عربي21:
2025-12-13@18:51:08 GMT

حق الاحتلال في الدفاع عن احتلاله

تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT

بعد عام على «الطوفان»، ليس من المُجدي الغرق في النقاش الذي بدأ يُخاض مؤخراً في إطار تقييم العملية المعروفة عالمياً باسم السابع من أكتوبر أو الحسم بتصنيفها كمغامرة، وأن ينزل البعض بسقف موقفه السياسي وأحكامه القطعية عن موقف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس واستخلاصه التاريخي، لدى إعادته الأسباب والمبررات إلى السياق التاريخي وممارسات الاحتلال، معتبراً أن الهجمة «لم تأتِ من فراغ»، مُعيداً دوافعها إلى ما يزيد على خمسة وسبعين عاماً من النكبة، ومن تراكم الظلم والاضطهاد والسيطرة والاستبداد بالشعب الفلسطيني وسرقة أرضه بالجملة والمفرق، كما ليس من المجدي الاستماع للتحليلات السياسية، والتحليلات المضادة لها، وما يرافقها من شحن للأعصاب والتوتر واصطفافات تحرف النظر والانشداد الشعبي إلى المعركة الرئيسة والخطيرة مع الاحتلال، ليس في غزة فقط، بل المخاطر في الضفة قد تكون مكلفة أكثر.

. كم نظلم أنفسنا!

نرجو توقف الجميع عن الغرق في مياه الخلاف والاستعراضات الخطابية المشحونة، التوقف عن الكلام في الكلام، لأن كل شيء يصبح بالغ الضآلة أمام هوْل ما يُعْرض على الشاشات، لأنّ الأولوية القصوى يجب أن تتركز على الشعب وقضيته الرئيسة فقط، التركيز على الشهداء في الشوارع وتحت الركام والإسمنت؛ لأن الأساس ونقطة التلاقي بين جميع وجهات النظر حول أشكال النضال والمسارات السياسية ينبغي أن تتكثف وتتوحد في مواجهة جهنم المفتوحة على الجميع، أو الصمت. 

فبعد عام كامل على حرب الإبادة الجماعية، يصبح الأوْلى تخصيص الشهداء وأهاليهم بالحديث، الفاقدين الذين لم يتسع لهم الوقت للحزن فأجلوه إلى وقت آخر إنْ أمهلهم الاحتلال. والأوْلى بالاهتمام والنقاش أحوال الجرحى المتأوهين ألَماً على أسرّة المستشفيات، إنْ وُجد السرير، إنهم جُرحنا الأعمق في أرض الجراح. يا لكل هذا الظلم الذي نلحقه بذواتنا وقضيتنا وشعبنا!

الأولوية ينبغي أن تذهب إلى تسليط الاهتمام على النازحين والتفكير بهم، إنهم المأساة الكبرى في أرض المآسي، الذين تؤويهم الخيام البالية والمدارس الخارجة عن الخدمة.. هؤلاء يسحقون القلوب إن تدفقت مياه السماء بوفرة أو سطعت شمسها بوفرة، هؤلاء يفتقرون إلى السقف الذي يؤويهم إما بسبب التدمير أو بسبب الرعب من التدمير، يفتقدون إلى أبسط مقومات العيش الكريم، من فرش وأغطية وأكل ومياه وسواها، في لحظة فارقة رحلوا تاركين كل شيء وراءهم، أثاثهم وملابسهم وأسرّتهم وصورهم وتذكاراتهم الكبيرة والصغيرة، يستحقون منا حصر الحديث وتحديده بهم، فقد دفعوا أنفسهم نحو المجهول، وسط هلعهم وارتجافهم، مع جميع الذين استمر الخوف بالتهامهم على مدار الليالي والنهارات، فالاحتلال يفترسهم حرفياً وهم واقعون فعلياً بين أنيابه، وهو جاهز لهرسهم وطحنهم، دون أن يمتلكوا القدرة على الاستغاثة، بينما ينتظر باقي الفلسطينيين المتموضعين في أعماق الهشاشة والمجهول صاروخاً ذكياً يفتّتهم، وبقية البواقي يقفون فاغرين أفواههم أمام انقسامهم السياسي والتنظيمي، بلا حول ولا قوة.

هذا ما يطفو على سطح الحوارات التي لا تجد القناة الرسمية من أجل تنظيم النقاش حولها وإيصاله إلى غاياته النقية من شوائب الانقسام أو المصالح الضيقة، عاكساً ما يعيشه الكثير منّا نحن الفلسطينيين، خاصة من هم في الضفة الغربية، فالمجتمع في غزة وإن كان له ما يقوله في كل المواضيع، إلا أنه غارق في البحث عن حياة ليست كالحياة، بين موت وموت.

التيه الذي يعيشه المجتمع الفلسطيني أودى به إلى الركون على الرصيف، فقد القدرة على التفاعل والحركة والفعل والسعي، قلائل منا ليسوا كذلك من الذين نجحوا في ضبط النفس والفعل والصمت الإيجابي، وباقي البواقي من الناس غمروا أنفسهم بمياه اللامبالاة. 

الكلام المسموع فقط عن المأساة الكبرى في أرض المآسي الكبيرة، ممثلة بفجور الاحتلال الأخلاقي والإنساني الفالت من العقاب والمحاسبة، الذي مهما بلغت الخلافات في صفوف الأحزاب والقوى السياسية والاجتماعية يتوحدون ضدنا ويسعون للتناغم مع بعضهم البعض، ضدنا. لنلاحظ أنهم وكلما صدر أي موقف لا يبرر لهم أو يدافع عن جرائمهم يتصدون له بأقذع السباب، يضعونه بقوالب مسبقة الصنع وبقوائم معاداة الساميّة، وهو الاتهام الترهيبي الجاهز، يحرصون على إبقائه طازجاً وجاهزاً كرصاصة في بيت النار، ولو أن عوامل الحتّ والتَّصدُّع قد نالت من معانيه وأفقدته الكثير من مصداقيته ومقاصده المعروفة للعالم، لكنه لا يزال السلاح المجدي الذي يتوحد عليه الصهاينة بكل أطيافهم، والمُشهر أمام أي انزلاق بسيط في المواقف السياسية الدولية على وجه الخصوص، خاصة تلك التي تصدر عن الدول، تحديداً الدول التي تباينت مع الاحتلال، خاصة تلك التي لطالما اعْتُبِرَت حليفة لإسرائيل، أو المنظمات الدولية المختلفة، خصوصاً منظمة الأمم المتحدة وهيئاتها التابعة، ليصل التكرار والابتزاز إلى غاياته في منح إسرائيل حق الدفاع عن نفسها، بمعنى منح الاحتلال الحق في الدفاع عن احتلاله، عوضاً عن مطالبته بإنهاء احتلاله!

يا لكُلّ هذا الظلم!

(الأيام الفسطينية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاحتلال الفلسطيني غزة فلسطين غزة الاحتلال جرائم مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

بالأسماء… هؤلاء هم اللبنانيون الذين أُخلي سبيلهم من سوريا

حصل "لبنان 24" على أسماء 14 موقوفًا لبنانيًا أُخلي سبيلهم، بعد أن تم توقيفهم في سوريا أثناء تهريب المحروقات، وسينتقلون إلى لبنان بطريقة غير شرعية عبر جرود القلمون – عرسال، وهم:

 - علي خالد الحجيري والدته خديجة تولد ١٩٨٥
 - حسان أحمد الفليطي والدته زهرة تولد ١٩٩٣
 - هشام نايف الفليطي والدته صفية تولد ١٩٨٤ 
 - سعيد محمد الفليطي والدته خزنة تولد ١٩٨٥
 - محمود محمد الحجيري والدته عيشة تولد ١٩٨٥
 - خالد حسن الفليطي والدته فاطمة تولد ١٩٩١
 - علي خالد الحجيري والدته جمال تولد ١٩٩٢ 
 - خالد علي الفليطي
 - محمد سهيل رايد والدته نهاد تولد ٢٠٠٠
 - صالح ديب رايد والدته عيشة تولد ١٩٩٥ 
 - سمير عبد الفليطي
 - خالد محمد الحجيري والدته عيشة تولد ١٩٩٠ 
 - مروان علي الفليطي والدته اكتمال تولد ١٩٩٦
 - محمد ابراهيم الحجيري مواضيع ذات صلة بالأسماء.. هؤلاء هم شهداء العدوان الإسرائيلي على مخيم عين الحلوة (صورة) Lebanon 24 بالأسماء.. هؤلاء هم شهداء العدوان الإسرائيلي على مخيم عين الحلوة (صورة) 10/12/2025 23:06:34 10/12/2025 23:06:34 Lebanon 24 Lebanon 24 لافروف: هؤلاء هم حلفاء روسيا Lebanon 24 لافروف: هؤلاء هم حلفاء روسيا 10/12/2025 23:06:34 10/12/2025 23:06:34 Lebanon 24 Lebanon 24 بالاسماء والصور.. هؤلاء هم شهداء الغارة الاسرائيلية على الضاحية الجنوبية Lebanon 24 بالاسماء والصور.. هؤلاء هم شهداء الغارة الاسرائيلية على الضاحية الجنوبية 10/12/2025 23:06:34 10/12/2025 23:06:34 Lebanon 24 Lebanon 24 بالأسماء... من هم المرشّحون لجائزة أفضل لاعب كرة قدم في العالم؟ Lebanon 24 بالأسماء... من هم المرشّحون لجائزة أفضل لاعب كرة قدم في العالم؟ 10/12/2025 23:06:34 10/12/2025 23:06:34 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً فاجعة في عكار.. وفاة أم ورضيعها أثناء الولادة! Lebanon 24 فاجعة في عكار.. وفاة أم ورضيعها أثناء الولادة! 15:41 | 2025-12-10 10/12/2025 03:41:33 Lebanon 24 Lebanon 24 ستستمر لأيام.. دوريات ليلية لشرطة بلدية طرابلس (فيديو) Lebanon 24 ستستمر لأيام.. دوريات ليلية لشرطة بلدية طرابلس (فيديو) 15:10 | 2025-12-10 10/12/2025 03:10:38 Lebanon 24 Lebanon 24 صدور نتائج دورة تطويع ضباط في المدرسة الحربية Lebanon 24 صدور نتائج دورة تطويع ضباط في المدرسة الحربية 14:59 | 2025-12-10 10/12/2025 02:59:42 Lebanon 24 Lebanon 24 فتح تردّ على الحملات: لقاء عباس–الأونروا لحماية الوكالة لا لضربها Lebanon 24 فتح تردّ على الحملات: لقاء عباس–الأونروا لحماية الوكالة لا لضربها 14:58 | 2025-12-10 10/12/2025 02:58:46 Lebanon 24 Lebanon 24 أطلق النار في محيط سوق الخضار في الميناء.. وهذا ما حلّ به! Lebanon 24 أطلق النار في محيط سوق الخضار في الميناء.. وهذا ما حلّ به! 14:55 | 2025-12-10 10/12/2025 02:55:06 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة رحلة متّجهة إلى تل أبيب غيّرت مسارها... ما الذي جرى فوق بيروت؟ Lebanon 24 رحلة متّجهة إلى تل أبيب غيّرت مسارها... ما الذي جرى فوق بيروت؟ 06:09 | 2025-12-10 10/12/2025 06:09:50 Lebanon 24 Lebanon 24 المنخفض الجويّ يصل الليلة إلى لبنان... أمطارٌ طوفانيّة وثلوج كثيفة Lebanon 24 المنخفض الجويّ يصل الليلة إلى لبنان... أمطارٌ طوفانيّة وثلوج كثيفة 07:59 | 2025-12-10 10/12/2025 07:59:48 Lebanon 24 Lebanon 24 إحباط "هجوم دُبّر في ليل"والجيش تحرّك بعد استشعار توتر متعمد Lebanon 24 إحباط "هجوم دُبّر في ليل"والجيش تحرّك بعد استشعار توتر متعمد 22:53 | 2025-12-09 09/12/2025 10:53:04 Lebanon 24 Lebanon 24 تحذير عاجل من الأمن العام للبنانيين: هذا الموقع تابع للعدوّ الإسرائيليّ Lebanon 24 تحذير عاجل من الأمن العام للبنانيين: هذا الموقع تابع للعدوّ الإسرائيليّ 05:27 | 2025-12-10 10/12/2025 05:27:55 Lebanon 24 Lebanon 24 تقرير استرالي: مع اقتراب الموعد .. هل سينجو لبنان من حرب إسرائيلية جديدة؟ Lebanon 24 تقرير استرالي: مع اقتراب الموعد .. هل سينجو لبنان من حرب إسرائيلية جديدة؟ 10:30 | 2025-12-10 10/12/2025 10:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 15:41 | 2025-12-10 فاجعة في عكار.. وفاة أم ورضيعها أثناء الولادة! 15:10 | 2025-12-10 ستستمر لأيام.. دوريات ليلية لشرطة بلدية طرابلس (فيديو) 14:59 | 2025-12-10 صدور نتائج دورة تطويع ضباط في المدرسة الحربية 14:58 | 2025-12-10 فتح تردّ على الحملات: لقاء عباس–الأونروا لحماية الوكالة لا لضربها 14:55 | 2025-12-10 أطلق النار في محيط سوق الخضار في الميناء.. وهذا ما حلّ به! 14:48 | 2025-12-10 السلطات السورية تُفرج عن 13 شابًا لبنانيًا! فيديو محمد اسكندر يطلق " انسى وطنش ".. وملكة جمال تُشاركه الكليب ! Lebanon 24 محمد اسكندر يطلق " انسى وطنش ".. وملكة جمال تُشاركه الكليب ! 05:09 | 2025-12-06 10/12/2025 23:06:34 Lebanon 24 Lebanon 24 بسعر منافس جداً.. إطلاق هاتف جديد بقدرات تصوير مميزة (فيديو) Lebanon 24 بسعر منافس جداً.. إطلاق هاتف جديد بقدرات تصوير مميزة (فيديو) 04:00 | 2025-12-06 10/12/2025 23:06:34 Lebanon 24 Lebanon 24 بث مباشر.. البابا لاوون الرابع عشر في ساحة الشهداء Lebanon 24 بث مباشر.. البابا لاوون الرابع عشر في ساحة الشهداء 09:14 | 2025-12-01 10/12/2025 23:06:34 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • تونس: السجن 12 سنة بحق السياسية المعارضة عبير موسي بعد طعنها في أوامر الرئيس قيس سعيّد
  • من أين جاء لاعبو الإمارات الذين هزموا الجزائر في كأس العرب؟
  • عون رداً على الكلام عن وجود ورقة موقعة منه حول التزامه لـحزب الله بموضوع الاستراتيجية الدفاعية: فلينشروها اذا كانت موجودة
  • الكلام دا يتقال لممثل غيري .. أحمد رفعت يرد على متابعة بعد طلب غريب
  • مسمعتش الكلام.. الداخلية تكشف تفاصيل ضرب مدرس لطالبة بالقاهرة
  • الوزيرة الجنجويدية… هل يُفتح أخيراً ملف المتعاونين الذين عادوا إلى مؤسسات الدولة
  • حماس تستهجن تقرير "العفو الدولية" الذي يزعم ارتكاب جرائم يوم 7 أكتوبر
  • الدفاع المدني يُحذّر: منازل متصدعة تنهار جزئيا في غزة
  • الدفاع المدني في غزة يحذر من كارثة إنسانية وسط المنخفض الجوي
  • بالأسماء… هؤلاء هم اللبنانيون الذين أُخلي سبيلهم من سوريا