فرقة مسرح الشرق تجيب على أسئلة الموت والحياة في من بعثنا من مرقدنا
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
د. شبير العجمي: "الفضاءات المفتوحة مسرح تفاعلي يقدم الأفكار بشكل ارتجالي"
المخرج خالد العامري: "المونودراما فن يشبه العزف المنفرد يعتمد على الكاريزما"
عمران الرحبي: "الممثل من ذوي الإعاقة يعتمد على الخيال لرسم الشخصية بطريقة إبداعية"
تتواصل فعاليات مهرجان المسرح العماني الثامن، حيث تكون الفترة الصباحية مخصصة للنقاش والحوار وتبادل الخبرات ووجهات النظر بين المتخصصين والمشتغلين في المسرح، بينما تخصص الفترة المسائية لمتابعة العروض المختلفة، تبدأ بعرض الفضاءات المفتوحة، وتنتهي بمنافسة العروض المسرحية التي تكون ختام كل يوم من أيام المهرجان.
وكان اليوم الخامس من المهرجان محتضنا في فترته الصباحية حلقة عمل بعنوان "تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة في المسرح" قدمها الفنان عمران الرحبي، تحدث فيها عن أهم ما يمتلكه الفرد من ذوي الإعاقة من مهارات ومواهب وإمكانياته المختلفة على خشبة المسرح.
كما أوضح الرحبي من خلال الحلقة أبرز الاحتياجات التي لابد أن توفر للممثل من ذوي الإعاقة لإيصال الفكرة للجمهور، مع ضرورة اعتماده على الخيال لرسم الشخصية وأبعادها الفنية.
نجاح سياحي مسرحي..
كما أقيمت مساء اليوم الجلسة الثانية من ندوة "نحو مسرح عماني فاعل" أدارتها الدكتورة رحيمة الجابرية، قدم فيها الدكتور مرشد راقي ورقة عمل بعنوان: "مشاركات المسرح العماني في المهرجانات السياحية رصد وقراءة فنية" قال فيها إن ما يمز المهرجانات السياحية قدرتها على إنعاش الاقتصاد، وتوفيرها فرص العمل، وتقلل نسب البطالة، كما أنها تسهم في التعريف بالهوية الثقافية من خلال المسرح، ويمكننا القول بأنها منتج صناعي ملهم بالثقافة".
وأضاف الدكتور مرشد: "المهرجانات السياحية عملت على ترسيخ التجربة المسرحية في عقول الجمهور، وكثير من المهرجانات صنعت نجوم الفن، واستثمرت الفرق المسرحية المهرجانات، كما أسهمت العروض المسرحية في تحقيق مكاسب نوعية، أهمها استمرار الفرق في تقديم عروضها، وأسهمت أيضا في استمرار العروض وأدى ذلك لتحقيق مكاسب اقتصادية، كما أن العروض المسرحية في المهرجانات السياحية أصبحت مقصدا سياحيا، ومنطقة جذب للجمهور لحضور العروض المسرحية".
وعرج الدكتور مرشد في حديثه إلى ما أضافه المسرح العماني لمهرجان صلالة السياحي، الذي يعد أحد أسباب نجاحه وازدهاره، كما أدى مهرجان صلالة السياحي لولادة ممثلين مسرحيين وروج لفرق أهلية.
مسرح الفضاء المفتوح..
وقدم الدكتور شبير العجمي ورقة عمل بعنوان: "مسرح الفضاءات المفتوحة في عمان.. رؤية معاصرة"، قال فيها: "وجد مسرح الشارع منذ العصور الوسطى، وتطور مع مرور المراحل التالية، ففي عصور النهضة أصبحت عروض الشارع مشاهد يقدمها المثقفون كرؤى لأفكار سياسية للجمهور في الشارع".
وعرف العجمي مسرح الفضاءات المفتوحة بقوله: "هو مسرح تفاعلي يقدم الأفكار بشكل ارتجالي، لا يحوي نصا مكتوبا، وإنما يبنى على أفكار المسرحيين، ومسرح الشارع يجب ألا يكون فيه بوستر لمسرحية، لابد لفريق التمثيل أن يطرح فكرته في البيئة أو المكان المناسب، مسرح الشارع يجب أن يوجد حوارا تفاعليا مباشرا بين الممثلين والحضور، وإن لم يكن كذلك فيمكن أن يطلق عليه اسم آخر".
مشاركات خارجية وجوائز..
وتحدث المخرج يوسف البلوشي حول المسرح العماني المشاركات والجوائز، وسرد قصص تجاربه ومشاركاته خارج السلطنة، بداية من تجربته الأولى التي حفرت في الذاكرة، وقال: "المشاركات مهمة جدا، والجوائز لها أثر حيث تسعى من خلالها لتطور من ذاتك، والجائزة هي إنجاز للفرقة، وإنجاز شخصي وإنجاز للبلد".
وقال البلوشي إن المشاركة الخارجية تساعد في صنع رغبة التواصل مع الآخر ومشاهدة تجارب الآخرين، وأكد في حديثه أن المسرح العماني ليس أقل من أي مسرح آخر، وقال: "الفرق العمانية اليوم تشارك وتفوز بجوائز خارجية، وتنظم مهرجانات بمعايير عالية، كما أن المسرح العماني لديه الرغبة في الاستفادة من المهرجانات الخارجية والتجارب العالمية وهو ما كان متضحا من خلال المهرجانات المحلية المقامة في الفترة الحالية".
العزف المونودرامي المنفرد..
وقدم المخرج خالد العامري ورقته التي حملت عنوان: "المونودراما في عمان تجارب فاعلة"، حيث استعرض تجربته في المونودراما والتي كانت الأولى من نوعها في سلطنة عمان، حيث كان العرض في مهرجان مسرحي في جامعة السلطان قابوس، لاقى استحسان الجمهور وتفاعلهم.
وقال العامري: "للمونودراما في سلطنة عمان تجارب فاعلة، وهي فن يشبه العزف المنفرد، يعتمد على ممثل واحد يستعرض قدراته وأدواته أمام الجمهور، ولابد أن يمتلك الممثل العديد من المقومات والمهارات والإمكانيات في تقديم هذا العرض بصورة فنية إبداعية".
من بعثنا من مرقدنا؟
وكان مساء اليوم الخامس من أيام المهرجان محتضنا أيضا للعرض المسرحي "من بعثنا من مرقدنا" لفرقة مسرح الشرق، حيث تطرح الفرقة في عرضها الكثير من الأسئلة المتعلقة بالموت والحياة، في إثارة لفضول الجمهور وجذبهم أمام ما يقدمه العرض للمشاهد، وما ينافس به باقي العروض في المهرجان.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المهرجانات السیاحیة العروض المسرحیة المسرح العمانی ذوی الإعاقة
إقرأ أيضاً:
انحدار الذوق وضياع الهوية.. محمد موسى يهاجم أغاني المهرجانات
قال الإعلامي محمد موسى إن الفن في مصر لم يكن يومًا وسيلة للهروب من الواقع أو مجرد وسيلة تسلية، بل كان دائمًا مرآة لوعي الأمة، ولسان حضارتها، ومعبّرًا راقيًا عن أحلام الناس وآلامهم.
وأضاف محمد موسى خلال تقديم برنامج "خط أحمر" على قناة الحدث اليوم،: "الفن المصري القديم كان رمزًا للانتماء والهوية، من قصائد أحمد شوقي وألحان عبد الوهاب إلى صوت أم كلثوم الذي بكى له الشعر نفسه كانت الأغنية المصرية سفيرة الوعي، وممثلًا للقيم في الداخل والخارج".
وعبّر موسى عن صدمته من الانحدار الفني الذي تمثل في ما يُعرف بأغاني المهرجانات، التي ظهرت فجأة دون أي قواعد أو رقابة، وتحولت من محاولة شعبية بسيطة إلى كارثة ثقافية حقيقية، سيطرت فيها الرداءة على المسارح، واحتل الجهل مكبرات الصوت.
وتابع قائلاً: "نسمع كلمات لا تمت للفن أو الذوق بصلة، وهي كلمات بلا معنى أو قيمة، بل محمّلة بإيحاءات وإشارات هدامة".
وأشار موسى إلى أن أغنية مثل "بنت الجيران" التي يدعو فيها مؤديها إلى "شرب الخمور والحشيش" أصبحت منتشرة بين الشباب، متسائلًا: "هل هذه صورة الشباب المصري التي نريد تصديرها للعالم؟".
وأكد أن ظهور هذه النماذج جاء نتيجة غياب التعليم، وضعف الرقابة، وغياب الوعي، موضحًا أن أغلب هؤلاء لا يمتلكون أي تأهيل فني أو ثقافي، ولا يدركون حجم التأثير المدمر لما يقدمونه على وعي الأجيال.
وانتقد موسى منح هؤلاء المؤدين مساحة في الإعلام والمجتمع وكأنهم رموز للنجاح، وقال: "لم أستضف أيًا منهم يومًا في برنامجي، ولن أفعل لكن المؤسف أنهم يُدعون لحفلات رسمية، وتُفتح لهم الشاشات، وكأن الإسفاف أصبح بطولة".
وشدد على أن ما نعيشه ليس خلافًا على "ذوق فني"، بل هجوم ثقافي داخلي منظم يهدد الهوية المصرية ويقوّض دور القوى الناعمة التي لطالما تميزت بها مصر على مستوى العالم العربي.
ودعا موسى إلى تدخل عاجل من الإعلام والرقابة والمؤسسات التعليمية لإعادة بناء الوعي، مؤكدًا أن "المعركة الآن هي معركة وعي، لا تحتمل الحياد. والفن ليس مجرد لحن أو صوت جميل، بل رسالة وقيمة ومسؤولية".
وختم بقوله: "ما يحدث الآن ليس فقط إهانة للفن المصري، بل هو خسارة لأبنائنا ولقيمنا وثقافتنا، لكن الأمل لا يزال قائمًا في عودة الفن الحقيقي، ودعم المواهب الراقية، ومجتمع يفرّق بين الشهرة والاحترام. المعركة بدأت... فاختاروا الوعي."