طوال عام كامل من العدوان المستمر على القطاع، خرجت صور من غزة لامست قلوب العالم، حتى باتت أيقونات للقطاع ظلت عالقة في الأذهان، وباتت مثالا على الصمود والمقاومة والتضحية.

"أيقونات غزة" تنوعت بين مقاطع للمدنيين تحت القصف وأخرى لمقاومين بصدور عارية أمام الآلة العسكرية للاحتلال وأخرى روت جانبا من المأساة المتواصلة منذ عام أمام العالم أجمع.



ورغم صعوبة الوضع في القطاع، استطاعت "أيقونات غزة" على بساطتها هزيمة البروباغندا الإسرائيلية التي تمتلك جيوشا من القنوات والإعلاميين والصحفيين الذين كرسوا أنفسهم لترويج رواية الاحتلال.

ودفعت صور وعبارات خرجت من غزة الآلاف للبحث عن الحقيقة الغائبة، وأظهرت صمودا منقطع النظير للشعب الفلسطيني، سيُلهم الناس عبر الأجيال.

اظهار ألبوم ليست



يوسف الأشقر
لا تزال كلمات أم يوسف تطارد أسماع الكثيرين وهي تبحث عنه في المشفى علها تجده بين جرحى قصف الاحتلال وهي تصفه، "شعرو كيرلي أبيضاني وحلو" قبل أن يجده والده مع الشهداء.

"يوسف ٧ سنين أبيضاني وشعرو كيرلي وحلو"
عند الله تجتمع الخصوم يا يوسف ????#غزة_تستغيث #Gaza #IsraelTerorrist pic.twitter.com/5UZtL2hmJe — ????خلود ???? (@kholoud1921) October 21, 2023

لا تبك "يا زلمة"الشيخ نزار كانت كلماته أشد لدى الكثيرين من وقع قصف الاحتلال عندما صورته العدسات دون أن يدري بداية العدوان، وهو يواسي أحد المفجوعين بأهله، قائلا "كلنا مشاريع شهداء" ولعل ذلك يجيب عن السؤال الكبير، من أين يأتي الفلسطينيون بهذه العزيمة على الصمود؟

انظر وتعلم عقيدة الرجال .. سبحان من ألقى الثبات في قلوبهم

"تعيطش يازلمة كلنا مشاريع شهداء"

اللهم اجبر كسرهم وثبت قلوبهم وأقدامهم وتقبل شهدائهم وأفرغ عليهم صبرًا وسكينة. pic.twitter.com/tTocxDSGYX — ???????????????????????????????????????? ???????????????????????? ???????????? (@Abdelhamid_82) October 23, 2023

روح الروح
طاف مشهد ابنته الطفلة الشهيدة "ريم" وهو يودعها أرجاء العالم وصار رمزا لثبات الغزاويين بوجه آلة القتل الإسرائيلية.

وبقيت عبارة "روح الروح" مثالا لسكينة ومصابرة قد لا يقدر عليها الكثيرون، فمن يستطيع تمالك نفسه وهو يقبل ابنته المدللة الشهيدة سوى من يريد استعادة وطنه المحتل، ليأمن الأطفال الآخرون.

"هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما" pic.twitter.com/l6VS7jAHAA — عبدالله المزهر (@agrni) November 22, 2023



قدس الشهداء

"أولادي فدا القدس" رسالة اجتازت آلاف الكيلومترات لتصل إلى مسامع الملايين من غزة وهي تحت النار قالتها أم مكلومة بأطفالها الشهداء، غاب العويل وحضر الصمود والتضحية.
 
يظنّ المخذّلون والمنافقون أن أهل غزة يريدون حياة فيها طعام وشراب وخدمات فحسب ولو على حساب كرامتهم وحريتهم
ولكن الواقع يشهد عكس ذلك
هذه السيدة استُشهد أبناؤها بالقصف ولكنها ضربت أروع أمثلة الصبر واليقين وقالت وهي في أوج مصابها: كله فداء القدس
حياة العزة والكرامة لا يفهها العبيد pic.twitter.com/6dQReMmboh — فهد (@fahadresearch19) November 2, 2023


"معلش"
بات اسم مراسل قناة الجزيرة في غزة وائل الدحدوح، مقترنا بمصاب القطاع المكلوم، فهو الذي فقد عددا من أفراد أسرته بينما كان ينقل الحقيقة ويروي قصص شهداء آخرين، حتى تلقى خبر استشهاد أسرته.

 
"بينتقموا منّا في الولاد".. "معلش" مراسل الجزيرة وائل الدحدوح يبكي نجله الذي استشهد مع زوجته وابنته.. 19 يوم والدحدوح يغطي المجازر ليل نهار دون توقف، حتى صارت عائلته عنوانًا في الأخبار. الله يصبر قلبه الله يجبر كسرنا جميعًا. #غزة pic.twitter.com/ChXUvOEhXa — مُنى حوّا • Muna Hawwa (@MunaHawwa) October 25, 2023

ماتوا جوعى
لم يكن خبر استشهاد أطفال هذه الأم هو الوحيد الذي صدمها، بل أنهم ماتوا جوعى بفعل حصار الاحتلال الذي تسبب باستشهاد العشرات من الأطفال وكبار السن.

 
( الاولاد ماتوا بدون ما ياكلوا ) !!! هل فيكم من بات ليلة البارحة بدون ما ياكل ليتقدم لهذه السيدة الفلسطينية مواسيًا ليقول لها أنا نمت بدون ما اكل، لأن أطفالها ماتوا و هم جياع، ماتوا و هم يطوون على جوعهم!! .
اللهم إنه بعينك و أنت جبار السموات و الأرضين . pic.twitter.com/9BFgW2nVyS — الدكتور عمر عباس (@DrOmarAbbas) October 11, 2023


كتفا بكنف مع المقاومة
حاول الاحتلال مرارا بتوحشه و دمويته أن يفقد المقاومة حاضنتها الشعبية، إلا أنه فشل، حيث كانت الأصوات تخرج من تحت الأنقاض من فوق جثث الشهداء من المستشفيات، قائلة "فدا المقاومة، فدا القدس، مع القسام".

والله أهل غزة رفعوا المعنويات في الأمة
كلنا فدا المقاومة...
كلنا مع المقاومة...
كلنا فدا القسام...
شو ما تعمل المقاومة احنا معها...#طوفان_الأقصى pic.twitter.com/bZHo1bagHS — خالد وليد الجهني (@KhaledEljuhani) November 3, 2023

"كلنا فدا المقاومة"..

هذا ما قاله شيخ فلسطيني بعد إخراجه من تحت ركام منزله الذي قصفه الاحتلال الإسرائيلي في غزة pic.twitter.com/8JpmCT8xCC — رضوان الأخرس (@rdooan) November 6, 2023

لا سمح الله
صار أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أيقونة بحد ذاته، وأصبحت صوره مألوفة في عدة مدن وعواصم حول العالم، فضلا عن الاهتمام الكبير به لما يمثله من رمزية للمقاومة.

لكن في خضم المعركة واشتداد الحصار لاقت جملة "لا سمح الله" تفاعلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي لما تمثلها من رسالة قاسية إلى الحكومات العربية بسبب "قلة حيلتها" تجاه ما يجري في غزة.

وقال أبو عبيدة متحدثا عن جيوش الدول العربية، إن المقاومة لا تطلب منهم التدخل العسكري "لا سمح الله"، متسائلا: "لكن هل وصل بكم الذل والهوان ألّا تقدروا على إدخال مساعدات إنسانية للشعب الفلسطيني".

لا سمح الله pic.twitter.com/BNN5xi4ILE — Yasser (@Yasser_Gaza) October 28, 2023

"ولعت"

كانت فرحة المقاومة الفلسطيني بعد تفجيره دبابة للاحتلال من أشهر المقاطع التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي. 

أجمل قفزة في العالم ..
مقاوم من سرايا القدس يشعل دبابة العدو بمن فيها .. ولّعت .. ولّعت .. صرخة الوجع والثأر لدماء الأطفال .. pic.twitter.com/eRXhsYZDwF — Moustafa Bayram | مصطفى بيرم (@BayramMoustafa) December 8, 2023

سجدة الشهداءتداول عدد من رواد مختلف منصات التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو، تم تصويره من إحدى طائرات الاحتلال الإسرائيلي، لحظة استهداف مقاوم فلسطيني وإصابته بشكل مُباشر ما أدى لاستشهاده.

ووثق مقطع الفيديو، الذي تم تداوله على نطاق واسع، الشهيد وهو يجلس ثم يميل على جانبه، ويرفع سبابة يده اليمنى بإشارة التوحيد، قبل أن يسجد على الأرض مفارقاً الحياة. وهو ما أثار تفاعلا واسعا من رواد المنصات الرقمية.

 
أراد فقط أن يلقى ربه شهيداً ساجدا#غزة مصنع الأبطال والشهداء وجند الله pic.twitter.com/SKZ8KnlbkG — Nezam Mahdawi نظام المهداوي (@NezamMahdawi) December 29, 2023


المقاومة لا تنسى من ساندهاحضر اللواء الأردني فايز الدويري على شاشة قناة الجزيرة منذ اليوم الأول للعدوان ،وعرف بتحليلاته العسكرية ورؤيته التي وجدها المشاهدون على أرض المعركة.
 
وكان الدويري في غزة، وخرج في إحدى المقاطع التي بثتها كتائب القسام، أحد مقاتليها بصرخة "حلل يا دويري" عقب استهدافه مبنى يتحصن فيه جنود الاحتلال.

عاجل ‼️

حلل يا دويري
استهداف قوة متحصنة من 10 أفراد في جحر الديك
وبعد الاستهداف مباشرة ردد ابطال المقاومة
حلل يا دويري ????????في اشارة للواء الوطني الدكتور فايز الدويري المحلل العسكري pic.twitter.com/iv7Blfge7c — مصطفى عاشور Mostafa Ashoor (@moashoor) December 25, 2023



ذراع مبتورة

بذراع مبتورة، ظهر أحد مقاتلي القسام خلال قصفه لتجمعات الاحتلال، ونال المقطع تفاعلا واسعا على مواقع التواصل. 

يبدو أن المُجاهد هُنا مُصاب في يده اليُمنى، أو أنها مبتورة، لكنه يستخدم يسراه في تلقيم القذائف، ثم يستعمل اليد نفسها ليسد بها أذنه.
التطبيق الحقيقي لـ «اربط الجرح وقاوم». https://t.co/eLD8umSQkv pic.twitter.com/NehDbprJkS — Anas Samhan أنس سمحان ???????????????? (@anasabusamhan) December 30, 2023

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية الاحتلال الاحتلال عام على الطوفان ايقونات غزة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لا سمح الله pic twitter com من غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

هُزم جدعون وانتصر داود بإرادته: فشل عربات الاحتلال وبزوغ نصر غزة

في قلب المعركة المستعرة على أرض غزة، وبين الركام والدمار، سقطت أقنعة القوة الإسرائيلية وانكشفت هشاشة منظومتها العسكرية، حين فشلت عملية "عربات جدعون" فشلا ذريعا أمام ثبات المقاومة الفلسطينية، في ملحمة تُعيد إلى الأذهان صورة داود الذي انتصر بمقلاعه على جالوت. ولعل في هذا الفشل المتكرر والارتباك الإسرائيلي المتصاعد، بدايات تشكل نصر فلسطيني أكبر، تتجاوز نتائجه الميدان، لتصل إلى معادلات الردع والسيادة والإرادة.

أولا: انهيار خرافة "جدعون"

لم تكن عملية "عربات جدعون" مجرد اجتياح عسكري محدود، بل كانت ترجمة لمشروع سياسي-أمني إسرائيلي كبير، يهدف إلى فرض معادلة جديدة في ملف الأسرى. أرادت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من خلالها قلب الطاولة على حماس، وكسر إرادتها عبر الضغط العسكري المتواصل، واقتحام المخيمات الوسطى حيث يُعتقد أن الأسرى الإسرائيليين محتجزون هناك، لكن شيئا من ذلك لم يتحقق.

فبعد أسابيع من القصف، وتوغلات محدودة، وخسائر بشرية ومادية لم تعلن عنها إسرائيل كاملة، انتهت العملية دون أن تحقق أيا من أهدافها، بل وأعادت الجدل الإسرائيلي الداخلي حول جدوى العمليات العسكرية، في ظل تعقيد المشهد السياسي وغياب الرؤية الاستراتيجية.

بعد أسابيع من القصف، وتوغلات محدودة، وخسائر بشرية ومادية لم تعلن عنها إسرائيل كاملة، انتهت العملية دون أن تحقق أيا من أهدافها، بل وأعادت الجدل الإسرائيلي الداخلي حول جدوى العمليات العسكرية، في ظل تعقيد المشهد السياسي وغياب الرؤية الاستراتيجية
ثانيا: مقاومة تتحدى جالوت العصري

غزة المحاصرة، المكلومة، المدمرة، لم تسقط، بل وقفت شامخة في وجه أعتى الآلات العسكرية في المنطقة. فمقاتلو المقاومة، الذين توزعوا في الأنفاق، والمخيمات، والأنقاض، لم يكتفوا بالصمود، بل أداروا معركة استنزاف ذكية، أفقدت الاحتلال توازنه، وجرّته إلى فشل سياسي وعسكري مزدوج.

لم تسفر العملية عن تحرير أي أسير إسرائيلي، ولم تُضعف حماس، ولم تُحقق الانفراجة السياسية التي سعى نتنياهو لتسويقها داخليا. بل على العكس، تعزز موقع المقاومة، وتكرست صورة الفشل الإسرائيلي في الرأي العام العالمي.

ثالثا: خيارات الاحتلال تتقلص وأزمته تتعمق

بحسب ما كشفته هيئة البث الإسرائيلية، فإن المؤسسة الأمنية تدرس الآن بدائل خطيرة تُوصف بـ"المتطرفة"، تشمل حصارا شاملا للتجمعات السكانية في غزة، ومنع دخول الغذاء والماء والمساعدات، لإجبار الفلسطينيين على النزوح جنوبا. لكن هذه الخطط، وفق اعتراف المصادر نفسها، ما تزال "حبرا على ورق"، وغير قابلة للتطبيق الفوري في ظل صمود المدنيين والمقاومة، وخشية إسرائيل من ردود الفعل الدولية.

البدائل الأخرى لا تقل كارثية: احتلال كامل للقطاع، أو تقسيم غزة، أو حكم عسكري مباشر. لكنها جميعا تحمل في طياتها فشلا استراتيجيا مستترا، وتدلل على ارتباك غير مسبوق في منظومة القرار الإسرائيلي.

رابعا: الجيش الإسرائيلي في مرآة الهزيمة

في جلسة المجلس الوزاري المصغر، كان رئيس الأركان إيال زامير صريحا عندما قال إن أهداف الحرب باتت متضاربة. وهو اعتراف علني بأن إسرائيل، رغم قوتها النارية والاستخباراتية، تعجز عن تحديد هدف نهائي قابل للتحقيق. لقد أصبحت آلة الحرب تائهة، تدور في فراغ استراتيجي، وتتآكل معنويا وسياسيا وعسكريا.

زامير أضاف أن توسيع العملية إلى المخيمات الوسطى ليس مضمونا، وأن على القيادة السياسية أن تعلن صراحة وجهتها إذا أرادت شيئا آخر. وهو تصريح يحمل بين سطوره لوما ضمنيا للمستوى السياسي الذي يدير حربا مفتوحة بلا رؤية.

خامسا: نتنياهو والخيارات المستحيلة

منذ عودة الفريق الإسرائيلي من قطر، لم تحقق المحادثات أي اختراق. ورغم محاولات الوساطة المستمرة، إلا أن إسرائيل، بلسان نتنياهو، تُصر على تحميل حماس المسؤولية، متجاهلة واقع الاحتلال المستمر، والحصار، والقتل الجماعي.

نتنياهو الذي يتخبط بين الداخل الملتهب، والضغط الدولي، والفضائح القضائية، يبدو أنه يبحث عن مخرج بأي ثمن، حتى وإن كان عبر صفقات إعلامية أو خطط عسكرية وهمية. لكنه يدرك، كما يدرك قادة جيشه، أن الزمن لم يعد في صالحهم.

سادسا: نحو معادلة ردع جديدة

حرب غزة الحالية، رغم ألمها، أسست لمعادلة ردع جديدة. فالمقاومة اليوم لم تعد محاصرة أخلاقيا أو عسكريا، بل أثبتت أنها قادرة على إدارة حرب طويلة النفس، وتحديد متى وكيف تُنهيها.

فشل "عربات جدعون" ليس مجرد نكسة عسكرية، بل هو إعلان بفشل سياسة الضغط المزدوج (العسكري والتجويعي) التي اعتمدتها إسرائيل، إنه تأكيد على أن غزة، رغم نزيفها، تملك زمام المبادرة، وتعيد تشكيل معادلات الإقليم بأكمله.

سابعا: العالم يُعيد النظر

إن صور الحشود العسكرية على حدود غزة، والتي نشرتها وكالات مثل رويترز والصحافة الفرنسية، لم تعد تُخيف العالم كما كانت. بل أصبحت تُثير أسئلة عن جدوى هذا العنف، ومغزاه، ومآلاته. أما مشاهد المجاعة، ونداءات الأطفال، وصمود المدنيين، فقد خلقت تعاطفا إنسانيا متصاعدا، وبدأت تُحرّك مياها راكدة في مواقف بعض الدول.

الحديث في الكواليس بدأ يتسع ليشمل ضرورة فرض تسوية شاملة، لا تستثني المقاومة، ولا تُعيد إنتاج معادلات أوسلو البالية. لقد بدأت غزة تفرض نفسها شريكا إجباريا في صناعة القرار
الحديث في الكواليس بدأ يتسع ليشمل ضرورة فرض تسوية شاملة، لا تستثني المقاومة، ولا تُعيد إنتاج معادلات أوسلو البالية. لقد بدأت غزة تفرض نفسها شريكا إجباريا في صناعة القرار.

ثامنا: النصر ليس ضربة واحدة بل تراكم إرادات

حين نهزم عدونا في ميدان الوعي، ويعترف بفشله، ونفرض عليه لغة الردع، فنحن نقترب من النصر. قد لا يكون نصرا تقليديا في صورة رفع أعلام على المباني، لكنه نصر أعمق، نصر إرادة، وثبات، واستنزاف طويل النفس.

"هُزم جدعون" ليس شعارا، بل واقع عسكري وسياسي ومعنوي. و"داود" الفلسطيني، لا يزال يقاوم بمقلاعه، يصنع معجزته بالصبر، ويقلب موازين الإقليم بحنكة وثبات.

خاتمة: بداية النهاية؟

في هذه اللحظة التاريخية، تتشكل ملامح تحول استراتيجي. لم تعد إسرائيل تلك القوة التي تُرعب، ولم تعد غزة مجرد ساحة للحصار. لقد انقلبت المعادلة، وباتت "عربات جدعون" رمزا لفشل مشروع الاحتلال في إخضاع الفلسطينيين.

ربما لا تزال الطريق طويلة، لكن خطواتها الأولى كُتبت اليوم، بإرادة من لا يملك إلا الإرادة، وبقوة من راهن عليه العالم أن ينكسر، فصمد.

لقد انتصر داود، لأنه لم يفقد ثقته بنفسه، وستنتصر غزة، لأنها لم تفقد إيمانها بحقها.

مقالات مشابهة

  • عودة الهذالين.. صوت النضال الذي أسكتته إسرائيل
  • ما الذي يخطط له الاحتلال في السويداء؟ ممر إنساني أم فخ عسكري؟
  • حل الدولتين حلم ملوث بالأوهام
  • كيف أصبحت المقاومة البديل الذي لا يُهزم؟
  • هل الخيار المتطرف الذي تبحثه إسرائيل في غزة قابل للتنفيذ؟
  • "حماس" تحذر من خطورة الوضع الذي يعانيه الأسرى داخل سجون الاحتلال
  • هُزم جدعون وانتصر داود بإرادته: فشل عربات الاحتلال وبزوغ نصر غزة
  • كيف يفكر الوحش الذي يستخدم التجويع لإخضاع الشعوب؟
  • اليمن صوت الإيمان والنصرة في زمن الصمت والخذلان
  • الصمود السيبراني .. درع المؤسسات في مواجهة الهجمات الرقمية