اللواء فؤاد فيود أحد أبطال أكتوبر ومستشار أكاديمية ناصر العسكرية لـ«لوفد»:الجيش المصرى «داس على الجيش الذى لايقهر بالبيادة»
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
المقاتل المصرى أسطورة واجهت الموت وحاربت المستحيل
حرب 73 أكبر وأشرس حرب تم تنفيذها فى ساحة الميدان
بناء حائط الصواريخ كان معركة مصير بالنسبة للقوات المسلحة
«سوف يجئ يوم نجلس فيه لنقص ونروى ماذا فعل كل منا فى موقعه، وكيف حمل كل منا الأمانة، وكيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأمة فى فترة حالكة ليحملوا مشاعل النور وليضيئوا الطريق حتى نستطيع أن نعبر الجسر ما بين اليأس والرجاء».
اليوم وفى الذكرى ٥١ لنصر حرب الكرامة نلتقى مع بطل من أبطال حرب أكتوبر المجيدة، بطل فى الحرب وبطل فى السلم، بتوزيع خبراته من خلال محاضرات الوعى والإدراك والدراسات الاستراتيجية بأكاديمية ناصر العسكرية، البطل هو اللواء فؤاد فيود، الذى يروى لنا ذكريات النصر.
يقول اللواء فؤاد فيود: «إن نصر أكتوبر العظيم كان ملحمة كبرى فى تاريخ المصريين شعبًا وجيشًا، وأن المصريون فى أكتوبر حطموا أسطورة الجيش الذى لايقهر، وفتك أحفاد الفراعنة بجيش من المشردين فى الأرض، تم تجميعه من كل مكان ليكون شوكة فى حلق الأمة العربية»، وأشار اللواء فيود إلى أن المصريون فى حرب أكتوبر المجيدة حاربوا بعقولهم قبل سلاحهم، فدمروا خط بارليف المنيع الذى تباهى به العدو، وطلب السوفييت ضربه بالقنبلة الذرية، فكانت العبقرية المصرية أن دمرته بالمياه، وتغلبوا على التفوق العسكرى بالمقاتل المصرى، الذى واجه الموت وحارب المستحيل، وأصبح هو الأسطورة ، بعد ان داس اسطورة الجيش الذى لايقهر بـ«البيادة»!︎بماذا تصف حرب أكتوبر من وجهة نظرك كمقاتل؟
يقول اللواء دكتور فؤاد فيود: لقد كانت حرب اكتوبر المجيدة حرب وجود خاضها أصحاب التاريخ والحضارة والتقاليد والأعراف ضد المشردين الذين لفظهم الغرب وأراد التخلص من شرورهم، فجمعهم فى مكان وأعطاهم كل ما يريدون دون حساب وفتح أمامهم أحدث الترسانات العسكرية، ليكون لهم وجود ودولة فى تلك المنطقة وجعلوا منهم أسطورة، تمهيدًا لاستخدامهم فى تحقيق أهدافهم ومصالحهم، واليوم وبعد مرور ٥١ عامًا على هذا الإنتصار العظيم، فلا زالت حرب 73 هى أكبر وأشرس حرب تم تنفيذها فى ساحة الميدان، ففيها دارت أكبر معركة بالمدرعات بعد الحرب العالمية الثانية، وشهدت أطول معركة جوية استمرت لأكثر من 53 دقيقة فى قتال جوى متلاحم، إنها الحرب التى صنع فيها المقاتل الأسطورة بجسده سدًا بشريًا أمام احتياطى تعبوى مدرع.
فى ذكرى الانتصار العظيم يحق للمصريين أن يتباهوا بين الأمم بجيشهم الذى قدم الدم صونًا للعهد، ولم يدخر جهدًا على مر السنين فى الحفاظ على وحدة الأرض وتماسك الشعب وصون المقدرات، واحترام وتقدير الإرادة الشعبية على مدار ثورتين متتاليتين حررت مصر لتبدأ مرحلة جديدة من البناء، وأن حرب أكتوبر المجيدة جسدت إرادة شعب وجيش حارب من أجل استعادة الأرض والكرامة، بعد أن سلبها العدو فى 67 التى لم يعتبرها المصريون حربًا لأن جيشهم لم يحارب فيها، وأن انتصار أكتوبر كان نتاج تضحيات من الشعب والجيش، حيث رفض المصريون الهزيمة، وسلب الأرض وقدموا حياتهم ثمنًا للإنتصار، فخاضوا الحرب بإمكانات لاتقارن بنظيرتها فى جيش العدو، وصنع المصريون المستحيل نتيجة ترابط الشعب مع جيشه.
وأوضح اللواء فيود أن حرب اكتوبر المجيدة لازالت تلهم المصريين فى انطلاقهم نحو المستقبل، لأنها أخرجت أفضل ما فى هذا الشعب وأكدت بالواقع العملى أن الشعب المصرى يستطيع أن يحقق المستحيل إذا وضع فى موضع الاختبار، موضحًا أن التفاوت فى القدرات العسكرية كان رهيبًا لصالح إسرائيل، فالقوات المسلحة فقدت معظم عتادها وتسليحها فى النكسة، فى الوقت الذى احتفظت إسرائيل بتفوقها نتيجة أن الترسانة العسكرية الأمريكية كانت مفتوحة أمام إسرائيل وبدون حساب، ولم تمنع عنها أى سلاح متطور، بما فى ذلك إنشاء مفاعلات نووية، فى حين كان الجيش المصرى يبذل مجهودًا خارقًا فى إعادة بناء قدراته وإعادة التسليح، ورغم تلك المجهودات استطاع الجيش أن يدبر أسلحة فى مجملها دفاعية، وكانت أهم مظاهر التفوق العسكرى الإسرائيلى سلاح الطيران الذى كان بإمكانه أن يوجه ضربات إلى أى بقعة فى مصر، كانت هذه الحالة بعد النكسة، ولكن الجيش المصرى استطاع أن يتجاوز هذا التفوق ويحقق النصر.
بناء حائط الصواريخ كان معركة مصير بالنسبة للجيش المصرى، حتى يتمكن من وقف الغارات الجوية التى ينفذها العدو ضد الأهداف فى الأراضى المصرية، وأيضا لتوفير الحماية للقوات أثناء تنفيذ خطط الهجوم خلال الحرب، وبالفعل دفعت مصر ثمنًا باهظًا خلال مرحلة بناء حائط الصواريخ، حيث كان العدو يشن غارات متواصلة لتدمير ما يتم بناءه، بأحدث الطائرات (فانتوم، سكاى هوك) ذات الإمكانيات العالية مقارنة بوسائل الدفاع الجوى المتيسرة فى ذلك الوقت، وتم بناء الحائط وسط تضحيات مذهلة، ومن خلال التدريب الواقعى فى ظروف المعارك الحقيقية خلال حرب الاستنزاف تمكنت قوات الدفاع الجوى خلال الأسبوع الأول من شهر يوليو عام 1970 من إسقاط العديد من الطائرات طراز (فانتوم، سكاى هوك)، وأسر العديد من الطيارين الإسرائيليين وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم وأطلق عليه أسبوع تساقط الفانتوم، وتوالت انتصارات رجال الدفاع الجوى، واعتبر يوم 30 يونيو عام 1970 هو البداية الحقيقية لاسترداد الأرض والكرامة بإقامة حائط الصواريخ الذى منع طائرات العدو من الأقتراب من سماء الجبهة.
عقب النكسة عكف الجيش المصرى على دراسة العدو دراسة دقيقة ومتأنية تعتمد على الحقائق والدقة، كما تم دراسة الأمن الإسرائيلى ونقاط القوة ونقاط الضعف، ثم تحليل النتائج لبناء خطط الحرب، وبعد 20 يوما وتحديدا يوم 1 يوليو 1967 دارت معركة رأس العش عندما تقدمت قوة إسرائيلية من مدينة القنطرة شرق فى اتجاه بور فؤاد فتصدت لها القوات المصرية ودارت معركة «رأس العش»، حيث تمكنت سرية من قوات الصاعقة عددها 30 مقاتل من قوة الكتيبة 43 صاعقة بقيادة المقاتل سيد الشرقاوى، من عمل خط دفاعى امام القوات الإسرائيلية، ودمرت 3 دبابات للعدو، وأجبرته على التراجع، ثم عاود العدو الهجوم مرة أخرى وفشل فى اقتحام الموقع بالمواجهة أو الالتفاف، ودمرت قوات الصاعقة عدد من العربات نصف جنزير وقتلت عدد من القوات المهاجمة فأجبرتها على الإنسحاب، وظل قطاع بور فؤاد هو الجزء الوحيد من سيناء تحت السيطرة المصرية حتى قيام الحرب، وفى يوم 14 يوليو 1967 استهدفت القوات البحرية تشوينات أسلحة وذخائر الجيش الإسرائيلى وتم تدميرها، وفى 21 اكتوبر من نفس العام استخدمت الصواريخ البحرية لأول مرة فى تدمير المدمرة ايلات وإغراقها أمام بورسعيد وعرفت هذه المرحلة التى أعقبت النكسة بمرحلة الصمود، ثم بدأت القوات المسلحة تنفيذ مرحلة الدفاع النشط، واستمرت هذه المرحلة من سبتمبر عام 1968 وحتى 8 مارس 69، حيث نفذ الجيش غارات قوية على العدو وأقام كمائن شرسة الحق من خلالها خسائر فادحة فى صفوف العدو، ونتيجة للأعمال الانتقامية التى نفذها الجيش خلال تلك الفترة قرر العدو انشاء أقوى ساتر ترابى فى تاريخ البشرية وهو «خط بارليف»، حيث أنشأت إسرائيل ساترا ترابيا على الضفة الشرقية للقناة وانشأت بداخله نقاط حصينة وسلحتها بأحدث المعدات القتالية ظنًا أنها ستكون الحدود الأبدية لإسرائيل.
وكان قرار حرب الاستنزاف يوم 8 مارس 1969، وفى اليوم التالى استشهد الفريق عبدالمنعم رياض، رئيس حرب القوات المسلحة، أثناء تواجده على الخط الأول للهجوم مع القوات عند النقطة نمرة 6 فى الإسماعيلية، وتعتبر حرب الاستنزاف هى مفتاح النصر للعبور العظيم فى أكتوبر، حيث أتاحت للقوات المسلحة تحقيق المواجهة مع العدو، ودرس القادة أسلوب وأفكار العدو ونقاط القوة والضعف، وقدراته وامكاناته فى مختلف الأسلحة الجوية والبرية والبحرية والمدرعات والمدفعية، إضافة إلى أنها كانت بمثابة مرحلة استعادة الثقة والروح المعنوية للمقاتل المصرى، فضلًا عن ذلك كانت حرب الاستنزاف هى فترة بناء منظومة الدفاع الجوى، كما شهدت هذه الحرب عبور وحدات من القوات المصرية للضفة الشرقية لقناة السويس، وكانت معارك الجزيرة الخضراء ثم عملية الزعفرانة، ثم رادار خليج السويس ثم عملية جنوب البلاح ثم معركة شدوان.
وفى 19 يونيو 1970 تقدمت أمريكا بمبادرة «روجرز» لوقف إطلاق النار بين مصر وإسرائيل، ثم سقطت المبادرة روجرز فى عام 1971 عندما أعلن الرئيس السادات أن مصر ترفض وقف إطلاق النار أكثر من هذا التاريخ بسبب عدم تنفيذ إسرائيل بند الدخول فى مفاوضات جديدة.
إسرائيل كانت متعنتة للغاية فيما يتعلق بأى محادثات، واتجهت لتكريس حالة اللاسلم واللا حرب، ولهذا كان قرار الرئيس السادات بطل الحرب والسلام، بضرورة شن حرب شاملة لتحريك القضية وأعطى الأوامر بضرورة عبور قناة السويس وتدمير خط باريف والدخول بعمق 15 كيلو داخل سيناء، وبدأت القوات المسلحة فى إعداد خطط الهجوم اعتمادًا على العقول المصرية قبل السلاح، لأنه لم تكن هناك مقارنه بين مستوى وحجم التسليح بين الجيشين، ولكن تم وضع حلول لكافة العقبات التى تواجهنا على الجبهة اعتمادًا على الكفاءة القتالية وإرادة المقاتل المصرى، كما تم الاعتماد على تحقيق عنصر المفاجأة وهو أهم مبادئ الحرب، وتم اختيار يوم الهجوم يوم سبت، وهو يوم إجازة عند اليهود والحركة عندهم محرمة ويتزامن مع عيد الغفران، فضلا عن أن هذا الشهر كان وقت انتخابات الكنيست ومعظم أعضاء الكنيست من القادة الإسرائيليين كانوا مشغولين بالانتخابات، وكان يوم 10 رمضان أى أن ضوء القمر سيستمر حتى منتصف الليل مما سيساعد سلاح المهندسين فى انشاء الكبارى، وتم استكمال كافة الخطط بأيدى وعقول الجيش المصرى، وكانت عبقرية التخطيط العسكرى تكمن فى الاختيار المناسب للوقت بهدف التأثير على الحالة العامة للتعبئة لأن إسرائيل لا تتحمل معركة طويلة بسبب أن الشعب كله عسكرى، وتم تنفيذ الضربات الجوية الساعة 2 ظهرًا، وهو وقت لم تكن تتوقعه إسرائيل، وبالفعل حققت الضربة أهدافها، كما ألحق سلاح المدفعية خسائر لاتحصى، وقام سلاح المهندسين بعمل الكبارى فى 8 ساعات فقط فى حين أنها كانت تستغرق وقت التدريب 12 ساعة، وتمت الاستفادة من ظلام الجزء الأخير من الليل لضمان عدم رؤية العدو للمعدات والدبابات أثناء عبورها القناة، وتحطمت فى هذا اليوم أسطورة الجيش الذى لايقهر، وكان هذا اليوم حافلًا بالبطولات التاريخية للمقاتلين المصريين، فالبعض كان يلقى بنفسه على الألغام لكى يفتح معبر لباقى الجنود، وهنالك من كان يمسك بفوهة الرشاش ويتمزق جسده لحماية زملائه، ومن أقوال السادات عن هذا اليوم: «إن القوات المسلحة قامت بمعجزة»، فلم تكن هناك مقارنة فى الكم والكيف والسلاح بين قوات العدو والجيش المصرى فهم الاقوى بحسابات المعدات ونحن الاقوى بالارادة والرجال، وهذا ما أكده بن عازر حينما قال: «إن لكل حرب مفاجأة.. وكانت مفاجأة أكتوبر هى المقاتل المصرى».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجيش المصرى الجيش الإسرائيلي حرب أکتوبر المجیدة القوات المسلحة حائط الصواریخ حرب الاستنزاف الجیش المصرى الدفاع الجوى
إقرأ أيضاً:
WSJ: الهجوم الأوكراني بالطائرات المُسيرة كشف نقطة ضعف القوى العسكرية العظمى
أحرج الهجوم الأوكراني الجريء بطائرة بدون طيار موسكو، لكنه كشف أيضًا عن تهديد لحلفاء كييف الغربيين، ويتمثل ذلك بالضربات منخفضة التكلفة وعالية التقنية التي يمكن أن توجه ضربة متزايدة القوة حتى لأكثر القوى العالمية تحصينا.
وجاء في تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" أن الطائرات بدون طيار الرخيصة، مثل تلك التي استخدمتها كييف لمهاجمة عشرات الطائرات الحربية الروسية المتوقفة في مطارات بعيدة عن أوكرانيا، أصبحت حجر الزاوية فيما يسميه الاستراتيجيون الحرب غير المتكافئة، حيث يتنافس طرفان بقوة عسكرية أو موارد أو أساليب غير متكافئة.
ووسادت الولايات المتحدة وشركاؤها في منظمة حلف شمال الأطلسي هذا الاختلال في التوازن بفضل ثرواتهم وتقنياتهم المتقدمة.
وأوضح تالصحيفة أنه "الآن، قلب مزيج من التقدم التكنولوجي والصراعات المسلحة المولدة للابتكار المعادلة، تاركًا واشنطن وحلفاءها متخلفين عن التطورات. وبالنسبة للقادة العسكريين، فإن وتيرة التغيير تعني اضطرابًا على نطاق لم نشهده منذ الحرب العالمية الثانية".
قال رئيس أركان الجيش الأمريكي، الجنرال راندي جورج، في مؤتمر عُقد يوم الاثنين: "علينا أن نكون أكثر مرونة. الطائرات المسيرة في تغير مستمر"، مضيفا أن هجوم أوكرانيا "مثالٌ واضحٌ على سرعة تغيير التكنولوجيا لساحة المعركة".
وأوضح التقرير أنه "بفضل الطائرات المسيرة التجارية الرخيصة والأجهزة الرقمية الأخرى، يمكن للمتمردين والمنظمات الإرهابية والجيوش المتهالكة مثل أوكرانيا تحقيق عوائد على استثماراتهم العسكرية بحجمٍ يكاد يكون مستحيلاً قبل بضع سنوات".
وصرحت أوكرانيا بأنها أطلقت 117 طائرة مسيرة صغيرة في هجمات الأحد على أربع قواعد روسية، وتُباع الطائرات المسيرة التي استخدمتها بحوالي 2000 دولار للطائرة الواحدة. وحتى مع إضافة النفقات الأخرى للعملية، من المرجح أن تكون كييف قد أنفقت أقل بكثير من مليون دولار لتدمير طائرات سيكلف استبدالها أكثر من مليار دولار - وهو أمرٌ لا تملك روسيا القدرة الكافية على القيام به في المستقبل القريب.
وذكر التقرير أن "كييف ضخّمت التأثير من خلال الدعاية، ونشرت صورًا فيديو للهجوم بعد ساعات من تنفيذه. كما أن سهولة انتشار المعلومات عبر الإنترنت تُضفي على العمليات السرية عنصرًا مُزعزعًا للاستقرار في الحرب النفسية، وهو أمرٌ كان مُستحيلًا سابقًا على نطاق عالمي".
وأضاف "قد لعب الانتشار الواسع للتقنيات ذات الاستخدام المزدوج - بما في ذلك الطائرات التجارية بدون طيار وبرامج الشبكات المُماثلة لتلك المُستخدمة في خدمات مشاركة الركوب - دورًا كبيرًا في تمكين أوكرانيا من إحباط الغزو الروسي الأولي واسع النطاق عام ٢٠٢٢ والصمود في وجه قوة عسكرية أكبر بكثير".
وذكر أن "بعض ما تعلمه الأوكرانيون تجلّى في الهجوم الأخير. وتمكنت وكالة التجسس في كييف من تنفيذ العملية السرية إلى حد كبير بفضل فهمها لأحدث التطورات في الاستخدامات العسكرية للتقنيات المدنية، مثل استخدام شبكات الهواتف المحمولة العامة على ما يبدو لتوجيه الطائرات بدون طيار".
وخلال الحرب، حققت كل من روسيا وأوكرانيا قفزات في تصميم الطائرات بدون طيار، والدفاعات ضدها، والحرب الإلكترونية. كما قدمت تلك المواجهة لدول أخرى دراسة حالة حول شدة الصراعات المستقبلية - التكنولوجية والعسكرية.
وقال السفير الأمريكي لدى حلف شمال الأطلسي ماثيو ويتاكر: "نحاول تعلم كل درس يمكن تعلمه عن الحروب الحديثة ومدى سرعة تطورها وكيف يجب علينا الابتكار وأن نكون سريعين من الناحية التكنولوجية لمواجهة تلك التهديدات التي تتطور بمرور الوقت".
يخطط الجيش الأمريكي لزيادة هائلة في استخدامه للطائرات بدون طيار، كجزء من تحول أوسع في البنتاغون من الأنظمة الكبيرة والمكلفة.
ونشرت الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان، وبكفاءة عالية، طائراتٍ متطورةً بدون طيار، بما في ذلك طائرة RQ-4 Global Hawk - التي يُشبه جناحاها جناح طائرة بوينغ 737 للركاب - وطائرة MQ-9 Reaper، القادرة على إطلاق صواريخ مُصممة للاستخدام من قِبل الطائرات المقاتلة. وتبلغ تكلفة كلتاهما ملايين الدولارات لكل طائرة. والآن، تُطلق الولايات المتحدة مجموعةً سريعة التغير من الوحدات الأصغر حجمًا والقابلة للاستبدال، مُستفيدةً من الدروس المُستفادة من هجماتٍ مثل هجوم أوكرانيا.