موقع النيلين:
2025-06-01@05:05:19 GMT

عادل الباز: ما هي الخطة (ب) وما مصيرها؟ (1)

تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT

1 أربك خطاب الجنجويدي أمس حسابات كثيرة في الساحة السياسية، ونقل ملعب الصراع نقلة نوعية وسّع فيها دائرة عداوته وأحبط حلفاءه بخطابه المتناقض، وتركهم يعانون داء (هاء السكت) منذ الأمس، إذ لم ترحب أو تدن (تقدم)، بل لم تعلق على ما جاء في الخطاب.
الخطاب الذي شن فيه هجومًا غير مسبوق على المجتمع الدولي واتهمه بتدمير السودان، ثم أعلن الحرب على مصر والإسلاميين والشايقية، وذكر سبع دول قال إنها داعمة للجيش.

أما الجيش نفسه فقال إنه تم دحره منذ زمن، وأنه الآن يقاتل كتائب الإسلاميين!!
الحقيقة أنني لم أصدق أن حميتي مات إلا بالأمس؛ فقد مات فعلاً حين مات ضميره الذي رضي وبرر كل الجرائم. مات حين فاض خطابه بالأكاذيب وتعامى عن الحقائق المجردة التي يراها الجميع. مثل هذا الجنجويدى باطن الأرض أفضل له وللبشرية من ظاهرها.
2
أهم ما جاء في الخطاب الذي احتوى على كل الإحباطات هو ما أسماه الخطة (ب) حين قال: “سننتقل في معركتنا مع مليشيا وفلول البرهان إلى الخطة (ب)”، ما هي تلك الخطة الجديدة التي سينتقل إليها هذا الجنجويدي؟
يمكننا أن نرى مؤشرات تلك الخطة في عدد من الإشارات التي وردت في الخطاب. فقد أعلن الجنجويدي أمس حالة الطوارئ والاستنفار العام لكل الجنود، ودعاهم للتبليغ فورًا إلى أقرب وحدة. وهذا النداء يشير إلى أمرين: الأول، أن المليشيا تعاني نقصًا هائلًا في الكوادر البشرية والمقاتلين في ساحات المعارك الآن. الثاني، أن هذا النداء يأتي في إطار حشد لتنفيذ مهام الخطة (ب)، وهي الخطة التي قال أمس إنه يحشد لها الآن مليون مقاتل!!
3
في الخطاب، ركز الجنجويدي كثيرًا على قضية الحواضن،فقال: “لماذا لا يقصف الطيران الحربي مواقع انتشار قواتنا في حجر العسل والبسابير بولاية نهر النيل؟”. وهذا يعني أن الحواضن التي تستهدفها الخطة (ب) تقع في مناطقة محددة، مما يشير إلى رغبته في الرد باستهداف الحواضن التي ينتمي إليها (الفلول والشايقية)يعنى نقل الحرب إلى مناطق الشمالية وشندي تحديدا ويعني ايضا أن الخطة (ب) التي يحشد لها مليون مقاتل تستهدف مدن الشمال وليس مناطق بغرب السودان.
ما يؤكد ذلك هو الفيديو الذي انتشر قبل أيام في الوسائط، والذي أظهر مئات العربات المدججة بالسلاح والمقاتلين، والذين تعالت هتافاتهم ـ “كل القوة شندي جوه”. الحديث عن حواضن (الشايقية ) لا يخلو من تحريض لحواضن التمرد بغرب السودان لتدفع أبناءها مجددًا إلى محرقة الحرب، وهنا تأتي خطورة الخطة (ب) التي تسعى فيما يبدو إلى جر الصراع إلى ميدان الحرب الأهلية والقبلية
4.
الإشارات المهمة في خطاب حميدتي التي لها علاقة وثيقة بالخطة (ب) هي خلو الخطاب من أي حديث عن المفاوضات، ثم هجومه على المجتمع الدولي الذى اتهمه بالخداع والرغبة في عودة “الكيزان”، متسائلًا: “أنتو عاوزين تدمروا السودان؟”. الهجوم على المجتمع الدولي ينطوي على هجوم خفي على حلفائه في (تقدم)، باعتبار أن دورهم في هذه الحرب هو دفع المجتمع الدولي إلى جانب المليشيا والدفاع عنها ، يعني ذلك أن الخطة (ب) لن تأبه لنداءات المجتمع الدولي بعدم توسيع رقعة الحرب، ولن تكترث لما يقوله أو يفعله المجتمع الدولي المخادع. (هل كانت تكترث أصلًا حتى للقرارات الأممية التي دعته لعدم مهاجمة الفاشر)؟
5
من ملامح الخطة (ب) أيضًا أن هذه الخطة تبدو أنها الخطة النهائية التي ستحدد مستقبل الدعم السريع، إذ لن تكون بعدها أي خطة أخرى. فإما أن تنجح الخطة (ب) في تحقيق غاياتها أو تفشل، ويندثر معها التمرد نهائيًا.
خطة المليون مقاتل، الخطة (ب)، هي الخطة التي يقودها حميدتي بنفسه ولا أحد سواه، وبدأها بدعوة للاستنفار بنفسه وبلهجة حادة: “الماعايزين يبلغوا يقعدوا مع أخواتهم”. هناك تسريب نشره موقع “سودان تربيون” قبل يومين، يفيد بأن حميدتي وصل إلى الخرطوم قبل شهرين. وإذا صح هذا الخبر، فهذا يعني أنه قرر قيادة المعارك النهائية عبر الخطة (ب) بنفسه. ما يعزز احتمال صحة الخبر هو الهجوم على مصر، وهو الأمر الذي لا يمكن أن يفعله حميدتي وهو في الإمارات، إذ سيخلق ذلك إشكالات كبيرة في العلاقات بين البلدين
6
إذن، تقوم الخطة (ب) على حشد مليون مقاتل،وتعبئة وتحريض القبائل في حواضن التمرد في غرب السودان ،كما تهدف إلى تحويل طبيعة الحرب الجارية إلى حرب أهلية. وهي خطة لا تأبه للمجتمع الدولي، يقودها الجنجويدي بنفسه في الميدان. ما مصير تلك الخطة؟ سنرى في الحلقة القادمة.

عادل الباز

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: المجتمع الدولی فی الخطاب

إقرأ أيضاً:

جنوب السودان تحيي اليوم الدولي لحفظة السلام وسط استمرار التوترات ونداءات ملحة لإنهاء النزاع

أحيت UNMISS اليوم الدولي لحفظة السلام في جنوب السودان وسط توترات مستمرة. وكُرّم 18 ألف حافظ للسلام، بينما تستمر الاحتفالات يعاني 9.3 مليون شخص من أزمة إنسانية. اعلان

أقامت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (UNMISS) الثلاثاء مراسم رسمية لإحياء الذكرى السنوية ليوم الدولي لحفظة السلام، الذي يوافق 29 من شهر مايو من كل عام.

الحفل الذي أُقيم في العاصمة جوبا، شهد مشاركة ممثلين عن الحكومة وقيادة البعثة الأممية، وتأتي في ظل تفاقم الوضع السياسي والأمني في البلاد، مما يثير مخاوف من عودة البلاد إلى دوامة العنف.

وخلال الحدث، برزت الكلمة المؤثرة التي ألقتها الطالبة ألول موكنيم وور (10 أعوام)، والتي نادت فيها القادة المحليين والمجتمع الدولي بإنهاء النزاع المستمر، مؤكدة أن للأطفال حقًا في مستقبل آمن وأفضل.

وجسّدت كلمتها شعار الحدث لهذا العام: "السلام يبدأ منّي"، والذي يركز على أهمية المسؤولية الفردية في تعزيز السلام.

من جانبه، أكد نائب وزير الخارجية والتعاون الدولي في جنوب السودان، أكوي بونا مالوال، أن الشعار يتناسب مع الظروف الحالية التي تمر بها البلاد، مشيرًا إلى أن التبني الجدي لفكرة "السلام يبدأ منّي" قد يكون مفتاحًا لتحقيق الاستقرار.

Relatedواشنطن ترحل 8 مدانين بارتكاب جرائم إلى وجهة غير معلومة وتقارير تتحدث عن جنوب السوداناعتقال رياك مشار يهدد السلام في جنوب السودان وتحذيرات دولية من تجدد الصراعمبعوث الأمم المتحدة يحذر: الوضع "المزري" في جنوب السودان ينذر بتجدد الحرب الأهلية

كما تم خلال الحفل تكريم أكثر من 18 ألف حافظ للسلام من العسكريين والمدنيين العاملين في البعثة الأممية تحت ظروف عمل صعبة، وتم تنكيس الأعلام ووضع إكليل من الزهور تخليدًا لذكرى من فقدوا حياتهم أثناء تأديتهم لمهامهم.

وقال قوانغ كونغ، نائب الممثل الخاص للأمين العام في جنوب السودان: إن "التضحيات التي قدموها لن تُنسى، وإن إرثهم يلهمنا لمواصلة الجهود من أجل تحقيق السلام".

وتستمر الاشتباكات المسلحة والصراعات بين المجتمعات المحلية في عدد من المناطق، بينما يواجه تنفيذ اتفاق السلام توقفًا واضحًا، في وقت تحتاج فيه نحو 9.3 مليون شخص إلى المساعدات الإنسانية، وسط نقص كبير في التمويل.

وأوضح اللواء موهان سابرامانيان، قائد قوات البعثة، أن العلم الأممي الموجود أمام مقر القوات سيظل رمزًا للتضحيات التي قدّمها حفظة السلام، مؤكدًا أن مهمتهم مستمرة رغم التحديات.

وافتُتح قبل بدء الحفل نصب تذكاري جديد لتكريم أفراد القوات النظامية الذين يعملون على حماية المدنيين ومنع العنف، وقد اختتم حفظة السلام الحدث بتوجيه رسالة شكر للسكان على دعمهم المستمر، ووعدوا بأنهم سيبقون إلى جانبهم حتى تحقيق السلام المستدام.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • عادل الباز: “رهائن لا حواضن”: تفكيك الأكذوبة
  • ⛔ لاحظ التعابير التي استخدمها فيصل محمد صالح في هذا اللقاء
  • ملف المخدرات في السودان يُعد من أخطر الملفات التي واجهت البلاد
  • العقوبات الاقتصادية الأميركية على السودان: شلّ الاقتصاد أم كبح آلة الحرب؟
  • قيادي بحماة الوطن: على المجتمع الدولي كسر صمته تجاه جرائم الاحتلال بغزة
  • وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود “إماراتية”
  • للحرب وجوه كثيرة
  • جنوب السودان تحيي اليوم الدولي لحفظة السلام وسط استمرار التوترات ونداءات ملحة لإنهاء النزاع
  • إنهم الآن يذوقون من الكأس ذاتها التي أرادوا أن يذيقوها للسودان
  • الهلال الأحمر الفلسطيني يناشد المجتمع الدولي بالضغط لإدخال المساعدات لغزة دون شروط