فاضل العزاوي: العراق لم يكن مؤهلا لخوض الحرب مع إيران
تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT
ويركز العزاوي -في شهادته المتواصلة لبرنامج "شاهد على العصر" الذي يبث على منصة "الجزيرة 360"- على تفاصيل الحرب التي خاضتها بلاده مع إيران، خلال فترة حكم الرئيس الراحل صدام حسين.
ويكشف في السياق ذاته أن دخول الحرب كان بقرار من صدام، لأنه تصور حينها أن إيران "اختل توازنها العسكري والاجتماعي والاقتصادي والفكري، بعد أن جاءت إلى السلطة منظومة (المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله خامنئي) التي تختلف عن منظومة الشاه، محمد رضا بهلوي".
وعن سبب استفراد صدام بقرار الحرب، يقول مدير مخابراته في شهادته "صدام دائما يتصرف بناء على قناعته بقدراته الشخصية، وليس بناء على قدرات جيشه". ويرجح أن عمليات التصفية التي وقعت عام 1979 جعلت المسؤولين حول صدام خائفين منه.
وبحسب العزاوي، فقد كانت هناك قناعة دولية بأن الحرب العراقية الإيرانية كان يمكن تفاديها، ويكشف في هذا السياق أن وزير خارجية الاتحاد السوفياتي (1957-1985) أندريه غروميكو أخبره بأن "الحرب كان يمكن تفاديها".
كما يكشف أن غروميكو سأله "لماذا تورطتم في الحرب مع إيران.. نحن دولة كبرى دخلنا خلال العشرينيات في حرب مع إيران دامت 40 سنة، وكانت على تلة.. وقلنا لهم عبر وسيط نتنازل لكم عن التلة ونتوقف عن القتال فرفضوا.. فعناد الإيرانيين معروف".
كما أخبر غروميكو العزاوي -كما يذكر في شهادته- أن الدول الكبرى قررت عدم التدخل في الحرب بين العراق وإيران.
وبشأن مواقف الدول العربية من الحرب بين بغداد وطهران، يتأسف ضيف برنامج "شاهد على العصر" لكون سوريا وليبيا دعمتا إيران خلال الحرب العراقية، ويقول إن الجزائر وقفت "بين وبين"، أي لم تدعم طرفا على حساب الطرف الآخر.
ومن جهة أخرى، يعترف العزاوي بأن العراق تكبّد خسائر كبيرة في حربه مع إيران، لكن صدام الذي "لم يندم مطلقا على دخول الحرب" استمر فيها، لأن الطرف الآخر (إيران) وضع شرطا غير مقبول، إذ "طلب أن يتنحى رئيس الدولة من منصبه، وهو شرط فيه إهانة للدولة العراقية ولرئيسها".
ويتفق العزاوي مع ما ذهب إليه مقدم برنامج "شاهد على العصر" أحمد منصور من أن حسابات القيادة العراقية كانت خاطئة بخصوص الحرب مع إيران، ويقول إن المشاكل بين العراق وإيران كان يمكن حلها عبر التفاوض والاستعانة بمجلس الأمن الدولي وبالأمم المتحدة وبجامعة الدول العربية.
ولفت إلى أن الشيء نفسه حصل في حرب العراق على الكويت، حيث "لم يكن هناك استطلاع أو تخطيط، وكان بالإمكان تفادي الغزو وحل المشكل مع الكويت"، وأكد العزاوي أنه لم يكن راضيا على الغزو.
ويتطرق العزاوي في شهادته أيضا إلى الدور الذي قام به عندما كان سفيرا في نيودلهي وفي موسكو، ويقول في هذا السياق إن "رئيسة وزراء الهند حينها أنديرا غاندي كانت تقدّر العراق، وحلت جزءا من مشكلته خلال الحرب مع إيران".
وخلال عمله سفيرا في موسكو، يقول العزاوي إن صدام قام بتعيينه سفيرا من أجل التعاون في الصناعات الدفاعية.
وعن العلاقة بين حزب البعث العراقي والاتحاد السوفياتي سابقا، يؤكد أن الاتحاد السوفياتي سابقا كحزب شيوعي لم يكن يحب الدولة العراقية خلال حكم البعث.
ويذكر أن وزير خارجية الاتحاد السوفياتي حينها غروميكو عاتبه، لأنه قام بشق الحزب الشيوعي العراقي عن موسكو.
5/10/2024-|آخر تحديث: 5/10/202405:44 م (بتوقيت مكة المكرمة)المزيد من نفس البرنامجالعزاوي: العراق أخطأ بإخراج الخميني والصراع السني الشيعي مؤامرة دوليةتابع الجزيرة نت على:
facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات شاهد على العصر الحرب مع إیران arrowمدة الفیدیو فی شهادته لم یکن
إقرأ أيضاً:
حرب الاستخبارات السرية بين إيران وإسرائيل بدأت
عقب إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، بعد اثني عشر يومًا من القتال، اتفق معظم المحللين على أنّ الهدنة التي أُعلن عنها بوساطة أميركية وقطرية تقف على أرضية "هشة"، مع احتمال عودة المواجهة المباشرة بين طهران وتل أبيب في أي لحظة ودون سابق إنذار. كما اتفقوا أيضًا على أن المواجهات بين إيران وإسرائيل عادت إلى "المنطقة الرمادية".
ففي العشرين عامًا التي سبقت حرب يونيو/ حزيران، كان الكيان الصهيوني يسعى عبر أدواته الأمنية إلى ضرب إيران، في حين كانت الجمهورية الإسلامية تعتمد على إستراتيجية "حلقة النار" (أو طوق النار) في ملاحقة مصالح تل أبيب.
في هذا النمط من المواجهة، يسعى الطرفان إلى إلحاق أضرار متبادلة عبر ضربات غير مباشرة "دون عتبة الحرب"؛ بغية تحقيق أهداف عادة ما تُلاحَق في الحروب التقليدية المباشرة.
وبعد مرور أكثر من أربعين يومًا على نهاية الحرب الأخيرة، شهدت كل من إيران والأراضي الفلسطينية المحتلة سلسلة من الأحداث والتطورات اللافتة، لم يُنسب أي منها رسميًا إلى الطرف الآخر، بل جرى تداولها في الإعلام المحلي على أنها "حوادث عرضية" أو ناجمة عن "أسباب تقنية" لا صلة لها بالعدو.
غير أن هذه الحوادث لم تقتصر على الاغتيالات أو أعمال التخريب التقليدية، بل اتسعت رقعتها لتشمل هجمات سيبرانية، وعمليات نوعية يُرجح ضلوع حلفاء طهران الإقليميين فيها، خاصة في البحر الأحمر.
تسرب غاز أم حرب خفية؟مع التجميد المؤقت للتوتر بين إيران وإسرائيل، وبالرغم من توقف الضربات المباشرة التي استهدفت مصالح الطرفين، فقد دخلت "حرب الظلال" أو "الحرب الاستخباراتية" بين الجانبين مرحلة جديدة.
فعلى سبيل المثال، 28 يونيو/ حزيران 2025 (أي بعد أربعة أيام فقط من إعلان وقف إطلاق النار)، أفادت بعض وكالات الأنباء بوقوع انفجارات غامضة في غرب العاصمة طهران.
إعلانوفي اليوم التالي مباشرة، سُجّل انفجار في مصفاة تبريز، وقد أرجعت وسائل الإعلام الإيرانية سببه إلى حادث عرضي في خزان نيتروجين. ثم، في الأول من يوليو/ تموز، سُمع دوي انفجارات في منطقة شهرري جنوب شرقي محافظة طهران.
وفي 14 يوليو/ تموز، وقع انفجار داخل مجمع سكني في منطقة "برديسام" بمدينة قم. أما في 19 يوليو/ تموز، فقد اندلع حريق مريب في الوحدة 70 بمصفاة نفط آبادان، أسفر عن مقتل أحد العاملين في المصفاة.
سلسلة من الحوادث المشابهة وقعت خلال الأسابيع الأخيرة، وقد نُسبت أسباب بعضها إلى "تسرّب غاز"، بينما لم يُعلن عن سبب واضح للبعض الآخر حتى الآن.
ما يلفت الانتباه هنا أن إسرائيل لم تتبنَّ أيًّا من هذه العمليات، فيما لم تُبدِ طهران هي الأخرى أي رغبة في توجيه أصابع الاتهام إلى إسرائيل، ولا في نسب هذه الحوادث إلى تصعيد أمني مباشر من جانبها. ويبدو أن هذا الامتناع الإيراني متعمد، ويرتبط برغبتها في عدم فتح جبهة صدام مفتوح في الوقت الحالي.
ويُرجّح أن يكون منفذ هذه العمليات هو وحدة "قيصرية"، وهي الوحدة المسؤولة داخل الموساد عن تنفيذ العمليات السرية المعقدة، والتي تشمل الاغتيال الانتقائي، والتخريب، والاختراق الأمني. كما أن وحدة "متسادا"، المعروفة بـ"فرع العمليات الخاصة"، هي المسؤولة عن تنفيذ العمليات شبه العسكرية والتخريبية خارج الحدود الإسرائيلية.
في المقابل، وقعت حوادث مشابهة داخل الكيان المحتل. ففي 30 يونيو/حزيران، أفادت بعض المصادر العبرية بأن مجموعة من المستوطنين الصهاينة شنوا هجومًا على أحد المراكز الأمنية الإسرائيلية التي كانت مزوّدة بأنظمة أمنية متطورة، وتمكنوا من اقتحامه وإضرام النار فيه!
ثم، في 25 يوليو/ تموز، أعلنت الحكومة الإسرائيلية أن عطلًا فنيًا "غير اعتيادي" قد طرأ على منظومة توزيع الكهرباء، ما أدى إلى انقطاع واسع للتيار في تل أبيب. هذا الخلل لم يقتصر على انقطاع الكهرباء، بل تسبب كذلك في سلسلة انفجارات وحرائق غريبة في معدات الضغط العالي، من بينها محطات توزيع ومحولات كهربائية رئيسية.
ومن الجدير بالذكر أن حوادث مشابهة كانت قد وقعت في الأسبوع الذي سبقه في منظومة الكهرباء داخل القدس المحتلة.
وبعيدًا عن هذه الأعمال الأمنية الداخلية، فقد أطلقت جماعة أنصار الله (الحوثيون) في 6 يوليو/ تموز صواريخ جديدة استهدفت الأراضي المحتلة، في خطوة تُعد استمرارًا للمواجهة الإقليمية عبر "الوكلاء".
وفي سياق هذه "المعركة غير المتكافئة"، يبدو أن إيران تسعى، بالتعاون مع حلفائها الإقليميين، إلى استهداف مصالح إسرائيل وحلفائها داخل الأراضي المحتلة وخارجها، كجزء من إستراتيجية تهدف إلى موازنة التفوق الإسرائيلي في مجال «الحرب المعلوماتية» والتقنية.
عودة ظلّ الحربإن فشل الولايات المتحدة وإسرائيل في تحقيق أهدافهما خلال الحرب التي دامت اثني عشر يومًا، فضلًا عن غياب صيغة أمنية جديدة في منطقة غرب آسيا، يطرح احتمالًا جادًا باستئناف موجة ثانية من الهجمات ضد إيران.
وقد جاء تصريح عباس عراقجي، لشبكة "فوكس نيوز" -والذي أكد فيه استمرار تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية- ليثير ردّ فعل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي غرّد مهددًا بشنّ هجوم جديد على إيران "إذا اقتضت الضرورة".
إعلانوفي هذا السياق، شدد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في اجتماع جمعه بكبار القادة العسكريين، على ضرورة إعداد خطة فعالة لمنع استئناف البرنامجين النووي والصاروخي الإيرانيين.
ووفقًا لمجلة "نيوزويك"، فقد سبق أن حذر عدد من القادة العسكريين الإيرانيين من أنهم في حالة جهوزية تامة، وقادرون على استئناف الحرب مع إسرائيل في أي لحظة، بل وتوعدوا بأنه، في حال تعرضهم لهجوم مشترك من واشنطن وتل أبيب، فإنهم لن يتراجعوا، ولن يُظهروا أي رحمة.
بعيدًا عن هذه التصريحات السياسية والعسكرية، وفي ظلّ التصعيد المتزايد لما يُعرف بـ"الصراع شبه المتماثل" داخل المنطقة الرمادية، تتعاظم احتمالات العودة إلى مواجهة عسكرية مباشرة. ونظرًا لإصرار الجيش الإسرائيلي على اعتماد إستراتيجية "الهجوم الاستباقي"، وتفضيله مبدأ "المفاجأة"، يُتوقع أن تكون الضربة الأولى في الجولة المقبلة من التصعيد من نصيب إسرائيل والولايات المتحدة.
لكن ولأن عنصر المفاجأة قد استُخدم مسبقًا، فإن تكرار التكتيك ذاته يتطلب ابتكارًا تقنيًا جديدًا. هذا الابتكار قد يتمثل في اغتيال شخصية سياسية أو عسكرية رفيعة المستوى، أو تنفيذ عملية اختراق أمني على غرار "حادثة أجهزة النداء اللاسلكية" في لبنان، أو تفجير منشأة رمزية أو حساسة داخل الأراضي الإيرانية، بما يؤدي إلى إرباك مركز القيادة، وتفكيك حلقة القرار، وتهيئة الأرضية لعدوان جديد يستهدف العمق الإيراني.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline