حركة ناشطة لانتخاب رئيس توافقي.. ومحادثات سعودية فرنسية وأميركيّة
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
يقفل الأسبوع على عدوان اسرائيلي مفتوح من بيروت الى الجنوب والبقاع وصولاً الى الشمال، وقد سُجّلت منذ ساعات الليل وحتى الفجر اكثر من ثلاثين غارة على الضاحية الجنوبية. في المقابل، ورغمَ الحركة التي حصلت في الأيام السابقة، بدءاً باللقاء الثلاثي في عين التينة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي والنائب السابق وليد جنبلاط، وما تلاها من لقاءات ثنائية ومبادرات للبحث عن تسوية تفضي الى اجراء الانتخابات الرئاسية في أسرع وقت.
وقال مصدر سياسي مطلع لـ "الديار" امس، ان هذه اللقاءات والحركة الناشطة تجري في اجواء مشجعة وايجابية، وهناك مناخ جامع على تحقيق هذا الهدف، لافتا الى ان موقف القوات اللبنانية ليس سلبيا، ولكنه في الوقت نفسه ما زال ضبابيا وغير حاسم.
وأوضح المصدر ان هناك تركيزاً في الحراك الجاري، على مضمون بيان عين التينة الثلاثي، مع التأكيد ان ما صدر عن اللقاء الثلاثي ينطلق من منطلق وطني عام، وليس من منطلق اصطفاف سياسي او طائفي، وهذا ما جرى التأكيد عليه خلال زيارة ميقاتي الى بكركي، او من خلال تحرك الحزب التقدمي الاشتراكي. ويشمل التركيز على النقاط الآتية: 1 - التأكيد على وقف العدوان الاسرائيلي ووقف النار، والالتزام بتطبيق القرار1701 وارسال الجيش اللبناني جنوب الليطاني ليقوم بمهامه بالتنسيق مع قوات اليونيفيل. 2 - تأمين الوحدة الوطنية والتضامن بين اللبنانيين لمواجهة تداعيات العدوان الاسرائيلي، بما فيه كارثة النازحين. 3 - قطع الطريق على كل ما يثير الفتنة بين اللبنانيين ويزعزع الاستقرار الاجتماعي والوطني. 4 - الاسراع في انتخاب رئيس توافقي، وعدم ربط هذا الاستحقاق بالحرب والعدوان او وقف النار.
ووفقاً للمعلومات فان اللقاءات المكثفة التي يجريها الرئيس بري، تجري في اجواء ايجابية بصورة عامة، مع التأكيد انها تصب في اطار ما اكده رئيس المجلس مؤخرا، لجهة انتخاب رئيس توافقي لا يكون تحديا لاحد ويطمئن اللبنانيين.
وذكرت مصادر مطلعة، ان التحرك الناشط لانتخاب رئيس توافقي دخل في مرحلة طرح الاسماء. وحول ما يحكى عن تعزيز فرص انتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون، كشفت المصادر ان بضعة اسماء مطروحة، وقد اعطيت للبطريرك الماروني بشارة الراعي، ومن بينها اسم العماد عون، وان البحث في الاسماء سيأخذ مداه في الايام المقبلة. وفي هذا الاطار، قال مصدر نيابي في الحزب التقدمي الاشتراكي ردا على سؤال حول اجواء تحرك الحزب: "إن هذا التحرك يأتي في ضوء بيان ومبادرة اللقاء الثلاثي الذي عقد في عين التينة، مع التأكيد على ان هذا البيان ينطلق من منطلق وطني شامل، وليس من اي منطلق سياسي او طائفي". ورداً على سؤال حول موقف القوات اللبنانية، قال المصدر إن "موقف القوات مقبول، وهناك عمل على ازالة كل الحساسيات لتحسين اجواء السعي لانتخاب رئيس توافقي، وللحديث تتمة". وسألت "الديار" مصدراً نيابياً في القوات اللبنانية عن أجواء الجهود الاخيرة، فاكتفى بالقول: "هناك قرار بان نلتزم الصمت في الوقت الراهن، ولا شيء حتى الان في خصوص رئاسة الجمهورية، وموقف القوات اللبنانية معروف ولم يتغير. ورداً على سؤال آخر: لا نستطيع ان نجزم باي شيء حتى الان، وهناك حرب قائمة". وكتبت "الأخبار": لفتت المصادر إلى أن "الملف الرئاسي لا يُمكن إنجازه حالياً"، علماً أن قائد الجيش العماد جوزيف عون "بات يملك أكثرية مؤيدة". وكشفت المصادر أن "جنبلاط لم يعد يمانع انتخاب عون وأبلغ بري بذلك، وأن عدداً كبيراً من النواب السنّة عبّروا عن قبولهم بهذا الطرح، كذلك المستقلين. أما "القوات اللبنانية"، فلن تقف في وجه الضغط السعودي الأميركي وستسير في نهاية المطاف بهذا الطرح". وفيما يعارض رئيس التيار الوطني الحر، النائب جبران باسيل، وصول عون إلى الرئاسة، حتى اللحظة، قالت أوساط سياسية إن بري "لم يوافق، على عكس ما يحاول مقرّبون من عون الترويج له"، مشيرة إلى أننا "في حرب والجميع ينتظر الميدان". وفيما كتب المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين على منصة "إكس" أن "إدارة بلاده لم تعطِ الضوء الأخضر لعملية عسكرية في لبنان، وأنها تعمل على خط بيروت وتل أبيب لاستعادة الهدوء"، نفت مصادر مطلعة ذلك، مؤكدة أن "لا أحد يتحدث معنا عن حل ديبلوماسي، بل إن الأميركيين منحوا العدو الإسرائيلي كل الوقت لاستكمال عدوانه، بالتزامن مع الضغوط التي يقومون بها لأجل فرض واقع أمني وعسكري جديد في الجنوب وواقع سياسي وفقَ موازين مختلفة". وقالت المصادر إن "هذا الضغط يزداد كل يوم لأن هناك تخوّفاً من الواقع الميداني في الجنوب، والذي أثبت أن منظومة القيادة والسيطرة للمقاومة لم تتأثر باغتيال القادة، وهذا الواقع يجعل الأميركيين متوجّسين من إمكانية أن يعود الميدان ليقلب الموازين لمصلحة فريق الممانعة ويجهض مشروعهم". وتواصلت المساعي لأجل ترتيب يسمح لوزراء التيار الوطني الحر بالعودة الى المشاركة في جلسات مجلس الوزراء. وفهم أن الرسائل جارية بين ميقاتي من جهة، والنائب جبران باسيل الذي يحرص على التشاور مع الرئيس بري. وهو يطلب أن يصار الى إعادة البحث في آليّة العمل، بحيث يكون التشاور قائماً بشكل منطقي قبل تحديد جدول أعمال الجلسات، وأن يصار الى فتح الباب أمام البحث في كل النقاط العالقة، بما فيها تعيين موظفين أصيلين مكان الوكلاء الحاليين أو الممدّد لهم في مواقعهم المدنية أو العسكرية والأمنية. وتلفت المصادر الى أن القطريين يتحمسون كما المصريين لأجل توسيع قاعدة التشاور حول مستقبل الوضع السياسي في لبنان، وهم يحثّون القوى السياسية على إيجاد إطار واسع. ومن بين الأفكار توسيع اللقاء الثلاثي الذي جمع بري وميقاتي وجنبلاط ليشمل آخرين مثل باسيل وبعض القيادات المستقلة عن التحالفات الكبيرة القائمة. ويقول مصدر مشارك في هذه الاتصالات إن إطاراً واسعاً من هذا النوع سوف يضيّق هامش المناورة التي تقوم بها الولايات المتحدة الأميركية من أجل تمرير مكاسب سياسية على وقع الحرب، من دون أن تهتم لتماسك الوضع الداخلي الآن أو في أي فترة لاحقة. ونقل عن ديبلوماسي عربي قوله إن على الأميركيين تذكّر ما حصل في عام 1983، حيث حصل الانقلاب السياسي الكبير في لبنان على التركيبة التي فرضت بعد الاجتياح، وكيف انتهى الأمر الى تجدد الحرب الأهلية في لبنان كلّه. وحذّر المصدر من أن الولايات المتحدة لم تعد متمسكة كثيراً بما يعرف بـ"الاستقرار في لبنان" لأنها كانت سابقاً تخشى أن تسمح الفوضى بأن يمسك حزب الله بكل مفاصل البلاد، وهي ترى أن الحزب الآن "في موقع ضعيف جداً، ولا يمكنه فرض ما يريد".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: القوات اللبنانیة اللقاء الثلاثی فی لبنان إلى أن
إقرأ أيضاً:
أكبر قضية اعتداء جنسي في البلاد.. محكمة فرنسية تحكم على جراح سابق بالسجن 20 عامًا
حُكم على جراح فرنسي سابق بالسجن لمدة 20 عامًا بعد إدانته باغتصاب 299 طفلًا والاعتداء الجنسي عليهم. اعلان
حُكم على الطبيب الجراح السابق جويل لو سكوارنيك يوم الأربعاء بالسجن لمدة 20 عامًا، بعد إدانته باغتصاب 299 طفلًا والاعتداء الجنسي عليهم، على مدى 25 عامًا امتدت من عام 1989 إلى عام 2014.
وقد اتبع القضاة توصيات المدعي العام، وحكموا على لو سكوارنيك بأقصى عقوبة سجن في فرنسا بتهمة الاغتصاب المشدد بعد محاكمة استمرت ثلاثة أشهر.
وكان معظم ضحايا لو سكوارنيك فاقدين للوعي أو مرضى في المستشفى عندما وقعت الجرائم. وكان من بين ضحايا الرجل البالغ من العمر 74 عامًا 158 صبيًا و141 فتاة، كانت أعمارهم في المتوسط 11 عامًا وقت ارتكاب الجرائم.
أمرت محكمة الجنايات في موربيهان في بريتاني بأن يقضي الجراح السابق ثلثي مدة عقوبته على الأقل، قبل أن يصبح مؤهلاً للإفراج المشروط.
ويقضي لو سكوارنيك بالفعل عقوبة السجن لمدة 15 عامًا بسبب إدانته في عام 2020 بتهمة اغتصاب أربعة أطفال والاعتداء الجنسي عليهم، من بينهم ابنتا أختين.
في القانون الفرنسي، تُنفذ الأحكام بشكل متزامن، وينبغي أن يقضي لو سكوارنيك السنوات الإضافية فقط بعد انتهاء العقوبة الأولى.
وعلى الرغم من الحكم على لو سكوارنيك بالعقوبة القصوى، رفضت المحكمة طلبًا من النيابة العامة يدعو إلى تطبيق حكم محدد في القانون الجنائي الفرنسي، والذي يهدف إلى ضمان وضع المجرمين الذين قضوا عقوبتهم ولكن من المحتمل أن يعودوا إلى ارتكاب جرائم أخرى في مراكز خاضعة للإشراف بعد إطلاق سراحهم.
ومع ذلك، رفضت المحكمة هذا الطلب، مستشهدةً بـ"رغبة لو سكوارنيك في إصلاح ما فسد من جرائمه"، وبالنسبة للعديد من ضحايا لو سكوارنيك ومحاميهم كان هذا القرار بمثابة ضربة كبيرة
قالت غويندولين تينييه، المحامية التي مثلت إحدى ضحايا الجراح السابق لـ"يورونيوز": "أثارت التقييمات النفسية التي أجريت على لو سكوارنيك مخاوف بشأن خطر تكرار جرائم مماثلة، لذا أنا في حيرة من هذا القرار".
وأُدين لو سكوارنيك لأول مرة في عام 2005 بتهمة حيازة مواد إباحية للأطفال، وحُكم عليه بالسجن لمدة أربعة أشهر مع وقف التنفيذ وغرامة قدرها 90 يورو.
في ذلك الوقت، لم تُتخذ أي إجراءات لتعليق رخصته الطبية أو الحد من اتصاله بالأطفال، واستمر لو سكوارنيك في إساءة معاملته في المستشفيات حتى اعتقاله في عام 2017.
العديد من الضحايا محبطون من المحاكمةواشتكى عدد من ضحايا لو سكوارنيك ومحاميهم من عدم اهتمام وسائل الإعلام بالمحاكمة.
وقالت مايل نوير، الناشطة في منظمة Nous Toutes النسوية غير الحكومية لـ "يورونيوز": "كانت التغطية الإعلامية للمحاكمة مخيبة للآمال للغاية ولم تظهر مستوى الجرائم العنيفة التي تم تنفيذها".
وأضافت: "لا يسعنا إلا أن نقارن التغطية الإعلامية لهذه القضية بمحاكمة دومينيك بيليكو، حيث تم تصوير جيزيل على أنها شخصية أيقونية. وهذا لا يمكن أن يحدث في هذه المحاكمة بسبب الكم الهائل من الضحايا".
ويرى آخرون أن اللوم يقع على وسائل الإعلام، ولكن أيضًا على عدم قدرة الجمهور على استيعاب طبيعة الجرائم.
إن مثل هذه الأفعال الدنيئة والمنفرة التي تُرتكب ضد الأطفال تتجاوز القدرات الفكرية والمعالجة لدى العديد من الأفراد. وهذا أمر إشكالي للغاية لأنه يتسبب في انصراف الكثير من الناس عن هذه القضايا".
وتم استدعاء موكلة تينييه في عام 2019 من قبل محققي الشرطة لجلسة استماع ستغير حياتها، وقال تينييه: "لقد اكتشفت أن لو سكوارنيك اغتصبها عندما كانت في الحادية عشرة من عمرها، بينما كانت تعالج من التهاب الزائدة الدودية في المستشفى".
وقع الحادث المزعوم في عام 2001 في مستشفى في بريتاني حيث كانت والدة أنابيل تعمل كمساعدة في مجال الرعاية وكان لو سكوارنيك يمارس عمله لسنوات.
رقابة مؤسسية تحمي لو سكوارنيكووفقًا للعديد من الضحايا والمنظمات غير الحكومية المعنية بحقوق الإنسان، فإن السلطات الصحية والقضائية في فرنسا مسؤولة جزئيًا عن حجم الانتهاكات التي تمكن لو سكوارنيك من القيام بها.
في منتصف مايو/أيار، أرسلت مجموعة من 50 ضحية رسالة إلى وزارتي الصحة والعدل في فرنسا، وكذلك إلى المفوض السامي لشؤون الأطفال في البلاد، طالبوا فيها السلطات بإنشاء لجنة مشتركة بين الوزارات بعد المحاكمة.
وفي الوقت نفسه، أدانت الجمعية الخيرية لحماية الطفل "لا فوا دو الطفل" عدم وجود تحقيقات مع لو سكوارنيك من قبل السلطات الصحية أو الهيئات الأخرى ذات الصلة، على الرغم من أنه حُكم عليه بالسجن لمدة أربعة أشهر مع وقف التنفيذ في عام 2005 لحيازته صوراً إباحية للأطفال.
وتأتي هذه المحاكمة تتويجاً لتحقيق استمر سبع سنوات، بدأ عندما أخبرت جارة تبلغ من العمر ست سنوات والديها أن لو سكوارنيك لمسها من فوق السياج الذي يفصل بين ممتلكاتهما.
وقامت الشرطة بتفتيش منزل لو سكوارنيك واكتشفت مذكراته التي يُزعم أنه قام فيها بفهرسة حالات الاغتصاب والاعتداء بدقة، إلى جانب أسماء الضحايا، ويُزعم أنه كتب في إحدى المذكرات: "أنا متحرش بالأطفال وسأظل كذلك دائمًا".
لم يكن جميع الضحايا على علم في البداية بتعرضهم للاعتداء، فقد اتصل المحققون ببعضهن بعد أن ظهرت أسماؤهن في المذكرات التي كان يحتفظ بها لو سكوارنيك، والتي وثق فيها جرائمه بدقة.
ولم يدرك آخرون أنهم كانوا في المستشفى في ذلك الوقت إلا بعد التحقق من السجلات الطبية، حيث انتحر اثنان من ضحاياه قبل بضع سنوات من المحاكمة.
وكان الجراح السابق يستغل اللحظات التي يكون فيها الأطفال بمفردهم في غرفهم بالمستشفى مستغلاً غطاء الإجراءات الطبية. وكان أسلوبه يتمثل في إخفاء الاعتداء الجنسي على أنه رعاية سريرية، مستهدفاً المرضى الصغار الذين من غير المرجح أن يتذكروا هذه اللقاءات.
تأتي محاكمة لو سكوارنيك في الوقت الذي يحاول فيه النشطاء في جميع أنحاء فرنسا رفع التابو الذي طالما أحاط بالاعتداء الجنسي، وذلك بعد أشهر من انتهاء قضية جيزيل بيليكوت.
تعرضت بيليكوت للتخدير والاغتصاب من قبل زوجها السابق وعشرات الرجال الآخرين على مدى تسع سنوات، وحُكم على الرجال المتورطين بأحكام تتراوح بين ثلاث سنوات و20 سنة.
وفي قضية منفصلة تركز على انتهاكات مزعومة في مدرسة كاثوليكية، تحقق لجنة تحقيق تابعة للجمعية الوطنية، مجلس النواب الفرنسي، في مزاعم الاعتداء الجسدي والجنسي على مدى خمسة عقود.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة