معاناة امرأة فلسطينية في غزة: قصة نورا وسط الحرب والحصار
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
في ظل الحرب الدائرة في غزة، لا تزال معاناة الشعب الفلسطيني تتصاعد مع مرور الوقت، واحدة من تلك القصص التي تجسد الألم والمعاناة هي قصة "نورا"، وهي اسم مستعار لامرأة فلسطينية تعيش في منطقة جباليا شمال غزة.
نورا كانت حاملًا في شهرها الثامن عندما بدأت الحرب، وواجهت هي وأسرتها كل أنواع المصاعب من قصف مستمر، حصار، نزوح، ونقص في مقومات الحياة الأساسية.
تروي نورا تجربتها خلال الشهر الأول من الحرب. تقول: "كنت في شهري الثامن من الحمل، وكنت أعاني من الألم والتوتر بسبب القصف الذي لم يتوقف في المنطقة التي نسكنها".
تضيف أن جنود الاحتلال الإسرائيلي كانوا يجبرون السكان على إخلاء منازلهم، مما اضطرهم للجوء إلى المدارس والمباني الخاوية التي تفتقر لأبسط الاحتياجات الأساسية.
الظروف الصعبة التي واجهتها نورا خلال فترة النزوح أدت إلى مشاكل صحية خطيرة، حيث عانت من نزيف متكرر واضطرابات في الحمل، مما جعلها تعيش حالة من القلق المستمر على حياتها وحياة طفلتها التي كانت على وشك الولادة.
ولادة تحت النارفي السابع من أكتوبر 2023، ومع استمرار القصف الإسرائيلي على غزة بعد هجوم حماس، كانت نورا على موعد مع ولادة طفلتها.
تروي تجربتها المؤلمة خلال تلك الفترة، حيث تعرضت المستشفيات والطواقم الطبية للقصف المباشر، مما أجبرها على ولادة طفلتها في السيارة وهي في طريقها للمستشفى.
وبعد وصولها، لم يكن هناك سرير شاغر بسبب اكتظاظ المستشفى بالمرضى والمصابين، مما اضطر الأطباء لإجراء عملية الولادة في غرفة غير مجهزة بالكامل.
وبعد أقل من خمس ساعات، تم إخراجها من المستشفى بسبب الضغط الكبير على الطواقم الطبية وضعف الإمكانيات المتاحة.
تحليل تصريحات بايدنبينما كانت نورا تعاني في غزة، كان العالم يتابع التصريحات الدولية بشأن وقف إطلاق النار، وخلال الحرب، كانت تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن حول وقف إطلاق النار متغيرة.
ونرصد تصريحات بايدن على مدار عام من الحرب، حيث قُسمت هذه التصريحات إلى خمس مراحل.
في المرحلة الأولى التي تمتد من 16 أكتوبر حتى 19 نوفمبر 2023، كان موقف بايدن واضحًا في رفضه وقف إطلاق النار ما لم يتم إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين أولًا.
هذا الموقف تزامن مع ارتفاع أعداد الشهداء والمصابين في غزة، حيث ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين بشكل يومي، مما زاد من معاناة العائلات الفلسطينية التي كانت تبحث عن أي أمل للبقاء على قيد الحياة.
التصعيد في المرحلة الثانيةمع دخول الحرب شهرها الثالث، تصاعدت الأحداث بشكل مأساوي بالنسبة لنورا وأسرتها.
في هذه المرحلة، والتي امتدت من 16 ديسمبر 2023 حتى 10 مارس 2024، شددت قوات الاحتلال حصارها على غزة وأوقفت المساعدات القادمة من مصر والأردن. اضطر نورا وزوجها وأطفالهما للنزوح إلى الجنوب، حيث انقطع الاتصال بأسرتها لأربعة أشهر.
تروي نورا كيف أن المجاعة دفعت زوجها للمخاطرة بحياته للحصول على القليل من الطحين من شاحنات المساعدات، لكنه تعرض لإصابة خطيرة فيما عُرف بمجزرة الطحين. تم نقله إلى مستشفى الشفاء في حالة حرجة، وتكافح نورا لإيجاده بين الجرحى والشهداء.
التحديات الصحية والحياتيةالتحديات الصحية لنورا لم تنتهِ عند هذا الحد. بعد إصابة زوجها وتفاقم أوضاع الحرب، وجدت نورا نفسها مجبرة على اتخاذ قرارات صعبة للحفاظ على حياتها وحياة أطفالها.
روت كيف أن زوجها خضع للعديد من العمليات الجراحية بعد إصابته، وكان من المقرر بتر ساقيه بسبب الدهس الذي تعرض له من إحدى دبابات الاحتلال.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الحرب على غزة الحصار الاسرائيلي معاناة الشعب الفلسطيني الولادة تحت القصف تصريحات جو بايدن وقف إطلاق النار في غزة نزوح العائلات الفلسطينية الأوضاع الصحية في غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
عراقجي يكشف كواليس الحرب مع إسرائيل و"محاولة اغتياله"
كشف وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، كواليس جديدة بشأن الحرب التي وقعت الشهر الماضي بين إيران وإسرائيل، وكيفية التوصل لوقف إطلاق النار، فضلا عن محاولة اغتياله.
ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية عن عراقجي قوله إنه "أثناء الحرب، تم زرع قنبلة مقابل منزلي، واستُهدف المنزل المقابل، وقد تم القبض على المنفذين".
وتابع: "عدة مرات، حلقت طائرات مسيرة فوقنا خلال رحلاتنا إلى تركيا".
وبشأن وقف إطلاق النار مع إسرائيل، أوضح عراقجي: "في اليوم الثامن أو التاسع من الحرب، اتخذ المجلس الأعلى للأمن القومي قرارا استراتيجيا ينص على قبول وقف إطلاق النار غير المشروط في حال تقدم العدو بطلب رسمي بذلك. هذا القرار جاء من موقع قوة".
وتابع: "في الساعة الواحدة فجرا، تلقينا اتصالات تفيد بأن إسرائيل مستعدة لوقف إطلاق النار، وبعد تلقي هذا الطلب من عدة دول، أجريت بصفتي وزير الخارجية مشاورات مع سائر المؤسسات المعنية للتأكد من توافق الوضع مع القرار المذكور".
وأوضح: "بعد التأكد النهائي، تم الإعلان أن إيران مستعدة لوقف الحرب بشرط أن يوقف الطرف الآخر هجماته".
وقف إطلاق النار وسوء الفهم
وتطرق عراقجي إلى حادثة سوء الفهم بشأن توقيت وقف إطلاق النار، قائلا: "حدث لبس بيني وبين القوات المسلحة، إذ اعتقد الأصدقاء أن التوقيت المحدد هو الساعة الرابعة بتوقيت غرينتش، لذا استمر الهجوم حتى الساعة 7:30 بتوقيت طهران. وبعد الظهر، تم حل هذا اللبس عبر اتصال هاتفي".
وأضاف: "في مساء اليوم الأول من وقف إطلاق النار، زعمت إسرائيل أن إيران أطلقت صواريخ، وخرقت الاتفاق، فأرسلوا طائراتهم لشن غارات، على الفور، أرسلت رسالة إلى ويتكوف (المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف) مفادها أن إسرائيل تختلق الذرائع وتتهم إيران زيفا، ولم يحصل أي خرق، وإذا أقدمت على أي عمل، فسوف نرد فورا وبشدة أكبر من السابق".
وأوضح عراقجي: "بعدها رأيتم أن ترامب (الرئيس الأميركي دونالد ترامب) غرد وطلب من الطيارين العودة، وأوقف الهجوم الإسرائيلي، ما أظهر أن كل الأمور منذ البداية كانت منسقة مع الأميركيين".
وأضاف: "ظنت إسرائيل أن إيران ستنهار خلال أسبوع، لكن هذا لم يحدث. وفي غضون ساعات تم تعيين قادة ميدانيين".
اغتيال هنية
وبشأن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، قال عراقجي: "اغتيل هنية في وقت كان الرئيس مسعود بزشكيان قد أدى قسمه للتو، ولم تكن التشكيلة الوزارية قد اكتملت وعقد اجتماع ضم أعضاء المجلس الأعلى للأمن القومي والرئيس".
وتابع: "اتفق الجميع على ضرورة الرد، لكن كان هناك خلاف بين السياسيين والعسكريين بشأن توقيت وطريقة الهجوم. وتقرر في الاجتماع أن يتم الاستعداد للدفاع جيدا قبل تنفيذ أي عملية هجومية".
وأشار إلى أنه: "بعد اغتيال هنية، وعملية الوعد الصادق2، وسقوط نظام الحكم في سوريا، وانتخاب ترامب، اقتربنا 3 مرات من حافة الحرب لكن نجحت الدبلوماسية في منع اندلاع حرب شاملة".
وحول خداع إيران من خلال المفاوضات مع أميركا قبل الحرب مع إسرائيل، قال وزير الخارجية الإيراني: "لم نخسر شيئا من المفاوضات، بل ربحنا كثيرا، أهمها إثبات أحقيتنا أمام الشعب والمجتمع الدولي. من يقول إنه لولا التفاوض لما كانت هناك حرب؟ ربما الحرب كانت لتندلع أسرع".