يمانيون:
2025-07-29@22:44:27 GMT

نصرُ الله.. قداسةُ الشهيد وحجمُ المتغير

تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT

نصرُ الله.. قداسةُ الشهيد وحجمُ المتغير

زياد الحداء

كان له من اسمه النصيب الأكبر فهو الليث الذي نصر الله به الدين والذي قط لم يهزم في حياته، يحذو بذلك حذو جده رسول الله وآل بيته الأطهار، الذين لم يعرف لهم التاريخ انكساراً أَو تراجعاً أمام أي ظالم مهما كانت قوته.

كان حسن الخلق والمكارم لين الجانب وحريصاً على أُمَّـة الإسلام، أبلى فأحسن البلاء كان غيث الرحمة والطمأنينة في زمن الصمت والهزيمة، قابل هزيمة الأُمَّــة وبأس العدوّ بعزيمة القرآن الكريم وصلابة محمد والكرار، وقوة الحق، كان كما اسمه نصر الله الذي لم يغلب في حياته ولم يقبل بالهزيمة، قال فصدق أقواله بالأفعال.

في زمن هزمت فيه الأُمَّــة وقدمت صورة مخزية ومذلة عن الإسلام وتراجعت من الساحة وتركتها لليهود ليتحَرّكوا فيها كيفما يشاؤون، كان نصر الله كالغيث في صحراء أُمَّـة محمد، وقدم شاهداً على أن الإسلام لا يمكن أن يهزم مهما كان الوضع ومهما كانت التحديات بالرغم مما كان يعانيه من قلة ذات اليد وضعف كبير في الإمْكَانات المادية وخلو المشهد من أي موقف عربي مساند.

كان يعيش ظروفاً جعلت كُـلّ الدول العربية حينها ذليلة خاضعة خاشعة للكفر وتسبح من خيفته، لكنه من يحمل في دمه قوة وصلابة وعزيمة “هيهات منا الذلة” فتحَرّك في قيادة الحزب بكل عنفوان وتحقّق على يديه انتصار الأُمَّــة والدين ولم يهزم منذ ذلك اليوم إلى يوم استشهاده.

إنهم من حفظوا ماء وجه الأُمَّــة ومن قدم الشاهد على أن الإسلام لا يقبل الهزمة، إنهم سادة المجاهدين في هذا العالم، بهذه الطريقة تكلم عنهم قائد المسيرة القرآنية المباركة، وليس هو فقط فكل شريف في العالم يعرف ويحب السيد حسن نصر الله وحزب الله ويعتبره رمز الإنسانية والحرية والشرف العظيم.

على مدى سنوات حياته الجهادية المباركة كانت مواقفه كلها مشرفة فهو لم يقبل بالظلم، وسعى إلى مد يد العون إلى كُـلّ مظلوم وبكل قوته ولم ينتظر حتى يوجهه أحد أَو يطلب منه ذلك ولم ينتظر كذلك ثناء أَو شكر من أحد، ونحن في يمن الأنصار لن ننسى موقفه الحر والكبير وقد نصرنا في وقت تركنا كُـلّ العالم ووقف نصر الله ولم يخف من أحد ليقدم لنا يد النصرة، ولن ينسى أبناء اليمن أصداء زئير ليث آل محمد في نصرتهم أبداً ولن يتركوا ذلك دين على رقابهم إن شاء الله، ثم توج حياته بالشهادة في ميدان حرب مع رأس الكفر والطاغوت مدافعاً عن الشعب الفلسطيني المغلوب، في أقدس وأعظم مواقف يسجلها التاريخ، وأعلى المراتب عند الله تعالى.

ولكن بقدر مكانة هذا القائد العظيم ومنزلته وتأثيره المحلى والإقليمي والعالمي تكون الحجّـة أكبر على الأُمَّــة في التحَرّك ومواصلة دربه والسير على نهجه، وإن لم تفعل واختارت القعود والسكوت والخوف فَــإنَّ العاقبة ستكون أشد بكثير وسيأتي دور الجميع، وكل على حسب مسؤوليته، فدماء القادة حجّـة الله على الأمم، ولم يعد هناك أي عذر للتخلف والتقاعس عن مشروع الجهاد في سبيل الله من بعد ذلك إلَّا النفاق الواضح والعياذ بالله.

وبالنسبة للعدو فَــإنَّ قتل القائد لا يمثل انتهاء خطره عليكم وإنما يمثل شعلة أكبر من العزم والتصميم على اجتثاثكم من هذه الأرض العربية ومن بلاد المسلمين، فالغاية ليست في شخصية الشهيد القائد نصر الله ولا سليماني ولا إسماعيل هنية وليست في شخصية أحد؛ فقد مات محمد بن عبدالله الذي هو أعظم بني آدم كافة وسيدهم، بل إن الغاية هي نصر دين الله، هذا الدين الذي لا يفني ولا يمكن لكم أن تغتالوه، كما أن النصر نستمده من الله تعالى وليس من سواه وهو الذي لا يمكن لكم أن تطاله أيديكم التي تتفاخرون أنها تطال كُـلّ أعدائكم ((مَنْ كَانَ عَدُوًّا للهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ)) فأنتم أعداء الله الذي لن تستطيع كُـلّ قوتكم أن تقف أمام بأسه ونحن نتحَرّك على هذا الأَسَاس.

وما القائد حسن نصر الله إلَّا أحد أبناء هذه الأُمَّــة التي تحمل هذا المشروع فإنْ قُتل واستشهد لن ننقلب من بعده، ولن نستكين والأيّام ستشهد على ذلك وقد رأينا جميعاً كم من العظماء القادة ارتقوا شهداء فجاء من بعدهم من هم أشد بأساً وعزيمة يواصلون نفس الطريق وعلى نفس الخطى ((وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإسرافنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)).

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: نصر الله

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يخطر بهدم منزل الشهيد عبد الرؤوف المصري في طوباس

طوباس - صفا اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر يوم الاثنين، بلدة عقابا شمال مدينة طوباس، وأخطرت بهدم منزل الشهيد القسامي عبد الرؤوف المصري. وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة، وأخطرت بهدم منزل الشهيد عبد الرؤوف راجح المصري. وكانت قوات الاحتلال اقتحمت بلدة عقابا، في كانون الأول/ديسمبر الماضي، وأخذت قياسات منزلي الشهيدين القساميين أحمد وليد أبو عرة وعبد الرؤوف المصري، والأسير القسامي أيمن ناجح الياسين، تمهيدًا لهدمها، بتهمة المشاركة في عملية الأغوار الشمالية. واستشهد المصري (٣٧ عامًا)، عقب حصار الاحتلال منزله في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، واشتباكه معه. 

مقالات مشابهة

  • لمناقشة أمور الخدمة.. البابا تواضروس يستقبل عددًا من الآباء الأساقفة | صور
  • الاحتلال يقتحم بيت عزاء الشهيد الهذالين ويعتقل ناشطتين شرق يطا
  • الاحتلال يقتحم بيت عزاء الشهيد الهذالين واعتقل ناشطتين شرق يطا
  • قداسة البابا تواضروس يفتتح معرضًا للمؤسسات القبطية تحت شعار متصلون
  • الحمد لله الذي جعلنا يمنيين
  • قوات “القاسم” تنعي الشهيد “أبو علي” عضو الهيئة العسكرية في غرب غزة
  • الاحتلال يخطر بهدم منزل الشهيد عبد الرؤوف المصري في طوباس
  • ما معنى قهر الرجال الذي استعاذ منه النبي؟.. الإفتاء تجيب
  • ما مدى نجاسة بول القطط وحكم الصلاة في المكان الذي تلوث به؟.. الإفتاء توضح
  • العودة إلى الجذور.. البابا تواضروس يفتتح ملتقى «لوجوس للشباب» حول العالم بعنوان «متصلون»|صور