فيما قال وزير الدفاع في الحكومة اليمنية المعترف بها إن قواتهم جاهزة للتحرك باتجاه صنعاء، علّق قيادي في جماعة الحوثي ، قائلاً: “أعددنا العدة”. فهل نفهم من ذلك أن اليمن يقترب من استئناف الحرب الداخلية؟ ويشهد اليمن منذ أبريل/ نيسان 2022 هدنة غير رسمية تنعكس في خفض التصعيد توقفت معها غالبية الجبهات، وهي هدنة هشة في الواقع، ومن المحتمل انهيارها في أي وقت، لأن التوتر السياسي ومعه التوتر العسكري في خطوط التماس مستمر، ويتصاعد يوماً بعد آخر.

 

وكان وزير الدفاع في الحكومة المعترف بها دولياً، محسن الداعري، قد أوضح أن قوات الجيش جاهزة للتحرك باتجاه صنعاء اليوم أو غداً. وقال في تصريحات صحافية: “لدينا خطط استراتيجية ونستعد لساعة الصفر، كما أن الحوثي لن يتوقف عن استهداف الملاحة حتى لو توقفت الحرب”.

 

ورداً على تلك التصريحات، قال مُحمّد البخيتي، عضو المكتب السياسي لـ”أنصار الله”، الأحد، في تدوينة على منصة “إكس”: “بينما تخوض حكومة اليمن حرباً مصيرية إسناداً لغزة تهدد حكومة الفنادق بتفجير الحرب الداخلية وتظهر اهتمامها بوقف عملياتنا العسكرية المساندة لغزة لا بوقف العدوان عليها”.

 

وأضاف: “غزة تُذبح من الوريد إلى الوريد، وكل همّ المرتزقة هو حماية الكيان الصهيوني، وتخفيف الضغط عليه، مما يكشف مدى سقوطهم”.

 

فيما كتب نائب وزير الخارجية السابق في حكومة الحوثيين، حسين العزي، تعليقاً على تلك التصريحات: “نحن على يقين من أن أمريكا وإسرائيل ستحرك الأذناب والأدوات الرخيصة. هذا متوقع ولذا أعددنا العدة، متوكلين على رب عظيم ومستندين لشعب غيور وكريم ومقاتل”.

 

يبقى السؤال: “هل مثل هذه التصريحات وردود الفعل تؤشر لاقتراب اليمن من استئناف الحرب الداخلية؟”.

 

من غير المستبعد أن يستأنف الفرقاء في اليمن الحرب في أي وقت، لكن من نافل القول التأكيد أن قرار استئناف الحرب في اليمن ما زال قراراً غير يمني في فحواه، فالحرب التي اندلعت في اليمن قبل عشر سنوات لم تكن قراراً يمنياً وإن كانت عواملها يمنية، لكن الحرب وقرارها في اليمن حالياً هو بيد اللجنة الرباعية والقوى الإقليمية التي شاركت في الحرب وتقف وراء أطرافها، وما زالت تلعب، حتى اليوم، دوراً في التأثير على مسار الأحداث في الداخل، بل وحتى الشائعات المتداولة إعلامياً.

 

ويبدو في تصريحات دول اللجنة الرباعية والقوى الإقليمية المؤثرة في القرار اليمنيّ إنها مؤمنة أن الحل في اليمن لم يعد عسكرياً بل سياسي، وهو ما سبق ويؤكد عليه حتى المبعوث الأمريكي الخاص لليمن، خاصة بعد سنوات طويلة من الحرب، التي كانت نتائجها أكثر تأثيراً على المنطقة برمتها، وبالتالي فإن استئنافها سيدفع بالأحداث في المنطقة لمزيد من التوتر، الذي لن يكون في صالح المنطقة، لا سيما في ظل تطورات التصعيد الإقليمي، وما يتهدد المنطقة من حرب شاملة، وبخاصة مع التوتر المتصاعد بين إيران وإسرائيل، في ظل ما تبديه القوى المحسوبة على محور المقاومة في المنطقة من ردود فعل.

كما أن الأمر حالياً يتوقف على نتائج التصعيد بين إيران وإسرائيل، ففي حال كان الرد الإسرائيلي على إيران قوياً وقاسياً فليس بمستبعد أن تتحرك القوى المتحالفة معها في المنطقة؛ وتعمل على مزيد من التصعيد في استهداف البلدان التي فتحت أجواءها لإسرائيل في ضربها لإيران؛ وهو ما سبق وألمحت إليه بعض التصريحات الإيرانية ضمنياً الأسبوع الماضي، وبالتالي فإن استئناف الحرب في اليمن لن يكون مرتبطاً بعامل داخلي بقدر ارتباطه بقرار وعامل خارجي وإقليمي. وفي حال حدث المحظور فستعود الأوضاع إلى نقطة الصفر، ولن تكون الحرب كما كانت قبل توقفها في ظل ما تحقق للحوثيين من تطور في قدراتهم العسكرية؛ مما يجعل منهم تهديداً لا يمكن تجاوز حساباته؛ كما أن الأطراف الخارجية التي كانت ضمن دائرة الحرب لن تعود إلى متن الصراع اليمني بشكل مباشر، بل حتى مشاركتها بشكل غير مباشر لن يبقيها بعيدة عن نار هذه الحرب، ولهذا من المستبعد، حالياً، استئناف الحرب الداخلية في اليمن؛ على الأقل في المدى المنظور.

  

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

عاجل: فضيحة إعلامية للانتقالي: قتلى وجرحى شبوة كانت بسبب محاولة سرقة شيول تابع لوزارة الدفاع وقيادي جنوبي ينفي استهداف قوات دفاع شبوة بطيران مسيّر

نفى العقيد سيلان الطوسلي، قائد الكتيبة الأولى في اللواء 30 مشاة بمحور عتق، تقارير تحدثت عن استهداف قوات دفاع شبوة الممولة من الإمارات بطائرات مسيرة، مؤكداً أن القتلى والجرحى المنسوبين للهجوم ينتمون إلى معسكر اللواء 21 وقوات النجدة.

وقال الطوسلي في بوست نشره على منصة الفيسبوك ورصده محرر موقع مارب برس "إن الاشتباكات المسلحة التي أدت إلى سقوط قتلى وجرحى كانت نتيجة محاولات متبادلة لنهب أحد المعدات الثقيلة (شيول) التابع لوزارة الدفاع، وليس نتيجة أي هجوم جوي.

وتعمدت بعض الحسابات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي إلى ترويج معلومات كاذبة عن استهداف الطيران المسير لمعسكر دفاع شبوة، ونسبوا زوراً أن مصدره محافظة مأرب، في محاولة لتغطية الفضيحة التي وقعت بين عناصر من الانتقالي وبعض الأفراد أثناء محاولتهم السيطرة على الشيول لأغراض شخصية، حيث حاول كل طرف الاستيلاء على الشيول بالقوة مما تسبب في حدوث المواجهات.

كما نشرت عدة حسابات على الفيسبوك وتتبع ناشطين وشباب من محافظة شبوة تتبعها موقع مأرب برس "كلها أكدت أن المواجهات التي اندلعت بين عناصر في الانتقالي ومجندين من وحدات أخرى كان سببها محاولة نهب وسرقة أحد المعدات الثقيلة لوزارة الدفاع.

مقالات مشابهة

  • مقتل 32 من الجيش اليمني على أيدي مجاميع تابعة لـالانتقالي في حضرموت
  • علي ناصر محمد يكشف: كيف أوقفت مكالمة هاتفية حرب 1972 بين شطري اليمن؟
  • علي ناصر محمد يكشف كيف أوقفت حرب 1972 بين شطري اليمن عبر التليفون
  • عاجل: فضيحة إعلامية للانتقالي: قتلى وجرحى شبوة كانت بسبب محاولة سرقة شيول تابع لوزارة الدفاع وقيادي جنوبي ينفي استهداف قوات دفاع شبوة بطيران مسيّر
  • بوتين يجدد دعمه لمادورو مع تصاعد التهديدات الأميركية لفنزويلا
  • التصعيد يقترب .. جيش الاحتلال يهدد لبنان بخطة عسكرية غير مسبوقة
  • الجيش الإيراني يزيح الستار عن منظومة الحرب الإلكترونية “صياد 4”
  • إسقاط 31 طائرة مسيرة أوكرانية كانت تحلق باتجاه موسكو
  • الجيش الإسرائيلي يعتقل نحو 100 فلسطيني في شمال الضفة الغربية
  • القوات التايلاندية تطلق عملية بحرية – جوية واسعة قرب الحدود الكمبودية مع تصاعد التوتر