مناظير الجمعة 11 اكتوبر، 2024
زهير السراج
[email protected]
* يقول البعض بأن حل أزمة الحرب والوطن تكمن فى القضاء على الكيزان، فكيف يتم القضاء عليهم باعتبار أن الكوزنة (فكر) قبل ان تكون حزبا، ومن سابع المستحيلات القضاء عليها هكذا بضربة لازب، ويؤكد ذلك تاريخ السودان الحديث، فبعد القضاء على الالاف من الانصار حاملى الفكر المتمهدي فى كرري بعد حكم عبدالله التعايشى الدموي، لم يمت الفكر المتمهدى وعاش لاكثر من 125عام إلى يومنا هذا في تنظيم الانصار وحزب الامة !
* وكذلك عاش الفكر الشيوعي حيا إلى يومنا هذا بعد ان قضى المرحوم (جعفر نميري) على معظم قادة الشيوعين وعلى رأسهم سكرتير الحزب المرحوم (عبد الخالق محجوب) بعد حركة يوليو 1971، بل زاد الحزب الشيوعي نضجا، ويعتبر اليوم ــ حسب وجهة نظري المتواضعة ــ الحزب الوحيد بين الاحزاب السودانية الاكثر تنظيما والاوضح رؤية !
* وما ينطبق على الفكر المتمهدى والانصار والفكر الشيوعي والشيوعيين، ينطبق على أيضا الفكر الجمهوري والجمهوريين، فما الذى يقضى على الفكر الاسلاموي حتى لو امكن القضاء على الكيزان حسبما ينادى البعض مع احترامنا لوجهة نظرهم؟!
* قياسا على الوقائع التاريخية، يصبح القضاء على فكر الكيزان ممكنا ولكن فقط بالامنيات الطيبة والحظ الحسن، عليه فان حل أزمة الحرب وتحقيق الامن والاستقرار الوطني يقتضى النظر الموضوعى العقلانى لعملية (الحقيقة والمصالحة) التي نجحت في أكثر من دولة في تحقيق الامن والسلام.
تيسيير عبد الخالق أبو شمة
* كثيرا ما يتحاشى السياسيون الإشارة الي امكانية الحوار الذي يشمل حزب المؤتمر الوطني، ومن ذلك ما ورد في ورقةً الآليات للحل السياسي الشامل لقوي (تقدم) التي حددت أطراف العملية السياسية في الفقرة 5:2 بالآتي (ان تحديد اطراف العملية السياسية يجب ان يقوم علي معايير محددة، وعلي راس هذه المعايير ان تكون اطرافها معروفة ومعرَّفة ومحددة من قوي سياسية وحركات الكفاح المسلح وقوي مجتمع مدنيّ والمهنيين والنقابات ولجان المقاومة… ولا يجب ان تكافِئ العملية السياسية المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية وواجهاتهما)!
* لكن (يوسف ابراهيم عزت) المستشار السياسي لقائد قوات الدعم السريع استنكر قبل مغادرة موقعه عدم دعوة المؤتمر الوطني لمؤتمر الحوار السوداني في القاهرة، واشار الي أنه لا يجد مبررا لذلك!
* وكثيرا ما ذكر (مني اركو مناوي) في تصريحاته ضرورة حوار سوداني سوداني لا يستثنى احداً (يشمل الإسلاميين )، وكرر ذلك في تغريدة له عن لقاء القوي السياسية المدنية في اديس أبابا.
* في تسريبات الاسرار الكبري ذكر الرئيس السابق عمر البشير "ان كل مفاصل الدولة حركة إسلامية"، وبعد اندلاع حرب 15 ابريل تمددت الحركة الإسلامية اكثر فأعادت تسليح كتائبها المعلومة (البراء والبنيان المرصوص) والمستترة، واستطاعت اخراج قادتها من السجون وأعادت الاتصال بقواعدها، فهل يمكن تجاوزهم في ظل هذا الواقع ؟!
* بعيدا عن روح الهيمنة والإقصاء والانتقام والانتقام المضاد، هنالك دول لديها تجارب مماثلة للحالة السودانية حققت بها السلام وحافظت على الوطن رغم الاختلاف الشديد في الرأى، وهو ما يجب أن نفعله نحن في السودان من أجل مصلحة الوطن والشعب!
* في جنوب أفريقيا كانت (الحقيقة والمصالحة) والعدالة الانتقالية كسائر الدول الخارجة من فترات الاضطرابات الداخلية والحروب الاهلية، وفيّ رواندا تجربة ثرة يمكن الاستفادة منها.
إبراهيم بخيت علي حماد
* تعقيب: شكرا للأستاذين (ابوشمة وحماد) على المشاركة، ولكن يجب أن ألفت نظر الأخ ابوشمة، أن الذين اعترضوا على المصالحة مع الاسلاميين لم يتحدثوا عن القضاء على الكيزان او على فكرهم، وإنما انصب الحديث على عدم التصالح السياسي معهم، وأكرر ما قلته من قبل أن نشري للمساهمتين لا يعني اتفاقي او اختلافي معهما!
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: القضاء على
إقرأ أيضاً:
تحقيقات تكشف حملة إماراتية لاستهداف حزب فرنسي وإرباك المشهد السياسي
كشفت تحقيقات صحفية متقاطعة، استندت إلى مصادر مطلعة داخل أجهزة الاستخبارات الفرنسية، عن حملة تأثير خارجية ممنهجة مرتبطة بالإمارات تستهدف حزب “فرنسا الأبية”، أكبر كتلة يسارية في البرلمان الفرنسي، في ما وصفه مراقبون بأنه أخطر تدخل أجنبي يضرب الحياة السياسية الفرنسية في السنوات الأخيرة.
وبحسب ما نقله موقع “دارك بوكس”، فإن التصعيد السياسي الجاري في باريس بات ينظر إليه داخل الدوائر الاستخباراتية الفرنسية على أنه عملية نفوذ طويلة الأمد، تقودها شبكات إعلامية واستشارية مرتبطة بأبوظبي، وتهدف إلى تشويه صورة اليسار الفرنسي، وربطه بالإسلام السياسي، وتأجيج خطاب الخوف والكراهية داخل المجتمع.
ميلانشون: أصبحنا “هدفا للإمارات”
وتفجرت القضية علنا بعد تصريحات أطلقها جان لوك ميلانشون، زعيم حزب “فرنسا الأبية” والمرشح الرئاسي السابق، أكد فيها أن حزبه “أصبح هدفا للإمارات”، وذلك عقب تقديم الحزب شكوى رسمية إلى النيابة العامة بشأن ما وصفه بـ“عملية تأثير أجنبية”.
وقال ميلانشون، في تدوينة نشرها على مدونته، إن الاستهداف جاء عبر استطلاع رأي مثير للجدل حول المسلمين في فرنسا، اعتبره الحزب جزءا من حملة منظمة تهدف إلى ربط الإسلام السياسي باليسار، ونشر الذعر داخل الرأي العام الفرنسي.
وكان الاستطلاع قد تحدث عن “ظاهرة إعادة أسلمة” في فرنسا، مصحوبة بـ“زيادة مقلقة في الالتزام بالأيديولوجية الإسلامية”، ما دفع منظمات إسلامية فرنسية إلى تقديم شكاوى قانونية متعددة، متهمة القائمين عليه باستخدام أسئلة منحازة تهدف إلى “نشر سم الكراهية في المجال العام”.
وأكد حزب “فرنسا الأبية” في شكواه أن الاستطلاع “شكل منصة لخطاب يحرض على التمييز والكراهية وربما العنف”، مشيرا إلى أنه عقب نشره سجلت أعمال معادية للإسلام.
وقد أنجز الاستطلاع من قبل المعهد الفرنسي للرأي العام (Ifop)، بتكليف من مجلة “إكران دو فاي” (Écran de Veille)، التي ربطتها تحقيقات صحفية بشبكات إعلامية واستشارية مرتبطة بالإمارات.
شبكة إعلامية مرتبطة بأبوظبي
وكشفت تقارير إعلامية، من بينها تحقيقات لصحيفتي لوموند وميديابارت، عن صلات بين أبوظبي ومسؤولين في مجلة “إكران دو فاي”، المملوكة لشركة Global Watch Analysis" (GWA)"، المعروفة بعدائها الشديد للإسلام السياسي وجماعة الإخوان المسلمين، وبتبنيها خطابا معاديا لقطر، بما ينسجم مع توجهات السياسة الخارجية الإماراتية.
وبحسب “لوموند”، فإن مؤسس ورئيس تحرير منصتي "Écran de Veille" و"GWA"، أتمان تازغارت، كان على تواصل عبر البريد الإلكتروني مع عميل إماراتي سابق، لعب دورا محوريا في عمليات تأثير نفذتها شركة الاستخبارات السويسرية "Alp Services" لصالح أبوظبي.
وفي تموز/يوليو 2023، كشفت “ميديابارت” أن شركة Alp Services جمعت بيانات عن أكثر من ألف شخص ومئات المنظمات في 18 دولة أوروبية، وصنفتهم زورا على أنهم مرتبطون بجماعة الإخوان المسلمين، قبل تمرير هذه الملفات إلى أجهزة الاستخبارات الإماراتية لاستخدامها في حملات تشويه وتحريض إعلامي.
ووفق التحقيق، كان حزب “فرنسا الأبية” من بين نحو 200 شخصية و120 منظمة استهدفت في فرنسا ضمن هذه العمليات.
تحذير من اختراق المؤسسات
وحذر الحزب، في شكواه، من أن “شبكة نفوذ إماراتية قد تكون تسللت إلى مؤسسات الدولة الفرنسية”، في إشارة إلى استدعاء لجنة تحقيق برلمانية لمستشارين مرتبطين بمنصة “إكران دو فاي” للإدلاء بشهاداتهم حول ما سمي “التغلغل الإسلامي”.
وقد استمعت اللجنة إلى كل من نورا بوسيني وإيمانويل رازافي، اللذين يقدمان نفسيهما كصحفيين، ويعرفان بتأليف كتب تتهم حزب “فرنسا الأبية” بالارتباط بإيران وبـ“معاداة السامية الجديدة”.
ويرى الحزب أن اختيار هذين الاسمين يعكس نجاح عمليات التأثير الأجنبية في توجيه النقاش السياسي الداخلي، خصوصا أن التحقيق البرلماني وصف من قبل معارضين بأنه “سيئ التصميم” ويخدم أجندات اليمين واليمين المتطرف.
الاستخبارات تنفي… وميلانشون يحذر
وخلال مثوله أمام لجنة التحقيق، شدد ميلانشون على أن جميع مسؤولي الاستخبارات الفرنسية الذين أدلوا بشهاداتهم نفوا وجود أي صلة بين حزبه وجماعات إسلامية، بما فيها جماعة الإخوان المسلمين.
وحتى ماتيو بلوخ، النائب اليميني المقرر للجنة، أقر قائلا: “في هذه المرحلة، لا يوجد ما يثبت وجود روابط هيكلية أو مالية بين الأحزاب السياسية والمنظمات الإسلامية”.
في المقابل، تساءل ميلانشون عن تجاهل اللجنة لما وصفه بـ“الخطر الإماراتي”، محذرا من أن فرنسا قد تتحول إلى ساحة لتصفية حسابات إقليمية، ولا سيما في ظل التوتر بين الإمارات وقطر.
وقال أمام اللجنة: “احذروا، هناك قوة خارج فرنسا تتلاعب وتتدخل لتصفية حساباتها مع قطر… لا أقبل أن تكون فرنسا مسرحا لهذه الصراعات”.
قضية كارلوس بيلونغو تعود للواجهة
كما أعيد فتح ملف استهداف النائب كارلوس مارتنز بيلونغو، عضو حزب “فرنسا الأبية”، الذي خضع عام 2023 لتحقيق مالي بعد تقرير صادر عن وحدة الاستخبارات المالية الفرنسية Tracfin بتهم التهرب الضريبي وغسل الأموال.
وبعد عامين، أسقطت النيابة العامة القضية، معترفة بعدم وجود أي مخالفات. وكشف موقع “L’Informe” الاستقصائي أن تقرير Tracfin كان مليئا بـ“أخطاء غير معقولة”، ما أثار شبهات بأنه أعد تحت ضغط إماراتي، خصوصا بعد انتقادات بيلونغو لتنظيم الإمارات لقمة المناخ COP28 برئاسة مدير شركة “أدنوك”.
ووصف بيلونغو القضية بأنها “فضيحة تدخل أجنبي”، وتقدم بشكوى بتهمة “الوشاية الكاذبة” و“التواطؤ مع قوة أجنبية”.
سياق أوسع لحملات التأثير
وتخلص التحقيقات إلى أن ما يجري في فرنسا ليس حادثا معزولا، بل جزء من استراتيجية إماراتية طويلة الأمد تهدف إلى إعادة تشكيل النقاش الأوروبي حول الإسلام، وإضعاف الأصوات الداعمة لفلسطين، وتعزيز خطاب اليمين المتطرف.
وتشير تقارير إلى أن أبوظبي أقامت علاقات مع أحزاب يمينية متطرفة في أوروبا، من بينها حزب التجمع الوطني الفرنسي بزعامة مارين لوبان، الذي استفاد – بحسب “ميديابارت” – من قرض بقيمة 8 ملايين يورو مر عبر بنك إماراتي عام 2017.
ورغم ذلك، تجاهل تحقيق برلماني فرنسي حول التدخل الأجنبي عام 2023 الإشارة إلى أي دور إماراتي أو إسرائيلي، مكتفيا بالتركيز على روسيا والصين.
وبحسب “دارك بوكس”، فإن حجم الاختراق لا يزال غير واضح، لكن المؤكد أن فرنسا تواجه معركة نفوذ غير مسبوقة على أراضيها، وسط تساؤلات متزايدة حول مدى استعداد الطبقة السياسية والإعلامية لمواجهة هذا النوع من التدخل الخارجي، الذي يجري – وفق التحقيق – “على مرأى من الجميع”.