اكتشاف أكبر حروب ما قبل التاريخ .. أجزاء منها وقعت في مصر والعراق
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
كشف علماء آثار أسرار جديدة حول الحرب العالمية الأولى الحقيقية - وهي سلسلة من الصراعات التي اندلعت في معظم أنحاء أوروبا والبحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا والشرق الأوسط منذ حوالي 32 قرنا من الزمان.
وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، كشفت دراسة بحثية جديدة نُشرت أمس الاثنين كيف قاتل جيشان كبيران من جزأين مختلفين من أوروبا حتى الموت في معركة كبرى جنوب بحر البلطيق مباشرة، وجاء الجيشان من مسافة 400 ميل على الأقل - جيش جنوبي من بافاريا (أو مما يُعرف الآن بجمهورية التشيك) وجيش شمالي من ما يُعرف الآن بشمال شرق ألمانيا.
وتعتبر المعركة شارك فيها ما يصل إلى 2000 مقاتل جزءًا من سلسلة من الصراعات والأزمات التي تسببت في الفوضى في مساحة كبيرة من العالم من الدول الاسكندنافية إلى الصحراء الكبرى ومن أوروبا الغربية إلى ما يعرف الآن بالعراق.
ودارت المعركة، جنوب بحر البلطيق مباشرة، في وادي نهر تولنس في حوالي عام 1250 قبل الميلاد.
وقال أحد أبرز الخبراء العالميين في تلك الفترة، البروفيسور باري مولوي من جامعة كلية دبلن: "يبدو أن هذا كان مجرد قمة جبل الجليد للصراع الذي نشر الاضطرابات عبر مناطق شاسعة في منتصف إلى أواخر القرن الثالث عشر وأوائل إلى منتصف القرن الثاني عشر قبل الميلاد".
شملت الاضطرابات انهيار إمبراطورية الحثيين في الشرق الأوسط في تسعينيات القرن الثاني عشر قبل الميلاد، وإضعاف مصر القديمة منذ حوالي عام 1180 قبل الميلاد، وانحدار بابل بحلول عام 1155 قبل الميلاد.
كما شهدت الانهيار النهائي لحضارة وادي السند في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وانحدار المراكز السياسية الكبرى في رومانيا والمجر وشمال صربيا في القرن الثاني عشر، وبناء الأسوار الدفاعية في بافاريا والنمسا وبوهيميا، وحتى الغرب في أيرلندا في القرن الثالث عشر قبل الميلاد.
وفي نفس الوقت تقريبا، كانت هناك اضطرابات اقتصادية واجتماعية كبرى في شمال شرق الصين وارتفاع واضح للغاية في تصوير العنف العسكري في الدول الاسكندنافية.
في العام الماضي فقط، نشر علماء أمريكيون بحثًا جديدًا حاسمًا حول انهيار الإمبراطورية الحثية - كما اكتشف علماء الآثار الفرنسيون وغيرهم أدلة جديدة رئيسية على مدار السنوات الأخيرة، تكشف كيف أثر انهيار العصر البرونزي المتأخر على اليونان ومنطقة شرق البحر الأبيض المتوسط.
لم تكن المعركة التي دارت رحاها في شمال ألمانيا في حوالي عام 1250 قبل الميلاد أقدم معركة كبرى معروفة في أوروبا فحسب، بل كانت أيضًا أكبر بكثير مما كان يُعتقد سابقًا.
وتوصل علماء الآثار إلى بقايا 160 محاربًا، لكنهم لم يحفروا سوى جزء ضئيل من ساحة المعركة، لذا فمن المرجح أن يتم اكتشاف عظام المزيد من محاربي العصر البرونزي.
كماعثروا حتى الآن أيضًا على 54 رأس سهم برونزي - ولكن يُعتقد أن معظم الأسهم والأسلحة الأخرى استعادها المنتصرون حتى يتمكنوا من إعادة استخدامها.
كشف فحص إصابات المحاربين أن السهام كانت على الأرجح السبب الرئيسي للوفاة - ولكن تم أيضًا استخدام الهراوات الخشبية والرماح والسيوف البرونزية ذات التأثير المميت.
وكانت الدراسة التفصيلية لرؤوس الأسهم البرونزية هي التي أثمرت الكشف الأكثر إثارة للإعجاب - ألا وهو أنها كانت من تصميمين مختلفين تمامًا: أحدهما من شمال شرق ألمانيا، والآخر من جنوب ألمانيا أو من بوهيميا أو مورافيا في ما يعرف الآن بجمهورية التشيك.
وتعد هذه المعلومات الأساسية التي تشير إلى أن الجيشين جاءا من أجزاء مختلفة للغاية من أوروبا الوسطى، على بعد 400 ميل على الأقل. يتم نشر الدليل الجديد الحاسم اليوم من قبل المجلة الأكاديمية المرموقة التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها.
وقال عالم الآثار الذي أجرى البحث على رؤوس الأسهم، ليف إنسلمان، من جامعة جوتنجن في ألمانيا، إن النتائج "تشير إلى أن القوات القتالية الأوروبية في العصر البرونزي كانت أكثر قدرة على الحركة مما كان يُعتقد سابقًا".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: اسرار ساحة المعركة أفريقيا والشرق العراق حسب صحيفة القرن الثاني عشر مصر القديمة الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
شراكة إماراتية إيطالية لإنشاء أكبر بنية تحتية لحوسبة الذكاء الاصطناعي في أوروبا
أبوظبي (الاتحاد) أعلنت مجموعة «G42»، من خلال شركتها التابعة «Core42»، عن توقيع شراكة استراتيجية مع شركة «iGenius» الإيطالية، المختصة بتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي للقطاعات الخاضعة للتنظيم الصارم، بهدف تدشين أكبر بنية تحتية لحوسبة الذكاء الاصطناعي في أوروبا، وذلك في خطوة نوعية تعكس متانة العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإيطاليا. وتتمحور الشراكة حول نشر بنية تحتية لحوسبة عالية الأداء تعتمد على وحدات المعالجة الرسومية المتقدمة من شركة «إنفيديا» من نوع «NVIDIA Blackwell»، حيث ستتولى شركة «Core42» الإماراتية تشغيل البنية التحتية وإدارتها ضمن خطة شاملة للتوسع على مستوى القارة الأوروبية، من خلال تأسيس بنية تحتية سيادية للذكاء الاصطناعي في السوق الأوروبية. وأُعلن عن الشراكة الجديدة على هامش النسخة الثالثة من حوارات «إنفستوبيا أوروبا» والتي عُقدت في ميلان، بحضور معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، رئيس إنفستوبيا، ومعالي أدولفو أورسو، وزير الشركات و«صُنع في إيطاليا»، ومعالي علياء بنت عبدالله المزروعي، وزيرة دولة لريادة الأعمال، إلى جانب مسؤولي شركات «G42» و«Core42» و«iGenius». وأكد معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، رئيس إنفستوبيا، أن توقيع الاتفاق بين شركتي «G42» و«iGenius» يُعد انعكاساً لمتانة التعاون الاقتصادي بين دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الإيطالية، ويؤكد رؤية حوارات «إنفستوبيا أوروبا» بتعزيز الشراكات المثمرة بين الشركات الإماراتية والإيطالية وتسريع الاستثمارات في قطاعات الاقتصاد الجديد، من بينها الذكاء الاصطناعي الذي يشكّل محوراً رئيسياً في التحولات العالمية، بما يدعم توجهات البلدين في بناء اقتصاد المستقبل القائم على المعرفة والابتكار، والتحوُّل إلى مراكز عالمية للاقتصاد الجديد. وبدورها، تعمل شركة «iGenius» على تطوير مركز بيانات يُعرف باسم «كولوسيوم» يتميز بقدرة معالجة عالية تتجاوز 100 إكزافلوب، ويُخصص لتشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي في البيئات التي تتطلب مستوى مرتفعاً من التحكم بالبيانات. هذا المركز لا يقتصر على كونه مخصصاً لتخزين وتشغيل البيانات، بل يُخطط للمركز ليكون بمثابة نموذج يُحتذى به في بناء مصانع أخرى مخصصة لتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي في المجالات التي تتطلب دقة عالية وحماية صارمة للبيانات. ومن خلال الشراكة بين الجهتين، ستكون البنية التحتية الجديدة لحوسبة الذكاء الاصطناعي ركيزة أساسية لتسريع تطوير واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في عدد من القطاعات الحيوية في أوروبا، تشمل الخدمات المالية، والصناعة، والقطاع العام. وجاءت هذه الخطوة استجابةً للحاجة المتزايدة في أوروبا إلى بنية تحتية رقمية تتميّز بمستويات عالية من الأمان والكفاءة وقابلية التوسّع، بما يتوافق مع توجهات القارة نحو تعزيز سيادتها الرقمية. وتأتي الشراكة تتويجاً للاتفاقيات الثنائية الموقعة بين الدولتين في فبراير الماضي، والتي تهدف إلى تعزيز أطر التعاون التكنولوجي والاقتصادي، وبناء بنية تحتية رقمية متقدمة تسهم في دعم طموحات أوروبا نحو اقتصاد قائم على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتطورة. ومن جانبه علق «كيريل إفتيموف»، الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في مجموعة «G42»، والرئيس التنفيذي لشركة «Core42»، بأن الشراكة مع شركة «iGenius» تُشكّل مرحلة جديدة في دعم اقتصاد الذكاء الاصطناعي الأوروبي. وأوضح أن الجمع بين خبرات «Core42» في تطوير البنية التحتية السيادية للذكاء الاصطناعي، والنهج الابتكاري الذي تنتهجه إيطاليا، يُمهد الطريق أمام إطلاق الجيل المقبل من حلول الذكاء الاصطناعي في القارة الأوروبية. وأضاف قائلاً: «تعكس هذه الخطوة طموحنا التجاري، وتؤكد أيضاً على الثقة الاستراتيجية المتبادلة بين دولة الإمارات وإيطاليا في دفع عجلة الابتكار في منظومة الذكاء الاصطناعي العالمية». ومن جهته أكد «أوليان شاركا»، الرئيس التنفيذي لشركة «iGenius»، أن التحالف مع مجموعة G42 يُمثل خطوة استراتيجية نحو تطوير بنية تحتية ذات قدرات سيادية في مجال الذكاء الاصطناعي على مستوى القارة الأوروبية. وأوضح أن الشراكة تجمع بين بنية تحتية حوسبية عالمية المستوى وخبرات متقدمة في تقنيات الذكاء الاصطناعي، لتقديم حلول مؤثرة تخدم مختلف القطاعات. وأضاف أن هذا التعاون يُسهم أيضاً في ترسيخ مكانة إيطاليا كمركز محوري للابتكار المسؤول والتحول الرقمي في مجال الذكاء الاصطناعي.