حيث جرى خلال الزيارة الوقوف على أوضاع الوزارة ومنسوبيها والمقومات المتاحة للنهوض بهذا القطاع الحيوي ودوره التنويري والتثقيفي ومسئوليته في الحفاظ على آثار اليمن والمخطوطات الأثرية وصون التراث الثقافي الاجتماعي على مستوى كافة محافظات الجمهورية اليمنية وإبراز الهوية التاريخية لليمن وشواهده الأثرية التي تعكس حضارته العريقة وتأثيرها الكبير في مسار التاريخ القديم.


وناقش اللقاء الآليات الكفيلة بمعالجة الاشكاليات والصعوبات التي تواجهها الوزارة والجهات التابعة لها وسبل المعالجة والحد منها لما فيه تحقيق قوة حضورها في مسارات الثقافة وصون الآثار والمخطوطات وترميمها وتنمية السياحة الداخلية والحفاظ على المدن التاريخية وصون هويتها المعمارية الفريدة.

وألقى رئيس مجلس الوزراء كلمة توجيهية أثناء اللقاء، موضحا المهام الواسعة والكبيرة للوزارة إزاء تنمية هذا القطاع والتي تستوجب تعاون الجميع مع قيادة الوزارة لتحقيق النجاح وفي المقدمة تحسين وتطوير الاداء العام للوزارة، ومعالجة الممارسات المضرة بالوظيفة العامة والمؤثرة على انتاج الموظف اليومي.

وأشار إلى طبيعة الظرف الصعب الذي جاءت فيه حكومة التغيير والبناء وسعيها الدؤوب لوضع الأسس اللازمة لبناء الدولة التي ينشدها أبناء الشعب اليمني بمختلف أطيافهم بما في ذلك النخب الثقافية.

ولفت إلى وضع الآثار الكبيرة الموجودة في اليمن، وما تتعرض له المواقع الأثرية من نهب لكنوزها التاريخية، والتي يتم تهريبها إلى الخارج، وفضلا عن المخطوطات النادرة والقيمة، مؤكدا على المسئولية الواقعة على عاتق الوزارة والجهات المعنية الأخرى وذات العلاقة والسلطة المحلية وابناء المجتمع في حماية المواقع الأثرية وآثار أجدادهم باعتبارها إرث إنساني لكل ابناء الشعب اليمني.

وبيّن الرهوي، أهمية حضور دور الوزارة في المحافظات والمناطق الواقعة تحت الاحتلال السعودي الإماراتي وعدم القطيعة لما فيه حماية آثار اليمن وتراثه الثقافي الزاخر بالتنوع و الجمال، مبينا أن ابناء الشعب اليمني موحدين ومتحدين و هم من فرضوا الوحدة على السياسيين.

وذكرأن من يرفع اليوم المشاريع والشعارات المضادة للوحدة إنما هو في حقيقة الأمر يدافع عن مصالحه الشخصية ومواصلة جني الأموال شراء العقارات في الخارج، مشددا على أهمية قيام المجتمع خاصة الأسر بتربية ابنائها على ثقافة الوحدة باعتبارها مصدرا للقوة و العزة و الاستقرار والسيادة .

وأثنى رئيس مجلس الوزراء على الخبرات التراكمية الكبيرة في هذا القطاع وأهمية الاستفادة منها لما فيه خدمة العمل وتطوير مستوى الاداء العام في تنفيذ المهام و تحقيق الاهداف المرسومة.

وقال: "تحقيق النجاح في هذه الوزارة وغيرها من الوزارات والمؤسسات يحتاج إلى تضافر جهود الجميع، ومن لديه فكرة أو رؤية لتحسين العمل فعليه أن يعرضها على الوزير او مسئوله المباشر ".

وأضاف: "مهم جدا إتاحة الفرصة أمام الجميع للمشاركة في عملية التغيير والبناء والاستفادة من جهود الجميع لتحقيق النجاح ".

وتابع قائلا: "عليكم جميعا أن تكونوا عونا للوزير في إحداث التغيير في الثقافة و السلوك وفي تحمل المسئولية والعمل من أجل تطوير العمل والمساهمة في مواجهة السلبيات " .. آملا للجميع التوفيق والنجاح في أعمالهم والقيام بمهامهم على النحو المنشود.

من جهته، استعرض وزير الثقافة والسياحة، الدكتور على اليافعي، الصعوبات التي تواجه العمل بالوزارة، والخطوات التي اتخذتها الوزارة باتجاه معالجة الكثير من الإشكالات، سواء المتصلة بتواضع الامكانات وقله الموارد، أو تداخل الاختصاصات مع بعض الجهات الأخرى.

كما استعرض المشاريع التي تعمل الوزارة على تنفيذها خلال المرحلة الراهنة، وأهمها العمل حاليا على ترميم مبنى وزارة الثقافة والسياحة، في منطقة الحصبة، وإقامة الندوات والمعارض المفتوحة والمستمرة والفعاليات النوعية بالتعاون مع 23جبهة ثقافية، تركز على أهمية الفعل الثقافي والجبهة الثقافية إلى جانب الجبهة العسكرية في مواجهة العدوان والارتقاء بالوعي.

وأشار إلى عمل الوزارة على مشروع تنمية الحرف التقليدية، في مجالات العقيق والمنسوجات، والصناعات الجلدية وتحويل الوزارة إلى واحدة من أهم القطاعات المنتجة والمدرة للدخل، بما يمكنها من النهوض بدورها.

وأكد أن الوزارة تعمل على كافة الاتجاهات في سبيل تحسين الإيرادات والاعتماد الذاتي على نفسها في إقامة الفعاليات وتنشيط الفعل الثقافي بما يواكب التحديات الراهنة.

كما أكد تركيز الوزارة على ترشيد وتقليص النفقات واستثمار موارد الوزارة فيما يخص تعزيز دور الفعل الثقافي وتنميته بما ينعكس على مستوى دخل العاملين بالوزارة.

وتم خلال الاجتماع الاستماع إلى الكثير من المداخلات من قبل عدد من قيادات الوزارة والهيئات التابعة لها، والتي استعرضت أهم الصعوبات والتحديات التي تواجه العمل الثقافي والآثاري والتاريخي، وركزت على ضرورة الاهتمام بالعمل الثقافي ضمن معركة الحرب الناعمة.

كما أكدت على أهمية النظرة المسؤولة الى العمل الثقافي باعتباره أحد أهم مرتكزات عملية البناء والتغيير والتنمية والمواجهة في المعركة الراهنة.

وكان رئيس الوزراء زار ومعه وزير الثقافة والسياحة ونائبه وقيادات الوزارة معرض "فن وصمود وانتصارات" الدائم بصالة جاليري صنعاء للمعارض.

وأعرب رئيس الوزراء عن إعجابه بالمعرض ومحتوياته من اللوحات التشكيلية البالغ عددها 100 لوحة زيتية بمشاركة 35 فنانا وفنانة من المحترفين والموهوبين، مشيرا إلى أهمية المعرض والأعمال المشاركة ومضامينها، وما تحمله من دلالات تحفز على اقتنائها، وضرورة استمرارهذا المعرض وإحاطته بالورش، وفتحه أمام الجمهور لتحقيق الاستفادة القصوى منه.

 

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: الثقافة والسیاحة

إقرأ أيضاً:

قدمت 12 أغنية فى الفيلم واعتمدنا علي تسجيلات حية للأغاني

أم كلثوم مدرسة لا تنتهى وتدربت علي طريقة ادائها

 

تواصل الفنانة نسمة محجوب حضورها الفنى المميز هذا العام، بعدما قدمت بصمتها الخاصة فى فيلم «الست» الذى تتصدر بطولته النجمة منى زكى، والذى بدأ عرضه فى دور السينما اعتبارًا من 10 ديسمبر الجارى.

وتقدم «نسمة» فى الفيلم الأداء الغنائى الكامل للأغانى التى تظهر بصوت منى زكى، فى معالجة موسيقية تستحضر روح السيدة أم كلثوم دون تقليد مباشر، بل بروح معاصرة تحتفى بتاريخ كوكب الشرق وتعيد تقديمه بزاوية فنية مختلفة.

وكشفت نسمة محجوب لـ«الوفد» عن كواليس التجربة، مؤكدة أن التعاون مع منى زكى لم يكن مجرد عمل فنى عابر، بل رحلة امتدت لعامين من التحضير المكثف، وقالت فى تعليقها على العمل: «منى فنانة من طراز خاص، ولمست فى كل جلسة معها مقدار الجدية والإصرار على تقديم شخصية أم كلثوم بأعلى درجات الاحترام، كانت حريصة على فهم النفس الكلثومى بكل تفاصيله، وده خلانى أبذل كل جهدى عشان نوصل لأفضل نتيجة».

وتابعت «نسمة» موضحة أن مرحلة التدريب لم تقتصر على الجانب الصوتى فقط، بل شملت تفاصيل دقيقة تتعلق بطريقة الأداء الجسدى لأم كلثوم على المسرح، من حركة اليدين إلى وضعية الرقبة وحتى تعبيرات الوجه أثناء الغناء، فقد خضعت منى زكى لتدريبات مكثفة بمعدل يومين أسبوعيًا على مدار عام كامل، إذ حرصت نسمة على تزويدها بكل ما يساعدها على محاكاة حضور كوكب الشرق القوى على المسرح، من التحكم فى مخارج الحروف، إلى توقيتات التنفس، مرورًا بأدق تفاصيل الأداء الارتجالى والعُرَب الغنائية.

وأشارت نسمة إلى أن العمل على الأغانى للفيلم استلزم إعدادًا موسيقيًا شديد الدقة، وذلك بهدف إعادة تقديم أشهر مقاطع أم كلثوم فى سياق درامى معاصر يليق بالسينما.

وتقدم نسمة خلال الفيلم 12 أغنية تتنوع بين مقاطع كاملة ومذاهب وأجزاء قصيرة، أعيد تنفيذها خصيصًا لتخدم رؤية المخرج مروان حامد وسيناريو الكاتب أحمد مراد، الذى تناول سيرة أم كلثوم من زاوية إنسانية أقرب إلى الروح منها إلى التوثيق التقليدى.

وفى حديثها عن التجربة، قالت «نسمة»:

«أنا مؤمنة بأن أم كلثوم مش مجرد صوت، دى مدرسة كاملة، وكنت أشعر بالخوف فى البداية من المسئولية، لكن بعدما علمت إن العمل ليس تقليدا لأم كلثوم بالحرف، لكن بيحاول يفهمها ويقدم إنسانيتها، حسيت إن ده مشروع يستحق أخاطر فيه وأقدم كل خبرتى».

وأضافت: «أكثر لحظة أثرت فى كانت لما منى زكى قالت لى فى إحدى البروفات: «أنا من غيرك مش هعرف أعمل الدور،» الجملة دى حملتنى مسئولية كبيرة، لكنها فى نفس الوقت كانت دليل على التقارب الحقيقى اللى حصل بينا خلال الشغل».

أما عن حياتها الفنية خارج الفيلم، فقد طرحت نسمة محجوب مؤخرًا أغنية جديدة بعنوان «سهرة» عبر موقع يوتيوب، وهى عمل غنائى مختلف يمزج بين السهل الممتنع والصوت الدافئ، بكلمات ليلى بن سالم وألحان محمد المرابط وتوزيع يونس جحفاوى، فيما تولى ماهر صلاح المكس والماستر، وحققت الأغنية انتشارًا ملحوظًا منذ الساعات الأولى لطرحها، مؤكدة استمرار نسمة فى تقديم مشاريع غنائية متنوعة تعكس قدرتها على التنقل بين الطرب الكلاسيكى والموسيقى المعاصرة بسهولة واحتراف.

كما أكدت نسمة محجوب أن ألبومها «UNPLUGGED» وُلد بعد رحلة بحث طويلة عن موسيقى صافية تعود بجمهورها إلى الجوهر الحقيقى للغناء، بعيداً عن ازدحام المؤثرات الصوتية أو التعقيد فى التوزيع، وأوضحت أنها أرادت لهذا العمل أن يفتح لها باباً جديداً يختلف كلياً عن أعمالها السابقة، سواء فى الفكرة أو فى الروح العامة للأغنيات.

وأشارت نسمة إلى أن مشروع الألبوم قائم على تقديم الغناء فى صورته الأكثر نقاءً، إذ اعتمدت فيه على تسجيلات حية تمنح الأغنيات دفئاً خاصاً، وتبرز الصدق فى الأداء. وأضافت أن اختيار اسم «UNPLUGGED» جاء ليعكس الفكرة الأساسية التى تقوم على العودة إلى الموسيقى كما وُلدت أول مرة: بسيطة، صادقة، وخالية من أى إضافات مصطنعة.

وكشفت محجوب أن التحضير للألبوم استغرق وقتاً كبيراً بسبب رغبتها فى تجربة كل أغنية بعدة اتجاهات موسيقية قبل اعتماد شكلها النهائى، وأضافت: «لم أكن أسعى إلى إعادة تقديم أغنياتى القديمة فحسب، بل إلى رؤيتها من زاوية فنية جديدة تعكس نضجى الحالى».

وأوضحت أن هذا الأسلوب القائم على القرب بين الصوت والآلة أتاح لها فهم إمكانات صوتها بشكل أعمق، وفتح أمامها مستويات جديدة من التعبير، مؤكدة أن هدفها الأساسى كان أن تضع صوتها فى مقدمة المشهد دون منافسة من أى عنصر آخر.

وختمت نسمة بأن تسجيل الأغنيات بأسلوب «اللايف» منح الألبوم طبيعة مميزة، إذ يشعر المستمع بأنه يتشارك اللحظة ذاتها مع الفنانين داخل غرفة التسجيل، ورغم صعوبة هذه الطريقة، فإنها الأكثر صدقاً لأنها تُظهر قدرة المطرب الحقيقية دون الاعتماد على أى تعديل أو معالجة بعدية.

 

 

مقالات مشابهة

  • مناقشة تعزيز الشراكة بين وزارة الثقافة وهيئة مكافحة الفساد في التوعية والتثقيف
  • محافظ الحديدة يتفقد الأداء الخدمي والتنموي في مديريات التحيتا وزبيد وبيت الفقيه
  • حصاد وزارة العمل خلال أسبوع.. فيديو
  • وزارة الثقافة والاعلام تؤكد ثبات موقفها الداعي إلى إيقاف المظاهر الاحتفالية والحفلات والبرامج الغنائية خلال هذه الفترة
  • تدشين المشروع الوطني لأرشيف الفرق والمهرجانات الفنية المستقلة بمسرح المعهد الثقافي الإيطالي
  • الجوائز الثقافية الوطنية: منظومة تكرّم المبدعين وتوثّق الحراك الثقافي
  • وزارة الموارد البشرية تختتم ملتقى التحول الرقمي 2025 بالقصيم
  • مصر وأوزبكستان تبحثان استرداد الآثار وتنظيم معارض مؤقتة لتعزيز التبادل الثقافي
  • الأردن يحتفل بإدراج شجرة الزيتون “المهراس” على قائمة التراث الثقافي
  • قدمت 12 أغنية فى الفيلم واعتمدنا علي تسجيلات حية للأغاني