◄ الجابري لـ"الرؤية": "تنظيم الاتصالات" تواصل جهود تعزيز البنية الأساسية للاتصالات وتحسين جودة الإنترنت

 

الرؤية- سارة العبرية

نظمت هيئة تنظيم الاتصالات أمس الأحد لقاءً حواريًا مع عددٍ من المنتفعين من مختلف الجهات بهدف مناقشة مجموعة من المحاور المتعلقة بقطاع الاتصالات.

ويأتي هذا اللقاء في إطار حرص الهيئة على تعزيز التواصل مع المنتفعين وتبادل الأفكار والرؤى حول الخدمات المُقدمة، بما يسهم في تطوير قطاع الاتصالات وتحسين جودة خدماته.

وخلال اللقاء، استعرضت الهيئة جهودها المبذولة في تجويد خدمات الاتصالات، منها إيقاف خدمات الجيل الثالث واستبدالها بخدمات الجيلين الرابع والخامس، وذلك بهدف مواكبة التطورات التكنولوجية وتحسين تجربة المستخدمين، كما تم نقل مشتركي خدمات الإنترنت من الشبكات منخفضة السرعة إلى شبكات الألياف البصرية والجيل الخامس، مما يتيح لهم الاستفادة من سرعات أعلى وجودة أفض. كما استعرضت أهمية التوصيلات الداخلية للمباني ومواصفات الأجهزة والكوابل المستخدمة.

وفي تصريح خاص لـ"الرؤية"، قال المهندس ناصر الجابري مدير دائرة جودة الخدمة والخدمة الشاملة: "خلال السنوات الأربع الماضية، تلقت شركات الاتصالات ما يقارب مليوني شكوى، وتم تصعيد 8000 شكوى منها إلى هيئة تنظيم الاتصالات، وتنوعت هذه الشكاوى بين جودة الخدمات، الفوترة، العروض الترويجية، والأرقام".

وأضاف أنه فيما يتعلق بشكاوى النطاق العريض، فقد بلغ إجمالي الشكاوى 398 شكوى، منها 226 ضد شركة عمانتل، و76 ضد أوريدو، و98 ضد شركة أواصر.

وأضاف أن مبادرات تحسين خدمات الاتصالات في سلطنة عُمان تهدف إلى تعزيز البنية الأساسية للاتصالات وتحسين جودة الإنترنت، وتشمل هذه المبادرات نقل مشتركي الإنترنت من شبكة ADSL منخفضة السرعة إلى شبكات الألياف البصرية والجيل الخامس عالية السرعة؛ حيث انخفض عدد مشتركي ADSL من 167509 مشتركين في عام 2021 إلى 26000 مشترك في عام 2024. وتتضمن المبادرات إيقاف خدمات الجيل الثالث واستبدالها بخدمات الجيل الرابع والخامس، مع استهداف ترقية 5582 محطة، أُنجز منها 1921 محطة حتى الآن.

علاوة على ذلك، تتواصل جهود نشر شبكات الجيل الخامس (5G) بشكل مكثف؛ حيث تستهدف السلطنة نشر 4412 محطة، أُنجز منها 3046 محطة، إلى جانب ترقية وصلات محطات الاتصالات من تقنيات الأقمار الصناعية منخفضة السرعة إلى وصلات الألياف البصرية عالية السرعة. وقامت شركة عمانتل بترقية 174 محطة بينما نفذت شركة أوريدو عمليات ترقية لـ164 محطة على التوالي.

وفي 2019، أصدرت هيئة الاتصالات إرشادات تمديد شبكة الاتصالات والبيانات الداخلية في المباني، كما صدرت لائحة تنظيم توصيلات شبكات الاتصالات غير النشطة للوحدات ومناطق التطوير العقاري في 2024.

وتطرق اللقاء إلى محور الرسائل الاقتحامية والاحتيالية، وأوضحت الهيئة أنها بذلت جهودًا ملموسة للحد من الاحتيال الإلكتروني بالتعاون مع المُرخَّصين، وجرى تشكيل فريق عمل مشترك بين الهيئة والمُرخَّص لهم لمتابعة الحالات الاحتيالية ووضع حلول فعّالة للحد منها. كما قامت بتوجيه المُرخَّص لهم لتطبيق إجراءات وحلول فنية للحد من هذه الظاهرة، إضافة إلى إطلاق حملات توعوية تهدف إلى زيادة وعي المجتمع بمخاطر الاحتيال الإلكتروني وطرق تجنبه.

وقال فيصل الشكيلي مدير دائرة المواصفات الفنية بالهيئة "إن عدد الرسائل الاقتحامية في العالم في عام 2023 بلغ 3.6 تريليون رسالة نصية، وإن 29% عالميًا نسبة الأشخاص الذي استلموا رسائل احتيالية"، مشيرا إلى أن سلطنة عُمان تواجه عدة تحديات منها تطبيقات تواصل اجتماعي غير مرخصة، وعدم اتباع الإرشادات التوعوية، بجانب عدم وجود قناة موحدة للإبلاغ عن حالات الاحتيال، إضافة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة في عمليات الاحتيال.

وفيما يخص حماية الأطفال من إدمان الشاشات الإلكترونية، أشارت الهيئة إلى أن 86% من الأطفال في سلطنة عُمان يستخدمون الإنترنت؛ الأمر الذي دفع الهيئة إلى إطلاق عدة مبادرات تهدف إلى توعية الأطفال والأسر حول الاستخدام الآمن للتكنولوجيا، ومن بين هذه المبادرات الحملة الوطنية التوعوية للأطفال حول الاستخدام الآمن لوسائل وخدمات الاتصالات، كما قامت الهيئة بتخصيص باب في لائحة حقوق المنتفعين يعنى بحماية الأطفال مستخدمي خدمات الاتصالات.

وحول متوسط عدد الساعات التي يقضيها الطفل العُماني على الشاشات، توضح التقديرات أن 50% من الأطفال يستخدمون الإنترنت لمدة ساعتين إلى 5 ساعات وأكثر في اليوم، وأن 80% من الأطفال يملكون حسابات خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي.

وكانت شركة أوريدو وقّعت مذكرة تفاهم مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" لإطلاق تطبيق "Safe and Sound"، الذي يتيح الأبوين التحكم في المحتوى الذي يتابعه أطفالهم، بالإضافة إلى تنظيم وقت الشاشة والرقابة الأبوية. وفي نفس السياق، أبرمت عُمانتل مذكرة تفاهم مع اليونيسيف لدعم برامج رعاية الأطفال في السلطنة، مع تفعيل برنامج "Secure Net" الذي يوفر ميزات الرقابة الأبوية مثل تصفية المحتوى، الإيقاف المؤقت، وتحديد أوقات الاستراحة والدراسة، كما تم تعزيز برنامج "Safe Net" في شركة أواصر، وهو مصمم لحماية المستخدمين وأطفالهم من المخاطر الإلكترونية مثل الفيروسات، البرامج الضارة، وهجمات التصيد الاحتيالي، وغيرها من الأنشطة الضارة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

قصة السيدة راشيل وأطفال غزة.. هل أصبح التعاطف جريمة؟

أثارت مقدّمة برامج الأطفال الأمريكية الشهيرة، راشيل أكورسو، تفاعلا واسعا بعد إعلانها دعم حملة تبرعات لصالح منظمة "أنقذوا الأطفال" التي تشمل مساعدات لأطفال قطاع غزة، إلى جانب أطفال آخرين في مناطق نزاع حول العالم.

وعرضت راشيل تسجيلات فيديو مخصصة للجمهور مقابل تبرعات توجهها لصالح الأطفال المتضررين من الحروب، وتشمل الحملة أطفالًا من أوكرانيا والسودان والكونغو الديمقراطية، إضافة إلى أطفال غزة.

وقوبلت المبادرة التي حصدت عشرات آلاف الدولارات خلال ساعات بردود فعل مميزة، إذ اعتبرها كثيرون خطوة إنسانية نبيلة.



ورغم أن الحملة لم تتضمن أي موقف سياسي صريح، إلا أن راشيل تعرّضت لهجوم إلكتروني، شمل اتهامات لها بـ"الترويج لحماس" و"تجاهل معاناة الأطفال الإسرائيليين"، ما دفعها إلى تعطيل خاصية التعليقات في بعض حساباتها على مواقع التواصل.

Beloved by millions of kids around the world, YouTube star Ms. Rachel has been spotlighting the suffering of Gaza's children. Now she's facing major blowback, as she explains to @meenasaurus pic.twitter.com/pLfd1Ag0BF — Christiane Amanpour (@amanpour) May 24, 2025

وردّت راشيل بفيديو عبر إنستغرام قالت فيه إن دعم الأطفال في مناطق النزاع لا علاقة له بالسياسة، مؤكدة أن "قلبها مع كل طفل يعاني، سواء في غزة أو إسرائيل أو أي مكان في العالم"، وأوضحت أنها تسعى فقط لتخفيف المعاناة عن الأطفال، دون الخوض في أي صراعات.

وأشارت إلى أن الانتقادات لم تؤثر على استمرار الحملة، بل جذبت دعمًا واسعًا من جمهورها الذين أشادوا بموقفها الإنساني، فيما رأى البعض أن رد الفعل الغاضب تجاه مبادرة إنسانية يكشف عن تصاعد الاستقطاب السياسي حتى في القضايا المتعلقة بالطفولة.

وقالت خلال الفيديو "قلبي مع كل طفل يعاني لا يوجد ما هو سياسي في رغبتي بحماية الأطفال مهمتي دائمًا كانت خلق عالم أفضل للأطفال، وأنا فخورة بكل شخص ساهم في هذه الحملة."

كما نشرت لاحقًا أغنية قصيرة للأطفال، تدعو فيها للسلام وإنهاء الألم عن كل الأطفال، مشيرة إلى أن رسالتها تتجاوز الانقسامات السياسية.


وتُعد راشيل أكورسو واحدة من أبرز صانعي محتوى الأطفال في العالم، ويتابع قناتها "Songs for Littles" أكثر من 14 مليون مشترك على يوتيوب، وتُستخدم برامجها التعليمية على نطاق واسع في الحضانات والمدارس داخل الولايات المتحدة وخارجها.

وتأتي هذه الأزمة في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية لحماية المدنيين في غزة، بعد أن تجاوز عدد الضحايا الفلسطينيين، وفق تقارير الأمم المتحدة، أكثر من 35 ألف قتيل، غالبيتهم من النساء والأطفال، منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع في أكتوبر 2023.

مقالات مشابهة

  • 700 مليون يستخدمون تطبيق «ميتا» للذكاء الاصطناعي
  • "العُمانية لنقل الكهرباء" تحافظ على تصنيفها الائتماني عند "BB+" مع نظرة مستقرة
  • طفلي لا يحب اللعب.. هل هذا طبيعي؟!
  • يونيسف: 50 ألف طفل بغزة استشهدوا وأصيبوا منذ بدء الحرب
  • اليونيسف: استشهاد وإصابة 50 ألف طفل في قطاع غزة منذ بدء العدوان
  • شركات الكهرباء تستعرض الإنجازات وتكشف عن الخدمات المستقبلية
  • العثور على أكثر من 180 مليون سجل في قاعدة بيانات غير محمية على الإنترنت
  • آفاق الدبلوماسية الاقتصادية العُمانية
  • جنوب أفريقيا تراجع قوانينها لجذب استثمارات ستارلينك وإرضاء إيلون ماسك
  • قصة السيدة راشيل وأطفال غزة.. هل أصبح التعاطف جريمة؟