من أرشيف الجبهة.. حكاية صائد الدبابات البطل عبد العاطي
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
عبد العاطي صائد الدبابات.. ضرب البطل محمد عبد العاطي مثالا في الشجاعة والتضحية في حرب أكتوبر 1973م، حيث لقب بـ"مدمر الدبابات" بعدما نجح في تحطيم 23 دبابة إسرائيلية خلال المعارك.
وجسد الرقيب أول مجند محمد عبد العاطي، بمواقفه البطولية روح المقاومة والتفاني في الدفاع عن الوطن، ليصبح اسمه محفورا في ذاكرة المصريين كأحد أبطال الحرب التي غيرت مجرى التاريخ.
ولد محمد عبد العاطي في 15 ديسمبر عام 1950م بقرية شيبة قش بمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية والتحق بكلية الزراعة عام 1961م وعمل مهندسا زراعيا في مركز منيا القمح تزوج وأنجب 3 أولاد وبنت وسمى ابنه الأول بوسام ويأتي ذلك اعتزازا بــ بوسام نجمة سيناء وحصل عليها قبل مولد ابنه الأول بعامين.
امتلك البطل الرقيب أول مجند محمد عبد العاطي، اسما تاريخيا في جميع الموسوعات الحربية باسم أشهر صائد دبابات في العالم بعدما نجح في تحطيم 23 دبابة إسرائيلية خلال المعارك، وجسد معنى روح المقاومة والتفاني في الدفاع عن الوطن.
مراحل حياة عبد العاطيG
التحق البطل محمد عبد العاطي صائد الدبابات بالقوات المسلحة في 15 نوفمبر عام 1969م بعدما أنهى دراسته وإمتاز بتخصصه في الصواريخ المضادة للدبابات بعدما انتقاله إلى سلاح المدفعية.
ووقتها كانت الصورايخ المضادة للدبابات هي صواريخ «فهد» التي كانت وقتها من أحدث الصواريخ المضادة للدبابات وكانت بأيدي الجيش المصري، ويصل مدى الصاروخ إلى 3 كم، وكان يمتلك قوة تدميرية هائلة.
صاروخ «فهد» لم يكن كأي صاروخ عادي يمكن للجنود قذفة على العدو بل كان يحتاج إلى جندي ذو نوعية خاصة من حيث المؤهلات ومدى الاستعداد والحساسية وقوة التحمل والأعصاب.
ويأتي ذلك بسبب أن الصاروخ يحتاج سرعة بديهة وحساسية تعطي الضارب قدرة على التحكم منذ لحظة إطلاقه وحتى وصوله إلى الهدف بعد زمن محدود للغاية، ولذلك كانت التدريبات على قاذف صواريخ فهد شاقة للغاية على الجنود وقلما ما تجد جنودا يتمكنون من استخدام صاروخ فهد استخداما صحيحا دون أخطاء.
قبل الانتهاء من تدريب البطل عبد العاطي بالمرحلة النهائية انتقل إلى الكيلو 26 بطريق السويس للعمل على أول تدريب له بإلقاء الصواريخ، وذلك ضمن 5 كتائب وكان ترتيبه الأول على جميع الرماة.
تم اختيار عبد العاطي لأول بيان عملي على هذه الصواريخ أمام قائد سلاح المدفعية اللواء محمد سعيد الماحي وحقق عبد العاطي نجاحا باهرا أمام قائده والتحق بعدها بالفرقة 16 مشاة في منطقة بلبيس التي كانت تدعم الفرقة بأكملها في مهامها العسكرية بالحرب وبعد عمليته الأخيرة أدى عبد العاطي نجاحا باهرا أمام الجميع لتتم ترقيته إلى رقيب مجند.
ماذا حدث مع الرقيب أول مجند محمد عبد العاطي قبل الحرب؟إلتقى عبد العاطي بقائد كتيبته المقدم عبد الجابر أحمد علي يوم 28 سبتمبر 1973م وطلب منه المقدم عبد الجابر أحمد العودة من الإجازة بعد 38 ساعة فقط، ليعود عبد العاطي لمنطقة فايد في أول أكتوبر ليستعد مع الجنود ببدء التحرك من أجل نداء الحرب.
حرب 6 أكتوبر 1973مبدأ الجيش بالتقدم على مقربة من القناة بحوالي 100 متر يوم 6 أكتوبر 1973م بدأت الأرض بالإشتعال بعدما توجهت الضربة الجوية الساحقة نحو إسرائيل لم يصدق أحد أن المصريين قد عبروا الضفة الشرقية للقناة بالفعل ليكون أول من تسلق الساتر الترابي لخط برليف هو البطل عبد العاطي.
وبعد لحظات صغيرة من تسلق الساتر الترابي قام الطيران الإسرائيلي بغارات منخفضة ظنا منهم أنهم سيرهبون الجنود المصرية وكأن مشهد 1967م سيتكرر من جديد ولكن ما حدث غير متوقع لهم حيث قام الجنود المصريون بإسقاط أربع طائرات إسرائيلية بالأسلحة الخفيفة ليتمكن اللواء 112 مشاة من تحقيق هدفه نحو التقدم للسيطرة على أكبر مساحة ممكنة من داخل أرض سيناء واستطاع اللواء 112 مشاة أن يصل إلى الطريق الإسفلتي العرضي من القنطرة إلى عيون موسى بمحاذاة القناة بعمق 70 كيلومترا في اليوم الأول من المعركة.
وفي صباح 8 أكتوبر 1973م المجيد اليوم الذي يصفه البطل عبد العاطي بأنه كان لحظة انتصار للواء 112 مشاة والكتيبة 35 مقذوفات انطلقت القوات المصرية في هجوم مباغت ضد القوات الإسرائيلية التي تحركت على بعد 80 كيلومترا باللواء 190 المدرع المدعوم بغطاء جوي.
ورغم صعوبة الظروف أظهر عبد العاطي براعة استثنائية عندما أطلق أول صاروخ بدقة متناهية ليتجنب الجبال ويصيب دبابة العدو الأولى وتوالت النجاحات مع زميله بيومي، حيث تمكنا من تدمير 13 دبابة خلال نصف ساعة مما أجبر القوات الإسرائيلية على الانسحاب.
هذه المعركة كانت نقطة تحول كبيرة في الحرب وأدت إلى اختيار عبد العاطي ضمن أفراد قيادة العميد عادل يسري في ميدان المواجهة حيث أتيحت لهم رؤية تمتد لأكثر من 30 كيلومترا في عمق العدو.
وفي يوم 9 أكتوبر 1973م والذي شكل علامة فارقة في مسيرة البطل عبد العاطي فوجئ بقوة إسرائيلية مدرعة تتقدم لمهاجمة القوات المصرية على الطريق الأسفلتي الأوسط وتكونت القوة من مجنزرة وعربة جيب وأربع دبابات في تلك اللحظة سأله قائد المدفعية مدحت: "بماذا ستبدأ يا عبد العاطي؟" فرد عبد العاطي بثقة: "خسارة الصاروخ في السيارة الجيب سأبدأ بالمجنزرة."
ببراعة شديدة أطلق عبد العاطي الصاروخ الأول فدمر المجنزرة بمن فيها ومع محاولة الدبابة التالية الابتعاد أطلق عليها صاروخا آخر ليدمرها هي أيضا.
ومع تقدم السيارة الجيب ومحاولة الدبابات الانتشار استمر عبد العاطي في اصطياد الدبابات واحدة تلو الأخرى، محققا رقما قياسيا في هذا اليوم بتدمير 17 دبابة مسجلا صفحة جديدة من بطولاته في حرب أكتوبر.
وفي 10 أكتوبر 1973م تلقى مركز القيادة استغاثة عاجلة من القائد أحمد أبو علم قائد الكتيبة 34 بعد أن تمكنت ثلاث دبابات إسرائيلية من اختراق مواقعهم وكان البطل عبد العاطي المعتاد على الاستعداد التام قد جهز مجموعة من الصواريخ بجواره في لحظة حاسمة وجه ثلاثة صواريخ بدقة نحو الدبابات المعادية فدمرها جميعا.
ولم تتوقف بطولاته عند هذا الحد ففي 15 أكتوبر 1973م تمكن من اصطياد دبابة إسرائيلية أخرى كانت تحاول التسلل وفي 18 أكتوبر 1973م أضاف إلى رصيده دبابتين وعربة مجنزرة، ليصل مجموع ما دمره إلى 23 دبابة و3 مجنزرات مسجلا اسمه بين أعظم الأبطال في تاريخ المعارك.
وفاة البطل عبد العاطيرحل عن عالمنا صائد الدبابات البطل محمد عبد العاطي في 24 رمضان 1422ه/ يوم 9 ديسمبر 2001م لكن ستظل ذكراه بأذهان الجميع وبطولاته خالده إلى الأبد.
اقرأ أيضاًبالزي العسكري.. أشرف عبد الباقي يحتفل بالذكرى الـ 51 لانتصارات أكتوبر (صورة)
شيرين عبد الوهاب عن ذكرى حرب أكتوبر: انتصارات بتجدد فينا روح العزة والفخر
وزير الداخلية يهنئ الرئيس السيسي بانتصارات أكتوبر: العبور العظيم سيظل مبعثا للفخر والاعتزاز
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مصر القوات المسلحة إسرائيل سيناء قناة السويس خط برليف الساتر الترابي 7 أكتوبر حرب 7 أكتوبر 1973 م حرب أکتوبر
إقرأ أيضاً:
حكاية شعب.. مجمع إعلام قنا يحتفى بذكرى ثورة 30 يونيو بحضور المحافظ ومصطفى بكرى
نظم مجمع إعلام قنا، احتفالية بعنوان"٣٠ يونيو.. إرادة شعب وميلاد وطن" ضمن احتفالات قطاع الإعلام الداخلى بالهيئة العامة للاستعلامات للاحتفاء بالذكرى الـ12 لثورة 30 يونيو، تحت شعار " حكاية شعب" بحضور الدكتور خالد عبدالحليم، محافظ قنا، والكاتب الصحفي مصطفى بكري عضو مجلس النواب، والدكتور حازم عمر نائب المحافظ، واللواء أيمن السعيد السكرتير العام المساعد للمحافظة، ويوسف رجب، مدير مجمع إعلام قنا، وعدد من القيادات التنفيذية والشعبية والإعلامية.
وأكد الدكتور يوسف رجب، مدير مجمع إعلام قنا، في كلمته الافتتاحية، بأن ثورة 30 يونيو كانت لحظة إنقاذ تاريخية قادها الشعب المصري بعزيمة وإرادة، لإنهاء مخططات كانت تُحاك في الخفاء، حتى أدركها المواطن البسيط، فهبّ الشعب لإنقاذ وطنه من الضياع.
وتخللت الندوة قصيدة شعرية ألقاها شاعر فن الواو المعروف بمحافظة قنا، الشاعر أحمد الشباط، عبّر فيها عن مشاعر المصريين في تلك اللحظة الفارقة، وكيف سجّل التاريخ ملحمة شعب لا يعرف الانكسار.
وفي كلمته، استعرض الكاتب الصحفي مصطفى بكري عضو مجلس النواب، محطات فارقة سبقت ثورة 30 يونيو، مشيرًا إلى حجم التهديدات التي واجهتها الدولة المصرية آنذاك، مؤكدًا أن المصريين سرعان ما كشفوا مخططات جماعة الإخوان، ورفضوا المشروع الذي كان يُراد فرضه بالقوة.
وتناول بكري تفاصيل حواره مع المشير محمد حسين طنطاوي آنذاك، مشيدًا بإيمانه بقدرة الشعب المصري على الدفاع عن وطنه، كما أشار إلى تحذيرات الفريق أول عبد الفتاح السيسي للرئيس الأسبق محمد مرسي من تداعيات الإعلان الدستوري في نوفمبر 2012.
وأوضح أن بيان القوات المسلحة في 8 ديسمبر من ذلك العام كان بمثابة إنذار نهائي، بعد أن سادت الفوضى، وخرجت ميليشيات الجماعة للسيطرة على مؤسسات الدولة، موجهة الهتافات العدائية ضد الجيش.
وأضاف بكري: "الجيش المصري أفشل سيناريو ما سُمي بالربيع العربي، ووقف سدًا منيعًا أمام الفوضى"، مؤكدًا أن مصر تواجه اليوم تحديات إقليمية متشابكة، لكنها تمتلك جيشًا وقيادة تعرف جيدًا كيف تدير الأمور.
وأشار بكرى، إلى أن تساؤلات البعض حول تسليح الجيش باتت مفهومة الآن، فالجيش هو درع الوطن وسنده، ولولاه لانزلقت البلاد نحو حرب أهلية، داعيًا إلى الحذر من الشائعات التي تُبث من الخارج لتشويه الإنجازات.
وتطرق بكري إلى مواقف الرئيس عبد الفتاح السيسي الوطنية، ومنها رفضه لمخططات التهجير رغم الضغوط الدولية، محذرًا من أن مصر مستهدفة بعد إيران، وأن هناك سيناريوهات لإفراغ الأرض الفلسطينية من سكانها لصالح المشروع الصهيوني، الذي لا يعترف بفلسطين ويرى في سيناء العاصمة الروحية لدولته المزعومة.
وختم بكري كلمته بالتأكيد على أن الشعب المصري قادر على الانتصار بفضل وعيه وقيادته الوطنية وجيشه الباسل، مشيدًا بالدور التاريخي لصعيد مصر في الدفاع عن الوطن، منذ معركة البارود ضد الحملة الفرنسية.
وأكد الدكتور خالد عبدالحليم محافظ قنا، بأن حماية مصر في تلك اللحظة العصيبة كانت حماية إلهية سخّر لها الجيش بقياداته الوطنية، ليقف إلى جانب الشعب، ويستعيد الدولة من براثن الانهيار.
وأضاف محافظ قنا: "بمجرد الخروج من الكابوس، جاءت القيادة الحكيمة للرئيس عبدالفتاح السيسي، لتبدأ مرحلة إعادة بناء الجمهورية الجديدة، واستعادة المكانة الإقليمية والدولية للدولة المصرية"، مشددًا على أن ما تحقق منذ عام 2014 لم تشهده مصر منذ عهد محمد على.
وأشار محافظ قنا، إلى أن الرئيس السيسي تحمل مسؤولية تاريخية كبرى من أجل حماية الدولة، واستعادة هيبتها، وبناء مستقبل يليق بمكانة مصر وشعبها العظيم.
وانتهت فعاليات الاحتفالية، بتقديم الدروع من مجمع إعلام قنا، لكل من محافظ قنا والمستشار العسكري للمحافظة، والكاتب الصحفي مصطفى بكري، تقديرًا لدورهما الوطني وتعبيرًا عن الامتنان لمشاركتهما الفعالة في إحياء ذكرى ثورة 30 يونيو.