هل بإمكان إسرائيل ضرب المفاعلات الإيرانية؟.. إليك ما نعرفه عن الهجوم المرتقب
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
يعيش العالم حالة ترقب كبير على وقع تهديدات الاحتلال بالرد على الهجوم الإيراني الذي استهدف قواعد ومطارات إسرائيلية مطلع الشهر الجاري.
تأخر الرد
ولا تمر ليلة حتى يتوقع المحللون أن تبادر إسرائيل في الرد حيث رجح محللون أمريكيون أن يكون في السابع من أكتوبر بالتزامن الذكر الأولى لعملية طوفان الأقصى ثم توقعوا أن يكون في "عيد الغفران" الجمعة الماضي.
وما زال التأخر الإسرائيلي في الرد يثير التساؤلات لدى أوساط الاحتلال، خاصة في ظل التصعيد المتواصل على جبهة لبنان، وتنفيذ عملية برية عسكرية على الأراضي اللبنانية.
أسباب عسكرية
يقول اللواء الركن المتقاعد في الجيش العراقي ماجد القيسي في حديث لـ "عربي21"، إن هناك عدة أسباب لتأخير الرد الاسرائيلي أهمها:
- تعزيز منظومات الدفاع الجوية للكيان من قبل الولايات المتحدة وأعلن البنتاغون عن إرسال منظومة ( ثاد ) مع طواقمها وهذا يحتاج إلى قرار سياسي يأخذ وقت لتقييم المخاطر لمثل هذه الخطوة من قبل واشنطن وخصوصا انشغال واشنطن بالانتخابات الشهر المقبل بالإضافة إلى أن نشر مثل هكذا منظومة وهي متطورة تحتاج لوقت للتجهيز وإعداد تقديرات الموقف من "التهديدات المحتملة ، مناطق الانتشار ، الدعم اللوجستي".
- تزامن التهديد الإسرائيلي بالرد على إيران مع الهجوم البري على جنوب لبنان ونشوب حرب اقليمية أصبح احتمال وارد ومن أجل أن تكون إسرائيل قادرة على إدارة حرب متعددة الجبهات والأطراف (دولية وتنظيمات مسلحة) فإنها تحتاج إلى ما يسمى بـ "فائض القوة" من خلال بناء أو إيجاد تحالف من دول داعمة لها وهذا يحتاج أيضا إلى وقت.
- ضغوطات سياسية أمريكية وغربية لتجنب ضرب أهداف مثل (مراكز الطاقة والبرنامج النووي) وهذا يعني عليها التخطيط لرد لا يحمل عواقب خطيرة في المنطقة.
أسباب سياسية
ويضيف القيسي أن من إيران يفصلها عن الكيان، دول وإذا أرادت أن تمرر ضربة أو رد ضد إيران تحتاج لعبور أجواء هذه الدول (العراق ، الأردن ، وبعض دول الخليج).
وأوضح، أن هذا الأمر رفضه جميع هذه الدول حتى لا تكون طرف ثالث في حالة توجيه ضربة إسرائيلية لإيران لأن الأخيرة وبشكل غير مباشر هددت باستهداف من يتعاون مع إسرائيل رغم أنها قامت بتوجيه ضربة إلى إسرائيل بالصواريخ عبرت أجواء دولتين (العراق والأردن).
وأشار إلى أن موقف الدول المعلن والتي تقع بين إسرائيل وإيران هو رفض استخدام أجوائها مما يشكل عقبة أمام إسرائيل في هذه الحالة وأن كانت لا تعير أهمية لكل الأعراف والقوانين الدولية.
والسبت نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن مصادر مطلعة قولها، إن السعودية والإمارات وقطر أبلغت الولايات المتحدة وإيران أنها لن تسمح لإسرائيل باستخدام مجالها الجوي لضرب إيران.
كما نقلت عن مسؤول أردني قوله، إن بلاده ستحمي مجاله الجوي من أي اقتحام غير مصرح به، بغض النظر عن المصدر.
والجمعة، قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن إيران حذرت حلفاء الولايات المتحدة، وطلبت منهم عدم مساعدة إسرائيل على ضرب الأراضي الإيرانية، وإلا كان الدور التالي عليها.
وأضافت الصحيفة، أن إيران هددت، عبر قنوات دبلوماسية سرية، بمهاجمة المنشآت النفطية لدول الخليج وحلفاء الولايات المتحدة الآخرين بالشرق الأوسط لو فتحت أجواءها أو أراضيها لهجوم إسرائيلي ضد إيران، بحسب مسؤولين عرب.
وأشارت إلى أن الدول التي هدّدتها إيران تشمل الأردن والإمارات وقطر والسعودية، ولدى كل واحدة قوات وقواعد عسكرية أمريكية. وأخبرت هذه الدول إدارة بايدن أنها لا تريد أن تتعرّض بناها التحتية والنفطية للتدمير.
حدود الرد
ومع مجهولية حدود الهجوم الإسرائيلي تعدد الأسئلة حول حجم الهجوم ونوعيته.
ونقلت محطة "إن بي سي" الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين قولهم؛ إن "إسرائيل ضيقت خياراتها للرد على إيران بضرب أهداف عسكرية ومنشآت للطاقة، وأضافت أنّه لا مؤشرات على أن إسرائيل ستستهدف منشآت نووية إيرانية، أو تقوم بعمليات اغتيال".
وأوضح المسؤولون، أن "إسرائيل لم تتخذ القرار النهائي بشأن كيفية وموعد الرد على إيران، ورجحوا أن يكون الرد خلال عطلة عيد الغفران".
وأكد المسؤولون الأمريكيون، أن "لا معلومات لديهم حول موعد الرد على إيران، كما لم تبلغهم إسرائيل بموعد محدد، لكن الجيش الإسرائيلي مستعد وجاهز بمجرد إصدار الأوامر".
وحول هذه الجزئية يقول القيسي، إن طريقة الرد أو وكيفيته ليست واضحة فهي تحتاج إلى أصول عسكرية قادرة على الوصول إلى أهدافها "طائرات مقاتلة وهي تمتلك إف 35 وإلى طائرات للتزود بالوقود وهذا يحتاج إلى دعم طرف ثالث مقتدر مثل الولايات المتحدة وغيرها من الدول الداعمة لها وأيضا هذا الأمر يشكل إحراج إلى حلفاء إسرائيل في ظل رفض دول المنطقة استخدام اجوائها وأراضيها من أي الأطراف المشتبكة في هذا الصراع".
ولتجاوز رفض الدول عبور طائرات الاحتلال مجالها الجوي، يرى القيسي، أن الاحتلال سوف يستخدم طائرات إف 35 الشبحية لتعبر أجواء بعض الدول والتي لا تتمكن من كشفها وهي أجوائها، مع سبق إسرائيلي للإنكار طالما لم تتمكن الدول التي تفصلها عن إيران إثبات اختراق أجوائها.
وفي إجابته حول إمكانية ضرب المفاعلات النووية الإيرانية يقول القيسي، إن "مسألة ضرب مفاعلات نووية موزعة على جغرافية واسعة فهي من الصعوبة جدا لعدم امتلاكها أصول جوية قادرة على حمل قنابل خاصة لضرب منشآت تحت الأرض وبأعماق كبيرة ومحصنة أن تقوم به إسرائيل لكن بإمكانها ضرب منشآت ثانوية متعلقة بالبرنامج النووي (منشآت إسناد للمشروع).
وأضاف، أن القنابل التي يحتاجها الكيان لضرب المفاعلات الدولية "MBO" تزن الواحدة منها 14 طنا لتخترق 40 مترا تحت الأرض وهذه لا يمكن حملها إلا بواسطة القاذفات الاستراتيجية الأمريكية B1 B2.
وحتى هذه القنابل لا يمكنها الوصول لقلب المفاعلات التي ربما تكون تحت الأرض بـ 80 مترا.
وعن احتمالية استخدام الصواريخ أشار القيسي إلى أن الاحتلال يمتلك صواريخ "أريحا" بمدى يصل إلى 2500 كم، وهذه لا تستطيع اختراق التحصينات لكن بإمكانها ضرب مراكز قيادة واتصالات ومنشآت غير محصنة.
ويختم القيسي قائلا، إن الكيان يخشى أيضا رد إيران على الهجوم بناء على ما سبق، فمطلع الشهر الماضي استخدمت إيران 220 صاروخا ووصلت جلها لأهدافها فكيف إذا استخدمت 500 أو أكثر في آن واحد، واعتمدت مبدأ الإغراق الناري، وهذا لن تستطيع حتى منظومة ثاد اعتراضها.
الحرب الشاملة
وفي وقت سابق قال موقع أكسيوس الإخباري إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تتقبل شن إسرائيل هجوما كبيرا على إيران، لكنها تخشى أن يؤدي ضرب أهداف معينة إلى حرب إقليمية.
كما نقل موقع "واللا" العبري، عن مسؤول إسرائيلي قوله، إن الخلافات مع واشنطن بشأن الرد على إيران ضاقت، لكنه لا يزال أشد قليلا مما تريد أمريكا.
وسبق أن هدد وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي، يوآف غالانت، بأن الرد على الهجوم الإيراني سيكون "قويا ودقيقا، وقبل كل شيء مفاجئا وقاتلا".
والأسبوع الماضي، حذر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، من شن الاحتلال الإسرائيلي أي هجوم على بلاده بعد القصف الصاروخي الإيراني على "إسرائيل" قبل أيام، مشيرا إلى أن صواريخ إيران "يمكنها الوصول إلى كل أهدافها".
وقال عراقجي في مؤتمر صحفي بالعاصمة الإيرانية طهران، إن "أي هجوم على البنية التحتية الإيرانية سيتبعه ردّا"، محذرا الاحتلال الإسرائيلي من شن أي هجمات على إيران.
وأضاف أن "الإسرائيليين يعلمون أن صواريخنا يمكنها الوصول إلى كل أهدافها"، معتبرا أن على "الكيان الصهيوني ألا يعبث مع قدراتنا"، بحسب تعبيره.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية الاحتلال الهجوم الإيراني الولايات المتحدة المفاعلات النووية إيران الولايات المتحدة الاحتلال الهجوم المفاعلات النووية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة على إیران الرد على إلى أن
إقرأ أيضاً:
صحف عالمية: آلية إسرائيل لتوزيع المساعدات بغزة تكشف فخا مميتا
استحوذت حالة الفوضى الكبيرة التي أنتجتها آلية توزيع المساعدات التي استحدثتها إسرائيل داخل قطاع غزة والانتقادات الدولية الموجهة إلى حكومة بنيامين نتنياهو على عناوين كبرى الصحف العالمية.
وتناول تقرير في صحيفة ليبراسيون الفرنسية ما سمّاه "فخ الموت في غزة"، الذي تكشف بعد إطلاق آلية توزيع المساعدات الجديدة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتب إسرائيلي: العصيان المدني هو الحل ضد حكومة معزولة وفاسدةlist 2 of 2صحف عالمية: دعوات أوروبية لمواصلة التظاهر رفضا لحرب إسرائيل على غزةend of listواستدل التقرير باستشهاد عشرات الفلسطينيين الساعين للحصول على قليل من الطعام، مشيرا إلى أن "الكارثة التي تسببت فيها خطة المساعدات تعكس حجم الفوضى في مراكز التوزيع".
ووفق التقرير، فإن نفي كل من شركات الأمن التي تحرس المكان والجيش الإسرائيلي إطلاقَ النار باتجاه الحشود يتناقض مع الشهادات التي جمعتها العديد من وكالات الأنباء الدولية.
في سياق متصل، خلص مقال في صحيفة يديعوت أحرونوت إلى أن إسرائيل ضيعت الشرعية الدولية لمواصلة الحرب، محذرا من أن "العمل وسط الضغوط ودون دعم دولي قوي سيجعلها تعاني عزلة متزايدة".
وحسب المقال، فإن إسرائيل ستكون حينها عرضة للانتقادات والإدانات والقرارات ضدها في الأمم المتحدة مع تداعيات اقتصادية وأخرى متعلقة بصورتها.
وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أضاع فرصة ترجمة الدعم الدولي إلى إنجازات سياسية، مضيفا "لَو أنه عرض خطة لليوم التالي في غزة وجند من أجلها العالم لكان الوضع اليوم مختلفا تماما".
إعلانبدورها، تناولت مجلة نيوزويك تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت حملت انتقادات لاذعة لحكومة نتنياهو منها اتهامها بارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين.
ولفتت المجلة الأميركية إلى أن تصريحات أولمرت -التي أدلى بها خلال مقابلة تلفزيونية- تكتسب أهمية بالغة باعتبارها أقوى توبيخ من مسؤول إسرائيلي سابق، وكونها تتماشى مع آراء الكثير من المنتقدين المحليين والدوليين للسياسة المنتهجة ضد الفلسطينيين.
من جانبه، حذر مقال في صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية من مغبة التقليل من أهمية الأزمة المتصاعدة بين نتنياهو والمحكمة العليا على خلفية قراره تعيين رئيس جديد للشاباك.
وذكر المقال أن إصرار كل طرف على موقفه يجر إسرائيل نحو كارثة، خصوصا في ظل "حرب مستمرة، وأزمة رهائن (أسرى) لم تحل بعد، وسيل من الانتقادات الدولية، والتداعيات الدبلوماسية لسياسة حكومة نتنياهو".
وفي ملف آخر، قالت صحيفة واشنطن بوست إن الهجوم الأوكراني غير مسبوق داخل الأراضي الروسية أثار دعوات محلية إلى "رد قوي بالنظر إلى حجم الهجوم وطبيعة المواقع المستهدفة، بل هناك من اعتبر الفرصة سانحة لشن هجوم نووي على أوكرانيا".
وأشارت الصحيفة الأميركية إلى خصوصية العامل الزمني، إذ جاء الهجوم في أعقاب انهيار جسرين إستراتيجيين جنوب غربي روسيا، وقبيل محادثات مرتقبة في إسطنبول بشأن وقف الحرب.