#سواليف

أعلنت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في الذكرى الأولى لمعركة “طوفان الأقصى” – التي انطلقت في مثل هذا اليوم من العام الماضي- أن لا مساومة على حق الفلسطينيين بالمقاومة حتى التحرير.

وقالت الحركة في بيان صحفي، تلقته “قدس برس” اليوم الإثنين: “لقد كان السَّابعُ من أكتوبر المجيد محطةً تاريخيةً في مشروعنا النضالي، شكَّلت استجابة طبيعية لما يُحاك من مخططات صهيونية تستهدف تصفية قضيتنا الوطنية، وإحكام السيطرة على أرضنا ومقدساتنا وتهويدها، وحسم السيادة على المسجد الأقصى المبارك؛ والتنكيل بالأسرى، ومواصلة حصار غزة، حيث حملت لواءَ هذه المعركة البطولية، بكل إيمان وتصميم وقوَّة واقتدار؛ كتائبُ الشهيد عزّ الدين القسّام ومعها كلُّ فصائل المقاومة الفلسطينية، والتحمت معها جماهيرُ شعبنا على امتداد الوطن وخارجه، وفي القلب منه أهل الصَّبر والرّباط والتضحية في قطاع غزَّة، وهم في طليعة الأمَّة ذوداً عن الأرض المقدسات”.

وأشارت إلى أنه: “منذ السَّابع من أكتوبر العام الماضي، وعلى مدار عام كامل، ارتكب هذا العدو النازي ولا يزال أبشع الجرائم والمجازر، وشنَّ على شعبنا أفظع حرب إبادة جماعية يشهدها التاريخ المعاصر”.

مقالات ذات صلة مهاتير: طوفان الأقصى نسف الرواية الإسرائيلية وجدد وعي الأمة 2024/10/07

وأضافت: “إنَّنا في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ومع مرور عام كامل على طوفان الأقصى، لنترحّم على أرواح شهداء شعبنا الذين ارتقوا خلال مسيرتنا النضالية الطويلة في مقاومة العدو الصهيوني، كما نترحَّم على أرواح الشهداء القادة؛ الذين ارتقوا في معركة طوفان الأقصى البطولية: الأخ القائد الشهيد إسماعيل هنية، والأخ القائد الشهيد صالح العاروري، وقوافل شهداء أمتنا الأبرار، من جبهات الإسناد والدعم، وفي مقدّمتهم سماحة السيّد الشهيد حسن نصر الله ورفاقه القادة الشهداء في المقاومة الإسلامية في لبنان، الذين امتزجت دماؤهم مع دماء شعبنا، على طريق تحرير القدس والأقصى المبارك”.

وأكدت “حماس” على أن “صمود شعبنا العظيم في قطاع غزَّة، وثباته على أرضه، وتقديمه التضحيات الجسام، والتفافه حول مقاومته واحتضانه لها، وهو صابرٌ مرابطٌ محتسبٌ، على مدار عام كامل لهو الصخرة التي تحطّمت فوقها كلّ مخططات الاحتلال في التهجير والنيل من حقوقنا وتصفية قضيتنا”.

وشددت على أن “جرائم الاغتيال الجبانة، التي ينفّذها الاحتلال الفاشي ضدَّ قادة ورموز وكوادر قوى المقاومة داخل فلسطين وخارجها، وضدَّ قادة المقاومة في جبهات الإسناد، لن تزيدنا إلاّ قوَّة وصلابة وإصراراً على مواجهة الاحتلال ومخططاته العدوانية، حتّى دحره وزواله”.

وعبرت الحركة عن اعتزازها بـ”الملحمة الأسطورية التي سطّرها شعبنا العظيم في قطاع غزَّة، وكتبوا خلالها تاريخاً مجيداً لشعبنا وأمتنا، بدمائهم وآلامهم وجوعهم وعطشهم، وهم مستمرون في الدفاع عن كرامتهم وحريّتهم واستقلالهم”.

كما عبرت عن فخرها بـ”بطولات المقاومة الباسلة، وكتائبنا المظفرة، كتائب الشهيد عزّ الدين القسَّام، وسرايا القدس، وكل قوى المقاومة الذين هشّموا أسطورة الاحتلال الزائفة، وقرّبوا الاحتلال البغيض إلى نهايته الحتمية وزواله عن أرضنا، وقدّموا في سبيل ذلك الشهداء من القادة والجند”.

وأشادت بـ”بطولات شبابنا الثائرين ورجال المقاومة في ضفتنا الأبيّة، الذين يشتبكون مع جيش الاحتلال، ويدافعون عن أرضهم ومقدساتهم أمام جرائم العدو، واقتحاماته العدوانية للمدن والمخيمات، وعربدة مستوطنيه المتطرّفين، وتدنيسهم للمسجد الأقصى المبارك”.

وقالت: “بذلت الحركة، ولا تزال، جهوداً كبيرة لوقف العدوان وإنهاء معاناة شعبنا، وتعاطت بكل إيجابية مع كافة المبادرات، مع تمسّكها الرَّاسخ بوقف دائم للعدوان والانسحاب الكامل، والتمسك بحقوق شعبنا وثوابته وتطلعاته، والوفاء لدمائه وتضحياته”.

وأشارت إلى أن “كلّ الأكاذيب تهاوت والدّعاية السوداء التي سوّقها الاحتلال وحكومته الفاشية، ضد شعبنا ومقاومتنا، وتبيّن زيفها وبطلانها، كما فشلت كل الإشاعات والحرب النفسية في زعزعة الحاضنة الشعبية للمقاومة”.

وحملت “الإدارة الأمريكية، الشريكة في هذا العدوان، المسؤولية الكاملة، عن استمرار هذه الجرائم والإبادة الجماعية، وندعوها للكف عن سياسة الانحياز والدعم للاحتلال، والعمل فوراً لوقف هذه الإبادة الوحشية”.

وتابعت الحركة: إن “توسيع العدو الصهيوني دائرة عدوانه، ليشمل دولاً عربية وإسلامية، في لبنان وسورية واليمن والعراق وإيران؛ يثبت مجدّداً أنَّه يشكّل خطراً حقيقياً على أمن واستقرار المنطقة، وعلى السلم والأمن الإقليمي والدولي، وأنَّ الحاجة الآن أصبحت ماسة لردع هذا الكيان المارق، وعزله ومقاطعته، وإغلاق كل محاولات دمجه في جسم أمتنا، أو تطبيع العلاقات معه”.

وثمنت “عالياً جهاد وتضحيات إخواننا في حزب الله والمقاومة الإسلامية والجماعة الإسلامية في لبنان، وأنصار الله في اليمن، والمقاومة الإسلامية في العراق، من إسنادٍ وتضحيات جسام ومشاركة ودعم لشعبنا ومقاومته في طوفان الأقصى، وندعو كافة قوى الأمَّة والأحرار فيها إلى الانخراط في هذه المعركة البطولية، لنيل شرف الدّفاع عن القدس والأقصى المبارك”.

وجددت “حماس” دعوتها “لدولنا العربية والإسلامية، لاتخاذ خطوات عاجلة تقود إلى وقف العدوان والإبادة المتواصلة ضد شعبنا، وتنفيذ قرارات القمَّة العربية والإسلامية المشتركة المنعقدة في الرّياض، في الحادي عشر من شهر نوفمبر من العام الماضي، والتحرّك الجاد لكسر الحصار، وإدخال المساعدات والإغاثة لقطاع غزَّة، وقطع كل أشكال العلاقات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية مع الكيان الصهيوني”.

رأعربت عن “تقديرنا وشكرنا لجمهورية جنوب إفريقيا لرفعها دعوى أمام محكمة العدل الدولية ضد الاحتلال الصهيوني لارتكابه جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزَّة، ولكل الدول التي انضمّت إليها في هذه الدعوى، ونثمّن كل المواقف الرَّسمية والشَّعبية والحزبية والمبادرات والفعاليات في عالمنا العربي والإسلامي وفي كلّ أقطار العالم، ونشيد بالحراك الجماهيري لكل الشعوب الحرَّة وأصحاب الضمائر الحيّة في كلّ العواصم، والتحرّكات النّقابية والشعبية، والاحتجاجات الطلابية في الجامعات المساندة لحقوق شعبنا، وندعو لتصعيد الفعاليات التضامنية في كافة الميادين والساحات، وتعزيز مقاطعة الاحتلال، والتنديد بجرائمه، والضغط على الدول والكيانات والشركات والمنظمات الدَّاعمة للإبادة الجماعية في قطاع غزَّة”.

كما دعت “جماهير شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل وفي مخيمات اللجوء والشتات إلى تصعيد كل أشكال المقاومة والنضال ومواجهة العدو الصهيوني ومخططاته، كما ندعو كافة الأطياف السياسية الفلسطينية، من حركات وفصائل ومنظمات وشخصيات وطنية، إلى الوحدة والتلاحم، وإعلاء صوت المسؤولية الوطنية، وتركيز كل الجهود والمقدرات لمواجهة هذا العدوان الفاشي”.

وختمت بالقول: “نؤكّد للعالم أجمع؛ أنَّ لا مساومة على حقّ شعبنا المشروع في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل، من أجل إقامة دولتنا الفلسطينية الحرَّة المستقلة وعاصمتها القدس، والعيش حياة حرَّة كريمة، بلا حصار ولا قصف ولا تهديد ولا وصاية، كباقي شعوب العالم، وسيواصل شعبنا العظيم ومقاومته الباسلة ملحمتهم الأسطورية في معركة طوفان الأقصى، تصدّياً للعدوان وإفشالاً لمخططاته العدوانية”.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف المقاومة الإسلامیة الأقصى المبارک طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

“معيار الحق بين وضوح المفاهيم وتضليل الطابور الخامس” .

بقلم : علي الحاج ..

أن التمييز بين الحق والباطل يمثل جوهر الرسالة الحسينية والأمان الفكري للأمة، فالحق لا يقاس بالأشخاص، بل يعرف من خلال الرجوع الى القيم والمبادئ التي رسخها القرآن الكريم وأهل البيت “عليهم السلام”، هكذا افتتح سماحة الشيخ قيس الخزعلي في محاضرة له بالمجلس الحسيني الذي اقامته الحركة، مذكرا يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب “عليه السلام”: “اعرف الحق تعرف أهله”، وهي قاعدة محورية تمنع الانزلاق خلف الشعارات الزائفة أو خلف أولئك الذين يسعون لتحقيق مصالحهم الضيقة على حساب القيم الثابتة.
وفي ظل ما يشهده العالم من صراعات فكرية وسياسية، تصبح هذه القاعدة أكثر أهمية، إذ يشير سماحته إلى أن الصراع بين الحق والباطل صراع ممتد عبر العصور، بدأ منذ أول مواجهة بين قابيل وهابيل، وسيستمر حتى قيام الساعة، وفي كل زمن هناك طغاة يقودون جبهة الباطل، وهناك رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه يذودون عن جبهة الحق بثبات وإخلاص.
غير أن المشكلة الكبرى تكمن في وجود “الطابور الخامس”، وهم أولئك الذين يسعون إلى خلط الأوراق وتشويه الحقائق، فيلبسون الحق بالباطل لتضليل الناس وإبعادهم عن أئمتهم وقادتهم الحقيقيين، هؤلاء المضللون لا يتوقفون عن نشر الأكاذيب وتحريف الوقائع، مستخدمين الإعلام والمنصات الرقمية أحيانا كسلاح خطير، فهم يشيعون أن كل أزمة سياسية او امنية او حتى اقتصادية تقف خلفها “الفصائل”، في محاولة لتحويل الرأي العام عن الفاعل الحقيقي.
وهنا تصبح البصيرة والوعي ضرورة لا غنى عنها، فالتمسك بمقياس الحق هو السلاح الامثل لمواجهة هذا التضليل، ويرى سماحة الشيخ أن الحق واضح ومتين، فهو يستند إلى القرآن الكريم وأحاديث أهل البيت عليهم السلام، بينما الباطل يفتقد لأي أساس راسخ، مهما تجمل بالشعارات أو تحصن بالمال والإعلام.
ويؤكد أن العودة إلى النصوص الدينية والمرجعيات الصادقة أمر لا غنى عنه لتحديد الموقف الصحيح في أي قضية، فالمواقف لا تبنى على المزاجات أو العلاقات، بل على ميزان شرعي قويم، يعصم من الانحراف، ويرشد إلى سبيل النجاة.
وفي ختام هذه الرؤية، يشدد الشيخ الخزعلي على أن النصر الحقيقي يتحقق بالوقوف في صف الحق، حتى لو كان الطريق محفوفا بالمصاعب، فالله سبحانه وتعالى وعد بنصرة من ينصره:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾
وهذه البوصلة هي الضمانة الأكيدة لحفظ الأمة من الانحراف، ولبناء وعي راسخ لا يتأثر بمحاولات التضليل مهما كانت قوية أو منظمة.

user

مقالات مشابهة

  • تطورات "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة 29 يوليو
  • قوات “القاسم” تنعي الشهيد “أبو علي” عضو الهيئة العسكرية في غرب غزة
  • “معيار الحق بين وضوح المفاهيم وتضليل الطابور الخامس” .
  • “رادع” تعدم 6 متهمين بالتخابر مع الاحتلال في خان يونس
  • حماس: لا معنى لاستمرار المفاوضات تحت الحصار والإبادة في غزة (شاهد)
  • الحية: المقاومة أفشلت “عربات جدعون” ومخططات الاحتلال في رفح تمهد للتهجير
  • حماس : لا معنى لاستمرار المفاوضات تحت الحصار والإبادة والتجويع
  • حماس: اعتراض الاحتلال سفينة "حنظلة" تحدٍّ سافر لإرادة الإنسانية
  • تطورات "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة 28 يوليو
  • نائب بولندي ينتقد موقف بلاده من جريمة الابادة التي ترتكبها “إسرائيل” في غزة