حين تتعطل الحياة… كثرة العطل بوابة لفرح مؤقت وخسائر دائمة
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
8 أكتوبر، 2024
بغداد/المسلة: يواجه العراق ظاهرة كثرة العطل الرسمية وغير الرسمية والتي تُعتبر من الأعلى عالميًا.
ويبلغ مجموع أيام العطل في العراق حوالي 140 يومًا ما يشكل ضغطًا كبيرًا على الاقتصاد الوطني والإنتاجية.
ورغم محاولات تنظيم هذه الظاهرة إلا أن التحديات السياسية والمجتمعية ما زالت تحول دون إحداث تغيير جذري.
وتنقسم أسباب كثرة العطل في العراق إلى مجموعة من العوامل المتشابكة التي تعكس تنوع المجتمع العراقي ومنها المناسبات الدينية حيث يحتفل العراق بالعديد من المناسبات الدينية التي تشمل الأعياد الإسلامية كعيد الفطر وعيد الأضحى إضافة إلى احتفالات خاصة بالمذهب الشيعي مثل ذكرى عاشوراء فضلاً عن الاحتفالات الخاصة بالطوائف المسيحية واليزيدية.
التعدد المذهبي والعرقي يساهم في زيادة عدد العطل لأن كل طائفة تدافع عن حقها في الاحتفال بمناسباتها الدينية الخاصة.
كما أن هناك العديد من العطل الوطنية التي تأتي نتيجة أحداث تاريخية مهمة في تاريخ العراق السياسي كالعطل المتعلقة بثورة 14 تموز وسقوط النظام السابق.
كل هذه العوامل أدت إلى تراكم عدد كبير من العطل سنويًا
محاولات البرلمان العراقي لتنظيم العطل باءت بالفشل بسبب الخلافات بين الكتل السياسية التي تسعى للحفاظ على مصالح قواعدها الشعبية.
وفي بعض الأحيان تكون العطل وسيلة لتهدئة الأوضاع الأمنية المتوترة حيث يُعلن عن عطلة رسمية لتجنب التجمعات الكبيرة التي قد تؤدي إلى تفاقم التوترات.
وهناك أيضًا عطل محلية تُعلن على مستوى المحافظات وليس على مستوى الدولة ككل وذلك لأسباب مرتبطة بالأوضاع الأمنية أو الدينية أو السياسية في كل محافظة
من الناحية الاقتصادية تؤثر كثرة العطل بشكل كبير على الاقتصاد العراقي حيث تبلغ الكلفة اليومية للعطل الرسمية وغير الرسمية حوالي 246 مليار دينار عراقي.
وبناءً على هذا الرقم فإن الكلفة السنوية للعطل تصل إلى حوالي 34 تريليون دينار وهو ما يمثل ضغطًا هائلًا على ميزانية الدولة.
هذه التكاليف لا تشمل فقط رواتب الموظفين التي تُدفع خلال فترات العطل بل تشمل أيضًا خسائر الإنتاجية في القطاعين العام والخاص.
والعراق يعتمد بشكل كبير على الإيرادات النفطية لكن تعطيل العمل لفترات طويلة يؤدي إلى تأخر تنفيذ العديد من المشاريع الاقتصادية والتنموية التي تعتمد على جهود الموظفين والعمال
ويواجه العراق أيضًا منافسة إقليمية ودولية من دول ذات إنتاجية عالية وأيام عمل أطول وهو ما يجعل الشركات الأجنبية تتردد في الاستثمار في السوق العراقي.
في المقابل يعاني الموظفون في القطاع الخاص من نقص في الفرص الوظيفية بسبب تراجع الأداء الاقتصادي للشركات التي تتأثر بكثرة العطل ما يؤدي إلى زيادة معدلات البطالة وتراجع مستوى المعيشة
ويتحدث المدرس عصام عيسى: “بصفتي مدرسًا في إحدى المدارس العراقية، ألاحظ تأثير كثرة العطل على سير العملية التعليمية بشكل كبير. العطل المتكررة تجعل من الصعب الحفاظ على استمرارية التعليم وتؤثر على التحصيل العلمي للطلاب. نحن نعاني من تباعد الفترات الدراسية، وهذا يعوق بناء محتوى تدريسي متكامل. بالإضافة إلى ذلك، نجد أنفسنا مضطرين إلى ضغط المواد الدراسية في فترة قصيرة، مما يؤدي إلى إرهاق الطلاب والمعلمين على حد سواء. أؤمن بأهمية بعض العطل الدينية والوطنية، لكن التنظيم والتقليل منها سيعود بالنفع على التعليم ومستقبل الطلاب.”
و يقول الموظف ماجد الخفاجي في بلدية بابل: “كموظف في بلدية بابل، أرى أن كثرة العطل تؤثر سلبًا على أداء الخدمات العامة التي نقدمها للمواطنين. العديد من المشاريع التنموية في المحافظة تتأخر بسبب توقف العمل خلال العطل الرسمية وغير الرسمية. نحن نواجه صعوبة في الالتزام بالمواعيد النهائية لتنفيذ المشاريع، مما يؤدي إلى تراكم الأعمال وزيادة الضغط على الموظفين بعد انتهاء العطل. نأمل أن يتم تنظيم العطل بشكل أكثر فاعلية لضمان استمرارية تقديم الخدمات وتحقيق أهداف التنمية في المحافظة.”
وصرح الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي، بانمجموع العطل الرسمية في العراق عدا العطل الخاصة يبلغ 16 يوما، فيما يبلغ مجموع العطل غير الرسمية 20 يوما تقريبا، فيما يبلغ مجموع العطل الرسمية وغير الرسمية 140 يوم .
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: الرسمیة وغیر الرسمیة العطل الرسمیة یؤدی إلى
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يؤجّل التصعيد مؤقتًا والكابينيت يناقش ضمّ مناطق في غزة
قالت القناة 13 الإسرائيلية ، مساء الثلاثاء 29 يوليو / تموز 2025 ، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يبدو أنه سيتخذ قرارا بانتظار ما إذا كانت حركة حماس ستقدم مزيدا من التنازلات وتتراضع عن موقفها في مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى خلال الأيام المقبلة، قبل المضي في أي خطوات عسكرية تصعيدية في قطاع غزة .
وذكرت أن اجتماع الكابينيت الذي عُقد أمس، لم يُسفر عن قرارات عسكرية، وأن المؤسسة الأمنية قدّمت استعراضًا شاملاً للوضع الميداني، تلاه قرار بعقد جلسة إضافية خلال أيام إذا لم تشهد المفاوضات ""اختراقة جدية".
وأشارت القناة إلى أن تقديرات داخل الكابينيت، لدى وزراء ومقرّبين من نتنياهو، ترجّح عدم حدوث تقدم في المفاوضات، ما قد يقود إسرائيل إلى تصعيد حربها على قطاع غزة قريبًا.
ما أفادت بأن كلًا من مستشار الأمن القومي، تساحي هنغبي، وزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، وصلا إلى واشنطن لإجراء محادثات مع مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لتحديد الخيارات التي تدعمها واشنطن.
من جهتها، ذكرت قناة i24NEWS (القناة 15 الإسرائيلية) أن الكابينيت المصغر ناقش بشكل فعلي إمكانية ضم مناطق في قطاع غزة، إذا لم تُفضِ المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس إلى صفقة تبادل أسرى.
ونقلت القناة عن مصدر إسرائيلي وصفته بالمطلع، قوله: "هذا لم يكن نقاشًا هامشيًا، بل شارك فيه رئيس الحكومة والوزراء بفعالية"، مضيفًا أن الإدارة الأميركية "لا ترفض هذا الخيار رفضًا قاطعًا".
وأفاد المصدر بأن جلسة جديدة ستُعقد خلال الأيام المقبلة للكابينيت المصغر، لبحث مستقبل العمليات العسكرية الإسرائيلية في إطار حربها على غزة، إذا لم يتحقق تقدم في المحادثات، مشيرًا إلى أن "لا توجد حاليًا مؤشرات على تراجع حماس عن مواقفها".
وبحسب ما أوردته هيئة البث العام الإسرائيلية ("كان 11")، فإن نتنياهو سيعقد جلسة حاسمة خلال أيام لاتخاذ قرار بشأن إطلاق عملية عسكرية جديدة في سياق الحرب على قطاع غزة. وقد عُرضت على الكابينيت عدة سيناريوهات.
وبحسب القناة، فإن السيناريوهات التي عرضتها المؤسسة العسكرية على الكابينيت تشمل: تنفيذ عملية فصل وتقطيع أوصال واسعة النطاق في القطاع، إلى جانب خيار ضم أراضٍ بدءًا من المنطقة الشمالية للقطاع، ثم التوسع لاحقًا إلى مناطق إضافية.
وتتضمن هذه الخطط، بحسب هيئة البث العام الإسرائيلية، فرض سيطرة مباشرة على إدخال المواد الغذائية إلى مراكز التجمعات السكانية، إضافة إلى "دفع المزيد من السكان من شمال القطاع إلى جنوبه" في إشارة إلى مواصلة جرائم التهجير القسري للسكان.
كما طُرحت في الجلسة مسألة التوغل البري واجتياح المناطق التي يُعتقد تواجد أسرى إسرائيليين فيها، مثل مدينة غزة والمخيمات في المنطقة الوسطى.
ووفقًا للتقرير، فإن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، أبلغ الكابينيت بأن أهداف الحرب بدأت تتضارب (في إشارة إلى الهدفين المعلنين بالقضاء على حماس وإعادة الأسرى)، ما يستوجب حسمًا سياسيًا واضحًا بشأن العمليات المقبلة.
ونقلت "كان 11" عن مصدر مطّلع أن "القيادة السياسية لا تزال مترددة بين الخيارات المطروحة". فيما اعتبر مصدر آخر أن الخطط ما زالت على الورق حاليًا، وأن إسرائيل تحاول استنفاد المحاولات الدبلوماسية، فيما يواصل الوسطاء الضغط على حماس من أجل تحقيق أي تقدم، رغم أن "المحادثات تبدو عالقة تمامًا في الوقت الراهن".
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية نتنياهو يحمل حماس مسؤولية إفشال المفاوضات وزير الجيش الإسرائيلي: هدفنا هو دحر حماس سلطويا وعسكريا غولان: سموتريتش يرسل الجنود للموت من أجل أوهام الاستيطان بغزة الأكثر قراءة سرايا القدس: فقدنا الاتصال بالأسير الإسرائيلي روم بريسلافسكي مفاوضات غزة : اجتماع مهم الليلة بالدوحة وتوقع برد إيجابي من حماس الكنيست يصوت غدا على فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية حسين الشيخ يبحث ملفان مهمان مع السفير الأمريكي لدى تل أبيب عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025