هجوم سيبراني يستهدف أنظمة التنصت الأميركية.. عاصفة الملح الصينية في الواجهة
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
في وقت يحذر مسؤولون أميركيون كبار لسنوات من التبعات الاقتصادية والأمنية الوطنية لعمليات التجسس التي تقوم بها الصين، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن هجوم سيبراني جديد مرتبط بالحكومة الصينية اخترق شبكات مجموعة من مزودي خدمات الإنترنت في الولايات المتحدة.
تذكر الصحيفة، نقلا عن مصادر مطلعة، أن هذا الخرق أتاح "للقراصنة" الوصول إلى معلومات عن الأنظمة التي تستخدمها الحكومة الأميركية لطلبات التنصت المعتمدة من قبل المحكمة.
تشير الصحيفة إلى أن هذا الهجوم السيراني الواسع يعتبر بمثابة خرق أمني قد يكون "كارثيًا"، ونفذته مجموعة قراصنة صينيين تُعرف باسم "عاصفة الملح" أو (Salt Typhoon).
عادةً ما يُطلب من شركات الاتصال الكشف عن التهديدات السيبرانية خلال فترة قصيرة، ولكن في حالات نادرة، يمكن للسلطات الأميركية منحها استثناء من ذلك لأسباب تتعلق بالأمن القومي.
تُستخدم أنظمة المراقبة في التعاون مع الطلبات المتعلقة بالمعلومات المحلية المرتبطة بالتحقيقات الجنائية والأمن القومي. ووفقًا للقانون الفيدرالي، يجب على شركات الاتصالات وخدمات الإنترنت السماح للسلطات بالتنصت على المعلومات الإلكترونية بناءً على أمر قضائي. ولم يتضح ما إذا كانت الأنظمة التي تدعم المراقبة الاستخباراتية الأجنبية قد تعرضت للاختراق أيضا.
تضيف الصحيفة أن الهجوم السيبراني تم اكتشافه في الأسابيع الأخيرة ولا يزال قيد التحقيق من قبل الحكومة الأميركية ومحللي الأمن في القطاع الخاص.
تقول صحيفة وول ستريت جورنال إن مسؤولين أميركيين أبدوا مؤخرا قلقهم من الجهود المزعومة التي يبذلها ضباط الاستخبارات الصينية للتسلل إلى شبكات البنية التحتية الحيوية الأميركية، مثل منشآت معالجة المياه، ومحطات الطاقة، والمطارات.
وتنقل الصحيفة عنهم قولهم إن هذه الجهود تبدو كأنها محاولة من القراصنة لوضع أنفسهم في موقف يمكّنهم من تفعيل هجمات سيبرانية مدمرة في حالة حدوث صراع كبير مع الولايات المتحدة.
ولا يزال المحققون يستكشفون أصول هجوم "عاصفة الملح" ويتحققون مما إذا كان المتسللون قد خرقوا نظام سيسكو للاتصالات وهي الشبكة الأساسية التي تقوم بتوجيه الكثير من حركة المرور على الإنترنت. وقالت متحدثة باسم Cisco في وقت سابق إن الشركة تحقق في الأمر.
وتقوم الصين بانتظام بنفي الاتهامات من الحكومات الغربية والشركات التكنولوجية بأنها تعتمد على القراصنة للاختراق في شبكات الحاسوب الحكومية والتجارية الأجنبية.
شركة مايكروسوفت تشارك أيضا بالتحقيق في الاختراق الجديد المرتبط بـ "عاصفة الملح" مع شركات الأمن السيبراني الأخرى، وما المعلومات الحساسة التي قد تم اختراقها.
وأفادت مايكروسوفت بأن مجموعة "عاصفة الملح" نشطة منذ عام 2020 وهي مجموعة قرصنة مدعومة من الصين، تركز على التجسس وسرقة البيانات، بحسب الصحيفة.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
سوريا وثروتها المخبأة.. مناجم عملاقة تشكل رافعة اقتصادية واعدة بمرحلة إعادة الإعمار
تضم سوريا بين ثراها الطبيعية مجموعة من أبرز 5 مناجم تمتلك احتياطيات ضخمة ومتنوعة تشمل الفوسفات، الملح، الرخام، الحجر الكلسي، والبازلت، ما يجعلها من الركائز الاقتصادية الحيوية في البلاد، خاصة في مرحلة إعادة الإعمار.
وبحسب تقرير منصة “الطاقة”، تتميز هذه المناجم بتنوع جيولوجي عميق يفتح آفاقاً استثمارية واعدة رغم التحديات الأمنية والاقتصادية، ويؤكد التقرير أن هذه المناجم تمثل رافعة استراتيجية أساسية للاقتصاد السوري.
وعلى رأس هذه المناجم يأتي منجم الشرقية أو “الصوانة الشرقية” الذي يبعد 45 كيلومتراً جنوب غربي تدمر، ويُعد الأكبر من حيث الاحتياطيات بإجمالي 858 مليون طن من الفوسفات القابل للاستثمار، بطاقة إنتاجية تصل إلى 1.5 مليون طن سنوياً، ويتم استخراج الفوسفات فيه عبر تقنيات متطورة ونقله إلى مصانع الأسمدة في حمص وميناء طرطوس.
يليه منجم خنيفيس، الذي بدأ العمل فيه في السبعينيات، ويتميز بارتفاع جودة خامس أكسيد الفوسفور بين 28% و34%، مع احتياطات تصل إلى 24.6 مليون طن، وطاقة إنتاجية سنوية تبلغ نحو مليون طن، إضافة إلى معمل تجفيف بطاقة 650 ألف طن.
ومنجم الجبول في سبخة الجبول جنوب شرقي حلب، هو من أكبر مصادر الملح الصناعي في سوريا، ويحتوي على نحو 350 مليون طن من الاحتياطيات، ويستخدم الملح في الصناعات الكيميائية والغذائية، إضافة إلى دعمه للاقتصاد المحلي.
أما الرخام والحجر الكلسي فموزعة في محافظات عدة كحلب واللاذقية وإدلب وحمص، وتتنوع أنواعهما وألوانه، مستخدمين في الإكساءات، الأرضيات، والديكور، بينما يُستخرج الحجر الكلسي من مناطق مثل كفربهم وأوغاريت ويُستخدم في صناعة الأسمنت والبناء.
وفي الجنوب السوري، تنتشر صخور البازلت في محافظات السويداء ودرعا والقنيطرة، وهي مادة أساسية في البناء وصناعة الأسمنت والزلط، حيث يتم استخراجها من خلال الحفر والتفجير قبل تشكيلها في المعامل.
وتؤكد منصة “الطاقة” أن هذه المناجم ليست مجرد موارد طبيعية فحسب، بل تشكل مستقبل الاقتصاد السوري الواعد في مرحلة التعافي، خاصة مع الاهتمام الدولي المتزايد بقطاع التعدين، ما يجعل الاستثمار الأمثل في هذه المناجم ضرورة لتعزيز النمو الاقتصادي والتصدير ضمن بيئة قانونية واقتصادية ملائمة.