لطالما شكّل نهر الليطاني في جنوب لبنان مرجعية جغرافية لتحديد أهداف عسكرية ولوجستية للجيش الإسرائيلي، على الأقلّ، منذ العام 1978. 

في ذلك العام ، حملت العملية العسكرية الإسرائيلية اسم "عملية الليطاني"، وكان هدف القوات الإسرائيلية إبعاد المقاتلين الفلسطينيين عن الحدود الإسرائيلية إلى ما بعد نهر الليطاني.

يقول الخبير الأمني والعسكري اللبناني عماد مراد، إن هذا الهدف حققته إسرائيل إلى حدّ كبير، بعد قصف مركّز دام لسبعة أيام لمواقع عسكرية للفلسطينيين في قرى لبنانية وفي المخيمات الفلسطينية. 

وقد توغل الجيش الإسرائيلي حينها برياً وسيطر على المنطقة في جنوب لبنان حتى نهر الليطاني، وانسحب منها بعد ثلاثة أشهر إلى الحدود الدولية.

الجغرافيا لا تزال نفسها منذ 1978، لكن تبدّلت أمور كثيرة، منها التطور العسكري، التجمعات السكانية، الديموغرافيا، وطبيعة الظروف المحلية والإقليمية. 

لكن نهر الليطاني ظلّ عنواناً يرسم أفق المواجهة العسكرية بين إسرائيل وبين لبنان على اختلاف الجهة التي تتولى القتال في لبنان.

في ذلك الوقت، لم يكن حزب الله اللبناني قد تأسس بعد، حيث إن بداياته الأولى تؤرّخ في العام 1982، وهو التاريخ الأكثر ارتباطاً بالاجتياح البريّ الإسرائيلي، حيث وصل الجيش الإسرائيلي من خلال توغله البرّي إلى العاصمة بيروت، ودخلها بعد حصارها وكان هدفه القضاء الكامل على خطر منظمة التحرير الفلسطينية عبر "أكبر اجتياح بري في تاريخ الصراع اللبناني- الإسرائيلي وحتى العربي- الإسرائيلي، لأنه اجتاح أول عاصمة عربية"، كما يشير مراد في حديثه لموقع "الحرة".

قصف مدفعي إسرائيلي على مواقع لحزب الله في 1993 1982: نصر إسرائيلي ساحق

في صيف العام 1982 اتخذت الحكومة الإسرائيلية برئاسة مناحيم بيغن قرارها بالحرب على لبنان، كما يروي جوني منصور وفادي نحاس في كتابهما "المؤسسة العسكرية في إسرائيل".

حددت القيادتان السياسية والعسكرية وصول الجيش حتى أربعين كيلومتراً عن الحدود الإسرائيلية- اللبنانية الدولية.

وهذه المسافة "هي أبعد من مدى إطلاق صواريخ الكاتيوشا باتجاه إسرائيل، والتي كانت تطلقها منظمة التحرير الفلسطينية وميليشيات لبنانية متحالفة معها"، بحسب الباحثين.

الجيش الإسرائيلي حينذاك لم يتوقف عند الكيلومترات الأربعين كما حددت القيادة السياسية، وواصل زحفه إلى العاصمة اللبنانية بيروت.

وصار الهدف الفعلي هو القضاء التام على منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان وإخراجها من بيروت، وهذا ما حققته المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بعد حصار العاصمة اللبنانية.

الباحث عماد مراد يقول لموقع "الحرة" إن إسرائيل حينذاك كانت مصممة على تحقيق هدفها بالكامل ولم تخضع حتى للضغوط الأميركية بعدم اجتياح بيروت، وأصرّت على ألا توقف عملياتها العسكرية إلا بعد تحقيق هدفها وطرد مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان.

بحسب كتاب منصور ونحّاس، تحركت القوات العسكرية الإسرائيلية في السادس من يونيو 1982 في أربع مسارات جغرافية:

 الأول على طول ساحل البحر من رأس الناقورة وحتى مصبّ نهر الأولي (مدخل مدينة صيدا الشمالي).

الثاني من منطقة الجبال المركزية في لبنان.

الثالث على طول القطاع الشرقي اللبناني. 

أما الرابع فكان في البقاع حيث تركزت القواعد العسكرية التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية.

نازحون من الجنوب في الطريق إلى بيروت هربا من قصف في 1993

في الثامن من يونيو، وخلال يومين فقط كانت خلالهما المقاومة ضئيلة، بلغت القوات الإسرائيلية مشارف بلدة الدامور جنوبي بيروت، بعد أن دفعت بمنظمة التحرير إلى مغادرة مدينتي صور وصيدا وضواحيهما.

يشير الباحثان منصور ونحاس في دراستهما إلى أن مواجهات وقعت في الأيام الأولى للاجتياح بين الجيش السوري المرابط في لبنان منذ الحرب الأهلية اللبنانية، وبين وحدات من الجيش الإسرائيلي: "بلغت المواجهات أوجها بين الجيشين في المعركة الجوية بين سلاح الجو السوري وبين سلاح الجو الإسرائيلي، حيث حقق الإسرائيلي تفوقاً جوياً. 

وبحسب الباحثين، "لم تتمكن المدرعات الإسرائيلية من تحقيق انتصار أو تفوق، خاصة في معركة سلطان يعقوب في البقاع مع الجيش السوري حيث تكبدت القوات الإسرائيلية خسائر فادحة في الأرواح والمعدات".

مراد من جهته يشير إلى أن "المقاومة في العام 1982 كانت ضعيفة وكانت تقتصر على مقاومة فلسطينية مع مقاومة لبنانية من دون إدارة وتنسيق"، وهو ما سمح بالتفوق الإسرائيلي على الأرض.

في الثالث عشر من يونيو، كانت فرق وكتائب من الجيش الإسرائيلي قد وصلت إلى العاصمة اللبنانية بيروت، في أول اجتياح لعاصمة عربية من قبل الجيش الإسرائيلي في تاريخه. 

حاصر الجيش الإسرائيلي المدينة ودارت معارك قاسية بين قواته وبين المقاومتين الفلسطينية واللبنانية استمرت حتى منتصف أغسطس، حيث تم التوصل إلى اتفاق يقضي بخروج القوات السورية والفلسطينية من بيروت تحت مظلة دولية. وتم خروج مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات في 31 أغسطس 1982.

يشير مراد إلى أن "الإسرائيليين تمركزوا في جبل لبنان حتى العام 1984 قبل أن ينسحبوا إلى شريط حدودي جنوب نهر الليطاني ظلّ محتلاً حتى العام 2000".

كما يلفت إلى أن عامي 1993 و1996 شهدا مواجهات عسكرية بين إسرائيل وحزب الله في حربين، تخللهما قصف وتبادل العمليات العسكرية، لكن من دون أن تقدم إسرائيل على اجتياح بري يتجاوز نهر الليطاني حيث كانت قواتها تتمركز منذ العام 1982.

في جميع الاجتياحات البرية، كان الهدف الإسرائيلي يتمثل بوضوح بمنع تعرض شمال إسرائيل لهجمات صاروخية. 

والمفارقة أن حزب الله قبل العام 1992، وتحديداً قبل اغتيال أمينه العام عباس الموسوي في فبراير من العام 1992، كان يرفض الاعتماد في حربه مع إسرائيل على إطلاق الصواريخ على شمالها.

بل أكثر من ذلك، يبرز تصريح لعباس الموسوي من العام 1988 وكان مسؤولاً في حزب الله قبل المأسسة في العام 1989 وقبل توليه أمانته العامة في العام 1991، ينتقد فيه "أسلوب المقاومة الوطنية والمقاومة الفلسطينية في قصف الصواريخ من بعيد"، وأضاف في تصريحه ذلك الذي نقلته جريدة "السفير" اللبنانية في عددها الصادر في 11 يناير 1988، إلى أن "مستوى القتال العالي لم يتحقق إلا على أيدي المقاومة الإسلامية".

سيارة للصليب الأحمر عالقة في نهر الليطاني في آخر أيام حرب 2006 2006: فشل إسرائيلي؟

في العام 2006، كان نهر الليطاني لا يزال في مكانه.

إسرائيل سحبت جيشها من جنوب النهر إلى الحدود الدولية في مايو من العام 2000. كان الأمر مختلفاً فيما يتعلق بالهجوم البري الإسرائيلي، كما يرى محللون عسكريون، فقد اعتمد الحزب مزيجاً من حرب العصابات وبعض تقاليد الحروب النظامية، كما يقول عبد الإله بلقزيز في دراسته "حزب الله من التحرير إلى الردع (1982-2006)". 

قاتل مسلّحو الحزب اللبناني المدعوم من إيران في مواقع متحركة مستعملين تقنيات حرب العصابات "من استدراج القوات الإسرائيلية ومباغتتها عبر تفخيخ لطرق تقدّم مدرعاتها والالتفاف عليها من الخلف". كما "أمطروا المواقع الخلفية- العسكرية والسكانية- بآلاف الصواريخ". 

وبحسب بلقزيز، لجأ مقاتلو حزب الله إلى قتال جغرافي طويل النفس في قرى وبلدات حدودية مثل بنت جبيل وعيترون وعيتا الشعب ومارون الراس والعديسة لصدّ التقدم البريّ. وقد "أحرزوا نجاحاً مذهلاً في ذلك"، على حدّ تعبير الباحث.

جنود إسرائيليون في جنوب لبنان خلال حرب 2006

وبحسب بلقزيز، وبسبب قدرة حزب الله على تحصين مواقع الصواريخ والذخيرة من الضربات الجوية، جرى إغراء سلاح المدرعات الإسرائيلي ببعض التوغل البري في الجنوب، "ليصبح صيداً سهلاً وثميناً لصواريخ مضادة للدبابات لم تكن إسرائيل تعلم عنها شيئاً".

في هذا المجال، يشرح مراد أن حزب الله استطاع أن يوقع أضراراً كبيرة في دبابات ميركافا كانت تجتاح الأراضي اللبنانية في سهل مرجعيون، عبر استخدام سلاح مضاد للمدرّعات، شكّل مفاجأة كبيرة للجيش الإسرائيلي.

هدف حرب تموز كان، كما يقول مراد، تدمير قدرات حزب الله وإنهاء وجوده في الجنوب اللبناني، وقد انتهت الحرب بعد صدور قرار من الأمم المتحدة وافق عليه الطرفان، يقضي بجعل جنوب نهر الليطاني، منطقة منزوعة السلاح، ويمنع فيها حزب الله من العمل العسكري.

لكن الواقع، كما يقول مراد، أن الحرب انتهت إلى إقرار ضمني من جميع الأطراف بأن "حزب الله" انتصر بها، بما أنه منع إسرائيل من تحقيق هدفها بإنهاء وجوده وتجريده من سلاحه وصواريخه، وهو الوضع الذي استقر حتى أكتوبر من العام 2023، حيث عاد النقاش الإسرائيلي العسكري إلى ضرورة إيجاد حل لتهديد حزب الله للحدود الشمالية، ومدى فعالية القرار 1701 في تحقيق ذلك.

2024: هل يتوغل الإسرائيليون حتى الليطاني؟

بعد عام تقريباً على هجوم 7 أكتوبر على إسرائيل وتدخل حزب الله لمساندة حركة حماس في غزة، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية برية في جنوب لبنان تهدف إلى إعادة النازحين الإسرائيليين إلى منازلهم في الشمال وإزالة تهديد حزب الله.

بحسب مراد، "يعمل الجيش الإسرائيلي بوضوح على إبعاد حزب الله عن الحدود، ربما لمسافة لا تزيد عن 10 كيلومترات، وإضعاف قدراته في المناطق القريبة من الحدود الإسرائيلية وتفكيك بنيته العسكرية هناك عبر ضرب أنفاقه ومخازن سلاحه".

ولا يبدو بحسب مراد أن الجيش الإسرائيلي في صدد عملية برية واسعة كمان حدث في العام 1982 ولا كما حدث في العام 2006، إلا إذا تأكد للجيش الإسرائيلي أن قدرات حزب الله في المقاومة على الأرض ضعيفة، ما يغري بتوغل بريّ أوسع في الجنوب، تكون العين فيه على نهر الليطاني.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: منظمة التحریر الفلسطینیة القوات الإسرائیلیة الجیش الإسرائیلی فی جنوب لبنان نهر اللیطانی من العام حزب الله فی لبنان فی العام إلى أن

إقرأ أيضاً:

ليلة سوداء في تاريخ تل أبيب.. إيران ترفض الهزيمة وتدك قلب إسرائيل

شهد الكيان الإسرائيلي ليلة سوداء على وقع الضربات الصاروخية الإيرانية التي زلزلت قلب إسرائيل فجر الأحد، وأحدثت مفاجأة مذهلة لصناع القرار في تل أبيب الذين فشلت منظوماتهم الدفاعية في ملاحقة عدد كبير من الصواريخ والمسيرات الإيرانية، التي تحدت كل تلك التقنيات والحداثة العالمية وضربت مواقع عسكرية وصناعية وتجارية وعلمية في معظم أنحاء فلسطين المحتلة.

ليلة الأحد وصفت في إسرائيل بأنها الأسود في تاريخها منذ اغتصاب فلسطين في العام 1948، حيث فشلت خمسة أنواع من أحدث منظومات الدفاع الجوي في العالم في وقف الصواريخ الإيرانية التي أمطرت إسرائيل ومدنها، وحبست ملايين اليهود تحت الأرض، وحولتهم إلى فئران مذعورة لا تجرؤ على الخروج من جحرها.

ومن بين اعترافات كبار المسؤولين الإسرائيليين، أعلن قائد الجبهة الداخلية أن الليلة كانت «صعبة»، إذ عملت فرق الإطفاء والإنقاذ بحثًا عن ناجين تحت الأنقاض في «بات يام»، وأغلقت المدارس ودور الأعمال في بعض المناطق يوم الأحد استجابةً للتحذيرات، كما عاش السكان حالة رعب أثناء صفارات الإنذار وأغلبهم فر إلى الملاجئ.

وعلى صعيد الخدمات، عانت بعض المناطق من انقطاع للكهرباء والمياه بفعل الأضرار، بينما تسببت الضربات في تعطيل الطرق وشبكات النقل، مما تسبب في ضغط إضافي نفسي واقتصادي جديد على المدنيين.

وعلى الرغم من سياسة التعتيم الإعلامي وحظر النشر التي يتبعها الجيش الإسرائيلي، إلا أن وسائل إعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي أكدت أن الصواريخ الإيرانية استهدفت مواقع عسكرية واستراتيجية وحيوية داخل العمق الإسرائيلي، مما أسفر عن دمار واسع النطاق، وكان من أبرز ما استهدفته الصواريخ مركز «وايز مان» وهو أحد أبرز 10 مراكز علمية في العالم متخصص في علوم الفيزياء والكيمياء، وقد اعترفت إسرائيل بإصابته بعد أن نقل أحد الصحفيين الاجانب صورا للدمار والحرائق بالمركز، وتم اعتقال الصحفي الأجنبي لأنه خالف سياسة حظر النشر والتعمية الإعلامية.

الهجوم الإيراني على إسرائيل مواقع فجرتها الصواريخ

نجحت إيران في الوصول إلى أهدافها على كل الجغرافيا الإسرائيلية تقريبًا، وجاءت الضربات دقيقة في اختيارها للمواقع التي تعد مفاصل حيوية في البنية العسكرية والمدنية للدولة العبرية، وهو ما يؤكد عودة مركز القيادة والسيطرة الإيراني للعمل مرة أخرى بعد قتل واغتيال معظم قيادات الصف الأول في الجيش والحرس الثوري الإيراني، حيث استهدفت الضربات قاعدة نفاتيم الجوية في الجنوب، والتي تنطلق منها الغارات الإسرائيلية على إيران، إلى جانب قاعدة تل نوف قرب تل أبيب، حيث ضرب مركز القيادة وإدارة الحرب الإلكترونية، كما طالت الهجمات مركز أودا الجوي المعروف بدوره في إدارة الهجمات الجوية السابقة على أهداف إيرانية.

وفي اختيار استراتيجي، ضربت إيران مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في «الكرياه» وسط تل أبيب، الذي أظهرت الصور تعرضه لأضرار بالغة، في حين تضررت المراكز الصناعية العسكرية، لا سيما مصانع إنتاج الصواريخ، كما لم تسلم الأحياء المدنية من هذه الموجة، إذ شهدت رامات غان دمارًا كاملاً في تسعة مبان سكنية، بينما تعرض حي الأغنياء «ريشون لتسيون» لأضرار كبيرة بعد سقوط صواريخ أصابت الحي بدمار موسع قالت عنه الصحف الإسرائيلية إنه الأسوأ في تاريخ إسرائيل.

وأظهرت الصور التي نقلتها الفضائيات والصحف والمواقع الإخبارية حجم الدمار الذي لحق بالبنايات وتحولها إلى أنقاض، واستغاثة العالقين بها في مشهد يشبه تمامًا ما قامت به إسرائيل في أحياء قطاع غزة، وكأن الصهاينة يشربون من نفس كأس إجرامهم وغرورهم ضد أبناء الشعب الفلسطيني.

خراب في دولة العدو

بلغت حصيلة الدمار الكلي في ليلة الأحد وحدها تدمير خمسة عشر مبنًى سكنيًا وعسكريًا، إضافة إلى دمار واسع في منشآت البنية التحتية وشبكات الطرق، وتم تدمير عشرين موقعًا حيويًا، بما في ذلك قواعد عسكرية ومراكز تصنيع بشكل جزئي، وفي إعلان رسمي للجيش الإسرائيلي وهيئة الإسعاف «نجمة داود الحمراء» تم الإعلان عن مقتل 6 إسرائيليين وإصابة 180 آخرين، إضافة إلى وجود 7 عالقين تحت الأنقاض لم تنجح فرق الإنقاذ في استخراجهم حتى ظهر الأحد، في حين لا تزال السلطات تتكتم على الأعداد الدقيقة للإصابات بين المدنيين والعسكريين، وسط تداول صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لأعداد كبيرة من القتلى والمصابين في تل أبيب وضواحيها.

وكشفت مواقع إيرانية مستقلة عن أن إيران أدارت حربها ليلة الأحد بقدرات فائقة، حيث استخدمت عددا أقل من الصواريخ «90 صاروخًا» بينما أطلقت 200 صاروخ في الليلة التي سبقتها ولكن صواريخ الأحد كانت أكثر حداثة ودقة وتحمل أكثر من نصف طن من المتفجرات وهو ما مكنها من إحداث كل هذا الدمار في دولة العدو إضافة إلى استفادة غرف القيادة والسيطرة في طهران من المعلومات الاستخبارية القديمة التي حصلت عليها طائرات الهدهد الشهيرة التي أعلن عنها حزب الله، وقامت بتوزيع ضرباتها على مواقع عسكرية واستراتيجية وصناعية وحيوية وخاصة في ميناء حيفا وما حولها، وهو ما يؤكد سرعة استعادة القيادة الإيرانية لتوازنها بعد ضربة الجمعة الغادرة، حيث كشفت المواقع الإيرانية عن تنوع طبيعة الأهداف ما بين قواعد جوية «نفاتيم، تل نوف، أودا»، ومراكز قيادة استراتيجية «مقر وزارة الدفاع»، ومنشآت صناعية عسكرية «مصانع الصواريخ في تل أبيب»، وأبراج ومجمعات سكنية، وقد تركز الدمار الأكبر في مراكز التحكم ومدرجات الطيران، إضافة إلى تدمير خطوط الإنتاج الصناعية.

إيران صمود إيراني

ويرى المراقبون أن إيران دولة كبرى تستطيع امتصاص ضربات الجمعة، وقد نجحت جزئيًا في البرهنة على ذلك ليلة الأحد بتوجيه تلك الضربات إلى قلب إسرائيل، إضافة إلى اعتقال عدد من عملاء الموساد كانوا يقومون بتصنيع وإطلاق الطائرات المسيرة، كما تحركت فرق من الجيش الإيراني إلى النقاط الحدودية لإحكام السيطرة ومنع دخول متسللين تراهن عليهم إسرائيل لإحداث فوضى داخل البلاد.

ويراهن المراقبون على خبرات إيران السابقة في تحمل الضربات الإسرائيلية وإعادة توازنها سريعًا وإلحاق دمار شامل في دولة الاحتلال، خاصة أن الغرور والغطرسة الإسرائيلية هما الطريق الأقصر لإنهاء هذه الدويلة التي صنعها الغرب كقاعدة استخبارات وخراب ودمار في منطقتنا العربية.

اقرأ أيضاًلحظة قصف مبنى الإذاعة والتليفزيون الإيراني | فيديو

مدير مركز الفكر ديبلو هاوس الإيراني: إيران لن تستسلم ولا اتفاق بعد الآن

من التضليل إلى التسليح.. حدود التنسيق الخفي بين أمريكا وإسرائيل ضد إيران

مقالات مشابهة

  • جمعية البر بأبها توقّع شراكة مع 7 جمعيات أهلية بعسير
  • داخل لبنان.. ماذا فعل الجيش الإسرائيليّ؟ (صورة)
  • 10 محطات رسمت تاريخ الصراع الإيراني-الإسرائيلي
  • الجيش الإسرائيلي يعيد قواته لموقع أخلاه عام 2005 في جنين
  • عاجل | الجيش الإسرائيلي: رصدنا هجوما صاروخيا على إسرائيل
  • نجاة مواطن جراء إطلاق الجيش الإسرائيلي الرصاص على سيارته في أطراف سهل الخيام
  • ليلة سوداء في تاريخ تل أبيب.. إيران ترفض الهزيمة وتدك قلب إسرائيل
  • هذا ما كشفته The Economist عن تدخل حزب الله في الحرب الإيرانية الإسرائيلية
  • تسارع وتيرة تسليم سلاح الحزب جنوب الليطاني
  • الجيش الإسرائيلي يرصد دفعة صواريخ أُطلقت من إيران باتجاه إسرائيل