"البنتاجون": أمريكا تشدد على ضرورة تفادي تصعيد كبير في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال باتريك رايدر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن الولايات المتحدة الأمريكية تشدد على ضرورة تفادي تصعيد كبير في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف رايدر، في تصريح خاص لقناة (سكاي نيوز) الإخبارية مساء الثلاثاء، "إن الولايات المتحدة تواصل مناقشاتها ومشاوراتها مع الجانب الإسرائيلي والخطوات المقبلة وخاصة الرد على الهجوم الإيراني، لافتا إلى أنه ينبغي أن يتم حل التوتر الموجود في الحدود اللبنانية الإسرائيلية عبر الطرق الدبلوماسية، لذلك سنواصل العمل لتحقيق هذا الهدف وتفادي حرب واسعة في المنطقة".
وحول قدرة واشنطن على أن تقدم ضمانات لمنع هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الايرانية، قال رايدر " إن واشنطن لا تريد تصعيدا إضافيا ونزاعا إقليميا واسعا، ونتفهم أن اسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها، والولايات المتحدة تدافع عن هذا الحق، ولكن لا نريد أن تحدث هناك بعض التقديرات الخاطئة وسوء التقدير بالنسبة للرد الإسرائيلي على ايران".
وبشأن تأجيل زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت الى واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "إن كل ما أعلمه أن الوزير جالانت قام بتأجيل رحلته إلى واشنطن، وربما وزارة الدفاع الاسرائيلية هي التي تعرف سبب التأجيل، ونحن نرحب بالوزير الإسرائيلي في واشنطن في كل الأوقات".
وأضاف " إن الولايات المتحدة لديها علاقات جيدة مع عدد من الدول في الشرق الأوسط، ووزير الدفاع لويد أوستن يتواصل مع نظرائه في المنطقة، وأرى أن هذا الحوار ضروري ومهم جدا لأننا نعيش في أوقات محفوفة بالتحديات".
وتابع " إن الولايات المتحدة لا تملي على الدول الأخرى ما تفعله، ونحن نتشاور، ولدينا تحالفات، وهذه مهمة جدا، ويجب تفادي تكرار هجوم السابع من أكتوبر 2023 على اسرائيل، ونحن ملتزمون بالدفاع عن اسرائيل وندعم ذلك، ولكن في الوقت نفسه نريد منطقة مستقرة وآمنة، وأن يتم حل هذه التوترات عبر القنوات الدبلوماسية، ونريد وقفا لإطلاق النار في غزة، وكذلك تحرير الرهائن، ونريد العمل على منطقة يكون بها الفلسطينيون والأبرياء المدنيون يعيشون في أمن وسلام".
وحول وجود خطوات أمريكية لدعم الجيش اللبناني، قال رايدر " إن الولايات المتحدة الأمريكية لديها علاقة جيدة مع الجيش اللبناني، ونتواصل معهم ونعرف التحديات التي يواجهها لبنان، ونتشاور مع الأصدقاء حول مسألة التعاطي الأفضل لهذه التحديات وتفادي التصعيد".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: البنتاجون أمريكا منطقة الشرق الاوسط الولايات المتحدة الأمريكية المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية باتريك رايدر إن الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
الشرق الأوسط فوق رقعة النار.. هل تقترب الحرب الكبرى؟
من جبال طاجيكستان إلى ضفاف الخليج، تعود لغة السلاح لتعلو فوق دبلوماسية الغموض. وفي تصريح حمل نذر الشر.
قال رئيس أركان الجيش الإيراني خلال لقائه قائد الجيش الطاجيكي: «إيران جاهزة لأي معركة قادمة، وأمريكا وإسرائيل لا عهد لهما»، هكذا تعلن طهران بصراحة أن المنطقة ليست على حافة الحرب، بل تقف بالفعل على حافتها.
رقعة الشطرنج: الشرق الأوسط كمتاهة نزاعاتفي الجغرافيا السياسية لا مكان للفراغ، وكل انسحاب، هو تقدم لخصم آخر. والشرق الأوسط، منذ قرن كامل، لم يكن إلا ساحة تصادم مصالح بين إمبراطوريات قديمة وجديدة، لكن اليوم لم يعد الصراع على موارد أو طرق ملاحية فحسب، بل بات صراع هويات وتحالفات تتقاطع وتتناقض مع كل شروق.
من حرب يونيو (حزيران ) إلى صفقات التطبيع، ومن غزّة إلى مضيق هرمز، من اليمن إلى كردستان، تتشظّى الرقعة واللاعبون لا يتوقفون عن تحريك بيادقهم. وإذا كان القرن العشرون قد شهد الحرب الباردة على الأرض العربية، فإن الحاضر يشهد صراع "الخصوم المتقاطعين" و"التحالفات المؤقتة" في شرق أوسط بلا ثوابت.
إيران: من خطاب الردع إلى خطاب الاشتباكإيران باتت تخرج من خطاب الردع إلى خطاب الاشتباك، ضمن عقيدة عسكرية هجومية مغطاة بعباءة ثورية، تصريحات رئيس الأركان الإيراني تأتي في توقيت حرج، «تصعيد في الجنوب اللبناني، اختناق أمني في غزة، ضربات في سوريا والعراق، واحتقان إقليمي تقوده تل أبيب وواشنطن ضد "الهلال الشيعي»، كما يسمونه.
إسرائيل: هروب إلى الأمام أم ترتيب للمواجهة الكبرى؟إسرائيل الغارقة في أزماتها السياسية والقضائية تبحث عن نصر تكتيكي يرمم صورتها الردعية بعد فشلها في غزة، وتدفع واشنطن نحو مواجهة إيرانية تُغلف بخطاب "التهديد النووي"، لكنها تعرف أن ضرب إيران يعني اشتعال الجبهات من اليمن إلى لبنان، مع آلاف الصواريخ على الجليل والساحل المحتل.
«طاجيكستان».. ما وراء الرسائل الجيوسياسية؟أن تصدر هذه التصريحات من «دوشنبه» ليس تفصيلاً. فطاجيكستان، على تخوم أفغانستان، تقع في منطقة نفوذ صيني- روسي حساس. تنامي التعاون العسكري مع إيران يعني بناء جبهة جديدة في ظهر الحلف الأمريكي، وتكريس لحظة فارقة في شبكة التحالفات بين طهران وموسكو وبكين في قلب آسيا.
«أوروبا».. التردد السياسي وسط اضطراب المصالحأما أوروبا، فتمضي على حد السكين، تخشى انفجارًا جديدًا في الشرق يهدد أمنها الطاقي واللاجئين، لكنها عاجزة عن رسم سياسة مستقلة بعيدًا عن الرغبة الأمريكية. برلين وباريس تراقبان المشهد اللبناني والسوري بقلق، وتحاولان الحد من الانفجار الكبير عبر رسائل خلف الكواليس، لكن بدون أدوات ضغط حقيقية.
«لبنان وسوريا».. الجبهتان المنسيتان في قلب العاصفة.لبنان مرشح للانفجار في أي لحظة، حزب الله، الذي يُعد رأس الحربة في أي رد إيراني، بات جاهزًا لخوض معركة لا يريدها لكنه لا يتردد إن فرضت. الغارات الإسرائيلية تتكثف في الجنوب والضاحية، وتحركات الحزب تتوسع من الجليل إلى الجولان. أما سوريا، فهي الحلبة الصامتة التي تحتمل اشتعالًا مفاجئًا.
القصف المتكرر على مطارات دمشق وحلب ومحيط دير الزور هو رسالة واضحة بأن تل أبيب تعتبر الأرض السورية امتدادًا لجبهة الحرب المقبلة، بينما طهران تعيد تموضع قواتها على الأرض.
هل الحرب قادمة؟ قراءة في الاحتمالاتمواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل «قائمة»، لكنها مؤجلة ما لم تُفتح جبهة فجائية تشعل الإقليم دفعة واحدة.
تصعيد بالوكالة في لبنان وسوريا والعراق، هو السيناريو الأقرب، عبر ضربات متبادلة ورسائل دموية دون مواجهة شاملة.
خليج محتقن وتوازنات هشة، «الرياض وأبوظبي» تراقبان عن كثب، وتلعبان على توازن بين الحوار مع طهران والتنسيق مع واشنطن
وفي الختام «الجغرافيا لا ترحم من يجهل التاريخ»، فالشرق الأوسط ليس مجرد رقعة شطرنج، بل متاهة من اللهب، تحكمها ذاكرة ملتهبة وخرائط متحركة. كل لاعب يتوهم أنه يمسك بالخيوط، لكنه غالبًا ما يكون جزءًا من خيط خفي في يد قوة أكبر، والحرب قد لا تقع غدًا، لكنها تُطبخ على نار هادئة، والجميع يتهيأ للانفجار الكبير!!
كاتب وباحث في الشؤون الجيوسياسية والصراعات الدولية. [email protected]
اقرأ أيضاً«عبد العاطي» يستعرض مع سيناتور أمريكي جهود مصر لدعم الاستقرار بالشرق الأوسط
أستاذ علوم سياسية: «الشرق الأوسط الجديد» يُعيد رسم خريطة الإقليم لصالح إسرائيل