دعا المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان توم بيرييلو الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى وقف القتال بمدينة الفاشر عاصمة ولاية جنوب دارفور ، حتى "يتمكن المجتمع الدولي من تلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة للسودانيين".

وأضاف أن مجموعة (متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح وتحقيق السلام بالسودان) تواصل العمل لتوسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية إلى ملايين السودانيين، الذين يواجهون الجوع الشديد والمجاعة، وفقا للمبعوث الأميركي.

وحذر بيرييلو من أن عدم وضع طرفي الصراع أسلحتهما جانبًا، يجعل عمل المجموعة الخاصّ بتوصيل المساعدات للمحتاجين بالسودان غير كاف مطلقا، وفق تعبيره.

وقد دعا الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء الماضي طرفي النزاع في السودان إلى استئناف المفاوضات لإنهاء الحرب المستمرة بينهما منذ أبريل/نيسان 2023.

كما قال الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش السبت إنه "يشعر بقلق بالغ من التقارير عن هجوم شامل" لقوات الدعم السريع، وحضّ قائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي) على "التحلي بالمسؤولية وإصدار أوامر فورية بوقف الهجمات".

ومن المقرر أن تناقش الجمعية العامة للأمم المتحدة في الأيام المقبلة النزاع المستمر منذ 17 شهرا في السودان والذي أوقع عشرات الآلاف من الضحايا وتسبب في واحدة من أكبر أزمات النزوح في العالم.

يأتي ذلك في ظل مواجهات متقطعة في الفاشر ومناطق أخرى، في حين قال مصدر رفيع بالجيش السوداني للجزيرة إن طائرة نقل مجهولة حلقت فجر أمس فوق سماء  مطار مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، مشيرا إلى أنهم لم يتأكدوا حتى الآن إن كانت الطائرة قد هبطت في مطار نيالا الدولي.

وكانت مصادر محلية أكدت هبوط طائرة نقل في مطار نيالا حوالي الساعة الثالثة من فجر يوم أمس ثم عاودت الإقلاع بعد نصف ساعة من زمن الهبوط.

دمار ومساعدات

ويحاول سكان مدينة الفاشر السودانية بصعوبة التحرك بين أنقاض منازلهم بعد أن بدأت قوات الدعم السريع التي تحاصر المدينة منذ شهور، ما وصفته الأمم المتحدة ب "هجوم شامل" عليها، وهو واقع طال مدنًا عديدة شهدت مواجهات عسكرية في البلاد.

وضمن جهود تخفيف آثار الحرب على الشعب السوداني، أطلقت منظمة الدعوة الإسلامية في اجتماع استثنائي طارئ أمس لمجلس الأمناء برئاسة الشيخ عبد الرحمن آل محمود، نَفرة كبرى لمناصرة وحشد الدعم للسودان وشرعت في الترتيب لحملة تدخلات إنسانية متعددة بحوالي 40 مليون دولار، تشمل مجالات الغذاء والإيواء والصحة والرعاية الاجتماعية وغيرها.

وأعرب وزير المالية ممثل حكومة السودان جبريل إبراهيم، عن تقدير الحكومة للمنظمة  وأدوارها الإنسانية، ورحب بانعقاد الاجتماع تحت شعار: (معًا لنصرة السودان)، مشيرا إلى أن الأوضاع الإنسانية في السودان بحاجة لتضافر كل الجهود لمساعدة المتضررين من الحرب.

"حرب الكوليرا"

على الصعيد الصحي أعلنت السلطات السودانية، مساء الأحد، تسجيل 401 إصابة جديدة بوباء الكوليرا في 5 ولايات بينها 6 حالات وفاة، مما يرفع عدد الوفيات إلى 388 حالة منذ أغسطس/آب الماضي.

وأوضحت وزارة الصحة، في بيان أن هذه الحالات سُجلت في ولايات كسلا والقضارف والبحر الأحمر (شرق) والشمالية ونهر النيل (شمال).
وأفادت بأن عدد الإصابات في 10 ولايات من أصل 18 ارتفع إلى 12 ألفا و896 إصابة، بينها 388 وفاة.

ويتزامن انتشار الوباء مع استمرار معاناة الشعب السوداني جراء حرب متواصلة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أبريل/نيسان 2023، خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وقرابة 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.

ويترافق ذلك مع تزايد الدعوات الأممية والدولية لتجنيب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء، بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

حاكم دارفور: هجمات الدعم السريع على الفاشر ترقى للإبادة الجماعية

قال حاكم إقليم دارفور غرب السودان مني أركو مناوي إن الهجمات التي تتعرض لها مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور من قبل قوات الدعم السريع ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، حسب تعبيره.

واتهم مناوي، في مقابلة مع تلفزيون السودان الرسمي، ما سماها بالمليشيا المتمردة، في إشارة لقوات الدعم السريع، باستهداف مواقع تجمعات المواطنين من الأطفال والنساء.

وتعهد مناوي بأن العمل يجري لفك الحصار عن الفاشر.

"أكلنا الأمباز.. أكل الحيوانات، لأن ما فيه خيار ثاني".
بعد أكثر من 18 شهراً من انقطاع الإمدادات، يعيش الناس في الفاشر على طعام الحيوانات. pic.twitter.com/ub31Inyi37

— AJ+ عربي (@ajplusarabi) October 16, 2025

صد هجوم على الفاشر

وأمس السبت، أعلنت مصادر عسكرية في القوة المشتركة المتحالفة مع الجيش السوداني تصديها لهجوم بري واسع النطاق شنته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، شمال دارفور غربي السودان.

وقالت المصادر للجزيرة إن الجيش السوداني والقوة المشتركة تصدوا لهجوم بري شنته قوات الدعم السريع من 3 محاور رئيسية في محاولة لاختراق الدفاعات العسكرية.

وترافق الهجوم البري للدعم السريع مع قصف مدفعي مكثف استهدف أحياء سكنية عدة ومراكز لإيواء النازحين داخل المدينة المحاصرة منذ مايو/أيار 2024.

وأشار المصدر إلى تمكّن قوات الجيش والقوة المشتركة من تكبيد القوات المهاجمة خسائر "فادحة" في الأرواح والمعدات.

وتتهم الحكومة السودانية ومنظمات محلية ودولية الدعم السريع بشن هجمات متكررة على المناطق السكنية في الفاشر ومخيمات النازحين حولها.

وتحاصر قوات الدعم السريع الفاشر منذ مايو/أيار 2024، ورغم هجماتها المتكررة فإنها فشلت في كسر دفاعات الفرقة السادسة من المشاة في الجيش السوداني التي تدافع عن المدينة.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليونا بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية.

إعلان

مقالات مشابهة

  • السودان: قوات الدعم السريع تستهدف مدينة الأبيض ونزوح جماعي من الفاشر
  • موقع أميركي: شهوة السلطة بالسودان يموّلها الذهب وتتحكم بها الخوارزميات
  • قوات الدعم السريع تقصف «الأبيض» بمسيرة انتحارية
  • عاجل.. قتلى لميليشيا الدعم السريع في اشتباكات مع الجيش السوداني بالفاشر
  • الجيش السوداني يتصدى لمسيرات الدعم السريع بكادوقلي
  • الدعم الإماراتي لمليشيا الدعم السريع.. كيف غيّر مسار الحرب ودمّر اقتصاد السودان؟
  • حاكم دارفور: هجمات الدعم السريع على الفاشر ترقى للإبادة الجماعية
  • فيديو منسوب للبرهان بشأن مفاوضات تسوية النزاع بالسودان.. هذه حقيقته
  • مصر تسعى لوقف الحرب في السودان وإنهاء الأزمة الإنسانية
  • قيادي بـ«صمود» يدعو إلى حراك سلمي في 21 أكتوبر دعماً للرباعية واختباراً للأطراف المتحاربة