أميل في أغلب الأحيان إلى الاعتقاد بأن أغلب الأساطير الفنية تتم صناعتها بحرفية ومهارة شديدة، ودعني أوضح لك ما أقصده من خلال هذا التساؤل:
ما الذي قد يدفع شابة أو شابا إلى البكاء بشكل مثير للشفقة، حتى يسلم على فنان مشهور، أو لكي يلتقط إلى جانبه صورة تذكارية؟
مثل هذا الموقف الذي نشاهده مرارا وتكرارا مع الكثير من الفنانين والمطربين، والذي عادة ما تظهر فيه شابة حسناء، وهي تشق صفوف الجماهير، ثم تعتلي خشبة المسرح، وهي في غاية الانهيار، مستعطفة بدموعها الفنان الأسطورة، والذي سيتوجب عليه في نهاية الأمر أن يسمح لها بالوقوف إلى جانبه؛ لتلتقط معه صورة لهذه اللحظة الفارقة في حياتها.
أيمكن أن يكون هذا المشهد العبثي حقيقيا؟!
كل ما يمنعني عن الإيمان المطلق بأن هذه مشاهد مسرحية معدة مسبقا : هو تذكري لتلك الفتاة المسكينة التي ألقت بنفسها من الطابق السابع متأثرة بخبر رحيل العندليب عبد حافظ رحمه الله، ورحم معه هذه المسكينة التي افتتنت به.
أظن أن قصة انتحار تلك الفتاة كانت هي المادة الخام التي استخلص منها صناع الأساطير الفنية فيما بعد كل هذه السيناريوهات، التي يتم تمثيلها وترويجها تمجيدا للكثيرين من أصحاب المواهب، ابتداء من فكرة وجود المعجبة التي تشق صفوف الجماهير؛ لكي تسلم على النجم الأسطورة، وانتهاء بهذا المجذوب الذي ينهار أمام الجموع الحاشدة من فرط انبهاره ببلاغة خطيب، أو من شدة افتتانه بحلاوة صوت قاريء شهير للقرآن الكريم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأساطير
إقرأ أيضاً:
كان منزلنا في قلب الحصار الذي فرضته مليشيا الجنجويد، المدججة بالأسلحة والمركبات
عندما اندلعت الحرب صباح السبت، الخامس عشر من أبريل 2023، كنتُ أقيم على بُعد 1500 متر فقط من بيت الضيافة والقيادة العامة، حيث دارت أعنف المعارك، استُخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة، الثقيلة منها والخفيفة.
كان منزلنا في قلب الحصار الذي فرضته مليشيا الجنجويد، المدججة بالأسلحة والمركبات القتالية التي ملأت الأفق. اقتحموا منزلنا، واضطررنا إلى الخروج بما نرتديه من ثياب وما ننتعله من أحذية فقط.
ومنذ تلك اللحظة، و ما بعدها ونحن نمر بأكثر من خمسين ارتكازًا للجنجويد، وحتى اليوم، بعد أحداث بورتسودان، لم يخالجني أدنى شك في أن النصر آتٍ، ثقةً بالله وبقواتنا المسلحة.
عمر عثمان
إنضم لقناة النيلين على واتساب