خطوة نادرة لخامنئي.. كيف تعيش إيران غداة الهجوم على إسرائيل؟
تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT
احتفل حشد صغير من الإيرانيين في شوارع طهران بشن بلادهم هجوما صاروخيا واسع النطاق على إسرائيل، في حين شعر آخرون بالقلق إزاء مخاطر التصعيد في الشرق الأوسط.
إثر الإعلان عن إطلاق الصواريخ مساء الثلاثاء، بث التلفزيون الرسمي مشاهد فرح التقطت في أنحاء البلاد حيث لوح أشخاص بأعلام حزب الله اللبناني المدعوم من إيران وصور زعيمه حسن نصرالله الذي اغتالته إسرائيل الأسبوع الماضي.
وقالت هدية غولي زاده (29 عاما) لوكالة فرانس برس خلال تجمع في ساحة فلسطين في وسط طهران "نحن مستعدون لقبول أي عواقب مهما كانت، ولا نشعر بالخوف". وأكدت أنها شعرت "بالفخر" بعد إطلاق إيران نحو 200 صاروخ.
ورأى محللون أن إيران شنت الهجوم بعدما اضطرت إلى الرد على سلسلة ضربات موجعة وجهتها لها إسرائيل.
وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس بأن ألف شخص تجمعوا بعد ظهر الأربعاء في طهران بدعوة من السلطات.
وأطلقت إيران هجومها الثاني خلال نحو ستة أشهر على إسرائيل مساء الثلاثاء، انتقاما لاغتيال زعيم حركة حماس اسماعيل هنية في يوليو في طهران، والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الأسبوع الماضي بضربة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت وهما حليفا طهران وينضويان في "محور المقاومة".
وهدّدت إسرائيل بالرد متوعدة طهران بأنها "ستدفع ثمن" هذا القصف، في حين أعلنت الولايات المتّحدة أنها "تدعم بالكامل" إسرائيل. وأثارت هذه التهديدات مخاوف بعض الإيرانيين من احتمال اندلاع حرب شاملة.
وقال منصور فيروز آبادي لوكالة فرانس برس وهو ممرض يبلغ 45 عاما ويسكن في طهران "أنا قلق جدا لأن اتخاذ إسرائيل إجراءات انتقامية، سيؤدي إلى توسيع نطاق الحرب".
وأكد محللون أن القصف الذي استهدف قواعد جوية بحسب طهران، هو رد على الانتكاسات التي ألحقتها إسرائيل بحلفاء إيران الإقليميين.
واعتبر المحلل في مجموعة الأزمات الدولية علي فايز أن إيران قامت "بمخاطرة محسوبة في أبريل"، خلال هجومها الأول على إسرائيل، ردا على غارة اسرائيلية استهدفت قنصليتها في سوريا.
وقال لفرانس برس إن "هذه الخطوة الأكثر جرأة للنظام (الإيراني) تعكس التحديات المتزايدة التي يواجهها، في حين تم إضعاف أقرب شركائه على جبهات متعددة".
وأضاف فايز أن "عدم الرد كان يمكن أن يؤدي إلى زيادة تراجع مصداقية إيران لدى حلفائها، وإعطاء انطباع أنها لا تتحرك".
خطوة نادرة لخامنئيويُتوقع أن يلقي المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي خطبة خلال صلاة الجمعة في خطوة نادرة قد يحدد خلالها مستوى التحركات الإيرانية المقبلة بعدما أكد أن خسارة نصرالله "ليست بسيطة".
وكانت آخر مرة أمّ فيها خامنئي المصلين قبل نحو خمس سنوات، عندما أطلقت إيران صواريخ بالستية على القواعد الجوية الأميركية في العراق بعد اغتيال الولايات المتحدة في يناير 2020 قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.
وأكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مؤخرا أن إيران "حاولت عدم الرد" على اغتيال هنية خشية أن يؤدي ذلك إلى نسف الجهود الأميركية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
لكنه أضاف أن وعود الولايات المتحدة وحلفائها بـ"وقف إطلاق النار مقابل عدم الرد الإيراني... كانت كاذبة تماما".
وتعرضت حكومة بزشكيان لضغوط متزايدة من المحافظين للرد مباشرة على إسرائيل، واشتدت الضغوط بعد اغتيال نصرالله.
وتوعدت إيران "برد ساحق" إذا ردت إسرائيل على هجومها الأخير. وحذرت من أي تدخل عسكري مباشر على أراضيها دعما لإسرائيل.
واعتبر فايز أنه حتى في حال تأكيد طهران أنها أنهت ردها "فإن الأمر في الواقع أبعد ما يكون عن ذلك". وأضاف "الكلمة الأخيرة في هذا الصراع ليست لإيران، بل لإسرائيل والولايات المتحدة".
ورأى الخبير أنه "وفقا لآخر التطورات في غزة ولبنان وفي اليمن حيث المتمردون الحوثيون (حلفاء إيران)، فإن هذه المواجهة لم تنته بعد".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: على إسرائیل
إقرأ أيضاً:
استهدفت أسطول شمخاني.. عقوبات أميركية على إيران هي الأوسع منذ عام 2018
العقوبات تستهدف أسطولاً بحرياً مكوناً من ناقلات نفط وسفن حاويات، يُعتقد أنه يعود إلى محمد حسين شمخاني، نجل علي شمخاني، المستشار المقرب من المرشد الأعلى علي خامنئي. اعلان
أعلنت الحكومة الأميركية، يوم الأربعاء، فرض حزمة جديدة من العقوبات على إيران، شملت أكثر من خمسين فردًا وكيانًا، إلى جانب أكثر من خمسين سفينة يُشتبه بأنها تابعة لأسطول تجاري يملكه نجل أحد كبار المسؤولين في النظام الإيراني.
وأكد مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) التابع لوزارة الخزانة الأميركية، في بيان رسمي، أن هذه الحزمة تمثل أكبر مجموعة من العقوبات تُفرض على إيران منذ عام 2018، مشددًا على أنها تُعدّ أقسى إجراء اقتصادي ضد طهران خلال أكثر من ست سنوات.
وتمت الإشارة إلى أن العقوبات تستهدف أسطولاً بحرياً مكوناً من ناقلات نفط وسفن حاويات، يُعتقد أنه يعود إلى محمد حسين شمخاني، نجل علي شمخاني، المستشار الأمني المقرب من المرشد الأعلى علي خامنئي. وتتضمن العقوبات تجميد للأصول، وحظرًا شبه كامل على أي تعاملات مالية مع الكيانات والأفراد المدرجة في القائمة.
وفي السياق، قبل أسبوعين أبلغ وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا والاتحاد الأوروبي، نظيرهم الإيراني عباس عراقجي، عزمهم على إعادة تفعيل عقوبات الأمم المتحدة على طهران إذا لم يتم إحراز تقدم في المحادثات النووية بحلول نهاية الصيف.
ووفقًا لبيان وزارة الخارجية الفرنسية، فإن الأوروبيين أكدوا خلال اللقاء الذي جرى الخميس، تصميمهم على إعادة فرض كافة العقوبات الدولية، في حال استمرار الجمود في مسار المفاوضات.
ويأتي هذا الإنذار وسط تحركات مكثفة لإعادة إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 المعروف بـ"خطة العمل الشاملة المشتركة"، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في وقت سابق، لكنه لا يزال ساريًا بين إيران وبقية الأطراف الدولية. وتمنح بنود الاتفاق الدول الموقعة حق تفعيل "آلية الزناد" التي تتيح إعادة فرض العقوبات الأممية في حال عدم التزام طهران بتعهداتها، شرط أن يتم تفعيلها قبل انتهاء صلاحية الاتفاق في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، ما يضع أوروبا أمام جدول زمني ضيق للتحرك.
وبينما تتهم قوى غربية وإسرائيل طهران بالسعي لامتلاك سلاح نووي، تنفي إيران ذلك، مؤكدة أن برنامجها لأغراض سلمية فقط. وتبقى قضية تخصيب اليورانيوم من أبرز نقاط الخلاف، إذ تعتبرها طهران حقًا سياديًا، بينما تصنفها واشنطن تحت قيادة الرئيس الأميركي دونالد ترامب كـ"خط أحمر" لا يمكن تجاوزه.
Related "وول ستريت جورنال": ترامب يخطط لزيادة العقوبات على إيران والإضرار بصادراتها النفطيةطهران في مرمى العقوبات مجددًا.. مهلة أوروبية أخيرة لإنقاذ الاتفاق النوويواشنطن تفرض عقوبات على إيران بسبب انتهاكات لحقوق الإنسانفي بداية شهر يوليو، أعلنت الولايات المتحدة عن فرض حزمة جديدة من العقوبات استهدفت "شبكة واسعة متورطة في تهريب النفط الإيراني"، وتضم كيانات مالية وأفرادًا متهمين بدعم الحرس الثوري الإيراني و"حزب الله".
وجاء ذلك في بيانين صادرين بشكل متزامن عن "مكتب مراقبة الأصول الأجنبية" التابع لوزارة الخزانة الأمريكية.
وأكدت الوزارة أن العقوبات شملت شخصيات وشبكات متصلة بتجارة النفط الإيراني غير المشروعة، بالإضافة إلى كيانات مرتبطة بمؤسسة القرض الحسن التابعة لـ"حزب الله"، التي تم استخدامها لتزييف العقوبات السابقة وتمكين الجماعة من التمويه على النظام المالي اللبناني لتمويل أنشطتها الإرهابية.
وأبرزت وزارة الخزانة دور رجل الأعمال العراقي-البريطاني سليم أحمد سعيد كأحد أبرز الشخصيات المستهدفة، مشيرة إلى أنه كان يدير شبكة معقدة تستخدم شركات مسجلة في الإمارات العربية المتحدة والعراق والمملكة المتحدة لتسويق النفط الإيراني في الأسواق الدولية.
كما استهدفت العقوبات عددًا من السفن المرتبطة بما يُعرف بـ"أسطول الظل" الإيراني، الذي وصفته وزارة الخزانة بأنه شبكة بحرية سرية تُستخدم لنقل ملايين البراميل من النفط الإيراني إلى مشترين في آسيا عبر مسارات بحرية معقدة ومتحوّلة. وترفع هذه السفن أعلامًا دولية متنوعة، من بينها الكاميرون، جزر القمر، بنما، وبولو، وتُدار عبر شركات مسجلة في سيشل، جزر مارشال، وجزر فيرجن البريطانية. وتم تحديد شركة وساطة مقرها سنغافورة كجهة تنسيقية رئيسية لحركة هذه السفن.
وأفاد البيان بأن بعض هذه السفن كانت تعمل لصالح شركة القاطرجي، التي يُعتقد أنها تتبع فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
وأشارت الوزارة إلى أن إحدى هذه السفن تم رصدها خلال أغسطس 2024 وهي تقوم بانتحال هوية أخرى أثناء عملية نقل شحنة من سفينة إلى أخرى.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة