ردة على الثورة الأم، ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، سرقة صريحة لمستقبل أمة وتطلعات جيل.
الثورة، في جوهرها، صرخة حياة في وجه ظلم، بحث عن العدالة والحرية والمساواة، ليست أسلحة ومليشيات تقتات على الظلام، حيث الجهل يعلو والعقل يُسحق تحت وطأة السلاح.
يقترن سبتمبرنا براية خفاقة ومشروع تحرر وجمهورية، ويرزح سبتمبرهم تحت أقدام القبيلة ومشاريع الموت .
منذ ذلك اليوم المشؤوم، 21 أيلول سبتمبر الأسود، 2014، أصبح الفكر رهينة لرصاص المليشيا، و كل محاولة للتعبير ع الرأي جريمة تُعاقب بالاختفاء القسري.
يعرف اليمني كل هذا، كل ما حدث، قدمت له ثورته الأم مدرسة، وقدم له الحوثي مشرف، ما لا يعرفه، أن من رحم الفوضى الحاصلة يمكن أن تولد أعمق الأفكار.
ما يجب أن نركز عليه اليوم، بعد أن فرغ المجال من الساسة الذين ابتلعهم فسادهم أو خوفهم، وجدت البلاد نفسها تبحث عن أمل في أعين شبابها.
هؤلاء الشباب، الذين لم يتم ترويضهم بعد بمكائد السياسة، أصبحوا قربان الخلاص، أرواح جديدة تحمل شعلة استعادة البلاد، دماء حية قادرة على بناء مستقبل بعيد عن نخب عاجزة.
“لا تُغير الأرواح القديمة، ولكن تُبنى المدن بأرواح الشباب”، قال سقراط ذات يوم، وهذا حالنا، لعشرة أعوام، نحتاج حيلة جديدية، طريق مواجهة جديد، جاء به سبتمبر 2023، في صنعاء وغيرها من مدن خاضعة لسيطرة الكهنوت الحوثي، وسيأتي به سبتمبر هذا العام.
قوى تبرز الى الواجهة من الميدان، دماء شابة، تُحطم أصنام الماضي، وتعيد صياغة التاريخ بفكر جديد، حرّ من قيود الماضي وارتهان الحاضر.
لا خلاص يمكن أن يأتي من المؤسسات التي نسجت على أيدي الساسة، أثبتت لنا السنوات الماضية هكذا حقيقة، بل من طاقة الشباب الذين يعرفون جيداً أن الثورة ليست شعاراً، بل مشروع حياة يعاش.
قرباننا هي الدماء، الأصفاد تعزف غدنا الموعود، الإرادة التي لا تزال تؤمن بالحلم رغم كل العتمة، التي تعرف أن الوطن ليس حكراً على طائفة أو جماعة.
الخلاص الأخير ليس في خطابات الساسة، بل في أيدي هؤلاء الذين يعيشون الثورة في عقولهم وقلوبهم.
نتذكركم، كلما عزفنا نشيدنا الوطني، كلما رفرفت الراية عالياً في سماء مشتاقة للحرية، نتذكركم تحت الثرى و خلف القضبان، نشيدا رائعا يملأ النفس، خيوط نور ترددها أغاني البلاد وأهازيج الأمهات في الأرياف.
المجد كله للمختطفين الأبطال خلف قضبان جماعة الحوثي المارقة، الحرية الحمراء المعمدة بالدم والألم ، النصر وعد معقود بإرادة الأحرار حد بذل الروح في سبيل الفكرة .
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق كتابات خاصةتم مشاهدة طائر اللقلق مغرب يوم الاحد 8 سبتمبر 2024 في محافظة...
يا هلا و سهلا ب رئيسنا الشرعي ان شاء الله تعود هذه الزيارة ب...
نرحو ايصال هذا الخبر...... أمين عام اللجنة الوطنية للطاقة ال...
عندما كانت الدول العربية تصارع الإستعمار كان هذا الأخير يمرر...
أريد تفسير للمقطع من اغنيه شل صوتك وأحكم المغنى ماذا يقصد ون...
المصدر: يمن مونيتور
إقرأ أيضاً:
ناشط يمني يكشف كيف يستغل الحرس الثوري الايراني ثغرات آلية التفتيش الأممية لتهريب السلاح إلى الحوثيين؟
قال الناشط اليمني وائل البدري، إن الإجراءات التشغيلية لآلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش (UNVIM) تعاني من ثغرات جوهرية تجعلها عاجزة عن منع عمليات تهريب الأسلحة والمعدات العسكرية لمليشيا الحوثي، ذراع الحرس الثوري الإيراني في اليمن، رغم الكلفة المالية الباهظة التي تجاوزت مئات الملايين من الدولارات، بينها 2.7 مليون دولار خصصت لكلاب الكشف فقط.
وأوضح البدري، في منشور على حسابه على (فيسبوك)، أن الآلية تعتمد أساسًا على الإبلاغ الطوعي وتقديم الوثائق من قبل الشركات أو وكلاء السفن، وهو ما يفتح الباب أمام التزوير أو الإخفاء المتعمد لمكونات الشحنة، حيث يمكن تقديم مستندات سليمة شكليًا، ثم تنفيذ عمليات تحميل لاحقة أو نقل عبر طرق بحرية ثانوية.
وأضاف أن هناك تلاعبًا واسعًا بأنظمة التعريف الآلي للسفن (AIS) عبر إيقافها أو تغيير الأعلام أو تزوير الإحداثيات، وهو ما وثقته تقارير تحقيقية لسفن نفذت رحلات مشبوهة قبل وصولها إلى الموانئ الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وأشار البدري إلى أن السفن الكبيرة التي تخضع للتفتيش يمكنها بعد ذلك الالتقاء بقوارب تقليدية أو سفن أصغر في المياه الدولية لتحميل الأسلحة، مستغلة ما سماه "الفجوة الرقابية بعد منح التصريح"، حيث تنعدم المتابعة بين التفتيش والوصول إلى الميناء.
كما لفت إلى أن الإجراءات التشغيلية لا تشمل القوارب الصغيرة (أقل من 100 طن)، وهي الوسيلة المفضلة لعمليات التهريب.
وبيّن البدري أن قدرات الفاعلين مثل الحرس الثوري الإيراني وشبكات التهريب متقدمة وقادرة على التكيف مع أي إجراءات، من خلال تنويع وسائل النقل بين البحرية والبرية، واستخدام قواعد لوجستية في دول ثالثة مثل عمان والصومال وجيبوتي لتضليل المسارات.
وأكد أن ضعف صلاحيات آلية التفتيش وغياب سلطة احتجاز أو إنفاذ حقيقي، بعد انسحاب قطع التحالف البحرية من محيط موانئ الحديدة عام 2022، أضعف الردع وأتاح للسفن الانحراف عن مسارها أو رفض التفتيش.
ولفت البدري إلى أن التفتيش الأولي يعتمد غالبًا على مراجعة الوثائق وأنظمة التعريف الآلي فقط، دون فحص فعلي للحاويات أو الشحنات، ما يسمح بإخفاء المواد الممنوعة داخل حاويات مموهة.
وأشار إلى أن فريق آلية التفتيش صغير للغاية (4 مفتشين) ومجهز فقط بأجهزة محمولة وكلاب للكشف عن المتفجرات، دون امتلاك معدات متطورة لفحص الحاويات كاملة أو اكتشاف القطع والمكونات ذات الاستخدام المزدوج في التصنيع الحربي.
وختم البدري تصريحه بالتأكيد أن أداء الحكومة اليمنية في هذا الملف "محبط للغاية"، وأن وزارات وهيئات النقل وخفر السواحل والأمن لا تبدي أي متابعة جادة، معتبرًا أن عمليات الضبط التي تمت لا تتجاوز 1% من حجم التهريب الفعلي، ومعظمها تم بناءً على معلومات استخباراتية من أطراف خارجية.