الخرطوم: التغيير

قال نقيب الصحفيين السودانيين عبد المنعم أبو إدريس، إن الحرب دمرت المؤسسات الإعلامية وأوقفت الصحف الورقية للمرة الأولى منذ أكثر من 120 عامًا، مما ترك 90% من العاملين في الإعلام بدون دخل.

وفي كلمة له اليوم الثلاثاء، بمناسبة مرور عامين على إعادة تأسيس نقابة الصحفيين السودانيين، أكد النقيب أبو إدريس، على أهمية العمل النقابي في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد.



وأشاد بدور الصحفيين في استعادة النقابة عبر تجربة ديمقراطية فريدة جرت في ظروف معقدة، بما في ذلك انقلاب 25 أكتوبر 2021 وتدهور الحريات الصحفية.

كما أشار النقيب إلى التحديات الاقتصادية والسياسية التي واجهتها النقابة منذ تأسيسها، بما في ذلك فقدان حوالي 25% من العاملين في مجال الإعلام لوظائفهم، وتأثر قطاع الإعلام بأزمة كورونا وسياسات اقتصادية فرضتها المؤسسات الدولية.

ومع ذلك، أوضح أن النقابة تمكنت من تحقيق إنجازات ملموسة مثل تحسين الأجور وتأمين مقر للنقابة.

وعبّر النقيب عن أسفه لاندلاع الحرب بين القوات المسلحة والدعم السريع، التي قال إنها دمرت المؤسسات الإعلامية وأوقفت الصحف الورقية للمرة الأولى منذ أكثر من 120 عامًا، مما ترك 90% من العاملين في الإعلام بدون دخل.

كما حذر من تفاقم خطاب الكراهية وانتشار الأخبار الكاذبة، مشيدًا بالدور الذي لعبته النقابة في الدفاع عن حرية الصحافة في الداخل والخارج.

ودعا النقيب الأطراف المتقاتلة إلى وقف الحرب والعودة إلى طاولة التفاوض، مشددًا على أن الصحافة الحرة هي أساس تحقيق العدالة والتنمية في السودان، ومؤكدًا التزام النقابة بدعم وحماية الصحفيين والعمل على إنهاء الحرب.

بسم الله الرحمن الرحيم

كلمة نقيب الصحفيين بمناسبة مرور عامين على إعادة تأسيس النقابة

الزملاء والزميلات، الصحفيين والصحفيات السودانيين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نلتقي اليوم ونحن نسترجع ذكرى مرور عامين كاملين منذ ذلك الصباح التاريخي، عندما توجهتم بعزم نحو دار المهندس بشارع 7 بالعمارات في الخرطوم، حيث صنعتم تجربة ديمقراطية فريدة لاستعادة نقابتكم. كان ذلك الحلم الذي ظل يراود أجيالًا من الصحفيين منذ يوليو 1989، وها نحن اليوم نفخر بتلك التجربة التي نالت إعجاب الداخل والخارج، حتى وصلت إشادتها إلى مجلس الأمن الدولي.
لقد نشأت نقابتكم في ظروف غاية في التعقيد، إذ كانت البلاد تعاني من انقلاب 25 أكتوبر 2021 الذي حاول إيقاف ثورة شعبنا. وعلى الرغم من تراجع الحريات وغياب قانون نقابي ديمقراطي، استطعتم التمسك بالأمل والعمل من أجل بناء نقابتكم، لتكون أداة تسهم في تحقيق حلم السودانيين في التحول الديمقراطي.
ولدت نقابتكم في ظل أزمات اقتصادية حادة، نتيجة تداعيات جائحة كورونا والقرارات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة الانتقالية استجابة لشروط البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، ما أدى إلى تدهور أوضاع الإعلام وفقدان حوالي 25% من العاملين والعاملات في هذا المجال لوظائفهم. كما واجهت النقابة بيئة سياسية مليئة بالتوترات والاستقطاب الحاد.
على الرغم من هذه التحديات، بدأنا العمل بجدية، واضعين الأولويات من تحسين الأجور إلى إيجاد مقر يعبر عن هوية الصحفيين والصحفيات ويعكس دورهم الوطني. أدارت النقابة حوارات مع ملاك المؤسسات الإعلامية لعقد ورشتي عمل حول تحسين الأوضاع الاقتصادية وإنجاز عقد بين العاملين وأرباب العمل. ونجحنا في تأمين مقر للنقابة.
ومع فرحتنا بهذا الإنجاز، أطلت علينا نذر الحرب بين القوات المسلحة والدعم السريع. حاولت النقابة بالتعاون مع أجسام نقابية أخرى التدخل لوقف انزلاق البلاد نحو الحرب، لكن للأسف، اندلعت المعارك. وتعرضت المؤسسات الإعلامية للدمار والنهب، وتوقفت عن العمل، مما أدى إلى غياب الصحف الورقية لأول مرة منذ أكثر من 120 عامًا، وترك 90% من العاملين في الإعلام دون مصدر دخل.
في ظل هذه الظروف القاسية، تفاقم خطاب الكراهية وانتشرت الأخبار الكاذبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما هدد النسيج الاجتماعي للسودانيين. ورغم ذلك، استطاعت النقابة الحفاظ على حضورها واحترامها في الداخل والخارج، واستمرت في الدفاع عن حرية الصحافة، وأصبحت تقاريرها مرجعًا مهمًا لمتابعي حالة الحريات العامة.
على مدى العامين الماضيين، نظمت النقابة 20 ورشة تدريبية في السودان وخارجه، وقدمت دعمًا ماليًا مباشرًا لـ700 من أعضائها، وفتحت قنوات تواصل مع نقابات إفريقية وعربية ودولية. كما أطلقت حملتها لوقف الحرب، وأقامت ورش عمل حول مستقبل الإعلام السوداني ما بعد الحرب.
وفي هذا السياق، نؤكد مجددًا التزام نقابتنا الراسخ بدعم وحماية الصحفيين والصحفيات في كل الظروف، والعمل دون كلل على إنهاء الحرب والانقسامات التي تهدد وطننا. سنواصل جهودنا لتوحيد الصفوف وبناء جسور التواصل بين الأطراف المتنازعة، وصولًا إلى سودان ينعم بالسلام والديمقراطية. نحن على يقين بأن الصحافة الحرة هي ركيزة أساسية في تحقيق العدالة والتنمية، وسنظل صوتًا داعمًا للاستقرار والحوار الوطني من أجل مستقبل أكثر ازدهارًا لشعبنا.
وإذ نلتقي في هذا اليوم الهام، فإننا نتوجه بالدعاء والترحم على من رحلوا عنا من أعضاء المجلس وعضوية النقابة، وكذلك من الصحفيين والصحفيات الذين فقدناهم في هذه الفترة العصيبة. كما نترحم على جميع من فقدوا أحباءهم وأفراد أسرهم جراء الحرب والصراعات التي مزقت بلادنا. نسأل الله لهم الرحمة والمغفرة، وأن يتقبلهم في عليين، وأن يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان. فقد كانوا وما زالوا جزءًا من مسيرتنا المهنية والوطنية، ولن ننساهم أبدًا في رحلتنا نحو بناء سودان ينعم بالسلام والكرامة.
وفي الختام، نناشد الأطراف المتقاتلة: كفى! كفى! كفى! ما ذاقه شعبنا من قتل وتشريد وتجويع يكفي. عودوا إلى طاولة التفاوض، دعوا أطفال السودان يعودون إلى مدارسهم، ولتعود الحياة إلى حقولنا ومدننا.
عبد المنعم أبو إدريس علي
نقيب الصحفيين السودانيين  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: من العاملین فی الإعلام الصحفیین السودانیین المؤسسات الإعلامیة الصحفیین والصحفیات نقیب الصحفیین

إقرأ أيضاً:

تدمير مخيمات اللاجئين السودانيين في مدينة «سبها» الليبية

 

تواجه مئات العائلات السودانية مصيراً مجهولاً وأوضاعاً صعبة، بعد أن قامت السلطات بمدينة «سبها»  جنوب ليبيا بإزالة وتدمير المخيمات التي كانت تأويهم، ضمن حملة قالت إن هدفها الحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية وإزالة العشوائيات.

التغيير ــ وكالات

وقال حقوقيون ليبيون إن لجنة إعادة تنظيم الجنوب التابعة لوزارة الداخلية بالحكومة المكلفة من البرلمان، أقدمت قبل أيام على إخلاء المخيمات التي يسكنها اللاجئون السودانيون في مدينة سبها وحرقها، مما أدى إلى تشتيت المئات من الأسر، معظمهم من النساء والأطفال، من دون توفير بدائل سكنية أو مساعدات إنسانية لهم.

أمر معيب ومخالف لكل القيم

في هذا السياق، انتقد الناشط الحقوقي والمهتم بملف الهجرة، طارق لملوم، الطريقة التي تم بها إخلاء المخيمات، مشيراً إلى أن ما قامت به رئاسة جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية واللجنة المعنية بتنظيم الجنوب التابعة لوزارة الداخلية بحكومة الشرق، بطردها المئات من العائلات النازحة السودانية وغيرهم من العمال في مدينة سبها وهدم المساكن العشوائية التي كانوا فيها وحرق الخيام أمر معيب ومخالف لكل القيم.

وأضاف لملوم في بيان أن مصير أكثر من 400 عائلة سودانية، أصبح مهدداً بالخطر بعد أن تم طردهم في الشوارع من دون إيجاد أي بديل لهم أو حماية.

فيما أظهرت مقاطع فيديو بثها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مئات السودانيين يحملون حقائبهم وأغراضهم، وهم ينتشرون في شوارع سبها، ويبيتون في العراء من دون مأوى.

بينما تفرق بعضهم في البرية للاتجاه إلى المدن المجاورة، كما وثقت المقاطع تصاعد النيران من المخيمات نتيجة حرقها.

ووجه لاجئون ومتطوعون نداءات عبر وسائل التواصل، تطالب المنظمات الإنسانية بتدخل عاجل وتقديم الدعم والمساعدة للاجئين السودانيين المطرودين، وإيجاد بدائل لهم وتوفير احتياجاتهم اليومية.

أوضاع قاسية

جاء قرار إخلاء تلك المخيمات ضمن حملة أمنية نفذتها لجنة إعادة تنظيم جنوب ليبيا لمكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، تهدف لإزالة العشوائيات وإعادة تنظيم الأحياء وتحسين مستوى النظافة العامة.

ويعاني آلاف السودانيين من أوضاع قاسية في ليبيا منذ اندلاع النزاع في بلادهم عام 2023 والذي دفعهم للفرار إلى دول الجوار بحثاً عن الأمان، خاصة ليبيا التي تعد إحدى الوجهات الرئيسية لهم، نظراً لموقعها الجغرافي وقربها من مسارات الهجرة غير الرسمية.

في حين قدرت السلطات الليبية دخول أكثر من 1000 لاجئ سوداني يومياً، بينما كشفت المنظمة الدولية للهجرة أن عدد السودانيين يمثلون 18% من إجمالي المهاجرين في ليبيا.

الوسومالحرب اللاجئين حرق المخيمات سبها طرد ليبيا منظمة الهجرة الدولية نداء إنساني

مقالات مشابهة

  • نقابة الصحفيين اليمنيين تدين إساءة قناة حوثية لمذيعات يمنيات
  • نقابة الصحفيين تدين إساءة قناة "الهوية" لعدد من المذيعات
  • نزوح أكثر من 165 ألف شخص بسبب الحرب في جنوب السودان
  • تدمير مخيمات اللاجئين السودانيين في مدينة «سبها» الليبية
  • هجوم ماسك على وسائل الإعلام الأمريكية بسبب تحية النازية.. فيديو
  • نقابة الصحفيين تصدر بيانًا توضيحيًا حول بعثة الحج
  • الإتحاد : مصيلحي يرفض التراجع عن الاستقالة بسبب الشتائم التي تعرض لها
  • نقيب محامين سوريا لـ سانا: مشروع قرار فرع ريف دمشق بالتحقيق مع بعض الأعضاء غير رسمي ولا يحمل أي تداعيات قانونية
  • وزير التعليم العالي يلتقي نقيب الصحفيين
  • نقيب المهن التمثيلية بمصر يطمئن محبي الفنان عادل إمام: الصورة المتداولة غير صحيحة وسنتخذ الإجراءات