تحالف مضاد.. سياسة واشنطن الخاطئة تدفع موسكو وبيونغ يانغ إلى التعاون
تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT
أثار التعاون العسكري المتزايد بين جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية وروسيا حالة من الصدمة بين مؤسسة السياسة الخارجية في الولايات المتحدة وحلفائها في وسائل الإعلام الإخبارية.
وأدى التوقيع على معاهدة أمنية ثنائية جديدة في يونيو (حزيران) الماضي إلى توجيه تحذيرات من تهديد أمني متصاعد للولايات المتحدة وحلفائها في كل من أوروبا وشرق آسيا.
The truth is Washington has given both Moscow and Pyongyang plenty of reasons to cooperate against U.S. interests, writes Ted Galen Carpenter. https://t.co/2AS63bxzSN
— National Interest (@TheNatlInterest) October 3, 2024 عامل موحدوقال المحلل السياسي تيد غالين كاربنتر، الكاتب بمجلة "ناشونال إنتريست" الأمريكية والزميل البارز في معهد "راندولف بورن" إن العامل الموحد في معظم التحالفات هو وجود عدو مشترك.
وفي هذه الحالة، فإن العدو المشترك لروسيا وكوريا الشمالية هو الولايات المتحدة وحلفاؤها العسكريون. وقد انتهج قادة الولايات المتحدة سياسات حمقاء وغير ملائمة تجاه كل من موسكو وبيونغ يانغ، ولذلك فقد قدموا حافزاً قوياً لهما لتعزيز تعاونهما الأمني الثنائي.
وتشن الولايات المتحدة حرباً بالوكالة ضد القوات الروسية في أوكرانيا وتبذل جهوداً شاملة لجعل روسيا دولة منبوذة دبلوماسياً واقتصادياً في مختلف أنحاء العالم، وأصبح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبقية النخبة الروسية ينظرون إلى الولايات المتحدة كعدو لدود عازم على تدمير بلادهم كلاعب دولي مهم ومستقل.
وفي ظل هذه الظروف، ليس مفاجئاً أن يبحث الكرملين عن حلفاء اقتصاديين وعسكريين في أي مكان يمكن أن يجدهم فيه، بما في ذلك، كوريا الشمالية. وهذا الجو العام من العداء الشديد بين الولايات المتحدة وروسيا يعني أن القادة الروس سيجدون كوريا الشمالية شريكاً قيماً بالنسبة لهم.
1/10 The dispatch of north korean troops to support russia in its genocide in Ukraine exposes the grim truth about russia's faltering invasion and also highlights the inadequacy of Western escalation management. pic.twitter.com/Tz6lRYcry6
— Joni Askola (@joni_askola) June 26, 2024 قدرات بيونغ بانغوأشار كاربنتر إلى أن كوريا الشمالية تمتلك قدرات كبيرة ومتوسعة لإنتاج الأسلحة التقليدية، في حين أن القوات الروسية تواجه خطر الاستنزاف المتزايد لمخزونات أسلحتها بسبب الحرب في أوكرانيا. وفي مقابل زيادة شحنات الأسلحة إلى روسيا، ترغب بيونج يانج في الحصول على مساعدات مادية من موسكو، فضلاً عن مساعدة كوريا الشمالية في برامجها الصاروخية والنووية.
وكما أعطت واشنطن لموسكو حوافز كبيرة لإقامة تعاون استرتيجي مع كوريا الشمالية، فقد أعطت أيضاً لبيونغ يانغ حوافز للعمل مع موسكو.
وبعد بعض التطورات المبشرة خلال رئاسة دونالد ترامب لتخفيف التوترات مع بيونغ يانغ، عادت السياسة الأمريكية إلى أسلوب العقود الماضية.
ويرى كاربنتر، أن سياسة إدارة الرئيس جو بايدن تجاه كوريا الشمالية لم تكن أكثر من مجرد تكرار مبتذل لتلك المواقف الفاشلة. وتتمسك واشنطن بشكل خاص بطلبها عديم الجدوى بأن تتخلى كوريا الشمالية عن برنامجها للأسلحة النووية مقابل وعود غامضة بتخفيف العقوبات في وقت لاحق وتحقيق تقدم صوب تطبيع العلاقات.
وأشار كاربنتر إلى أن سياسات إدارة بايدن تجاه كوريا الشمالية وروسيا تعد فشلاً لمبادئ السياسة الخارجية. إن القاعدة الأساسية لسياسة ذكية فعالة هي تجنب دفع خصوم مختلفين معاً.
في السنوات التي سبقت اندلاع الحرب الباردة الجديدة مع روسيا، كانت موسكو تحاول النأي بنفسها عن نظام الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون وسلوكه، حتى أن الكرملين وقع على عقوبات دولية قادتها الولايات المتحدة ضد بيونغ يانغ. من جانبها، كانت كوريا الشمالية تسعى إلى علاقات طبيعة بشكل أكبر مع الولايات المتحدة.
تجاهُل لواشنطن.. نفوذ أمريكي محدود في ظل التصعيد الإسرائيلي بلبنان - موقع 24تجاهلت إسرائيل الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لفرض وقف إطلاق النار في حربها المتصاعدة ضد حزب الله. عبر شنها هجوماً ضخماً فاجأ واشنطن وأدى إلى مقتل الأمين العام للحزب حسن نصرالله. مغادرة بايدنويرى كاربنتر أنه مع مغادرة بايدن للرئاسة، هناك بعض الأمل في سياسات أمريكية أقل ميلاً للصدام والمواجهة إزاء روسيا وكوريا الشمالية. ومع ذلك فإن خطاب كامالا هاريس المتشدد، خلال كلمتها لدى قبول ترشحها لانتخابات الرئاسة في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، يشير إلى أنه من المرجح أن تستمر سياسات بايدن الخاطئة تجاه الدولتين إذا فازت في الانتخابات المقبلة.
وبالفعل، تبدو هاريس معادية لفكرة التحدث حتى إلى كيم جونغ أون. أما مسار ترامب المحتمل فمن الصعب التنبؤ به. ولكن محاولته السابقة للتقارب مع بيونغ يانغ مشجعة إلى حد ما، إذا فاز برئاسة الولايات المتحدة.
ومع ذلك، فإن المزاعم بأن ترامب كان متساهلاً مع روسيا، إذا لم يكن عميلاً روسياً صريحاً، ليست سوى تشويه سخيف. ومن المرجح أن تكون سياسته تجاه موسكو متشددة مثل هاريس.
واختتم كاربنتر تحليله بالقول إنه إذا لم يقم الرئيس المقبل بتغييرات كبيرة مفيدة في السياسة تجاه كوريا الشمالية وروسيا، فإن التعاون العسكري بين البلدين من المرجح أن يصبح أوسع نطاقاً.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية معاهدة أمنية الولايات المتحدة حوافز كبيرة العقود الماضية إدارة الرئيس الحرب الباردة سياسات التنبؤ به تغييرات كبيرة روسيا الولايات المتحدة كوريا الشمالية ترامب الولایات المتحدة کوریا الشمالیة بیونغ یانغ
إقرأ أيضاً:
أميركا حجبت معلومات مخابراتية عن إسرائيل خلال عهد بايدن
ذكرت ستة مصادر مطلعة أن مسؤولي المخابرات الأميركية علّقوا مؤقتا تبادل بعض المعلومات الأساسية مع إسرائيل خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن بسبب مخاوف تتعلق بسلوك إدارة الحرب في غزة.
وفي النصف الثاني من عام 2024، قطعت الولايات المتحدة البث المباشر من طائرة مسيرة أميركية فوق غزة، كانت تستخدمها الحكومة الإسرائيلية في ملاحقة الرهائن ومقاتلي حركة حماس.
وقال خمسة من المصادر إن هذا التعليق استمر لعدة أيام على الأقل.
وذكر اثنان من المصادر أن الولايات المتحدة قيّدت أيضا كيفية استخدام إسرائيل لبعض معلومات المخابرات في سعيها لاستهداف مواقع عسكرية بالغة الأهمية في غزة، ورفض المصدران تحديد متى اتخذ هذا القرار.
وأفادت مصادر بأن المسؤولين كانوا قلقين من إساءة معاملة جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "شين بيت" للأسرى الفلسطينيين.
وذكرت ثلاثة من المصادر أن المسؤولين أبدوا قلقهم أيضا من عدم تقديم إسرائيل ضمانات كافية بالتزامها بقانون الحرب عند استخدام المعلومات الأميركية.
وبموجب القانون الأميركي، يتعين على أجهزة المخابرات الحصول على هذه الضمانات قبل مشاركة المعلومات مع أي بلد أجنبي.
وأشار مصدران إلى أن قرار حجب المعلومات داخل أجهزة المخابرات كان محدودا وتكتيكيا، وأن إدارة بايدن ظلت تتبع سياسة الدعم المستمر لإسرائيل من خلال تبادل معلومات المخابرات والأسلحة.
ووفق المصادر فإن المسؤولين سعوا إلى ضمان أن تستخدم إسرائيل معلومات المخابرات الأميركية وفقا لقانون الحرب.
وأوضح مصدر مطلع أن مسؤولي المخابرات يتمتعون بصلاحيات اتخاذ بعض قرارات تبادل المعلومات بشكل فوري دون الحاجة إلى أمر من البيت الأبيض.
ولفت مصدر آخر مطلع إلى أن أي طلبات من إسرائيل لتغيير طريقة استخدامها لمعلومات المخابرات الأميركية تتطلب تقديم ضمانات جديدة بشأن كيفية استخدامها لهذه المعلومات.
ولم تتمكن رويترز من تحديد تواريخ هذه القرارات أو ما إذا كان الرئيس جو بايدن على علم بها.
وبيّن مكتب الإعلام العسكري في إسرائيل أن التعاون الأمني ظل مستمرا بين إسرائيل والولايات المتحدة طوال فترة الحرب في غزة، دون أن يتطرق مباشرة إلى وقائع حجب معلومات المخابرات.
وكتب المكتب في رسالة بريد إلكتروني "استمر التعاون المخابراتي الاستراتيجي طوال فترة الحرب".
وحسبما ذكر لاري فايفر، وهو مسؤول سابق رفيع المستوى في جهاز الأمن القومي وفي "السي.آي.إيه"، فإنه من المعتاد أن تطلب الولايات المتحدة ضمانات ممن يحصلون على معلوماتها المخابراتية بأن أي معلومات يتلقونها لن تستخدم في انتهاك حقوق الإنسان "بأي شكل من الأشكال".
لكن خبراء قالوا إن حجب معلومات مخابراتية ميدانية عن حليف رئيسي، لا سيما خلال صراع، أمر غير معتاد ويشير إلى وجود توتر بين البلدين.
وفي حالة إسرائيل، تعد هذه الخطوة حساسة من الناحية السياسية أيضا نظرا للعلاقات الراسخة بين المخابرات الأميركية
والإسرائيلية، والدعم القوي الذي حظيت به إسرائيل من الحزبين الجمهوري والديمقراطي بعد هجوم حماس عليها في السابع من أكتوبر 2023 والذي أشعل فتيل الصراع.
وبيّن دانيال هوفمان، المسؤول السابق عن العمليات السرية "للسي.آي.إيه" في الشرق الأوسط أن "تبادل معلومات المخابرات أمر مقدس، لا سيما مع حليف وثيق في منطقة مضطربة".
توسيع نطاق تبادل المعلومات المخابراتية بعد "هجوم حماس"
أكد مصدران أن بايدن وقع، بعد هجوم السابع من أكتوبر، مذكرة توجه أجهزة الأمن القومي الأميركية بتوسيع نطاق
تبادل معلومات المخابرات مع إسرائيل.
وأشارت ثلاثة مصادر مطلعة إلى أن الولايات المتحدة شكلت في الأيام اللاحقة فريقا من مسؤولي المخابرات ومحللين بقيادة وزارة الدفاع (البنتاغون) و"السي.آي.إيه" التي أطلقت طائرات مسيرة فوق غزة وقدمت بثا مباشرا لإسرائيل لمساعدتها في تحديد مواقع مقاتلي حماس واعتقالهم، بالإضافة إلى دعم جهود تحرير رهائن.
ولم تستطع رويترز تحديد طبيعة المعلومات التي وفرها بث الطائرات المسيرة الأميركية ولم تتمكن إسرائيل من الحصول عليها بمفردها.
وقالت أربعة مصادر إن مسؤولي المخابرات الأميركية تلقوا رغم ذلك بحلول نهاية عام 2024 معلومات أثارت تساؤلات عن معاملة إسرائيل للأسرى الفلسطينيين.
ولم تكشف المصادر عن تفاصيل بشأن ما يقال عن سوء المعاملة الذي أثار المخاوف.
ولم يقدم "الشين بيت" وفق اثنين من المصادر ضمانات كافية بعدم إساءة معاملة الأسرى الفلسطينيين، ما دفع مسؤولي المخابرات الأميركية إلى منعه من الحصول على بث الطائرات المسيرة.
وكان محللو معلومات المخابرات الأميركية وفق مصدرين، يقيّمون المعلومات باستمرار خلال الحرب لتحديد ما إذا كانت تصرفات إسرائيل وحماس على الأرض تطابق تعريف الولايات المتحدة لجريمة حرب.
وأضاف مصدران مطلعان أن كبار مسؤولي الأمن القومي في البيت الأبيض اجتمعوا لعقد اجتماع لمجلس الأمن القومي برئاسة الرئيس بايدن في الأسابيع الأخيرة من ولايته بعد أشهر من قطع معلومات المخابرات واستئنافها.
واقترح مسؤولو المخابرات خلال الاجتماع أن تقطع الولايات المتحدة بشكل رسمي بعض معلومات المخابرات التي كانت تقدم لإسرائيل بعد هجوم السابع من أكتوبر.
وجمعت الولايات المتحدة قبل أسابيع فقط معلومات مخابراتية تفيد بأن محامي الجيش الإسرائيلي حذروا من وجود أدلة تدعم توجيه اتهامات لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب خلال حملتها العسكرية في غزة.
وشدد المصدران على أن بايدن اختار رغم ذلك عدم قطع تبادل معلومات المخابرات، قائلا إن إدارة ترامب ستجدد الشراكة على الأرجح، وأن محامي الإدارة خلصوا إلى أن إسرائيل لم تنتهك القانون الدولي.
وتقول السلطات الصحية في غزة إن الحملة العسكرية الإسرائيلية في القطاع أسفرت عن مقتل أكثر من 70 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين.