رام الله - صفا


لا تزال أنياب الجرافات تفتك بصخور وحجارة جبل الرأس في قرية أم صفا، وتقتلع أشجار الزيتون، وتحول أراضيه إلى خرابة.


ومنذ 15 يوما دون انقطاع، تسابق جرافات المستوطنين الزمن في تجريف مساحات واسعة من أراضي قرية أم صفا شمال غرب مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، وتقيم عازلا يخنق أهالي القرية.


وعن ذلك، يقول رئيس مجلس قروي أم صفا مروان صباح لـ"صفا" إن جرافات المستوطنين وبدعم من قوات الاحتلال لم تنفك لحظة واحدة عن تدمير الأراضي في جبل الراس وتجريف مساحات واسعة تقدر بـ 500 دونما.


ويضيف صباح لـ"صفا" أن القرية تعاني من الاستيطان منذ عشرات السنوات بسبب مستوطنة "عتيرت" المقامة على أراضي القرية والقرى المجاورة في المنطقة الجنوبية الشرقية، وأن القرية لم تسلم من اعتداءات المستوطنين منذ إقامتها.


ويلفت إلى أن الاحتلال يغلق مدخل القرية الرئيس في الواجهة الجنوبية، وكذلك المدخل الغربي، ومع استمرار أعمال التجريف في المنطقة الشرقية، يعني أن الاحتلال يحول القرية إلى سجن.


ويتطرق صباح إلى اعتداءات المستوطنين المتواصلة على المنازل والمواطنين والمزارعين، إلى جانب الاقتحامات اليومية لقوات الاحتلال، والذي حول القرية إلى مسرحا لانتهاكات الاحتلال ومستوطنيه.


بدوره، يقول الخبير في شؤون الاستيطان صلاح الخواجا لـ"صفا" إن عملية مصادرة مئات الدونمات في منطقة جبل الراس بقرية أم صفا، تم بناؤه على قرار اتخذ في بداية الثمانينات تحت تشريع في الكنيست الإسرائيلي، يعطي الحق للإدارة المدنية بفرض أمر واقع على أراضي إما متروكة أو أملاك غائبين.


ويضيف الخواجا أن الاستيلاء على الأراضي في قرية أم صفا تتم تحت حجة أنها أراض متروكة، لافتا أنه وفي كل السنوات الزوجية يعلن الاحتلال تجديد لهذه الأراضي في كل مناطق الضفة، بمعنى كل عامين يتم الاعلان مجددا على اعتبار أنها أراض حكومية وتم مصادرتها، ويتم تقديم أوراق للمجالس المحلية، أو الإعلان عنها بطرق مختلفة من خلال الإدارة المدنية.


ويوضح الخواجا أن ما يجري الآن يظهر حجم الأراضي التي كانت قد صودرت في بداية الثمانينات وأواخر السبعينات، وهي أكبر الحملات التي تم خلالها الاستيلاء على أراض  فلسطيينية، تحت ذريعة انها أراض متروكة، وهناك الكثير في بلدات غرب رام الله.


ويكشف الخبير أن أعمال التجريف التي تجري بقرية أم صفا ستربط بن مستوطنة عتيرت في أوسع عملية مصادرة، ولن تبعد عن البيوت والمساكن سوى بضع مترات، وسيصبح المستوطن على مسافة قريبة جدا من البيوت، وستتعرض بعض العائلات إلى حصار ومحاولات للتشريد، والضغط عليهم لتهجيرهم كما يجري في تهجير التجمعات البدوية.


ويتطرق الخواجا إلى أن الاحتلال أعلن قبل أيام عن تجديد مصادرات في بلدات غرب رام الله وتوسعة ذلك تحت حجج أمنية، جزء منها خلف الجدار والجزء الآخر شرقه، ما يعني موجه جديده من التوسع الاستيطاني، وفرض أمر واقع يقضي إلى تحويل البؤر الاستيطانية إلى مستوطنات.
ويبين أن الأخطر من ذلك، سياسة البؤر الرعوية التي بدأت تنتشر وتحتل آلاف الدونمات من الأراضي، وتعني أينما تصل مواشي المستوطنين يتم السيطرة عليها.


ويقول الخواجا إن أقطابا في حكومة الاحتلال وعلى رأسها سموترتش وبن غفير تفرغوا للعبث بالضفة، لفرض مزيدا من السيادة على مناطق "ج"  وتوسيع الاستيطان ودعم المستوطنات وتوفير بيئة آمنة للمستوطنين ومحاولة الضغط على الفلسطينيين لتهجيرهم، وضرب كل البنى التحتية للتجمعات الفلسطينية والقرى القريبة من المستوطنات، وكان آخرها مدرسة المعرجات الذي تم هجوم عشرات المستوطنين على المعلمين والطلاب وضربهم بالهراوات، بينهم متضامنين دوليين.          

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: قریة أم صفا رام الله

إقرأ أيضاً:

فرنسا تصف جرائم المستوطنين بالأعمال الإرهابية بعد استشهاد الناشط الهذالين

أكدت وزارة الخارجية الفرنسية أن أعمال العنف والجرائم التي يرتكبها مستوطنون إسرائيليون في الضفة الغربية المحتلة هي أعمال إرهابية، بعد عملية قتل ناشط مناهض للاحتلال نسبت إلى مستوطنين.

وقال ناطق باسم الوزارة "تشجب فرنسا جريمة القتل هذه بأشد العبارات فضلا عن كل أعمال العنف المتعمدة التي يرتكبها مستوطنون متطرفون بحق الفلسطينيين والتي تكثر في أرجاء الضفة الغربية".

وأضاف أضاف أن "أعمال العنف هذه هي أعمال إرهابية"، بحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس".

والاثنين، أعلنت السلطة الفلسطينية استشهاد ناشط مناهض للاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية برصاص مستوطنين، بينما أشارت شرطة الاحتلال من جهتها إلى تحقيق جارٍ، لكن من دون تأكيد وقوع "جريمة قتل".

وقالت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية في منشور، إنّها "تنعى والأسرة التربوية الشهيد المربّي عودة محمد الهذالين، المعلّم في مدرسة الصرايعة الثانوية في تربية يطا". 


وأضافت أنّ المعلّم البالغ من العمر 31 عاماً ارتقى برصاص مستوطنين اليوم (الاثنين)، أثناء اعتدائهم على قرية أم الخير، قرب الخليل جنوب الضفة الغربية.

وكانت شرطة الاحتلال أعلنت في وقت سابق، أنها فتحت تحقيقاً في أعقاب "حادثة وقعت بالقرب من الكرمل"، المستوطنة المجاورة لقرية أم الخير.

وقالت الشرطة في بيانها: "أُلقي القبض على إسرائيلي في مكان الحادث، ثم احتجزته الشرطة لاستجوابه (...). وفي أعقاب الحادث، أُبلغ عن مقتل فلسطيني. ويجري حالياً التحقّق من مدى تورطّه (الموقوف الإسرائيلي) في الحادثة".

ووفق المخرج والصحفي الإسرائيلي يوفال إبراهام، فإن عودة الهذالين أحد المساهمين في إنتاج فيلم "لا أرض أخرى" من منطقة مسافر يطا، والحائز على جائزة أوسكار.

ونشر إبراهام مقطع فيديو على حسابه بمنصة "إكس" يظهر المستوطن الإسرائيلي وهو يطلق النار على الهذالين.

ويأتي القرار الفرنسي، بعدما أعلنت الحكومة الهولندية حظر دخول وزيري ما يعرف بـالأمن القومي" للاحتلال والمالية، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، لتحريضهما على العنف والانتهاكات بحق الفلسطينيين.

وقال وزير الخارجية الهولندي، هانك فالدفامب، إن حكومته قررت اعتبار الوزيرين "شخصين غير مرغوب فيهما"، موضحا أنه تم تسجيل اسميهما في نظام منطقة شنغن كـ"أجانب غير مرحب بهم".


وأوضح أن القرار اتخذ بسبب "تحريضهما المتكرر على عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين، وتأييدهما المستمر لتوسيع المستوطنات غير القانونية، ودعوتهما لتطهير عرقي في قطاع غزة" في إطار حرب الإبادة على القطاع.

وأشار إلى أنه من المتوقع أن يستدعى السفير الإسرائيلي في لاهاي، مودي أفرايم، إلى جلسة توبيخ رسمية في وزارة الخارجية الهولندية، حيث سيتم، "مطالبة إسرائيل مجددا بتغيير اتجاه سياساتها"، مشيرا إلى أن "الوضع الحالي غير محتمل ولا يمكن الدفاع عنه، مع التأكيد على مواصلة الضغط من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة".

وكان رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف، صرح بأن بلاده ستدعم فكرة تعليق مشاركة الاحتلال في برنامج أبحاث "هورايزون" التابع للاتحاد الأوروبي إذا اتخذ الاتحاد الأوروبي مثل هذا القرار.

ولفتت صحيفة "هآرتس" العبرية، إلى أن الاتحاد الأوروبي سيناقش مقترحا لتعليق مشاركة الاحتلال في برنامج تمويل الأبحاث "هورايزون".

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يُجرف طريقًا في منطقة جبل قراطيس بالبيرة
  • عشرات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى
  • فرنسا تصف جرائم المستوطنين بالأعمال الإرهابية بعد استشهاد الناشط الهذالين
  • الخارجية الفرنسية تصف جرائم المستوطنين في الضفة بالأعمال الإرهابية
  • عشرات المستوطنين المتطرفين يقتحمون الأقصى
  • الاحتلال يعتقل 12 شابا قرب مفترق قرية دير نظام
  • مستوطنون يهاجمون قرية فلسطينية في الضفة الغربية
  • عشرات المستوطنين المتطرفين يقتحمون الأقصى بحراسة شرطة الاحتلال
  • إدانة فلسطينية لاعتداء المستوطنين على الطيبة ومطالبة بإجراءات رادعة 
  • مستوطنون يهاجمون قرية الطيبة شرق رام الله