صحافة عالمية: الهجوم زاد فرص نتنياهو لإقناع الجيش بمهاجمة طهران وبايدن قد يتدخل بالحرب
تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT
استعرضت صحف عالمية التطورات السياسية التي صاحبت إطلاق إيران صواريخ باتجاه إسرائيل، والمخاوف من اندلاع حرب إقليمية واسعة النطاق، مسلطة الضوء على التداعيات المحتملة والمواقف المختلفة للأطراف المعنية.
ورجح تحليل نشرته مجلة "الإيكونوميست" حدوث تغيير في المقاربة الإسرائيلية تجاه إيران، فبعد محاولات سابقة فاشلة من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإقناع قادة الجيش لديه بجدوى مهاجمة إيران، "قد يكون الهجوم الصاروخي الأخير فرصة لتغيير هذا الموقف، وإقناعهم بضرورة ذلك".
وأشارت المجلة إلى اعتقاد من وصفتهم بـ"صقور إسرائيل" بأن الرئيس الأميركي جو بايدن، قد يقوم مع اقتراب نهاية ولايته، بتقديم دعمه لعملية عسكرية ضد إيران وبرنامجها النووي.
رد مدروس
ومن ناحيتها نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الولايات المتحدة تأمل في رد فعل إسرائيلي مدروس على الهجوم الإيراني، لكن الصحيفة أشارت إلى مفارقة مهمة تتمثل في محدودية قدرة واشنطن على التأثير في قرارات تل أبيب.
وفي هذا السياق، حذر المسؤول السابق في الاستخبارات الأميركية، جوناثان باليكوف، من أن التحدي المتمثل في تجنب حرب إقليمية قد بلغ أصعب نقطة منذ أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وفي صحيفة "يديعوت أحرونوت"، حذر روي بنيشاي من مغبة التصعيد غير المحسوب، ودعا إسرائيل إلى الموازنة بين الرغبة في الرد وضرورة مراعاة المخاوف الأميركية من اندلاع حرب إقليمية.
كما أشار إلى أن ضرب المنشآت النووية الإيرانية قد يتعارض مع المصالح الإسرائيلية والأميركية على حد سواء، مؤكدا ضرورة تنفيذ رد تراه واشنطن مناسبا وشرعيا ومدروسا.
الحرب الإقليميةوفيما يتعلق بنشوب حرب إقليمية رأى جوليان بيرجر في تحليل نشرته صحيفة "الغارديان" أن الغارات الصاروخية الإيرانية تشير إلى اشتعال الصراع الإقليمي الذي طالما أثار المخاوف، مضيفا أن ما وصفها بـ"مزاعم الأميركيين" حول دورهم في منع حرب إقليمية لم يعد لها أي قيمة في ظل التطورات الأخيرة.
وفي تطور سياسي داخلي انتقدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في افتتاحيتها ما وصفته بـ"القيادة المتهورة" التي تدفع البلاد نحو حرب إقليمية.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تمر بأصعب فترة في تاريخها، منتقدة نتنياهو لعدم الوفاء بوعوده للإسرائيليين، باستثناء "وعد العيش وسط العنف".
مفارقات إسرائيل
ومن جهتها، سلطت الصحيفة السويسرية "لو تومبس" الضوء على ما وصفته بـ"مفارقات" الوضع الإسرائيلي، فرغم قدرة إسرائيل على قصف بيروت وحتى طهران، فإنها عاجزة عن منع هجوم كبير على أراضيها.
وأشارت الصحيفة إلى افتقار إسرائيل إلى رؤية سياسية قابلة للتنفيذ، واصفة سياستها بأنها "فعالة على المدى القصير لكنها عقيمة على المدى البعيد".
أما صحيفة "لوموند" الفرنسية فتناولت ما وصفته بـ"النظام الجديد" الذي يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي فرضه في الشرق الأوسط.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الحلم يراود إسرائيل والولايات المتحدة منذ عقود، لكنهما كلما حاولتا فرضه، كانتا تصطدمان بالواقع وتفشلان في تحقيقه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حرب إقلیمیة
إقرأ أيضاً:
طهران تؤكد الرد على أي هجوم جديد.. خامنئي: «الملف النووي» ذريعة لضرب إيران
البلاد (طهران)
اتهم المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، الدول الغربية باستغلال ملف البرنامج النووي وحقوق الإنسان كذرائع لمهاجمة الجمهورية الإسلامية، مؤكداً أن ما يستهدفه الغرب في النهاية هو”دين وعلم” إيران، على حد تعبيره.
جاء ذلك في خطاب ألقاه أمس (الثلاثاء)، بعد يوم واحد من تهديدات وجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بضرب المنشآت النووية الإيرانية مجدداً إذا أعادت طهران تشغيلها.
وقال خامنئي:” إن البرنامج النووي والتخصيب وحقوق الإنسان كلها ذرائع.. ما يسعون إليه هو دينكم وعلمكم”، معتبراً أن الضغوط الغربية لا تنفصل عن مشروع أوسع لتقويض هوية إيران الثقافية والدينية.
وكان الرئيس الأمريكي قد قال خلال زيارته إلى اسكتلندا:” لقد دمّرنا قدراتهم النووية. يمكنهم البدء من جديد، لكن إذا فعلوا ذلك، سندمرها بلمح البصر”. وسبق للولايات المتحدة، في 22 يونيو الماضي، أن شنت ضربات على منشآت نووية إيرانية في فوردو وأصفهان ونطنز، في خضم حرب قصيرة استمرت 12 يوماً بين إسرائيل وإيران، وأسفرت أيضاً عن اغتيالات طالت علماء نوويين إيرانيين بارزين.
ورغم الغارات، أكدت طهران تمسكها بحقها في تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها، وفقاً لما أعلنه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الذي شدد على استعداد بلاده للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، دون التنازل عن الحقوق السيادية. وأضاف:” لا نسعى للحرب، بل للحوار، لكننا سنرد بحزم إذا تكرر العدوان”، موجهاً اتهامات للدول الغربية بإفشال مسار الانفتاح الداخلي والتفاهم الدولي عبر “حملات دعائية واتهامات باطلة”.
يُذكر أن إيران تخصب حالياً اليورانيوم بنسبة 60%، وهو مستوى مرتفع يتجاوز بكثير الحد الأقصى المحدد في اتفاق 2015 النووي (3.67%)، والذي انسحبت منه واشنطن بشكل أحادي عام 2018 خلال ولاية ترامب الأولى. وتعتبر الدول الغربية وإسرائيل أن هذه النسبة تُقرب طهران من القدرة على إنتاج سلاح نووي، وهو ما تنفيه طهران باستمرار.
وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن بلاده “سترد بحزم أكبر” في حال تعرضت لهجمات أمريكية أو إسرائيلية جديدة. وكتب على منصة “إكس”: “الخيار العسكري أثبت فشله، والحل التفاوضي هو الطريق الوحيد الممكن”. وأضاف أنه إذا استمرت المخاوف الغربية من الطموحات النووية الإيرانية، فعلى المجتمع الدولي أن يستثمر في المسار الدبلوماسي بدلاً من التصعيد العسكري.
في المقابل، جدد السفير الفرنسي لدى طهران، بيير كوشار، تأكيد التزام بلاده بالحلول السلمية، قائلاً:” إن فرنسا تؤمن بأن الملف النووي الإيراني لا بد أن يُحل بالحوار ومنح الوقت للمسار الدبلوماسي”. وأعرب عن رغبة باريس في توسيع التعاون الثنائي رغم الظروف الأمنية، مشيراً إلى أن السفارة الفرنسية ظلت مفتوحة حتى خلال الحرب الأخيرة.