انقلاب النيجر يهدد المصالح الأمريكية ويعزز نفوذ روسيا والصين
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
يرى الخبير الاقتصادي فرانسوا بيرد أنه بعد الانقلاب الأخير في النيجر، لم تتحدد التداعيات متوسطة المدى، لكن النتيجة واضحة. فالانقلاب يهدد الاستقرار في غرب أفريقيا، والمصالح الأمريكية والفرنسية في القارة الأفريقية، ويعزز الفرص الصينية. وسوف يعاني الأفارقة وسيواصل المتطرفون في كسب مناطق نفوذ، وليس من المرجح أن تعود النيجر للديمقراطية في المدى القصير.
وفي تقرير نشرته مجلة "ناشونال انتريست" الأمريكية، قال بيرد، مؤسس حركة اللعب النظيف في مجال التجارة، وهي حركة تأسست عام 2016 لمكافحة الإغراق والتجارة المفترسة، إن الآمال الأولية التي أعربت عنها فرنسا بأن تسارع القوات المسلحة النيجرية لإنهاء الانقلاب الذي قام به رئيس الحرس الرئاسي تبددت سريعاً، عندما انحاز الجيش للانقلاب.
كما أن الموعد الذي حدده قادة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (الإيكواس) ليقوم الجيش بإعادة الرئيس المخلوع محمد بازوم إلى السلطة، وإلا فإنه سيكون هناك تدخل عسكري، انتهى كما بدأ. وتم فرض عقوبات وقطعت نيجيريا الكهرباء عن النيجر، ولكن هذا سيلحق الضرر بالمواطنين وليس بالجيش أو المتمردين.
لقد وقعت التطورات في النيجر في أعقاب الوضع الأمني المتدهور في بوركينا فاسو، الذي يؤثر أيضاً على الدول الأخرى في المنطقة. ويًعد هذا اختباراً مبكراً لممثل الأمم المتحدة الخاص لمنطقة غرب أفريقيا والساحل، ليوناردو سيماو، الذي يتعين عليه حشد رد فعل قوي. ومن المتوقع أن يقوم سيماو الذي كان وزيراً للخارجية في موزمبيق بالعمل على استجماع رد فعل أفضل مما حدث حتى الآن لمواجهة المخاطر في أفريقيا والساحل.
Why should a coup in one of the world's poorest countries be a serious concern for the United States? https://t.co/BQ46v9GoVI
— National Interest (@TheNatlInterest) August 11, 2023 عراقيلوأضاف بيرد، أن الإيكواس كانت تخطط لتشكيل فريق لمواجهة الأزمات، ولكنها فشلت في تمويله حتى الآن. وعلى الرغم من الإعلان عن اجتماع مقرر للقادة العسكريين لإيكواس، هناك احتمال ضئيل في أن يكون هناك تدخل عسكري أفريقي فعلي ما لم يتم تمويله ودعمه من جانب الولايات المتحدة وفرنسا. والسؤال هو ما إذا كان الافتقار للإرادة السياسية، والقيادة، والتمويل يعني أنه لن يحدث أي شىء.
لقد استفاد العسكريون في النيجر من الانقلابات التي شهدتها مالي، وغينيا، والسودان، وبوركينا فاسو، وغينيا بيساو أن عواقبها يمكن إدارتها ومكاسبها مرغوبة. وفي الغالب، في تلك الانقلابات، عندما انسحبت أمريكا وفرنسا، تم دعوة الروس، في شكل مرتزقة مجموعة فاغنر للدخول. ولم تتعلم الحكومتان الأمريكية والفرنسية من هذا التاريخ القريب.
وإذا لم تقم أمريكا وفرنسا بإعادة تقييم نهجيهما ومشاركتهما في أفريقيا، فإنهما تخاطران بصورة متزايدة بالتخلي عن النفوذ في القارة للصين وروسيا. ويشمل هذا فقدان الحصول على المعادن الاستراتيجية، ومن بينها أكثر من 7% من يورانيوم العالم في النيجر، إلى جانب خسائر جغرافية، وأمنية، وتجارية. ويتطلب المستقبل، تركيز الدولتين على تعزيز حكم القانون والديمقراطية مع امتلاك الجرأة أيضاً للتعامل بصورة عملية مع الأنظمة غير الديمقراطية والحكومات العسكرية.
#أمريكا تستنكر رفض إطلاق سراح رئيس #النيجر وأسرته
https://t.co/kbMV1rcTcu
والتعامل بصورة عملية لا يعني تبني الانقلابات على حساب حقوق الانسان، ولكنه يعني خدمة مصالح الفقراء، المحرومين من الحقوق باختيار أقل الشرور. ومنذ أن تخلت فرنسا عن التزاماتها القوية السابقة في غرب أفريقيا ، لا سيما بعد انقلاب بوركينا فاسو، هناك الآن المزيد من النازحين، والمزيد من غارات المتمردين، والتدهور الاقتصادي الأكثر سرعة، والمزيد من الانقلابات، وقدر أقل من الديمقراطية عن ذي قبل.
ويؤكد بيرد أن المخاطر بالنسبة لغرب أفريقيا واضحة بالفعل. فهناك أنباء تتعلق بقطاع التعدين في كوت ديفوار تفيد بحدوث غارات يومية من بوركينا فاسو على الجزء الشمالي الشرقي من البلاد لسرقة معدات التعدين والمواد الغذائية. وتعتبر ليبيا، وتشاد، وتوجو، وغانا، والسنغال، وبنين، ونيجيريا وكوت ديفوار معرضة لخطر الوضع الأمني الذي يزداد ضعفا نتيجة الانقلابات في النيجر وبوركينا فاسو.
وأكثر الدول استفادة من هذا الوضع هي غينيا، وهي أيضاً في غرب أفريقيا وشهدت مؤخراً انقلاباً عسكرياً. فغينيا تدعم التعدين بفعالية. وتحاول حكومة غينيا بالفعل الهيمنة على استثمار ودخل بوركينا فاسو وربما تكون أيضاً جذابة للعاملين في قطاع التعدين في نيجيريا. ومن الواضح أن غينيا أرسلت قوة لمكافحة الإرهاب إلى الحدود مع مالي مؤخراً.
ويقول بيرد إنه لمعرفة مصير النيجر في المستقبل، من الضروري ترقب دلالات معينة. وبالنسبة لأداء الجيش في مواجهة المتمردين: فإنه إذا خسرت قوات الحكومة عدة معارك مهمة على التوالي أو تم اجتياح قاعدة عسكرية رئيسية، أو إذا كانت هناك هجمات كبيرة في نيامي العاصمة، كما حدث في بوركينا فاسو، حينئذ يجب أن تعلم أمريكا أن الوضع يزداد تدهوراً بسرعة. وهناك دلالة أخرى تتمثل في رحيل ضباط عسكريين كبار، أومسؤولين حكوميين، أو مدنيين من النيجر، وإذا لم تتم إعادة فتح مكاتب المنظمات غير الحكومية والأمم المتحدة والسفارات التي تشهد إغلاقاً حالياً.
#روسيا تحذر من "مواجهة طويلة" بسبب التدخل العسكري في #النيجر https://t.co/Mhh9eaos4t
— 24.ae (@20fourMedia) August 11, 2023وبالإضافة إلى ذلك، من الضروري مراقبة التدهور الاجتماعي، مثل معدل زيادة مخيمات النازحين، أو البيانات المتعلقة بالحصاد والانتاج الغذائي كمؤشرات لاحتمال حدوث مجاعة. كما أن تدهور دخل الضرائب بالنسبة للحكومة العسكرية في النيجر سوف يضعف وضعها أيضاً. وأي عدد من هذه التطورات سوف يفتح الباب أمام الصين، وروسيا، وحتى تركيا، التي تكثف نشاطها في أفريقيا.
وفي ختام تقريره يقول بيرد، إنه من المرجح في الوقت الحالي أن تفقد أمريكا وفرنسا استثماراتهما وقواعدهما الخاصة بمكافحة الإرهاب في النيجر. وسوف يقاتل الروس من أجل الاستفادة بالتعدين وغيره من الأصول. وسوف يكسب المتطرفون أرضاً. وسوف تحقق الصين مكاسب مالية وتزيد من نفوذها، كل ذلك بسبب تدهور الاستقرار في النيجر وغرب أفريقيا.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة انقلاب النيجر النيجر بورکینا فاسو غرب أفریقیا فی النیجر
إقرأ أيضاً:
بشرى لـ منتخب مصر .. الحرس الثوري يهدد مشاركة نجم إيران في مونديال أمريكا
يواجه نجم منتخب إيران مهدي تارمي شبح الإقصاء من المشاركة ضمن صفوف منتخب بلاده فى بطولة كاس العالم 2026 بـ أمريكا وكندا والمكسيك.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن مهدى تارمي نجم منتخب إيران مهدد من عدم المشاركة ضمن منتخب بلاده فى بطولة كاس العالم 2026 بأمريكا.
ويشارك منتخب إيران ضمن المجموعة السابعة ببطولة كأس العالم 2026 التي تضم أيضا منتخبات إيران وبلجيكا ونيوزيلندا.
وأفادت الصحيفة العبرية أن مهدى تارمي يعمل لدي الحرس الثوري الإيراني الذى تم إدراجه من جانب أمريكا ضمن الجماعات الإرهابية مشيرة إلي أن نجم منتخب إيران تتزايد فرصة إقصاؤه من المشاركة ضمن منافسات بطولة كأس العالم 2026.
شهدت قرعة كأس العالم 2026 المقرر إقامته في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك مجموعات تضم منتخبات قوية ستواجه بعضها في مباريات مهمة، ومنها مباريات منتحب مصر ضمن المجموعة السابعة.
وجاءت قرعة كأس العالم، خلال حفل مركز «كينيدي» في حدث رياضي عالمي شهد حضور عدد كبير من المسؤولين والشخصيات البارزة، وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
مواعيد مباريات منتخب مصر:
الجولة الأولى: مصر - بلجيكا ( 15يونيو 2026)
الجولة الثانية: مصر - نيوزيلندا (21 يونيو 2026)
الجولة الثالثة: مصر - إيران (26 يونيو 2026)
نتيجة قرعة كأس العالم 2025
المجموعة الأولى: المكسيك – جنوب إفريقيا - كوريا الجنوبية – (الفائز من الدنمارك ومقدونيا الشمالية والتشيك وأيرلندا)
المجموعة الثانية: كندا – (الفائز من إيطاليا وإيرلندا الشمالية وويلز والبوسنة والهرسك) قطر - سويسرا.
المجموعة الثالثة: البرازيل – المغرب - هايتي – اسكتلندا.
المجموعة الرابعة: الولايات المتحدة الأمريكية – باراجوي - أستراليا – (الفائز من تركيا ورومانيا وكوسوفو وسلوفاكيا).
المجموعة الخامسة: ألمانيا - كوراساو - كوت ديفوار - الإكوادور.
المجموعة السادسة: هولندا – اليابان - (الفائز من أوكرانيا والسويد وبولندا وألبانيا) - تونس.
المجموعة السابعة: بلجيكا - مصر - إيران – نيوزلندا.
المجموعة الثامنة: إسبانيا – الرأس الأخضر- السعودية - أوروجواي.
المجموعة التاسعة: فرنسا – السنغال – الفائز من (العراق - بولوفيا- سورينام) - النرويج.
المجموعة العاشرة: الأرجنتين – الجزائر - النمسا – الأردن.
المجموعة الحادية عشر: البرتغال – (الفائز من كاليدونا وجامايكا والكونغو الديمقراطية) - أوزبكستان - كولومبيا.
المجموعة الثانية عشر: إنجلترا – كرواتيا – غانا - بنما.