بوابة الوفد:
2025-10-13@12:18:29 GMT

المركزية والتحديات

تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT

تؤمن مصر بالدور الحيوى الذى تقوم به البنوك المركزية ومؤسسات النقد العربية فى دعم الاقتصاد، استدامته، وحماية الدول من الصدمات الاقتصادية التى أصبحت متتالية وبشكل لا يترك للدول فرصة للتنفس.

يأتى هذا الإيمان منذ عام 1972 عندما قامت مصر باحتضان الاجتماع الأول لمجلس محافظى المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية، وخلال الأسبوع الماضى احتضنت مصر اجتماع الدورة الثامنة والأربعين، وعُقد الاجتماع تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، وافتتحه الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، وحضره أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إلى جانب حسن عبدالله، محافظ البنك المركزى المصرى الذى استضاف الاجتماع، ومحافظى البنوك المركزية العربية ورؤساء المؤسسات المالية العربية والدولية، وسفراء الدول العربية.

وسُمِحَ للصحفيين بحضور الجلسة الافتتاحية وأُغلقت باقى الجلسات لمناقشة التحديات التى تواجه الأمة العربية فى وقت يتكالب عليها العدوان الذى تدخل بشكل غير مباشر، فخلق نزاعات وحروبًا بين الشعب الواحد. وبشكل مباشر، حيث قام العدوان الإسرائيلى بتدمير غزة، والأراضى الفلسطينية المحتلة، واحتلالها، واتجه إلى لبنان ليضاف إلى التكالب والتخريب الذى قامت به أمريكا فى العراق وغيرها.

إذًا، فالتحديات كثيرة أمام البنوك المركزية، والحرب بدأت، وإلى أين تنتهى لا نعلم. وهنا تزداد خطورة الدور الذى تقوم به البنوك المركزية، والتحديات كثيرة أمام منها: تعزيز صلابة واستقرار النظام المالى فى عصر الرقمنة، وانعكاسات السياسة النقدية على الاستقرار المالى، وتعزيز الاعتماد على الذكاء الاصطناعى فى القطاع المالى، وتحديات المخاطر السيبرانية، والتغيرات المناخية، والديون، والبطالة، والتضخم والتوترات الجيوسياسية وغيرها.

يمكننا أن نخرج من الجلسة الافتتاحية بأن التحديات صعبة، وأن التعاون العربى أمر حتمى فى ظل ظروف وتحديات غير تقليدية، وسياسة التشديد النقدى فى مصر سوف تستمر لفترة حتى نرى انخفاضًا كبيرًا ومستدامًا فى معدلات التضخم.

الأمر الذى يدعو للتفاؤل هو إدراك القيادات للتحديات والصعوبات، ولم يحاول أحد أن يخفى هذه التحديات. أمام المؤشرات الإيجابية التى ظهرت فى الاقتصاد خلال الفترة الماضية، تم ذكر الإيجابيات، وأيضا التحديات، مما يعطى مؤشرًا بأن العمل مستمر من أجل تعزيز مسيرة الاستقرار والتطوير الاقتصادى والمالى والنقدى، والدافع اليوم أقوى للحكومات العربية للتعاون الاقتصادى والاستثمارى والمالى والنقدى.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: م الآخر حماية الدول المصارف المركزية الدكتور محمد عادل البنوک المرکزیة

إقرأ أيضاً:

جذور الإسلام بجنوب أفريقيا.. من المنفى إلى التنوع والتحديات المعاصرة

في صباح بارد من عام 1659، وطأت أقدام رجل مسلم مجهول أرض رأس الرجاء الصالح على متن سفينة هولندية. ولم يكن يدرك أن خطوته تلك ستفتح صفحة جديدة في تاريخ جنوب أفريقيا، وتؤسس لمجتمع إسلامي يضم اليوم نحو 1.6 مليون نسمة، أي ما يقارب 3% من سكان البلاد البالغ عددهم 60 مليونا.

وقد تشكل هذا المجتمع -الذي نشأ من رحم المنفى والعبودية والهجرة- عبر قرون من الاضطهاد والمقاومة، وقد أصبح اليوم جزء لا يتجزأ من النسيج الجنوب أفريقي، يحمل في طياته قصصا متشابكة من الصمود والنجاح والإسهام في بناء الدولة بعد الفصل العنصري.

أحد المساجد في جنوب أفريقيا (الجزيرة)5 موجات للوصول الإسلامي: من المنفى إلى التنوع

يقول نعيم جينا كبير الباحثين في معهد مابونغوبوي للتفكير الإستراتيجي "عندما نتحدث عن المسلمين في جنوب أفريقيا، لا يمكننا التعامل معهم ككتلة واحدة. هناك 5 موجات متميزة من الوصول، كل منها تركت بصمتها الخاصة على ما نراه اليوم".

الموجة الأولى: المنفيون والعبيد (1659-1800)

بدأت القصة مع وصول الشيخ يوسف المقاساري عام 1694 من إندونيسيا، منفيا مع 49 من أتباعه. وقد أسس هؤلاء أول جماعة إسلامية منظمة في زاندفليت قرب كيب تاون.

ولاحقا، وصل العالم الإندونيسي توان غورو إلى سجن روبن آيلاند عام 1780، ليؤسس بعد 11 عاما مسجد "أوال" (أقدم مسجد في البلاد) ويبتكر نظام "العربية الأفريكانية" لكتابة اللغة الأفريكانية بالحروف العربية.

ويقول الباحث عبد الديان بيترسن إن هذا النظام هو أقدم شكل مكتوب للأفريكانية، ويكشف كيف استخدم المسلمون الأوائل معرفتهم بالعربية لحفظ لغة المهمشين ومنحها هوية وكرامة.

أول مصحف بجنوب افريقيا بخط يد رجل سجن مع نيسلون مانديلا في جزيرة روبن (الجزيرة)الموجة الثانية: العمال الهنود والتجار (1860-1920)

مع اكتشاف الذهب والماس، جُلب آلاف العمال المسلمين من شبه القارة الهندية إلى ناتال. وجاء بعضهم بعقود عمل قاسية، وآخرون كمهاجرين أحرار. ومن أبرز الوافدين المحامي الشاب موهانداس غاندي عام 1893 الذي استدعاه تجار مسلمون للدفاع عنهم.

إعلان

وهنا بدأ تطوير فلسفته في المقاومة السلمية، رغم أن سيرته في جنوب أفريقيا تكشف جوانب عنصرية تجاه الأفارقة، كما توضح الباحثة موريين سوان في كتابها "Gandhi: The South African Experience" (غاندي: التجربة الجنوب أفريقية).

الموجة الثالثة: الزنجباريون

يصفهم جينا بمجتمع صغير لكنه مثير للجدل في ديربان، إذ تحيط بأصوله قصص متضاربة: غرق سفينة، تجارة رقيق، أو هجرة قسرية. ومع قوانين الفصل العنصري في الستينيات، أعيد تصنيفهم بضغط من المجتمع المسلم الهندي كـ"آسيويين آخرين" ليتمكنوا من العيش في أحياء المسلمين.

الشيخ إسماعيل لوند إمام أول مسجد بجنوب أفريقيا (الجزيرة)الموجة الرابعة: اعتناق الأفارقة الأصليين للإسلام

يعتبرها جينا "الأهم حاليا رغم أنها ليست الأكبر" حيث وجد بعض الأفارقة في الإسلام أيديولوجية مقاومة للأبارتايد، في حين جذب هذا الدين آخرين بسبب تعاليمه حول النظافة أو مكانة المرأة.

الموجة الخامسة: التنوع المعاصر

بعد عام 1994، تدفقت موجات جديدة من الصومال ونيجيريا والسنغال وباكستان وبنغلاديش، جالبة معها مذاهب وتيارات مختلفة، بينها السلفية التي لم تكن معروفة في جنوب أفريقيا قبل ذلك.

جدارية تضامن مع فلسطين (الجزيرة)اكتشافات جديدة: صلات عثمانية وشبكات عالمية

في جامعة كيب تاون، يكشف الباحث عبد الديان بيترسن عن وثائق عثمانية تثبت أن المسلمين الأوائل لم يكونوا معزولين. فجده الأكبر كاريل بيلغريم، الذي كان أول مسلم من الكيب يؤدي الحج عام 1834، نسج علاقات مع السلطان عبد الله من أنجوان، مما مهد الطريق لرحلته.

ويقول بيترسن "هذه الوثائق تكشف أن مجتمع الكيب كان جزءا من شبكة إسلامية عالمية، يتبادل المعرفة والأموال مع العثمانيين وسلطنات جنوب شرق آسيا". ويحذر من ضياع المخطوطات الملايوية التي تؤرخ لهذه المرحلة، مؤكدا أنها "الأكثر حاجة للحفظ".

من المقاومة إلى التهميش السياسي

برز الإمام عبد الله هارون في ستينيات القرن الماضي كأول من نقل المقاومة الإسلامية من الطائفية إلى النضال الشامل ضد الأبارتايد. وقد دفع حياته ثمنا لذلك، إذ توفي تحت التعذيب عام 1969 بعد 123 يوما من الاعتقال.

لكن رد فعل المجتمع كان صادماً، إذ ترددت قياداته في إقامة جنازته. ويقول جينا "كتبت صحيفة مسلم نيوز أنه لم يُستشهد من أجل الإسلام بل من أجل السياسة".

وبعد عام 1994، بلغ تمثيل المسلمين ذروته في حكومة مانديلا (10% من الوزراء) لكنه تراجع تدريجيا حتى اختفى تقريبا في حكومة الوحدة الوطنية عام 2024.

أحد المصليات بجنوب أفريقيا (الجزيرة)التركيبة السكانية والمفارقة الاقتصادية

يتركز المسلمون في الكيب الغربي بنسبة 6.6% من سكان المقاطعة، ويشكلون نحو نصف مسلمي البلاد. وتأتي كوازولو-ناتال بنسبة 3.2%، ثم غاوتنغ بنسبة 2.8%.

وعرقياً، يشكل الملايو الكيبيون 45%، والهنود 35%، والأفارقة 15%، كما يمثل المهاجرون الجدد 5%.

واقتصاديا، يساهم المسلمون بـ12% من الناتج المحلي (180 مليار راند سنويا) لكن الفوارق الطبقية صارخة، إذ يعيش مسلمو الأحياء الفقيرة مثل هانوفر بارك في بطالة تتجاوز 60%.

وفي المقابل، يخصص المجتمع 500 مليون راند سنويا للتعليم الإسلامي، ويدير 74 مدرسة معتمدة بمعدل نجاح 94% في الثانوية العامة، متفوقاً على المعدل الوطني.

التحديات الثقافية والفنية

رغم القوة الاقتصادية والتعليمية، يواجه المسلمون تحديات معاصرة تتمثل في استمرار العنصرية ضد الأفارقة والصوماليين، والخلافات المذهبية بين الصوفية والسلفية، إضافة إلى تهديد السياحة المفرطة لهوية أحياء تاريخية مثل بو-كاب.

إعلان

وثقافيا، يبرز اسم موسيقي الجاز العالمي عبد الله إبراهيم الذي مزج بين الجاز والإيقاعات الأفريقية والروح الإسلامية.

كما يزدهر فن القوالي الصوفي في ديربان وجوهانسبرغ. وأما المطبخ، فيعكس بدوره التنوع: برياني الكيب بالزبيب والبطاطس الحلوة، مقابل برياني ديربان الحار بالتوابل الهندية، إضافة إلى مطابخ باكستانية وصومالية ونيجيرية في غاوتنغ.

شبكة عالمية وهوية متجددة

يحافظ المسلمون في جنوب أفريقيا على صلات وثيقة بالعالم الإسلامي، من دعم خليجي لترميم المساجد إلى برامج الحج الممولة.

ويقول بيترسن "لم نكن أبدا مجتمعا معزولا، بل في تدفق مستمر مع حركات إسلامية متنوعة. وهذا التواصل العالمي يثري المجتمع المحلي ويحافظ على حيويته".

ومن المتسلل المجهول عام 1659 إلى مجتمع متنوع يضم 1.6 مليون نسمة اليوم، تظل قصة الإسلام في جنوب أفريقيا مرآة لتعقيدات البلاد نفسها: تاريخ من المنفى والمقاومة، حاضر من التنوع والتحديات، ومستقبل مفتوح على إمكانات كبرى إذا ما نجح المسلمون في تجاوز انقساماتهم الداخلية وتعزيز دورهم في بناء جنوب أفريقيا الجديدة.

مقالات مشابهة

  • جذور الإسلام بجنوب أفريقيا.. من المنفى إلى التنوع والتحديات المعاصرة
  • أسعار العملات العربية والأجنبية اليوم الاثنين 13 أكتوبر 2025 في البنوك
  • فقاعة الذكاء الاصطناعي محور نقاشات البنوك المركزية باجتماعات صندوق النقد
  • قومى المرأة بأسوان: تنظيم جلسات الدوار ودورات للتثقيف المالى بقرى حياة كريمة
  • دولة قطر تشارك في اجتماع وزراء العدل بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في دولة الكويت
  • «ترامب» بني سياسة السالم اخلارجية.. وتفجير األزمات الداخلية
  • أسعار العملات العربية والأجنبية اليوم السبت 11 أكتوبر 2025 في البنوك
  • «كورينا» تسرق حلم ترامب وتفوز بـ«نوبل»
  • لولاكم ما وجدنا شيئا
  • الجمعية العمومية لـ«LIFCO»: معالجة التحديات وتعزيز الصناعات التحويلية بالشراكة مع «الوطنية للنفط»