وصف مقال في صحيفة "غارديان" البريطانية قرار إسرائيل إغلاق مكتب شبكة الجزيرة الإعلامية في رام الله، وحظر أعمالها داخل دولة الاحتلال، وتقييد تقارير وسائل الإعلام الدولية من قطاع غزة، بأنها كلها "تحذير خطير" لكل الصحفيين المستقلين في أرجاء العالم كافة.

وجاء في المقال، الذي كتبه مدير الأخبار في قناة الجزيرة عاصف حميدي، أنه ما من وسيلة إعلامية في أي مكان في العالم تقبل أن يقتحم رجال أمن مدججون بالسلاح وملثمون مكاتبها.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2توماس فريدمان: لماذا تتفاقم الأوضاع فجأة بالنسبة لإسرائيل؟list 2 of 2ناشونال إنترست: لماذا تحرص واشنطن على إعادة تركيا إلى برنامج إف-35؟end of list

وقال إن جنود مشاة مسلحين تابعين لنظام أقصى اليمين في إسرائيل اقتحموا، في الساعات الأولى من يوم 22 سبتمبر/أيلول الجاري، مدخل المكتب وصادروا المعدات وعطلوا البث المباشر، ولوحوا بتوجيه ممهور بتوقيع يأمر بإيقاف الأعمال الفلسطينية للشبكة، وغطوا المدخل بألواح معدنية.

اعتداء صارخ

واعتبر أن ما جرى اعتداء صارخ على حرية الصحافة، إذ فُرض إغلاق لمكتب شبكة الجزيرة الإعلامية في الضفة الغربية المحتلة على الفور، وجاء بعد قرار حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مايو/أيار الماضي بوقف أعمال الجزيرة في إسرائيل. وفي ذلك الحين، أمرت السلطات بإغلاق مكتب رام الله لمدة 45 يوما بتهمة "التحريض على الإرهاب ودعمه" استنادا إلى قانون وُضِع إبان حقبة الانتداب البريطاني عام 1945.

واتهم الكاتب السلطات الإسرائيلية بأنها ظلت تستهدف "بلا هوادة" الجزيرة وصحفييها "لأننا نظل شبكة الإعلام الدولية الوحيدة التي تقدم تقاريرها من غزة والأراضي المحتلة".

وقال إن "جريمة" الشبكة كانت -على ما يبدو- أنها ظلت تسلط الأضواء على الآثار المدمرة لحرب إسرائيل على قطاع غزة، والغارات والتوغلات التي تشنها باستمرار في الضفة الغربية المحتلة.

ورفض مدير الأخبار بالجزيرة التهديدات المستمرة التي تشمل الترهيب والعرقلة والإصابات والاعتقالات والقتل، معتبرا إياها تصرفات غير مقبولة، ومؤكدا أن القناة سيستنفد جميع الوسائل القانونية المتاحة "من أجل حماية حقوقنا وصحفيينا".

عاصف حميدي: ما من وسيلة إعلامية بأي مكان في العالم تقبل أن يقتحم رجال أمن مدججون بالسلاح وملثمون مكاتبها (الجزيرة) تاريخ طويل

وأشار الكاتب إلى أن ما درجت إسرائيل على القيام به ليس جديدا، فهي لديها تاريخ طويل في استهداف قناة الجزيرة، لكن الهجمات أضحت أكثر وضوحا وجرأة في السنوات الأخيرة.

وسرد حميدي بعضا من تلك التصرفات، مثل تهديد نتنياهو في عام 2017 بإغلاق مكاتب الشبكة في القدس المحتلة، وتدمير المبنى الذي يضم مكاتب القناة في غزة بصاروخ إسرائيلي في عام 2021، واغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة برصاص قناص إسرائيلي في مخيم جنين للاجئين عام 2022.

ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، ازداد الاستهداف والمضايقة بشكل كبير. ففي يوليو/تموز الماضي، "كان اغتيال زمليْنا الشجاعين الصحفي إسماعيل الغول والمصور رامي الريفي" من قبل القوات الإسرائيلية محاولة أخرى لإسكات الصحفيين الذين يغطون الحرب وتأثيرها الإنساني على ملايين الأشخاص.

أعمال شنيعة

وأعرب حميدي عن اعتقاده بأن هذه الأعمال "الشنيعة تشكل جزءا من حملة منهجية ضد صحفيي الجزيرة، كما يتضح ذلك من عمليات القتل المستهدفة بطائرات مسيّرة لصحفيينا سامر أبو دقة وحمزة الدحدوح، وقتل أفراد أسرة زملائنا منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي".

ووصف اتهام الجزيرة بانتهاك المعايير المهنية بأنه منافٍ للعقل، كما أن دمغ مصوريها ومراسليها بأنهم يشكلون تهديدا لأمن إسرائيل أمر مشين، قائلا إن هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة، "وهي تشكل تهديدا خطيرا لسلامة وأمن زملائنا".

وأكد في مقاله بالصحيفة البريطانية أن شبكة الجزيرة ستظل على عهدها ملتزمة بالتمسك بالقيم المنصوص عليها في ميثاق أخلاقياتها وتقديم تقارير محايدة ودقيقة وجريئة، ولن تؤدي هذه الهجمات إلا إلى عكس ما ترغب فيه السلطات الإسرائيلية؛ فهي "لن تؤدي إلا إلى تعزيز عزمنا على أن نكون صوت من لا صوت لهم وأن نقول الحقيقة للسلطة".

التاريخ لن يرحم

ومضى حميدي إلى القول إن الاعتراف العالمي الذي حظيت به الجزيرة بين مئات الملايين من المشاهدين، والجوائز والتقديرات التي نالتها لتغطيتها الشجاعة للحرب على قطاع غزة، يشكلان شهادة أخرى على التغطية المحايدة والموضوعية التي تقدمها الشبكة.

وحذر في ختام مقاله من أن فشل العالم في ضمان حماية الصحفيين في مناطق الصراع وسلامتهم والتدفق الحر للمعلومات، سيشكل سابقة خطيرة، والتاريخ لن يكون رحيما.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

إسرائيل: الجثة الرابعة التي سلّمتها حماس تعود لـ"عميل" وليس لجندي

أفاد موقع "واللا" العبري، نقلا عن مصدر أمني إسرائيلي، اليوم الأربعاء، بأن الجثة الرابعة التي سلّمتها حركة حماس عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر ليل الثلاثاء – الأربعاء "تعود لعميل من مدينة أريحا، وليس لجندي في جيش الاحتلال".

وأضاف المصدر الأمني، أن "التقديرات في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تشير إلى أن ما حدث ناجم عن خطأ من جانب حماس، وليس عن محاولة استفزاز متعمّدة".

وكانت حركة حماس قد أعلنت في وقت سابق أن الجثة الرابعة تعود لجندي من جيش الاحتلال قُتل أثناء احتجازه في أحد أنفاقها، مؤكدة أنه "عُثر عليه وهو يرتدي زيًا عسكريًا"، بينما زعم الجيش الإسرائيلي أن الجثة "لا تتطابق مع أي من الأسرى الإسرائيليين الذين كانوا محتجزين في غزة ".

وقال المصدر الأمني الإسرائيلي إن "الجثة نُقلت بالخطأ بعدما اعتقدت حماس أنها تعود لجندي إسرائيلي كان يرتدي زيًا عسكريًا"، مضيفًا: "يتعلّق الأمر بفلسطيني من غزة كان يرتدي الزي العسكري (الإسرائيلي)، وقد ظنّت حماس أنه جندي إسرائيلي".

اقرأ أيضا/ القيادة الوسطى الأميركية تدعو حماس إلى اغتنام فرصة السلام وتسليم سلاحها

وقال الجيش في بيان رسمي إن "الفحوص التي أجراها معهد الطب العدلي بيّنت أن الجثة الرابعة التي سُلّمت إلى إسرائيل لا تعود لأي من الرهائن"، مشددًا على أن "حماس مطالبة ببذل كل الجهود لإعادة جثث جميع الرهائن الذين لقوا حتفهم".

وأضاف الجيش أن الجثث الثلاث الأخرى التي أُعيدت في العملية ذاتها تبيّن أنها تعود إلى تمير نمرودي، وأورئيل باروخ، وإيتان ليفي، بعد أن تم التعرف عليهم رسميًا في معهد الطب الشرعي في أبو كبير.

وأصدر مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، بيانًا جاء فيه أن "منظمة حماس مطالبة بالوفاء بالتزاماتها للوسطاء وإعادة جميع الرهائن القتلى ضمن تنفيذ الاتفاق"، مضيفًا: "لن نتنازل ولن نوفر أي جهد حتى نعيد كل الرهائن، الأحياء والقتلى، حتى آخرهم".

المصدر : عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي يكشف طبيعة مرض نتنياهو الحكومة الإسرائيلية: لم نوقف تدفق مساعدات غزة وهذا ما نتوقعه من حماس  إسرائيل: مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق غزة "لم تبدأ بعد" الأكثر قراءة مفاوضات غزة - الاتفاق قد يوقع خلال الساعات المقبلة مقاومون يهاجمون موقعا إسرائيليا وسط غزة بعيد زيارة كاتس للمكان روبيو يحضر اجتماعا وزاريا غدا في باريس لمناقشة خطة غزة الدفاع المدني في غزة : الاحتلال يتّبع أساليب مختلفة للإبادة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • غارديان: هل يمكن مقارنة الحرب على غزة باجتياح لبنان عام 82؟
  • شركة توكيلات الجزيرة للسيارات تشارك بمعرض الصقور والصيد السعودي الدولي 2025
  • الاحتلال يواصل استيلاءه على أراض بالضفة ويهدم منزلا برام الله
  • الاحتلال يقتحم مناطق عدة في بيت لحم ويهدم منزلًا برام الله
  • إسرائيل: الجثة الرابعة التي سلّمتها حماس تعود لـ"عميل" وليس لجندي
  • وزيرة قطرية في مقال لافت عن غزة: هذا ما فعله الاحتلال بغبائه وعنجهيته
  • إسرائيل: الجثة الرابعة التي سلمتها حماس لا تتطابق مع أي من الرهائن
  • الملك عبد الله الثاني صوت الحقيقة التي هزمت أكاذيب نتنياهو وحكومتة المتطرفة .
  • استشهاد فلسطيني بعد الاعتداء عليه برام الله
  • القدس.. الحرب التي لا تنتهي!