صادفتْ العطلةُ الصيفيةُ مع وجودِنا في ود الهندي خريفاً عامراً بالأمطارِ والأجواءِ الرائعةِ ، سماواتٍ ملبدةٍ بغيومٍ داكنةٍ ونهاراتٍ باردةٍ لا شمسَ فيها ، وهفهفةُ الأشجارِ عصراً مع صدح القماري ورائحةِ "الدُّعَاش " تأتيك من الشرقِ والصَّعيد " جنوب ود مدني حتى الدمازين " ، والليالي باردةٌ والأُنسُ فيها يَجلُو عن النفسِ صَدَاها .

قال شاعرُنا عُمَر البَنّا : " نسايمَ اللّيل زيديني بالطِّيب والشَّذى عُوديني " . أرسلَ لي أحدُ الأصدقاءِ رسالةً من " سِنّار " وهي جزءٌ من الصَّعيد يقولُ فيها إنَّ الجَو عندهم يفوحُ حلاوةً ونداوةً لا شمسٌ ولا زَمهَرِير ويسألُ " هل وصَلَكُم شئٌ من نَفحَاتِه؟ " . فَجَاشَ بخاطري شجنٌ ألهمَني الأبياتِ التاليةَ التي تُشبِه شِعرَ " البُطانَة " :
الليلة الصَّعيد جاب النَّسايم دابو
طَرَّاني الغزال الدِّيمة حالي رُضابُو
جادِع فوق كتفاً تقيل عُنابو
شعراً ليلُه أسوَد حارِس الرَّبوات شيلاً شِقابُو
لكين القَوام ما سَمهَري وخَفَّف عَذَابو
أمّا البِسيم برقاً شَلَع حاكَى القِبلِي تعظيماً جنَابو
وهكذا كانتْ خواتيمُ العطلةِ الصَّيفيةِ برداً وسلاماً وأنساً ووصلاً وجمالا .
وهانحنُ نمتَطي الخُطوطَ السَّعودية كَرّةً أخرى عائدين إلى " غربةٍ لا النفسُ راضيةٌ بها ولا المُلتقَى من شِيعَتي كَثبُ "، ونخترقُ الأجواءَ العُلويةَ بين الخُرطوم والدّمام .
أعودُ هذه المرّة وعلى يميني إبني الأكبر عمر وعلى يساري أحمد الأصغر وبحوزتي بيتٌ جديدٌ وامراةٌ جديدةٌ ووظيفةٌ لدى شركةٍ جديدةٍ . نزلتْ المرأةُ الدارَ فوجَدتْها عامرةً بكُلِّ ما يلزمُ الأسرةَ من أثاثٍ ومتاعٍ فانشرحَ صدرُها . ثمّ نزلَ عمر وأحمد المدرسةَ الابتدائيةَ فَوَجداها على مرمَى حجرٍ من البيتِ ووجدا فيها ثُلةً من الزُّملاءِ السُّودانيين وهم جيرانٌ في السَّكن كذلك فعادا مُستَبشِرَين .
لم يكنْ الدَّوامُ مع مركزِ التَّدريب التابِع للشركة السعودية للكهرباء قد بدأ بعدُ .
فوجدتُ دواماً جزئياً مع المركز الأوربي للُغات والتَّدريب The European Centre for languages and training الكائن بحي الفناتير في الجبيل الصناعية .
كنتُ أذهبُ الى الدَّمام في نهايةِ كل أسبوع لأقومَ بِمسحٍ للمنطقة التي يقعُ فيها مركزُ تدريبِ شركةِ الكهرباء من أجلِ أنْ أُحَدِّدَ موقعاً للسَّكن تتوفرُ فيه المدارسُ ولا يكونُ بعيداً عن موقعِ العمل . وبعد بحثٍ مُضنٍ اخترتُ حي " الرَّاكَة " جنوب الخُبر واستأجرتُ بيتاً يبعدُ عن المركزِ ١٧ كم و ٢٥ دقيقة بالسَّيارة .

محمد عمر الشريف عبد الوهاب

[email protected]  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

سلطات الناظور: إخضاع أطفال لفحوصات جراء تناول حلوى فيها زجاج بزايو وتوقيف محل للحلويات

بعد تداول أخبار حول تعرض عدد من الأشخاص لإصابات متفاوتة الخطورة بمدينة زايو، نتيجة تناولهم لحلوى يُشتبه في احتوائها على قطع زجاجية، أكدت السلطات المحلية بإقليم الناظور أن نتائج الفحوصات الطبية والتحاليل التي خضع لها المعنيون بالأمر بمستشفى القرب بزايو يوم الأحد 27 يوليوز الجاري، أظهرت عدم وجود أية إصابات، وأن جميعهم يتمتعون بصحة جيدة.

وفي إجراء احترازي إضافي، تمت إحالة ثلاثة أطفال من بين المفحوصين على المستشفى الحسني بالناظور في نفس اليوم، لإخضاعهم لفحوصات دقيقة بالصدى وتحاليل إضافية تحت إشراف الطاقم الطبي المختص. وقد أكدت النتائج الطبية خلو أجسامهم من أي بقايا زجاجية، مما سمح لهم بمغادرة المستشفى في اليوم ذاته.

وبالتوازي مع هذه الإجراءات، ومعاينة وجود شظية زجاجية داخل إحدى قطع الحلوى المتناولة، تم إيفاد لجنة مختلطة إلى محل بيع الحلويات المعني، حيث كشفت المعاينات عن بعض الإخلالات بشروط السلامة الصحية المتعلقة بتحضير المنتجات الغذائية. وبناءً عليه، تقرر توقيف نشاط المحل مؤقتًا إلى حين استكمال إجراءات البحث والتدقيق اللازمة.

وتؤكد السلطات أنها تتابع الموضوع عن كثب، وستتخذ جميع الإجراءات الضرورية لضمان سلامة المستهلكين، وفرض احترام المعايير الصحية داخل جميع وحدات إعداد وبيع المواد الغذائية.

مقالات مشابهة

  • الضاهر: حان الوقت لنرتاح ونبني دولةً لا سطوة فيها لأحدٍ على آخر
  • وزير الخارجية يٌدين الجريمة السعودية بحق يمنيين في جيزان ويدعو إلى تحقيق دولي فيها
  • السيسي يتلقى رسائل من اتحاد الكرة وفريق الزمالك.. هذا ما جاء فيها
  • منفذ هجوم نيويورك ترك رسالة يلوم فيها اتحاد دوري كرة القدم.. ما السبب؟
  • سلطات الناظور: إخضاع أطفال لفحوصات جراء تناول حلوى فيها زجاج بزايو وتوقيف محل للحلويات
  • سموتريتش: نقترب من إعادة احتلال غزة والاستيطان فيها... وخطة إسرائيلية لضم أجزاء من القطاع
  • إحالة سارة خليفة و27 آخرين إلى الجنايات بتهمة جلب وتصنيع المواد المخدرة والاتجار فيها
  • كيف تنظم وقت أولادك خلال العطلة الصيفية؟
  • الكرملين يرفض التعليق على تصريحات لترامب هاجم فيها بوتين
  • أفضل المنتجعات السياحية في الساحل الشمالي بمصر خلال العطلة الصيفية