بريطانيا تقلق الأثرياء ضريبيا
تاريخ النشر: 14th, October 2025 GMT
صراحة نيوز-أكد تقرير حديث أن أعداداً متزايدة من الأثرياء البريطانيين تنقل أصولهم وعائلاتهم إلى الخارج، مع توقعات بأن اجتماع الميزانية البريطانية المرتقب في نوفمبر (الذي يُنتظر أن يعالج إصلاحات نظام ضريبة غير المقيمين «non-dom») قد يسرّع من هذا التدفق الكبير لرؤوس الأموال والمواهب.
أفاد التقرير الذي نشره موقع ذا ناشيونال بأن هذه الهجرة تأتي في ظل تنامي المخاوف من تقلبات التنظيمات الضريبية وتراجع المكانة الجاذبة للمملكة المتحدة كمركز مالي دولي.
ويقول فيليب أمارانتي، الشريك الإداري لمنطقة الشرق الأوسط ورئيس الاستشارات الحكومية لدى Henley & Partners في أوروبا والشرق الأوسط وافريقيا: «الكثير من الناس يغادرون البلاد بسبب تراجع الثقة في بيئة التشريع والتنظيم».
وتُشير بيانات تقرير Henley & Partners الأحدث إلى أن نحو 16500 مليونير متوقع أن يغادروا بريطانيا خلال 2025 (من يناير إلى مايو)، مقارنة بـ 9500 مغادرة في 2024، ما يزيد الوتيرة بمعدل يفوق الضعف.
ووفقاً للتقرير، فقد خسرت بريطانيا أكثر من 16 ألف مليونير منذ 2017، وهو ما يصنفها ضمن أكبر موجات هجرة الثروات عالمياً.
وعلى مدى العقد الأخير، انخفضت فئة المليونيرات البريطانية بنسبة تقترب من %9، في وقت شهدت فيه اقتصادات كبرى أخرى نمواً قوياً.
ويربط أمارانتي دوافع هذه الحركة بعدة عوامل تشمل: تبعات البريكست، تغييرات في نظام non-dom الضريبي، وتراجع البيئة التنظيمية من حيث التنبؤ والاستقرار.
خيارات بديلة
يُعد هذا الاتجاه جزءاً من حركة عالمية أوسع: فقد ارتفعت طلبات الإقامة أو المواطنة عبر الاستثمار بنسبة %43 بين عامي 2024 و2025 في أول ثلاثة أرباع العام، بحسب بيانات Henley & Partners CMS.
واللافت أن طلبات الأمريكيين وحدهم على هذه البرامج زادت بنسبة %161 في الفترة ذاتها، ما يجعلهم في مقدمة الجنسيات المهتمة.
مع أن بعض الأمريكيين يهاجرون إلى المملكة المتحدة بحثاً عن بيئة أفضل، إلا أن أمارانتي يشير إلى أن هذا التدفق لا يوازي حجم رؤوس الأموال التي تغادر. «ليس تغيّراً مطابقاً»، كما قال، واصفاً التحوّل بأنه جزء من إستراتيجية «خفض المخاطر» التي تتبنّاها الشرائح الثرية التي تضع اليقين في المقدم.
وأضاف: «عملاؤنا يتصلون بمكاتبنا قائلين: «لا نملك خطة بديلة، هذا لم يعد يناسبنا»، فيما يرى أن ذلك يولد «انعداماً للثقة» و«فرصاً ضائعة» مع انتقال روّاد الأعمال إلى أماكن أخرى.
التحديات المعلّقة
وأشار أمارانتي إلى أنه يترقب أن تعترف الميزانية البريطانية في نوفمبر بهذا المسار «الضارّ»، لكنه أعرب عن شكه بأن تُجرى تغييرات جذرية. «آمل أن يعود بعض الناس إلى رشدهم»، على حد تعبيره.
كما ربط الظاهرة باتجاه عام معادٍ للهجرة في أوروبا والمملكة المتحدة، مبرزاً المقارنة مع الإمارات التي تُسهل تأسيس الشركات والحصول على الإقامة.
ومن المتوقع أن يستمر تدفّق رأس المال، وإن بوتيرة أبطأ. ورغم أن لندن ستظل مركزاً مالياً، إلا أن الأفراد الأثرياء يُقلّصون وجودهم في المملكة المتحدة ويبحثون عن ولايات تُعامَل فيها كما يرغبون.
وقال أمارانتي: «عندما يغادر جارك، ثم يرحل جارك الآخر، تتساءل: ربما حان وقت حزم حقيبتي».
مركز منافس وجاذب
في منتدى الاستثمار أبوظبي في لندن (ADIF)، أبرز الخبراء كيف أصبحت أبوظبي قبلة للمحترفين والمستثمرين البريطانيين الباحثين عن بيئة مستقرة وآمنة.
وفقاً لديمتريس مولاڤاسيليس، الرئيس التنفيذي لمجموعة M42، تشهد الإمارة انتقال شركات بحوث وتطوير وتصنيع نحوها.
ومن الأمثلة على ذلك شراكة بين شركة التكنولوجيا الحيوية البريطانية Juvenescence وأبوظبي «M42» في مجال أبحاث الذكاء الاصطناعي وتطوير الأدوية.
ويُذكر أن رائد الأعمال نيكولاي فيسوڤ، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة BrainPatch البريطانية الناشئة في لندن، يُعدّ أحد المهاجرين إلى أبوظبي، مستفيداً من بيئة حاضنة للابتكار، ومشيراً إلى أن التكاليف الضريبية، والرواتب، وضريبة القيمة المضافة تشكّل عبئاً متنامياً في بريطانيا.
برنامج BrainPatch يطوّر أجهزة لتحفيز الدماغ، غير جراحي، يستهدف التوتر والحالة العصبية، ويعتمد على تحفيز العصب المبهم والعصب الدهليزي لتحقيق تأثيرات فورية وعميقة.
نقد خارجي
من جهة أخرى، تنتقد جهات مثل Tax Justice Network ما تُسمَّى «هجرة المليونيرات» كحملة إعلامية مبالغ فيها. في تقرير نُشر في يونيو 2025، قالت إن الأرقام المروّجة تمثّل نسباً ضئيلة جداً من إجمالي المليونيرات، إذ إن 9500 مغادرة في 2024 مثلاً مثلت نحو %0.3 فقط من عدد المليونيرات في المملكة المتحدة.
كما يُشير التقرير إلى أن تقرير Henley يستند إلى بيانات من مواقع مهنية واجتماعية وليس نقل فعلي.
في مقال لاحق بعنوان «دليل مفنِّي خرافة هجرة المليونيرات» أكد موقع Tax Justice أن عدد من يُزعم أنهم يغادرون لا يتجاوزون %1 من المليونيرات، وأن تغطية الإعلام توسّعت كثيراً مقارنة بالحقيقة.
متفرق طرق
يُسلِّط التقرير الضوء على ظاهرة متنامية من هجرة النخب والثروات من المملكة المتحدة، مدفوعة بقلق متزايد من بيئة ضريبية وتشريعية غير مستقرة. ميزانية نوفمبر قد تشكّل نقطة مفترق في تحديد ما إذا كان هذا الاتجاه سيتسارع. لكن ينبغي قراءتها بميزان ناقد، إذ إن المصادر التي تنتقد الأرقام تقول إن النسب الحقيقية لمغادرة المليونيرات ربما أقل كثيراً مما يُشاع. رغم ذلك، حتى رحيل النخبة القليلة قد يترك آثاراً اقتصادية وسياسية لا يُستهان بها، خصوصاً في قطاعات الابتكار والاستثمار.
في النهاية، لندن قد تظل مركزاً مالياً صامداً، لكن الأثرياء بدأوا بالانفتاح على بدائل ويقلصون تعرضهم للمخاطر في بلد يُنظر إليه اليوم على أنه يفقد الكثير من ميزته التنافسية في عالم المال العالمي.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن عربي ودولي عربي ودولي عربي ودولي عربي ودولي عربي ودولي عربي ودولي عربي ودولي عربي ودولي عربي ودولي عربي ودولي المملکة المتحدة إلى أن التی ت
إقرأ أيضاً:
رئيس وزراء بريطانيا: المملكة المتحدة مستعدة لدعم إعمار غزة
أكد رئيس الوزراء البريطانى كير ستارمر، اليوم الاثنين، استعداد المملكة المتحدة لدعم إعمار غزة والعمل مع شركائها لتأمين مستقبل مستقر للمنطقة.
وكتب ستارمر- في منشور على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" فور وصوله إلى مصر؛ لحضور قمة "شرم الشيخ للسلام"- "إنني في مصر، حيث سألتقي بقادة دوليين للاحتفال بالخطوة الأولى الحاسمة نحو السلام في الشرق الأوسط. والمملكة المتحدة على أهبة الاستعداد لدعم إعادة إعمار غزة، وسنعمل مع شركائنا لضمان مستقبل مستقر للمنطقة".
جيش الاحتلال: الصليب الأحمر يتوجه لموقع تسلم الدفعة الثانية من المحتجزين بغزة
أعلن جيش الاحتلال، أن الصليب الأحمر يتوجه إلى موقع تسلم الدفعة الثانية من المحتجزين في غزة، وذلك وفق خبر عاجل لقناة "القاهرة الإخبارية".
تسلمت إسرائيل، اليوم الاثنين، الدفعة الأولى من المحتجزين في قطاع غزة وعددهم سبعة، بعدما تولت نقلهم اللجنة الدولية للصليب الأحمر وسلمتهم إلى سلطات الاحتلال، على أن تقوم بتسلم بقية المحتجزين "13" في وقت لاحق من اليوم.
يأتي ذلك في إطار المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، لوقف الحرب في قطاع غزة وتحقيق السلام بالشرق الأوسط، وبدأت قبل قليل عملية تبادل الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة.
وذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن "المُفرج عنهم تم تسليمهم إلى جيش الاحتلال"، مشيرة إلى أنها مستعدة لاستقبال محتجزين إضافيين يُفترض تسليمهم إلى الصليب الأحمر لاحقًا".
حماس: مستمرون في تنفيذ اتفاق وقف الحرب ما التزم الاحتلال به
أكدت حركة حماس الفلسطينية، اليوم الاثنين، التزامها باتفاق وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى والمحتجزين، في إطار المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، لوقف الحرب في قطاع غزة وتحقيق السلام بالشرق الأوسط.
وأضافت "حماس" في بيان لها اليوم: "ما تم التوصل إليه من اتفاق ثمرة لصمودنا وثباتنا"، مشددة على التزامها بالاتفاق الذي تم التوصل إليه والجداول الزمنية المرتبطة به ما التزم الاحتلال بذلك.
وطالبت حماس بإلزام إسرائيل بتنفيذ ما يترتب عليه من التزامات بموجب خطة ترامب.
وحسب المرحلة الأولى، تُفرج حماس عن 20 محتجزًا إسرائيليًا ضمن المرحلة الأولى من خطة ترامب لوقف الحرب في غزة.
وقادت مصر جهودًا حثيثة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، استنادًا إلى اقتراح للرئيس الأمريكي يدعو لوقف الحرب بين إسرائيل وحماس، وإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين، إضافة إلى تيسير تدفق المساعدات إلى القطاع المُحاصر منذ عامين كاملين.
وصادقت الحكومة الإسرائيلية على اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه مع حركة حماس في مدينة شرم الشيخ المصرية، ما يُمهد الطريق لوقف العدوان وإطلاق سراح المحتجزين، ضمن المرحلة الأولى من مبادرة ترامب لإنهاء الحرب.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ، السبت الماضي، إذ بدأ آلاف الفلسطينيين الذين نزحوا قسرًا إلى وسط وجنوب القطاع بالعودة إلى شماله، بعد أن أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي فتح طريقي الرشيد الساحلي وصلاح الدين أمامهم للعودة، بالتزامن مع انسحاب تدريجي للآليات العسكرية الإسرائيلية من مناطق في عمق المدينة.
وفي هذا الإطار، تستضيف مدينة شرم الشيخ، اليوم، قمة عالمية للسلام في قطاع غزة، بحضور 20 من قادة ورؤساء العالم، ضمن الجهود المبذولة لإحلال السلام في الشرق الأوسط.