بوابة الوفد:
2025-10-12@13:38:58 GMT

حرب أكتوبر.. وصناعة التاريخ

تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT

الأحداث المشتعلة فى الشرق الأوسط، واستمرار إسرائيل فى تفجير المنطقة بدعم الولايات المتحدة الأمريكية، تؤكد أن الكيان الصهيونى لا يعرف إلا لغة القوة، ولا يرضخ للحوار أو السلام إلا بالقوة، وهو ما أدركه بطل الحرب والسلام الرئيس الراحل محمد أنور السادات، عندما سطرت مصر ملحمتها العظيمة فى السادس من اكتوبر منذ واحد وخمسين عامًا، فى معركة أبهرت العالم، وأكدت من جديد أن المصريين هم صناع التاريخ فى كل زمان، بعد أن أدهشت العبقرية العسكرية والسياسية المصرية العالم فى معركة غيرت كل النظريات العسكرية التى كانت تؤكد أن مصر فى حاجة إلى قنبلة نووية لضرب خط بارليف، حتى تتمكن من الوصول إلى سيناء وتجاوز هذا الحاجز الذى يشكل أضخم حاجز منيع وساتر ترابى فى العالم بكل نقاطه الحصينة وتجهيزاته العسكرية التى تحول مياه قناة السويس إلى كتلة لهب من خلال خطوط النابالم، وأكدت الدراسات أن الموانع الثلاثة وهى مجرى المياه والساتر الترابى الهائل والنقاط الحصينة، يستحيل على أى جيش تجاوزها وتشكل ضرب من الجنون وعملية انتحار، خاصة فى ظل التفوق العسكرى الإسرائيلى كمًا ونوعًا.

الحقيقة أن حرب اكتوبر المجيدة غيرت كل النظريات العسكرية إلى حد أنها أصبحت من أهم المراجع التى تدرس الآن فى المعاهد والكليات العسكرية فى العالم، على اعتبار أنها غيرت كل النظريات العسكرية وحققت مفاجأة مذهلة على مستويات عدة، منها الفرد المقاتل الذى شكل عامل الحسم فى هذه المعركة ببطولاته الخارقة بعد أن تم اعداده مهاريًا وفنيًا، وأيضًا اعداده نفسيًا وإزالة كل آثار نكسة 67 التى لم يحارب فيها المقاتل المصرى، وكان السادس من اكتوبر هو الاختبار الحقيقى للمقاتل المصرى الذى تأكد فيها أنهم خير أجناد الأرض بكل ما سطروه من بطولات خلدها التاريخ وتدرس الآن.. ثم تأتى خطة الخداع الاستراتيجى التى قادها السادات بطل هذه المعركة، لتؤكد قدرة المصريين الفريدة فى الخداع السياسى والعسكرى، بهدف المباغتة وخداع العدو على شتى المستويات من خلال خطة محكمة قادتها المخابرات المصرية وأجهزة الدولة لإيهام العدو بعدم قدرة مصر على خوض حرب فى هذا التوقيت، وقبول حالة اللاسلم واللاحرب والاتجاه نحو الحل السياسى، وتم استخدام عدد من الوزارات وقطاعات الدولة فى الخطة وقيام وسائل الاعلام بنشر الأخبار السلبية عن الاقتصاد وتسريح آلاف الجنود من الخدمة، وعمليات التعبئة من حين لآخر وغيرها من المناورات التى شتت العدو، وانتخبت عنصر المفاجأة على كل المستويات وعلى رأسها تدمير خط بارليف الحصين والعبور للضفة الشرقية للقناة.

مؤكد أن نتائج ودروس حرب اكتوبر العظيمة لا حصر لها، إلا أنها غيرت واقع المنطقة بكاملها حتى اليوم، وحددت موازين القوى وحجم وقدرات الدول.. وفى ظل الصراع المتنامى وانفجار الأحداث بالشرق الأوسط، تظل مصر بقدراتها العسكرية الكبيرة والمتطورة، قادرة على فرض التوازن الاستيراتيجى وحماية أمنها القومى على شتى المستويات، فى منطقة تعج بالفوضى والصراعات والحروب.. ثم يأتى درس التضامن العربى فى هذه الحرب الخالدة ليكشف عن القدرات الهائلة التى يمتلكها العرب فى حالة اتحادهم، وقدرتهم على مواجهة كل المخططات الدولية، وليس أدل على ذلك من موقف الزعيم الراحل الملك فيصل عندما قرر استخدام سلاح النفط فى هذه الحرب، وأدى إلى شل الحركة فى أمريكا والدول الغربية، وهذا التضامن الذى شكل إحدى أوراق الضغط العربية، جاء فى مصلحة الأشقاء فى السعودية ودول الخليج عقب وقف الحرب، عندما ارتفع سعر برميل النفط من ثلاثة دولارات إلى عشرين دولارًا ثم إلى ثلاثين دولارًا فى أشهر معدودة، وبما يؤكد أن التضامن العربى له مكاسب وفوائد هائلة نظرًا للتنوع الذى تمتلكه الدول العربية من ثروات طبيعية وبشرية وجيوسياسية، تشكل فى مجملها واتحادها قوة هائلة، ولكن للأسف نجح الغرب فى زرع وخلق المشاكل البينية والوقيعة بين الدول العربية، لصالح الكيان الصهيونى.

حفظ الله مصر

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صواريخ حرب اكتوبر صناعة التاريخ

إقرأ أيضاً:

قيمة المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل خلال الحرب على غزة.. تقرير يوضح

منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، لم تكن المساعدات الأمريكية لإسرائيل وقت الحرب مجرد أرقام، بل كانت أشبه بشريان للحياة واستمرارًا للحرب من السلاح الأميركي إلى المظلة السياسية والاقتصادية الغربية، التي أبقت الحرب ممكنة لعامين كاملين، وأبقت إسرائيل حيّة وقادرة على القتل والتدمير والتجويع حتى سريان اتفاق وقف إطلاق النار.

وكشف تقرير أعده معهد أبحاث أميركي، أن الولايات المتحدة قدمت مساعدات عسكرية لإسرائيل بقيمة لا تقل عن 21.7 مليار دولار، منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023.

وبحسب التقرير الذي نشره معهد أبحاث كوينسي ومقره واشنطن فإن إدارة الرئيس السابق جو بايدن قدمت 17.9 مليار دولار من هذه المساعدات، بينما أضافت إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب 3.8 مليارات دولار أخرى، وفق ما نقلته وكالة الأناضول.

وأشار التقرير إلى أن جزءا من هذه المساعدات جرى تسليمه بالفعل، وسط توقعات بتسليم الباقي خلال السنوات المقبلة، مؤكدا أن استمرار إسرائيل في عملياتها العسكرية في غزة يعتمد بشكل كبير على الدعم الأميركي، وأن هذا الدعم يشمل أسلحة وذخائر ومعدات متقدمة.

اتفاق وقف إطلاق النار

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وخلال مفاوضات شرم الشيخ، أمس الأربعاء، تم الإعلان عن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة حماس الفلسطينية وإسرائيل، وذلك ضمن المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة.

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيز التنفيذ بشكل رسمي، بداية من أمس الخميس وذلك بعد نحو عامين من الحرب الإسرائيلية على القطاع.

ويأتي تنفيذ وقف إطلاق النار عقب جولات مكثفة من المفاوضات في شرم الشيخ، بمشاركة مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة، وبحضور وفود من حركتي حماس والجهاد الإسلامي وإسرائيل.

ويتضمن الاتفاق وقفًا كاملًا للعمليات العسكرية من الجانبين، وبدء إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية فورًا إلى جميع مناطق القطاع، إلى جانب تفعيل المرحلة الأولى من تبادل الأسرى والرهائن وفق الجداول المتفق عليها.

اقرأ أيضاًعاجل | بدء عودة جميع النازحين إلى مدينة غزة بعد انسحاب قوات الاحتلال

«لأول مرة منذ 7 أكتوبر 2023».. عودة سكان غزة إلى منازلهم في القطاع

عاجل | وقف إطلاق النار في قطاع غزة يدخل حيز التنفيذ

مقالات مشابهة

  • جوري بكر: الأمومة غيرت شخصيتي
  • «ترامب» بني سياسة السالم اخلارجية.. وتفجير األزمات الداخلية
  • هزائم إسرائيل!!
  • «كورينا» تسرق حلم ترامب وتفوز بـ«نوبل»
  • لولاكم ما وجدنا شيئا
  • قيمة المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل خلال الحرب على غزة.. تقرير يوضح
  • الفن المصرى... سلاح فى أكتوبر وأنغام تخلّد ذاكرة الوطن
  • ٦ أكتوبر يوم الكرامة العربية
  • إنها الحرب التى تُدرّس يا سادة
  • مصر بين حصار الداخل وضغوط الخارج… أين روح أكتوبر؟