وسط الخرطوم وشمال الجيلي محاور الصراع الحاسمة في معارك العاصمة السودانية
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
منذ فجر الخميس الماضي، اندلعت معارك عنيفة بين الجيش والدعم السريع في عدة محاور حاسمة داخل العاصمة وفي مناطق أخرى جنوب الجزيرة، ولاية سنار، منطقة الفاو، ومصفاة الجيلي.
كمبالا: التغيير
استهدفت العمليات العسكرية مناطق وسط وغرب وشمال الخرطوم، عبر ثلاثة جسور رئيسية هي: جسر الحلفايا الذي يصل بين أم درمان والخرطوم بحري، وجسري النيل الأبيض، والفتيحاب الرابطين بين أم درمان والخرطوم.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرها نشطاء موالون للقوات المسلحة على منصات التواصل الاجتماعي عبور قوات من الجيش جسر النيل الأبيض من جهة أم درمان إلى الخرطوم، وفي كبري الحلفايا من جهة أم درمان إلى الخرطوم بحري، كما ظهرت مقاطع أخرى لجنود من الجيش داخل السوق العربي.
معارك الخرطوم 800 قتيل من الجيشلكن مستشار قائد الدعم السريع، الباشا طبيق، أوضح لـ (التغيير) أن الهجوم الذي شنه الجيش على عدة محاور في الخرطوم، بما في ذلك جسر الخرطوم – أمدرمان وجسر الفتيحاب، تم سحقه بالكامل.
وقال إن عدد القتلى من القوات المهاجمة تجاوز 800 قتيل، بالإضافة إلى العديد من الجرحى، وأشار إلى أن هذه المعلومات أولية، ولم يتم إصدار بيان رسمي بها من الدعم السريع حتى الآن.
وبحسب طبيق الجيش لم يتمكن من استعادة أي من المواقع التي كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع، رغم محاولات التقدم نحو مصفاة الجيلي. وأضاف أن القوات المهاجمة التي حاولت التقدم من أم درمان نحو الخرطوم تم تدميرها بالكامل، وتراجعت إلى مواقعها السابقة.
وفيما يتعلق بمنطقة بحري، أكد أن قوات الجيش تسيطر على الكدرو ومنطقة الحلفايا، وأنه لا صحة للأنباء التي تتحدث عن تقدمهم في مناطق مثل شارع المعونة أو شمبات. وأضاف أن الجيش ربما يكون قد عبر جسر الحلفايا، ولكن لم يتمكن من التوغل أبعد من ذلك، وأن قوات الدعم السريع تتابع تحركاتهم عن كثب.
وحول التطورات العسكرية في الجيلي شمال الخرطوم، أكدت قوات الدعم السريع في بيان صدر الأحد أن الهجوم الأخير على محور مصفاة الجيلي أسفر عن خسائر كبيرة في صفوف الجيش المهاجم، حيث تم تدمير أكثر من 320 جنديًا، إضافة إلى الاستيلاء على 48 مركبة قتالية وأسلحة وذخائر متنوعة.
وأضاف الناطق الرسمي، بان قواته طاردت القوات المهاجمة حتى مدينة شندي بولاية نهر النيل، ما أدى إلى عمليات هروب واسعة.
مصفاة الجيلي (إرشيفية)ولفت طبيق إلى تصريحات المستشار وعضو الوفد المفاوض لقوات الدعم السريع، محمد المختار النور، التي أعلن فيها أن الأولى، قد قررت تعليق مفاوضاتها مع الجيش والقوات المتحالفة معه، وأن لا خيار إلا الحسم العسكري.
وأوضح طبيق أن هذا القرار جاء بسبب تعنت الجيش في قبول الحلول السلمية، مشيرًا إلى أن قوات الدعم السريع ستواصل الدفاع عن نفسها وتستمر في مهمتها الوطنية التي بدأت لتخليص البلاد من “سرطان الحركة الإسلامية” التي أشعلت الحرب، وفقا تعبيره.
وأكد أن الدعم السريع ظل مستعدًا للسلام، لكن الطرف الآخر يواصل المماطلة ويعتقد أن ذلك من منطلق ضعف، مع أن الدعم السريع يسيطر على 75% من مساحة السودان ويملك أدوات الحسم العسكري.
القضاء على القوة الصلبة للدعممن جانبه، قال اللواء المتقاعد خليل محمد الصادق لـ (التغيير) إن القوات المسلحة انتقلت من الدفاع إلى الهجوم، وهو ما يعني أن العمليات السابقة قضت على القوة الصلبة لقوات الدعم السريع.
وأضاف أن الجيش حقق تقدمًا ملحوظًا في عدة محاور، خاصة في الخرطوم ودارفور، وأنه من المتوقع أن تشهد الفترة القادمة انهيارًا كاملًا لقوات الدعم السريع في الخرطوم.
وأشار إلى أن القوات المسلحة تمكنت من السيطرة على معظم المحاور، باستثناء جسر جبل أولياء، وأكد أنها ستستمر في توسيع نطاق عملياتها.
وأكد الصادق أن القوات المسلحة، رغم الخسائر التي تكبدتها، تبقى في موقف قوي بسبب الدعم الشعبي الكبير، وكذلك دعم هيئة العمليات والمستنفرين والقوات المشتركة.
وأضاف أن هذه المرحلة تحتاج إلى المزيد من التواصل الإعلامي لضمان الحفاظ على معنويات المواطنين، مع ضرورة تزويدهم بالمعلومات الدقيقة لتوضيح مجريات المعركة.
جنود يتبعون لقوات الدعم السريع محاور القتال في العاصمة والولاياتقال الناشط في مواقع التواصل الاجتماعي، محمد خليفة، إن محاور القتال في العاصمة والولايات لم تشهد أي اختراقات كبيرة أمس، إلا أن الوضع الميداني يشهد بعض التطورات المختلفة نسبياً.
كبري السلاح الطبيووفقا لمنشور في صفحته على (فيسبوك)، فإن محور السلاح الطبي، شهد اشتباكات عنيفة بين الجانبين، استمرت حتى غروب الشمس. وذكر خليفة أن قوات الجيش تمكنت من السيطرة على حديقة 6 إبريل، إلى جانب فندق الهيلتون وحدائقه، ومسجد الشهيد.
ومع نهاية اليوم، أشار إلى أن قوات الجيش انسحبت من هذه المناطق نحو مدخل الكبري، مع بقاء بعض القناصين على الجسر.
الحلفايا بحريأوضح خليفة أن الاشتباكات كانت متقطعة بين الطرفين، فيما سيطرت قوات الجيش على كامل أحياء الحلفايا، وانتشرت بكثافة في الأنحاء، وشيدت نقاط ارتكاز في عدة شوارع، في المقابل، تراجع الدعم السريع إلى أحياء شمبات، وركز دفاعاته في امتداد شمبات الأراضي.
وأكد خليفة أن المساحة الفاصلة بين الحلفايا وشمبات الأراضي هي التي تفصل بين الطرفين.
جنود من الجيش السوداني مصفاة الجيليفيما بتعلق بمحور الجيلي، قال خليفة: “بعد انسحاب الجيش من محيط مصفاة الجيلي عقب اندلاع المواجهات ووقوع الجيش في كمين، شهدت الأجواء هدوءًا في محيط المصفاة”. وأكد أنه لا توجد أي اشتباكات في المنطقة، حيث تتواجد عناصر الجيش الآن جنوب منطقة البسابير ولا تقترب من محيط المصفاة.
المدرعاتالقوات المسلحة في المدرعات عادت للانفتاح جنوبًا نحو الكلاكلة القلعة، واندلعت اشتباكات مع الدعم حسب ماذكر خليفة.
الوسومحرب الجيش والدعم السريع معارك أمدرمان معارك الجيش والدعم السريع معارك الجيلي ولاية الخرطوم
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: حرب الجيش والدعم السريع معارك أمدرمان معارك الجيش والدعم السريع معارك الجيلي ولاية الخرطوم لقوات الدعم السریع قوات الدعم السریع القوات المسلحة مصفاة الجیلی قوات الجیش وأضاف أن أم درمان من الجیش أن قوات إلى أن
إقرأ أيضاً:
الدعم السوداني
المشهور عن السيد مني أركو مناوي أنه يُكثر من الأخطاء في المسميات و الأفراد و مؤسسات مشهورة، و في خطابه الذي أثار جدلاً واسعاً أمس سمى الدعم السريع بـ “الدعم السوداني” وكررها ثلاث مرات.
حمل خطابه أمس العديد من النقاط الخلافية و أيضا العديد من المواقف الجديدة و التي قال فيها إن ثمة تواصلا للجيش مع الحرية و التغيير ..
و قال إن هنالك موافقة ضمنية علي مشاركة الإمارات في الرباعية و أبدى آسفه لوجود “برودة” في التحرك للفاشر لا يشبه التحرك الذي تم لتحرير الجزيرة و الخرطوم.
إذا كانت هنالك “برودة” في العمل العسكري فإن السيد مناوي كان لفترة مهمة من العمل العسكري يتخذ موقف “الحياد” و في وقت عصيب و رغم ذلك لم يصدر عن القوات المسلحة ولا الحكومة حديث عاتب على موقفه هذا بل كان في بعضه تقدير لدوافعه و سكوت عنها.
السيد مناوي شخصية سياسية وعسكرية مهمة، فهو قائد واحدة من أكبر ثلاث قوى تمثل الحركات المسلحة و هو حاكم إقليم دارفور، و هذا ما يحتم عليه أن يصدر تصريحاته وفقاُ لتفاهم مع القوى التي يشارك معها و خاصة القوات المسلحة و الحكومة التي له فيها تمثيل كبير.
بعد ساعات من حديثه المثير وقعت أحداث خارجية و داخلية لا تدعم تصريحاته، و علي أقل تقدير تضعه في خانة الفعل الذي تخالفه الوقائع علي الأرض.
ساعات من حديثه و أُعلن عن تأجيل لإجتماع الرباعية المقرر اليوم في واشنطن إلي أجل غير محدد بعد أن وضعت سيناريوهات الإجتماع إلي درجة تحديد بيانه الختامي . بل كان إعلان التأجيل دون تحديد موعد جديد و كأنه دفن للرباعية إلي الأبد.
و بهذا لم يعد من جدوى للقول بوجود موافقة ضمنية على مشاركة الإمارات.
خارجيا أيضاً شهدنا موقفاً قوياً رافضاً لتشكيل حكومة تأسيس من الإتحاد الأفريقي.
الحديث عن “برودة” في التحرك نحو الفاشر و مجانبته لما تم عند تحرير الجزيرة و الخرطوم لا يتوافق مع التحركات العسكرية الجارية منذ صباح أمس في كردفان و التي تم فيها تحرير بعض المناطق و تحقيق ضربات مؤثرة في محور بارا و مقتل عدد من قادة التمرد هنالك و ذلك مع التحرك نحو الفاشر لفك الحصار عنها.
كانت العديد من الضربات العسكرية الكبيرة تتم بعد فترة من الهدوء يتم فيها الإستعداد و تهيئة الميادين للقتال، و تحرير الجزيرة تم عقب إنتصارات في النيل الأزرق و جبل موية و سنجة و سنار، و بعد فترة تم تحرير الجزيرة و الخرطوم و في تحرير الخرطوم إنقضت فترة بين عبور الكباري و دخول القصر الجمهوري.
هذه الأحداث و التطورات الكبيرة خارجياً و في ساحات القتال لا تشير إلى وجود تواصل مع الدعم السريع إلا أن يكون لغرض إستسلام التمرد و وضعه السلاح.
الصدق و الوضوح في الحديث أمر مطلوب و دليل خلق حسن و لكنه من السياسي و القائد العسكري سيكون فعلاً ضاراً إذا لم يكن نابعاً عن توافق عليه أو أن يكون عملا مخططا لأهداف سياسية و عسكرية.
السيد مني مشهود له إيمانه العميق بوحدة السودان و بصلابة المواقف السياسية و العسكرية طوال فترة الحرب و هي مواقف تكتمل بإنسجام ما يتحدث به مع مواقف و ترتيبات و مواقيت الدولة و القوات المشتركة و كل القوي الشريكة و هو جزء أصيل فيها .
راشد عبد الرحيم
إنضم لقناة النيلين على واتساب