أخبارنا المغربية - بدر هيكل

التسول ظاهرة اجتماعية قديمة، وتعد مشكلة معقدة لها أبعاد اجتماعية، واقتصادية، وثقافية. يظهر المتسولون غالباً في الأماكن العامة، مستخدمين أساليب مختلفة لجذب تعاطف الناس للحصول على المال أو الطعام.

ورغم أن التسول يُنظر إليه غالباً على أنه فعل ناتج عن الحاجة، إلا أنه قد يتخذ في بعض الأحيان طابعاً منظماً، مما يثير تساؤلات حول مسؤوليات المجتمع والحكومة في مواجهة هذه الظاهرة والحد منها.

وفي إطار إعداد رأيه حول موضوع التسول في المجتمع المغربي، أنجز المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي استشارة شارك فيها ما يقارب خمسة آلاف مواطن، وخلصت إلى نتائج مهمة. حيث أورد الاستطلاع أن الحضور القوي لظاهرة التسول في المناطق الحضرية تعكسه نسبة التصريحات، حيث قال 89.38% من المشاركات والمشاركين أنهم يعاينون “بشكل دائم” أفعال التسول في الفضاءات العمومية التي يترددون عليها بانتظام، بينما أفاد أكثر من 82% منهم أنهم “غالباً” ما يعاينون ذلك. بالإضافة إلى ذلك، اعتبر 96.97% من المشاركات والمشاركين أن ظاهرة التسول منتشرة جداً بين المغاربة.

وربط المشاركون في هذه الاستشارة خطورة هذه الظاهرة بكونها من المؤشرات الواضحة التي تكشف ارتفاع مستوى الفقر في المجتمع المغربي.

صرح المشاركون أنهم غالباً ما يصادفون المتسولين في أبواب المستشفيات أو الصيدليات. وتأتي بعد ذلك فضاءات الحياة اليومية، وهي على التوالي: محيط المحلات التجارية، مواقف السيارات والأسواق، وأمام المساجد وإشارات المرور.

وفيما يخص التدابير الواجب اتخاذها لمعالجة إشكالية التسول، صرح غالبية المشاركين والمشاركات الذين أجابوا على الاستبيان أنهم يفضلون مساعدة المتسولين بشكل مباشر؛ فيما جاء مقترح مساعدتهم بشكل غير مباشر عن طريق جمعيات تتولى جمع التبرعات وتوجيهها لفائدة المتسولين في المرتبة الثانية؛ بينما جاءت مساعدة المتسولين عن طريق البرامج الاجتماعية التي تنفذها الدولة والجماعات الترابية في المرتبة الثالثة.

وأخيراً، يرى المشاركون في الاستبيان الخاص بهذه الاستشارة أن التسول هو ظاهرة يساهم في تكريسها تقديم المساعدة للمتسولين، وأنه يتعين الامتناع عن ذلك حتى يتسنى استئصال هذه الظاهرة من المجتمع.

وبخصوص الأسباب الرئيسية التي تشجع على ممارسة التسول، أشار نصف المشاركين تقريباً إلى قصور منظومة الحماية الاجتماعية والسياسات الاجتماعية العمومية، بينما تحدث ثلث المشاركين تقريباً عن ضعف روابط التماسك الاجتماعي (التفكك الأسري، تراجع التضامن الأسري، وغير ذلك).

ويشير المشاركون في الاستبيان إلى أوضاع الهشاشة كأحد مسببات التسول، وهي الفقر، البطالة، عدم القدرة على العمل، الإعاقة، المرض، والشيخوخة.

كما تشير تعليقات مستخدمي الإنترنت على صفحات المجلس على شبكات التواصل الاجتماعي إلى هشاشة الصحة العقلية كأحد مسببات ظاهرة التسول (العمل على الحماية من الهشاشة النفسية بالوقاية، والدعم النفسي، والعلاج المبكر، فهي طريق إلى التشرد، الاستغلال، الإدمان، والتسول).

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: التسول فی

إقرأ أيضاً:

استطلاع مفاجئ: أردوغان في الصدارة لكن المنافسة تشتد!

أظهر أحدث استطلاع للرأي أجرته شركة Asal Araştırma، تباينًا واضحًا في شعبية المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية التركية، حال إجراء الانتخابات يوم الأحد المقبل.

ووفقًا للاستطلاع، تصدر الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان النتائج بنسبة %27.5، متفوقًا بفارق بسيط على منافسيه الأساسيين

في المركز الثاني جاء منصور ياواش عمدة أنقرة بنسبة %23.0، يليه أكرم إمام أوغلو عمدة إسطنبول بنسبة %18.1، ما يشير إلى وجود منافسة محتدمة بين أبرز شخصيات المعارضة.

اقرأ أيضا

لو رأيتم كيف تم نقله، لما استطعتم تناوله! ضبط 700 كيلوغرام…

الإثنين 02 يونيو 2025

بينما حصل المرشحون الآخرون على نسب أقل بكثير، حيث حصل كل من:

مقالات مشابهة

  • كندا تحاكم مواطنيها مزدوجي الجنسية المشاركون في إرتكاب جرائم حرب بغزة
  • هل تصدق؟ علاج آلام الركبة يبدأ من الأذن!
  • مخاطر إهمال القضايا الكبرى في عالم غارق بالصراعات
  • هل كثرة الأحلام من الشيطان؟.. انتبه لـ7 حقائق وتحصن بـ4 آيات
  • الفيفا يكشف عن شعار النسخ الخمس القادمة لمونديال السيدات لأقل من 17 سنة بالمغرب
  • استطلاع مفاجئ: أردوغان في الصدارة لكن المنافسة تشتد!
  • إضراب عمال بريد الجزائر عام 2023.. حقائق مثيرة
  • الكونغرس يكشف أشخاصا وقعوا أوامر تنفيذية بالنيابة عن بايدن
  • 21 ألف قضية خلال شهر| الشحاتة في العيد الكبير.. وجه قبيح يبدد روح العطاء
  • فرحة العيد تُشوهها الشحاتة.. ماذا فعلت الدولة لمواجهة التسول؟