تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

رؤية يكتبها: منير أديب

احتقان اللبنانيين من حزب الله بسبب اغتيال النشطاء وتعطيل المسارات السياسية عدم اعتراف حزب الله بالدولة اللبنانية وامتلاكه السلاح وتصويبه إلى صدور اللبنانيين والسوريين وضعه فى موقف حرج رغم دوره المقاوم

 

نجح الجيش الإسرائيلى على مدار الشهور الماضية فى تحقيق اختراقات كبيرة لحزب الله اللبناني، ربما لم يحققها على مدار السنوات الماضية ومنذ نشأة الحزب فى العام ١٩٨٢.

عملية الاختراق التى حققها جيش الاحتلال للحزب الذى وعد أمينه العام المقتول قبل أيام بأنّ النصر الإلهى حليفه، فكان الاختراق على مستوى ضرب مخازن الأسلحة والصواريخ، كما كان على مستوى اغتيال القيادات فى الضاحية الجنوبية وفى العاصمة بيروت.

الاختراق لم يقتصر فقط على اغتيال قيادات الحزب فقط، بل وصل لاغتيال أمينه العام السيد حسن نصر الله، وحدث الاغتيال أثناء اجتماع تنظيمى لمجلس الحزب العسكري، بما يُعنى أنّ عمليات الاغتيال تمت لكل قيادات الحزب رفيعة المستوى سواء على مستوى القيادة السياسية أو العسكرية خلال شهور الصراع الأخيرة.

اختراق واحتراق

وقبل تنفيذ عملية الاغتيال الأخيرة للأمين العام أثناء اجتماعه العسكرى قبل أيام، نجح جيش الاحتلال فى اغتيال قيادات الحزب سواء أثناء اجتماعاتهم التنظيمية أو أثناء تحركاتهم فرادى وجماعات وعلى الطرق الطويلة والقصيرة داخل المدن.

وهنا نتخيل وكأن كاميرا مثبتة على الضاحية الجنوبية وعلى لبنان بأكملها تلتقط من خلالها إسرائيل كل الصور التى تحتاجها، وبالتالى تتعامل مع أهدافها بأريحية شديدة. 

وما يؤكد هذا المعنى أنها استطاعت وخلال الأسابيع الماضية فى اغتيال قرابة ٩٠ فى المائة من قيادات الحزب، سواء الصفين الأول أو الثاني، ولم يتبق غير الصفين الثالث والرابع فى الحزب، وهنا تُدير معركتها باحترافية شديدة.

والبطل فى عمليات الاختراق، أنه تم هذه المرة بسبب ممارسات الحزب، كما تم اختراق إيران من خلال الحرس الثورى بسبب ممارسته الأخيرة سواء الداخلية أو الخارجية، ولعل السبب واحد ما بين إيران وذراعها الطولى فى عمليات الاختراق.

قائمة الاختراقات الإسرائيلية

حسن نصر الله زعيم حزب الله، فؤاد شكر رئيس المنظومة الاستراتيجية، إبراهيم عقيل قائد قوة الرضوان، إبراهيم محمد قبيسى قائد منظومة الصواريخ، أبو على رضا قائد وحدة بدر، محمد نعمة ناصر قائد وحدة عزيز، سامى طالب عبد الله قائد وحدة نصر، محمد حسين سرور قائد الوحدة الجوية، أبو حسن سمير قائد وحدة التدريب لقوة الرضوان، جواد الطويل قائد قوة الرضوان، وآخرون كثر على مستوى الأهمية.

شكل وطبيعة الاختراق

الاستهداف كان يتم بذكاء صناعى وعسكرى بمنتهى الدقة، فعلى سبيل المثال كان يتم استهداف شقة سكنية وربما غرفة داخل وحدة سكنية وسط بناية سكنية كبيرة، وغالبًا ما نجحت عمليات الاستهداف هذه، بما يؤكد عمليات الاختراق المشار إليها.

نجحت القوات الإسرائيلية فى استهداف إبراهيم عقيل، قائد قوة الرضوان، أثناء اجتماع عسكرى فى أحد الأنفاق السرية مع قيادات النخبة من قوته، بما يؤكد أنّ الاختراق هنا داخلي، أى من داخل الحزب.

وهنا الاستهداف تم لشخصية رفيعة المستوى، على نفس مستوى رئيس الأركان فى أى جيش، وأثناء اجتماعه بفريقه العسكرى وداخل أحد الأنفاق "السرية"!

فالحزب فشل فى تأمين قياداته ومخازن أسلحته، بل فشل فى حماية نفسه من الداخل، وباتت مجموعاته متفرقة تتحرك بحساب شديد، فغير معروف لدى الحزب شكل وطبيعة الاختراق ولا الكاميرا الإسرائيلية المثبتة على الضاحية الجنوبية، والتى ترصد كل كبيرة وصغيرة.

اعتقد الحزب خطأ أن الاستهداف دائمًا يكون للقيادات أثناء تحركاتهم، وأنّ العملاء غالبًا ما يكونون من خارج الحزب، هذا قد يكون صحيحًا ولكن ليس على إطلاقه، فطبيعة العمليات الأخيرة التى نفذها الجيش الإسرائيلي، واستهداف أمين عام الحزب تُرجح أنّ الاختراق تم من داخل الحزب نفسه.

الاختراق لم يحدث للحزب فقط سواء فى استهداف صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسى لحركة حماس فى الضاحية الجنوبية أو قيادات رفيعة فى الحزب سواء على المستويين السياسى أو العسكري، ولكن تم الاستهداف لرئيس المكتب السياسى لحركة حماس، إسماعيل هنيّة، أثناء وجوده فى مبنى يُشرف على تأمينه الحرس الثوري، وبعد حضور حفل تنصيب الرئيس الإيرانى مسعود بازشكيان.

دلالة اغتيال هنيّة واختراق إيران

وهنا تبقى دلالة عملية اغتيال هنيّة،أنّ إسرائيل تستطيع أنّ تصل للرئيس الإيرانى نفسه، كما أنها تستطيع أنّ تصل للشخصية التى تُريدها فى الوقت الذى تُريده، ولعل اغتيال هنيّة زاد الشكوك وراء عملية مقتل إبراهيم رئيسي.

استهداف هنيّة تم لغرفته فقط، ولم يتأثر المبنى الذى كان يبيت ليلته فيه، بل ولم تتأثر الأدوار السفلية أو العلوية من المبنى ذاته، فضًلا عن عدم تأثر المنطقة المستهدفة، وهنا تم اغتيال رئيس المكتب السياسى وهو فى مخدعه أثناء حماية الحرس الثورى والرئاسى الإيرانى له وبعد أنّ ترك الرئيس الإيرانى بدقائق.

لعل الرسالة لم تصل إيران وأذرعه أو لعلها وصلت ولكنها لم تُدركها بصورة أوضح، وهى أنّ الحزب بات مخترقًا من داخله وخارجه، كما لم يحدث من قبل، كما أنّ إيران نفسها المشغل للحزب باتت هى الأخرى مخترقة من داخلها بصورة باتت أكبر مما كانت عليه من قبل.

ولعل هذا كان واضحًا من اغتيال قيادات إيرانية رفيعة المستوى، سواء تم ذلك داخل إيران أو خارجها، منها قاسم سليماني، قائد الحرس الثورى الإيراني، أو محسن فخرى زادة، العالم النووي، والقائمة تطول.

سرقة الأرشيف النووى الإيراني

ظهر رئيس الوزراء الإسرائيلى قبل فترة وبجواره الأرشيف النووى الإيراني، حصل الموساد الإسرائيلى على نسخة من الأرشيف، دون أنّ نفهم كيف وصلت إسرائيل لهذا الأرشيف، وبعدها بفترة ليست بالطويلة مات الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسى فى طائرته الخاصة، والتحقيقات انتهت إلى أنّ عطلًا فى المحرك أودى بحياته وحياة وزير خارجيته وآخرين!

رسالتان قويتان ومن قبلهما رسائل أخرى تتعلق باغتيال قاسم سليمانى وقادة فى الداخل الإيرانى واغتيال شخصيات إرهابية، سبق ونفت إيران وجودهم على أراضيها، ورغم ذلك كانت إيران تُسوق للقدرات الاستخباراتية الهائلة، بينما حدث اختراق لكل أجهزة الدولة السياسية والأمنية، بل واختراق لمؤسسة الرئاسة نفسه أو ما يقع فى حمايتها.

نُحاول من خلال هذه القراءة أنّ نفكك حجم الاختراقات الكبيرة لحزب الله من قبل إسرائيل، كما نًحاول تفسيرها، خاصة أنّ إسرائيل التى نجحت فى اختراق حزب الله، نجحت أيضًا فى اختراق إيران الدولة، والتى خرج الحزب من رحمها، بينما فى الوقت ذاته فشلت فى اختراق حركة حماس، أو أنّ تصل إلى قائد الحركة، يحيى السنوار، أو مسئوله العسكري، محمد الضيف، كمثال.

حزب الله وحماس.. ميليشيا أم مقاومة

نحن لا ننفى وجود أى اختراقات فى الداخل الفلسطيني، إسرائيل لها عملاء داخل فلسطين، وهذا يبدو أمرًا منطقيًا، المنطق ليس فى عمالة البعض ولكن فى نجاح الخصم فى تجنيد البعض للعمل معه، خاصة فى ظل ظروف اقتصادية يعيشها الفلسطينيون.

وقد نجحت حركة حماس فى تطهير غزة من هؤلاء العملاء أو فى الوصول إليهم من خلال جهاز الاستخبارات التى أنشأته فى وقت من الأوقات وكان يُشرف عليه يحيى السنوار قبل أنّ تتم محاكمته ويُودع السجون الإسرائيلية.

ورغم أنّ البيئة فى فلسطين مهيئة لعمالة البعض تحت ضغط الحاجة الاقتصادية والعمل داخل إسرائيل وقوة جهاز الموساد، إلا أننا اكتشفنا أنّ حجم العملاء فى فلسطين أقل بكثير من وجوده فى إيران وحزب الله، وهنا لابد أنّ نُشير إلى قوة حماس مقارنة بحزب الله ليس كما اعتقد البعض، سواء على المستوى العسكرى أو الاستخباراتي.

على كل الأحوال، حجم الاختراقات التى حدثت فى صفوف حماس أو من قبل أشخاص من خارج الحركة أو قريبة منها، ضعيف للغاية مقارنة بحجم الاختراقات التى حدثت لحزب الله أو للجمهورية الإسلامية الإيرانية، رغم أنّ الأولى تعيش فى مساحة صغيرة من الكيلو مترات، وربما تُعانى ضغوطًا كبيرة ربما لم تمكنه من تسيير كل أموره العسكرية على ما يُرام.

ورغم ذلك قضى على فكرة التجنيد أو العمالة أو حددها بصورة كبيرة، بينما زادت الظاهرة داخل صفوف "الحزب" والحرس الثورى الإيراني.

ولعل عدة أسباب ربما تدفعنا إلى فهم منطق الاختراق لحزب الله، فهم هذا الاختراق وإنّ كنّا لا نتفهمه بطبيعة الحال، فهذا ضعف عسكرى لحركة رفعت شعار الممانعة ومواجهة إسرائيل قبل أربعين عامًا.

ومع المواجهة الأخيرة ثبت أنّ الحزب مخترق من الداخل، لدرجة سمحت لإسرائيل بتفجير أجهزة الاتصالات الداخلية الخاصة بالحزب، حتى أنه بات مفهومًا أنّ الحزب مخترق على مستويات كبيرة، فنفس أجهزة الاتصالات التى تم تفجيرها، قد تكون نفسها تم استخدامها على أنها أجهزة تجسس، وهذا ليس ببعيد عن عالم الاختراق عمومًا.

مع العلم أنّ حزب الله بأنصاره دخلوا فى صدام مع الحكومة اللبنانية وأجهزة الأمن على مدار أربعة أيام بسبب تحفظ الحكومة على وجود شبكة اتصالات خاصة بحزب الله، حتى فرض الحزب إرادته على الحكومة والدولة، ثم خرج كالعادة يتبرأ من أى السلوكيات التى قام بها أنصاره!

ينظر الفلسطينيون إلى حركة حماس على أنها حركة مقاومة وممانعة، ولعلك تجد صمود الفلسطينيين فى غزة على مدار قرابة اثنا عشر شهرًا له مغزى، أنّ كل الفلسطينيين على قلب رجل واحد فى مواجهة إسرائيل، هؤلاء الفلسطينيون متوحدون مع المقاومة الفلسطينية ممثلة فى حماس، كما أننا وجدنا السلطة الفلسطينية متوحدة هى الأخرى مع الشعب الفلسطينى فى غزة ومع حركة حماس.

صحيح فى خلاف مع حماس، ولكنه مؤجل لحين انتهاء الحرب، هذا الخلاف لم يمنع السلطة فى أنّ تُرسل وفدًا فى تعزية إسماعيل هنيّة، كونه رئيس المكتب السياسى وأول رئيس وزراء فلسطينى منتخب.

وهذا يوضح الفرق ما بين حماس وحزب الله ورؤية الفلسطينيين واللبنانيين لكل مجموعة مسلحة بغض النظر عن الشعارات التى ترفعها.

وهنا نُعيد القول، بأنّ الفلسطينيين ينظرون لحركة حماس على أنها حركة مقاومة فلسطينية، صحيح هناك اختلافات وتباينات كما أشرنا، فهناك من يختلف مع نهج الحركة وسلوكها أو إدارة حكمها، ولكنه يتفق فى نفس الوقت معها ويؤيدها خاصة فى معركتها الأخيرة مع إسرائيل.

حماس تتصدر مواجهة ومجابهة إسرائيل فى الحرب الأخيرة، وهنا تبقى نظرة الفلسطينيين للحركة على أنها مقاومة، الأمر يبدو مختلفًا بالنسبة لحزب الله، فينظر إليه الكثير من اللبنانيين على أنه ميليشيا، صحيح يواجه الحزب إسرائيل ولكنه فى نفس الوقت قتل اللبنانيين والسوريين وليس لديه مشكلة فى أنّ يقتل ما ترى الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضرورة لقتله.

إيران لديها مشروع وهى فى نفس الوقت تواجه المشروع الصهيوني، ولا خلاف على ذلك، ولكن إذا تعارض مشروعها العسكرى فى امتلاك قنبلة نووية مع مواجهة المشروع الصهيوني، حتمًا سوف تقدم الأول، وهذا ما فعلته أو ما كشفت عنه الأحداث الأخيرة.

رد إيران على الاختراق

وهنا نستطيع أنّ نقول بملء فينا إنّ إيران لن ترد على مقتل هنية ولا رئيسى ولا سليمانى ولا كل القيادات التى قتلت على أراضيها ولا على استهداف قنصليتها فى سوريا، لأن لديه مشروعا يخصها هى دون غيرها تُريد أنّ تحافظ عليه، كما يُؤكد ذلك أنّ ما ترفعه مجرد شعارات لا علاقة لها بالواقع.

وهنا تبقى الأزمة الحقيقية والإشكال الذى وقع فيه حزب الله، أولًا فى انتقال قواته إلى سوريا فبات مخترقًا من خلال هذه القيادات، والأهم أنه حارب عربًا وسوريين وقتلهم، وهنا باتت المفارقة، بين ما يرفعه من شعارات خاصة بمواجهة إسرائيل وبين سلوكه المعادى للعرب الأشقاء فى سوريا، ونقصد الشعب السوري.

وهنا تعامل الحزب وكأنه الدولة اللبنانية أو حل محلها، فانتقل بجزء من قواته إلى داخل سوريا، وتحول من كونه حركة مقاومة ترفع شعارات المواجهة إلى مجرد قوى سياسية تتعلق بأهداب وأهداف إيران فى المنطقة.

فضحايا الحزب بالآلاف، فقد قتل لبنانيين، كما أنه تورط فى اغتيال رئيس الوزراء اللبنانى الأسبق، رفيق الحريري، أو أنه شارك بصورة أو بأخرى فى هذا الاغتيال، وقد ثبتت إدانة المحكمة لبعض قياداته.

وهنا لا يقبل بعض اللبنانيين حزب الله، وقد تحمل أداة التبعيض دلالة الكليّة فى الوصل المفهوم ما بين الأداتين "بعض" و"كل"؛ فكيف يُدير حزب الله معركته مع إسرائيل وقد خاصم العرب واللبنانيين ورفع السلاح عليهم أو هددهم أو أعلن مرارًا وتكرارًا أنه أداة فى يد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

نحن هنا نفرق بين تأييدنا لكل من يواجه إسرائيل وربما نُشاركه الدعم والمساندة وبين محاولة فهم الواقع وتفكيك الحدث الأكبر، وهو اغتيال السيد حسن نصر الله وقياداته السياسية والعسكرية.

كاتب هذه السطور ضد المشروع الإسرائيلى والصهيوني، كما أنه ضد مشاريع التجزئة للوطن العربي، وحزب الله ضمن أهم مشاريع التجزئة، فهو الثلث المعطل لاختيار رئيس الجمهورية اللبنانى ورئيس وزرائه، كما أنه أحد أسباب الأزمة الاقتصادية والانهيار الداخلى الذى تعيشه لبنان.

نؤيد وندعم حزب الله فى مشروعه المقاوم ضد إسرائيل دفاعًا عن الأراضى اللبنانية المحتلة أو دفاعه عن الأراضى العربية المحتلة فى فلسطين، ولكننا فى نفس الوقت نضع علامة استفهام واعتراض على سلوكه العدائى ضد العرب من خلال تبعيته لإيران.

ونكرر هذا ليس معناه أننا ندعو للقضاء على الحزب من خلال إسرائيل، فهو أحد المكونات اللبنانية، وله دور فى إسناد غزة ومواجهة إسرائيل، ولكننا نتمنى عليه أنّ يُصبح حزبًا لبنانيًا لا تابعًا للجمهورية الإسلامية الإيرانية. وهنا تبدو الفرصة سانحة أمام الحزب فى تسليم سلاحه للجيش اللبناني، حتى يُصبح حزب الله اللبنانى وليس مجرد حزب الله "الإيراني" فى لبنان.

أبجديات الأمن القومى لأى بلد أنّ تكون الدولة وفقط هى المحتكر للسلاح دون غيرها، كما أنّ قوانين كل الدول تمنع إنشاء أو السماح لأى ميليشيات مسلحة، ولذلك وضع حزب الله وضعًا شاذًا، خاصة أنه يمتلك أسلحة أكبر وأكثر تدميرًا مما يمتلكها الجيش اللبناني.

وهنا تبدو نكبة بعض العرب فى بعض الدول الذين لا يفهمون ولا يعرفون معنى الدولة، فتكوين أى ميليشيات مسلحة يتنافى مع مفهوم الدولة، وحتى ولو رفعت هذه القوى شعارات تحررية، فتبقى ميليشيات ويبقى وجودها خصما من وجود الدولة.

قتل عدد كبير من اللبنانيين على يد الحزب وبقرار من قياداته، لا لشيء إلا لكونهم ينتقدون سلوك الحزب وتوجهه، كما أنه عطل الحياة السياسية وأضر بالاقتصاد، فهو لا يؤمن بمفهوم الدولة كما أسلفنا، وإلا لو كان لبات جزءًا منها وليس دولة داخل الدولة.

الفرصة الذهبية لحزب الله

وهنا تبقى الكرة فى ملعب الحزب بعد أزماته الأخيرة سواء على المستوى العسكري، وهنا لابد للحزب من إعادة صياغة لوائحه الداخلية وتنظيماته وأهدافه واستراتيجياته بحيث يُصبح حزبًا داخل دولة وليس دولة داخل دولة، وهنا سوف يُرحب به اللبنانيون مكونُا سياسيًا يضيف للدولة وللحياة السياسية.

ولكن لابد أن نعود لفكرة الاختراق وأسبابها على مستوى حزب الله اللبناني، صحيح إسرائيل وجودها غير شرعى فى المنطقة، فكذلك وجود أى ميليشيا فى أى دولة وجود غير شرعي، وهنا نعيد ونكرر ليس لدينا خصومة مع حزب الله ولا على مشروعه المقاوم، ولكن لدينا مشكلة مع مشروعه الطائفى القائم على التجزئة والخصم من رصيد الدولة.

المقاومة والاعتداء على سيادة الدولة

باتت الفرصة سانحة أمام ميليشيا "حزب الله" رغم الضربات الموجعة التى وجهت له، بأنّ يُصبح حزبًا لبنانيًا خالصًا وأنّ يُعلن ذلك صراحة وأنّ يتعاون مع إيران وفق ما تحققه إيران من مصالح وطنه وأمته وليس وفق مصالح إيران فى المنطقة ولا بحق وصايتها على الحزب.

وعلى الحزب أنّ يُحدد مصادر تمويله وإنفاقه وأنّ يقطع أى صلة لإيران فى هذا المضمار حتى يخلع عباءتها تمامًا، أعتقد وقتها سوف يُصبح أقوى، كما يصبح لبنان عفيًا وسوف ينهض من كبوته السياسية والعسكرية والاقتصادية.

نحن مع أى مشروع مقاوم حتى ولو كان مشروعًا فكريًا، ولكننا فى نفس الوقت لا نرى أهمية لأى مشروع يرى المقاومة والدفاع  سبيلًا للتحرر، بينما هذا المشروع يغتصب الأرض والقرار والدولة، وهنا تظل المقاومة مرهونة بتغيير سلوكه والتنازل على اعتدائه على الدولة التى يدعى أنه يُحافظ على أراضيها وهو أول من نهش جسدها.

 اللبنانيون ينظرون إلى حزب الله على أنه ميليشيا مسلحة عطلت المسار السياسى 20 عامًا  الفلسطينيون ينظرون إلى «حماس» على أنها حركة مقاومة رغم انقلابها على السلطة قبل 20 عامًا

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: اختراق احتراق إسرائيل حماس الجيش الإسرائيلي حزب الله اللبناني ميليشيا مقاومة الإسلامیة الإیرانیة الضاحیة الجنوبیة قیادات الحزب الحرس الثورى حرکة مقاومة قوة الرضوان قائد وحدة حرکة حماس لحزب الله على مستوى على أنها حزب الله على مدار سواء على مشروع ا من خلال من داخل کما أنه على أنه وهنا ن من قبل کما أن وهنا ت التى ت

إقرأ أيضاً:

سلاح حزب الله في السياقين اللبناني والإقليمي

ما إن وضعت الحرب الإسرائيلية على لبنان أوزارها، حتى تصدّر سلاح حزب الله أجندة السجالات اللبنانية الداخلية، وتقدم على غيره من العناوين، "الأولى بالرعاية"، من قبل الموفدين والمبعوثين العرب والدوليين، تارة تحت شعار "نزع الذرائع"، وأخرى تحت عنوان "حصرية السلاح" بيد الدولة، التي تمتلك وحدها قرار الحرب والسلم.

ومن باب أن الشيء بالشيء يذكر، دخل "سلاح المخيمات" على خط السجال متعدد الأطراف، بانتظار زيارةٍ يَنظر لبنانيون كثر إليها بوصفها "محطة تاريخية"، حيث من المقرر أن يصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال أيام، إلى بيروت، لإجراء محادثات مع الرئاسات اللبنانية الثلاث، حول نزع السلاح الفلسطيني.

خريطة المواقف المحلية من مسألة "السلاح" معروفة تمامًا، جذورها ضاربة في زمن حروب الطوائف، الأهلية قبل نصف قرن، وتعمقت أكثر في مناخات "الفالق الزلزالي المذهبي" الذي ضرب البلاد والمنطقة في ربع القرن الأخير.

بيدَ أن جديدًا طرأ على حراك المواقف والمواقع اللبنانية، لم يعهده حزب الله منذ تأسيسه، وأعني به انتقال الدولة بمؤسساتها السيادية، من رئاسة وحكومة وغالبية نيابية، إلى تبني مطلب "حصرية السلاح" و"احتكار قرار الحرب والسلم"، بعد إسقاط ما كان يسميه الحزب بـ"المعادلة الذهبية": شعب وجيش ومقاومة. هذه المعادلة لم تعد قائمة اليوم، ولم يعد السلاح يحظى بالمظلة الرسمية / الشرعية التي تمتع بها سنوات طوالًا.

إعلان

جديدٌ آخر طرأ على المشهد اللبناني، يتمثل في انتقال الجدل حول "السلاح" إلى داخل حزب الله و"الثنائي الشيعي" والبيئة الاجتماعية الحاضنة. ما كان يقال بالأمس، همسًا وعلى الهوامش، بات يقال اليوم، علنًا وفي المتن، والأسئلة المكتومة من قبل، أخرجتها الحرب ونتائجها المروّعة إلى العلن من بعد، لا سيما مع تفاقم مأزق "فراغ القيادة" الذي خلّفه رحيل القائد الكاريزمي للحزب "والمحور"، السيد حسن نصرالله.

وثمة تقديرات جادة، أخذت تستشرف تحولات وتبدلات في الحزب وبيئته، تسمح بالاعتقاد بأن تجربة احتكار "الثنائي" للتمثيل الشيعي في لبنان، قد لا تستمر طويلًا، وأن الباب بات مفتوحًا لنشوء قوى ومراكز جديدة على الساحة "الشيعية السياسية اللبنانية"، ولنا فيما واجهه الحزب والثنائي من تحدي العائلات والمجتمع المدني والمستقلين في الانتخابات البلدية والاختيارية الأخيرة في لبنان، ما يمكن أن يُعدّ بواكير وإرهاصات مرحلة جديدة.

في موضوع "السلاح" حصرًا، وبمعزل عن المراجعات التي يشهدها الحزب وحلفاؤه وبيئته حول مختلف الشعارات والمُسلمات التي حكمت مواقفه وسلوكه وأداءَه في الحرب، يرى مقرب من الحزب أن من المشروع طرح السؤال حول وظيفة السلاح من جديد، بعد سنوات من النظر إليه بوصفه مسلمة من المسلمات، وواحدة من ثوابت المعادلة اللبنانية الداخلية والإقليمية.

فهذا "السلاح" كانت له ثلاث وظائف: الردع، الحماية والتحرير، وكانت كل وظيفة منها كافية لـ"شرعنته"، وتسويق الاستمساك به وتسويغه، بيد أن أيًا منها لم يعد قائمًا اليوم، فإسرائيل نجحت في "تكسير" معادلة "الردع المتبادل" التي أنشأها الحزب بعد حرب 2006، ولبنان من جنوبه إلى بقاعه، مرورًا بضاحيته، بات بلا حماية، وعرضة لاستباحة وعربدة إسرائيل.

أما التحرير فقد بات مهمة أجيال قادمة، إن ظل الحال على هذا المنوال، والمؤكد أنه ليس مطروحًا على جدول الأعمال "العملي" للحزب وأنصاره، وإن كان ما زال مدرجًا في الخطاب و"المبادئ".

إعلان

ويستشعر الحزب مأزقًا في خياراته. فالصبر و"ضبط النفس" و"كظم الغيظ"، لا تقلل من المخاطر المترتبة على استمرار إسرائيل في استنزاف الحزب في بنيته المادية والبشرية، ولا من تداعيات هذه الاستباحة على روح ومعنويات بيئته الشعبية، وتفضي إلى تآكل متسارع في منسوب الثقة بالحزب وسلاحه، موقعه ودوره.

وفي المقابل، فإن قيام الحزب بالرد على الغطرسة الإسرائيلية المتمادية، ليس من شأنه سوى إشعال فتيل حرب جديدة، ستُمارس خلالها آلة الحرب الإسرائيلية أعلى درجات "التوحش"، ومن دون رقيب وحسيب، بل ربما بتشجيع من أطراف محلية وعربية ودولية، تريد لمهمة استئصال الحزب وسلاحه، أن تكتمل، وإن على طريقة نتنياهو.

بين هذين الخيارين المُرين، اعتمد الحزب خيارًا ثالثًا، إذ وضع مسؤولية وقف الحرب ومعالجة تداعياتها، وإخراج الإسرائيليين من النقاط الخمس وتحرير الأسرى، في عهدة الدولة اللبنانية، وهو لا يكف عن ممارسة الضغوط على مؤسساتها، لكي تفعّل دبلوماسيتها وتستخدم ما بحوزتها وبحوزة أصدقاء لبنان، من أوراق لإنجاز هذه الأهداف، وهو في سبيل تسهيل المهمة على الدولة، يلتزم ضبط النفس الكامل، ويتعاون مع الجيش اللبناني جنوبي الليطاني، في عملية تسليم الأسلحة والمواقع، ما أتاح لرئيس الجمهورية القول إن 90 بالمئة من مهمة الجيش في الجنوب، قد أنجزت تمامًا، ومن دون معوقات.

لكن الحزب، وهو يراهن على "خيار الدولة" في تحقيق ما أخفق هو في تحقيقه: وقف العدوان، الانسحاب الكامل وتحرير الأسرى، يعرف في دواخله الحدود الضيقة لما يمكن للدبلوماسية أن تجترحه من معجزات، وهو يعرف في قرارة نفسه، أن الدولة لكي تنجح في مسعاها، عليه هو بالذات، أن يدفع الثمن، ودائمًا من "كيس سلاحه"، ليس في الجنوب فحسب، بل وفي كل الأراضي اللبنانية، وليس سلاحه وحده، بل سلاح حلفائه من لبنانيين وفلسطينيين كذلك. هي معضلة خيارات، أحلاها مُرّ، تضع الحزب في حالة من "التيه".

إعلان

ومما يزيد طين الحزب وخيارته، بِلّةً، أن ليس ثمة من خيار سهل لدمج سلاحه ومسلحيه في أجهزة الدولة العسكرية والأمنية، فليس ثمة من "نظرية للأمن الوطني اللبناني"، متفقٍ عليها، أو تحظى بدعم غالبية وازنة من اللبنانيين، وليس ثمة من "إستراتيجية دفاعية" طال الحديث فيها وعنها من دون أن ترى النور حتى الآن.

فلا سيناريو "الحشد الشعبي" مقبول من الرئاستين؛ الأولى والثالثة ومعهما فريق وازن من اللبنانيين، ولا صيغة الإدماج الفردي للمقاتلين في صفوف الجيش والأمن، مقبولة كذلك، بالنظر لأنها ستهدم أركان نظام "المحاصصة" في الوظائف والتشكيلات والتعيينات المعتمدة في لبنان، دع عنك جانبًا "الفيتوهات" التي ستنهال على لبنان من الخارج، حال الأخذ بأي صيغة من الصيغتين. يمكن لخيار "الدمج الفردي" لعناصر من الحزب أن يوفر حلولًا جزئية للمعضلة، بيد أنه لا يعالج مستقبل "جيشٍ" من المقاتلين الأشداء والمجربين، الذي أنشأه الحزب على امتداد عقود أربعة.

ومثلما يجد الحزب صعوبة بالغة في تسويق بقاء السلاح والحفاظ عليه لدى جمهرة الخصوم، وحتى بعض الحلفاء الذين أخذوا ينفضون من حوله، تجد الدولة نفسها في مأزق خيارات للتعامل معه ومع سلاحه. فثمة في الداخل والخارج، من يستعجل "نزع السلاح"، ويضعه شرطًا مسبقًا للفرج والانفراج. وثمة أطراف متشددة، لا تمانع اللجوء إلى "خيار القوة" لفعل ذلك.

لكن لبنان ما زالت لديه كثرة من العقلاء- في مقدمهم رئيس الجمهورية- الذين يرون أن "الحوار" وليس "القوة"، هو السبيل الوحيد لفعل ذلك، وأن اللجوء لخيارات عنيفة، محمّل بنذر عودة الحرب الأهلية، وخراب لبنان، على يد أبنائه هذه المرة، بعد أن ألحقت به إسرائيل خرابًا عميمًا في أشهر الحرب الوحشية عليه.

والأهم من كل هذا وذاك، أن خيار اللجوء إلى القوة، قد لا ينتهي بنزع سلاح الحزب، وإنما بتسليح بقية الأحزاب والأطياف والطوائف اللبنانية، وتلكم نتيجة يخشاها معظم اللبنانيين، الذين استذكروا بالأمس القريب فقط، الذكرى المؤلمة لحافلة عين الرمانة، شرارة الحرب الأهلية قبل خمسين عامًا.

إعلان

السلاح في بُعدَيه الإقليمي والدولي

تطوران إقليميان/ دوليان، قيد التشكل والتظهير، أثّرا، وسيؤثران على مسألة "السلاح" ومستقبله:

الأول؛ نشأ إثر سقوط نظام الأسد في سوريا في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الفائت، وما عناه ذلك، من انفراط عقد "المحور" بعد سقوط "واسطته"، وتجفيف مصادر وقنوات المال والسلاح التي تغذى عليها الحزب منذ نشأته، وكانت سببًا في بناء قوته واقتداره. وتشاء تطورات المشهد السوري أن تأتي إلى السلطة في دمشق، بفريق سياسي/ عقائدي، بينه وبين الحزب "ما صنع الحداد".

بيد أن ذلك، لم يُسقط رهانات بعض أعضاء الحزب وأصدقائه، على أن التطورات السورية قد تعيد الاعتبار لسلاح الحزب من جديد، وتجدد الحاجة للاحتفاظ به والحفاظ عليه، ولقد لاحظنا بعد أحداث الساحل السوري، وما ترتب عليها من موجة نزوح "مذهبية" إلى قرى وبلدات بقاعية وشمالية في لبنان، وما سبقها ولحق بها، من مناوشات على الحدود السورية اللبنانية، أن البعض ظنّ أن بالإمكان حفظ هذا السلاح لمواجهة "التهديد" القادم من الشرق والشمال هذه المرة، وربما ظنّ هذا البعض كذلك، أن هذه السردية قد تفلح في تبديد مخاوف فريق من اللبنانيين: (مسيحيين ودروز وعلويين)، من استمرار الحزب بالاحتفاظ بسلاحه.

لكن التطورات المتسارعة في المشهد السوري، وبالأخص بعد جولة ترامب الخليجية ورفع العقوبات عن سوريا، وقمة الشرع – ترامب برعاية سعودية – تركية، قد أضعفت هذا الرهان تمامًا، إن لم تكن قد أسقطته، ورأينا على النقيض من ذلك، أقاويل وتنبُؤات، تنتشر في أوساط لبنان السياسية والإعلامية، بأن ثمة توجهًا إقليميًا- دوليًا، لا يمانع في إعادة "تلزيم" لبنان لسوريا الجديدة، في استعادة غرائبية لفصل من فصول العلاقة بين البلدين، امتدت زمن حكم الأسدين، ولا سيما بعد مؤشرات إلى أن سوريا في طريقها لإبرام تفاهمات مع إسرائيل حول الوضع في الجنوب، واستعادة اتفاقية فك الاشتباك (1974)، وربما الالتحاق بالقطار الأبراهامي في محطةٍ لاحقة.

إعلان

ومن غرائب المشهد اللبناني، أن الذين قاوموا شعار الأسد عن "تلازم المسارين" اللبناني والسوري منذ اتفاق 17 مايو/ أيار بين لبنان وإسرائيل في ثمانينيات القرن الفائت، هم أنفسهم الذين يميلون للأخذ بهذا الشعار من جديد، ولكن في سياق إقليمي متغير، يراهن على أن ينتهي بانتهاء ظاهرة المقاومة والسلاح، والدخول في ترتيبات وتفاهمات، من "قماشة أبراهامية" كذلك، فهل هذا هو ما قصده الأميركيون وهم يتحدثون عن عدد من الدول العربية التي ستلتحق بالقطار الأبراهامي قريبًا؟

الثاني؛ ويتصل بمفاوضات مسقط بين إيران والولايات المتحدة، التي يَرقُبها الحزب بخاصة، ولبنان بعامة، بكل اهتمام بالنظر لتداعياتها المباشرة على راهن ومستقبل هذا البلد. فإن توّجت المفاوضات بالوساطة العُمانية، بالوصول إلى اتفاق يعيد دمج إيران بالمجتمع الدولي والنظام الاقتصادي والمالي العالمي، فإن "السلاح" سيكون قد تحرر من دوره "الإقليمي"، ويصبح شأنًا لبنانيًا منفصلًا عن تداعيات الإقليم ومحاوره وعلاقاته الشائكة، أما إن انتهى مسار مسقط إلى الفشل، وعادت طبول الحرب لتقرع من جديد، فإن من المرجح أن يطيل ذلك أمد الحسم، وقد يَبقى الحزب ولبنان عالقين بانتظار انقشاع غبار الحرب والضربات العسكرية التي ستكون خيارًا أوحدَ متاحًا أمام إدارة ترامب وحكومة نتنياهو، كما تشير لذلك معظم المواقف والتقديرات.

في مطلق الأحوال، يواجه الحزب في لبنان، ما تواجهه حماس في غزة: الضغط بورقة المساعدات والعقوبات وإعادة الإعمار، وهو سلاح أشد مضاءً من الحرب المباشرة، لا سيما أنه يستهدف البنى والأعيان المدنية لبيئة هذه الأطراف، ويلحق به أكبر الضرر وأشد المعاناة.

ولقد بات واضحًا، وموضع إجماع نادر، عربيًا ودوليًا، أن قرار "الإفراج" عن لبنان، لن يُتخذ قبل أن يتخذ الأخير قرارين إستراتيجيين: أولهما، وأهمهما، نزع السلاح، وثانيهما، إجراء ما يلزم من إصلاحات مالية واقتصادية وتشريعية، تضع حدًا للفساد والإفساد والهدر وخراب الإدارة العامة.

إعلان

وإذا كان الحزب قد نجح في ختام حرب 2006، في إدارة معركة "جهاد البناء"، متوفرًا على ما يكفي من موارد من حلفائه، بالذات إيران، وفي ظروف لبنانية وإقليمية ودولية مواتية، فإن الحزب يقف اليوم عاجزًا عن إنجاز المهمة بقدراته الذاتية، أو بالاستناد إلى حلفائه، الذين تقطعت بهم سبل الوصول إليه وإمداده، تلكم معضلة، إن طالت واستطالت، ستخلق أزمة بين الحزب وبيئته، وستطعن في صدقية وعود التعافي والتعويض وإعادة الأعمار التي قطعها لجمهوره.. والمشهد اليوم، مختلفٌ تمامًا عمّا كان عليه قبل عشرين عامًا.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • حوار غير مباشر بين عون و الحزب وليونة بعد الانتخابات!
  • الحرس الثوري يهدد إسرائيل برد حاسم إن هاجمت إيران
  • مصرع 3 أشخاص بانقلاب واحتراق سيارة في إقليم كوردستان
  • بعد تهديد إسرائيل بقصفها.. إيران تحمل أمريكا المسؤولية وتوجه إنذارا
  • سلاح حزب الله في السياقين اللبناني والإقليمي
  • جواسيس واغتيالات.. ماذا يشهدُ حزب الله؟
  • حوار رئاسة الجمهورية – حزب الله ماذا لو انطلق؟
  • إذا فشلت مفاوضات النووي .. كيف تستعد إسرائيل لشن ضربة ضد إيران؟
  • العدالة والتنمية يدعو لقطع العلاقات مع إسرائيل عقب إطلاق نار إسرائيلي على دبلوماسي مغربي
  • أسعار النفط تقفز 1% بعد تقارير عن استعداد إسرائيل لضرب إيران