الانتخابات الرئاسية.. هاريس تستخدم أسلوب ترامب ضده في أجواء مشحونة
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
قبل ثلاثة أسابيع على موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، تتجلى بوضوح الأجواء المشحونة بين نائبة الرئيس الديمقراطية كامالا هاريس وخصمها الجمهوري دونالد ترامب، في وقت تشير فيه استطلاعات الرأي إلى تقارب شديد بين المرشحين.
فخلال تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا المتأرجحة والحاسمة حيث يمثّل العمال قطاعا واسعا من السكان، انتقدت هاريس بشدة تصريحات ترامب التي هدد فيها باستخدام الجيش ضد المعارضين السياسيين، مما أثار التساؤلات بشأن تركيز المرشحة الديمقراطية مؤخرا على خطاب ترامب الذي تطغى عليه بشكل متنام، لهجة يصفها منتقدوه بـ"الاستبدادية".
وفي مقابلة مع قناة "الحرة"، أشار رئيس الحزب الديمقراطي في العاصمة الأميركية واشنطن، تشارلز ويلسون، إلى أهمية تصريحات هاريس، وقال إن ترامب يتمتع بقدرة على تحريض الناس، كما حدث في أحداث 6 يناير.
وقال إن هاريس تعمل على تذكير الناخبين بالأضرار التي تسبب بها ترامب خلال ولايته الأولى، كما حصل في "أحداث السادس من يناير التي اتهم فيها ترامب بمحاولة قلب نتيجة انتخابات 2020.
ويرى ويلسون أن "الخطاب التحريضي" الذي يتبناه ترامب يشكل خطرا على الديمقراطية الأميركية.
وعرضت هاريس خلال تجمع انتخابي في بنسلفانيا تسجيلا مصوّرا يظهر لقطات لترامب من مقابلة أجرتها معه فوكس نيوز، وهو يدعو إلى سجن المعارضين السياسيين، ويكرر الحديث عن ما وصفهم "بأعداء الداخل".
من جهته، اعتبر توم حرب، مدير التحالف الأميركي الشرق أوسطي للديمقراطية، أن هاريس "تستغل" تصريحات ترامب لأغراض سياسية، وأن الحزب الديمقراطي يجتزئ تصريحاته ويستهدف شخصيته بدلا من تناول سياساته.
وقال حرب، وهو جمهوري، إن ترامب كان يتحدث عن أنه سيحاسب المعارضين الذين خالفوا القانون، وهذا أمر طبيعي.
وأضاف أن ترامب كان يتحدث عن جلب 10 آلاف عنصر جديد لحماية الحدود وأنه سيستعين على الشرطة الوطنية طرد مجرمين من الولايات المتحدة، وأنه إذا اضطر سيستنجد بالجيش للتعامل مع المهاجرين غير القانونيين وليس للقمع السياسي.
وبينما وصف ويلسون ولاية ترامب الأولى بأنها كانت "فوضوية" و"تحريضية"، رأى حرب أنها كانت "بخير ونعمة وأمن ثابت في جميع دول العالم ولا حروب، أما فترة بايدن-هاريس فكانت مليئة بالمشاكل". وأشار حرب إلى "التضخم وتزايد الهجرة غير القانونية"، في عهد بايدن.
وقال ويلسون إن الحزب الديمقراطي "يأخذ إطار التصريحات بعين الاعتبار"، مضيفا أن "ترامب شخص خطير يعرف كيف يحرض الناس كما حدث في السادس من يناير في الهجوم على الكابيتول وهو سيضع حياة الناس في خطر ولن يندد بأي تصرف خاطئ ويعتقد أنه شخص فوق القانون لذلك هو واجه مشاكل قانونية"، مضيفا أن "هاريس تقوم بعمل ممتاز في تذكير الناس لماذا لا يمكننا أن نتحمل ولاية ثانية من ترامب".
وبينما يندد ترامب بنائبة الرئيس الأميركي على خلفية سياسات إدارة جو بايدن، وانتمائها العرقي و"مستوى ذكائها"، سعت هاريس إلى تصوير الرئيس السابق الجمهوري على أنه خيار ينطوي على مخاطر، ويعد أكثر اهتماما بإشاعة أجواء من الخوف وسط الأميركيين بدلا من حل مشاكلهم.
والثلاثاء، قال موقع "أكسيوس" الأميركي، إن حملة المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، كامالا هاريس، أصبحت تستعمل "السلاح المفضل" لمنافسها الجمهوري دونالد ترامب، الذي يعتمد على السخرية اللاذعة من الخصوم.
وأوضح الموقع أن حملة هاريس ونائبها تيم والز، باتت تستحوذ على الانتباه "من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة مبتكرة، خاصة مع التركيز على جمهور الشباب".
ففي مقاطع الفيديو الموجهة عبر منصات مثل تيك توك، تعرض حملة هاريس ووالز، ترامب بطريقة ساخرة، إذ وجهت انتقادات إلى مظهره وتعليقاته غير المفهومة.
واشتهر ترامب بنعت خصومه بألقاب مستفزة، مثل "هيلاري المخادعة" و"جو النائم"، وميله لمهاجمة هاريس ووالز بشكل شخصي، وفق "أكسيوس".
مع اقتراب موعد الانتخابات في الخامس من نوفمبر، يبقى السؤال الأهم: كيف سيؤثر هذا الاستقطاب على الناخبين المستقلين؟
ويرى ويلسون أن ترامب يقوم بالعمل بدلا من الديمقراطيين من خلال خطاباته "ليستمر في الكلام، والناس يشاهدونه على شاشة التلفاز".
ويعتقد يلسون أن "غالبية الأميركيين غير المتحمسين سياسيا لأي من الحزبين سيقولون إنهم سيصوتون ضد هذا الشخص لأنه غير ملائم لمنصب الرئاسة، حتى لو لم يكونوا متحمسين لهاريس، فإنهم سيكونون غير متحمسين لعودة ترامب وأعتقد أيضا أن كثيرين من هؤلاء سيصوتون لهاريس".
من جانبه، رأى حرب أن "الشعب الأميركي أذكى من ذلك، ويذهب إلى شراء السلع يوميا ويعرف بأن هناك غلاء فاحشا وزيادة 30 في المئة في الأسعار منذ ثلاث سنوات حتى اليوم".
وقال: "أتصور أن الجمهوري جمهوري، والديمقراطي ديمقراطي ولكن المستقلين سيصوتون لمصلحة ترامب".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: خلال تجمع انتخابی
إقرأ أيضاً:
فايننشال تايمز: تعهدات أوروبا باستيراد النفط والغاز الأميركي مستحيلة
حذر خبراء من استحالة وفاء الاتحاد الأوروبي بتعهده بشراء 750 مليار دولار من الطاقة الأميركية كجزء من اتفاقية تجارية جديدة بين الطرفين، مشيرين إلى أن التعهد مبني على أرقام "خيالية" حتى مع تصريح المنتجين بأنه قد يعزز المبيعات.
ويلزم الاتفاق، الذي أعلنه الرئيس دونالد ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الأحد الماضي، شركات الاتحاد الأوروبي بشراء ما قيمته 250 مليار دولار من النفط والغاز الطبيعي والتقنيات النووية الأميركية لكل سنة من السنوات الثلاث المقبلة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مصر تتجه إلى استيراد المزيد من الغاز وتزيد المنافسة العالميةlist 2 of 2النفط يرتفع والذهب يستقر بعد الاتفاق التجاري الأميركي الأوروبيend of listوحسب تقرير لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية، فإن هذا الهدف أثار حيرة المحللين، إذ يتضمن قرارات تتخذها شركات مملوكة للمساهمين (غير حكومية) كما أن القارة العجوز تسعى إلى إزالة الكربون من اقتصادها.
أرقام خياليةوقال مات سميث من شركة كبلر لاستشارات الطاقة "حتى لو أرادت أوروبا زيادة وارداتها، فأنا لا أعرف الآلية التي يلجأ بها الاتحاد الأوروبي إلى هذه الشركات ويطلب منها شراء المزيد من الطاقة الأميركية" مضيفًا أن الأرقام "خيالية" كما أن الشركات مدينة لمساهميها، وعليها واجب شراء أرخص المواد الخام.
ووضع الإعلان الصادر الأحد الماضي الطاقة في صميم اتفاقية تجارية ادعى ترامب أنها من أهم الاتفاقيات على الإطلاق، وساهم في تجنب حرب جمركية وشيكة بين اثنين من أكبر اقتصادات العالم.
وروّج ترامب لحقبة من "هيمنة الطاقة" الأميركية القائمة على "إطلاق العنان" لإنتاج الوقود الأحفوري، على الرغم من تباطؤ عمليات الحفر في قطاع النفط والغاز الصخري الغني منذ عودته إلى البيت الأبيض.
وارتفعت أسهم شركات الطاقة الأميركية الاثنين الماضي إثر أنباء عن اتفاقية الاتحاد الأوروبي، التي قد تدعم مصدري الغاز الطبيعي المسال والنفط الذين استفادوا بالفعل من جهود أوروبا لخفض واردات الطاقة الروسية.
إعلانلكن هذا الارتفاع تضاءل مع إدراك حقيقة خطة ترامب، التي كشفت الرقم الإجمالي من دون تفاصيل.
وفي العام الماضي، استورد الاتحاد الأوروبي طاقة بقيمة تزيد على 435.7 مليار دولار، في حين لم تتجاوز إمدادات الوقود الأحفوري الأميركية إلى التكتل 75 مليار دولار.
ولا تزال بروكسل لديها خطة للتخلص التدريجي من مشتريات الغاز الروسي بالكامل بحلول عام 2028، بما في ذلك الغاز الطبيعي المسال، مما سيفتح فجوة أخرى أمام المصدرين الأميركيين.
لكن المحللين يقولون إن هدف الـ 250 مليار دولار سيكون من المستحيل تحقيقه مع ضمان رغبة أوروبا، وترامب، في الحصول على إمدادات طاقة رخيصة وآمنة.
ونقلت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن صوفي كوربو محللة الطاقة بمركز سياسة الطاقة العالمية في جامعة كولومبيا قولها "سيتطلب هذا من أوروبا استيراد كميات أكبر بكثير من الغاز والنفط من الولايات المتحدة، والابتعاد عن الموردين الآخرين، مع افتراض أن أسعار النفط والغاز ستظل مرتفعة أو حتى ترتفع للوصول إلى هدف الـ 250 مليار دولار".
خفض الفواتيروأضافت محللة الطاقة "نريد خفض فواتير الطاقة، والرئيس ترامب يريد خفض أسعار النفط. لذا فإن هذا الاتفاق غير منطقي".
وكان المنتجون الأميركيون أكثر حماسًا للاتفاق، قائلين إنه سيساعد الشركات الأوروبية التي تستورد الطاقة على توقيع المزيد من صفقات التوريد الأميركية.
ومن جانبه قال معهد البترول الأميركي، جماعة الضغط القوية لشركات النفط الكبرى بالولايات المتحدة، إن الاتفاق "سيعزز دور أميركا" كمورد أساسي لأوروبا، وقال مسؤولون تنفيذيون في قطاع الغاز الطبيعي المسال إن ذلك قد يساعد المطورين على تأمين المزيد من التمويل لبناء موجة جديدة من محطات التسييل بخليج المكسيك قلب صناعة تصدير الغاز المزدهرة في الولايات المتحدة.
وقال بن ديل رئيس مجلس إدارة شركة كومنولث للغاز الطبيعي المسال -في إشارة إلى اتفاقيات الشراء طويلة الأجل- إن هذا "حافز يدعم بالتأكيد استمرار عقود الشراء". وتعمل شركته على تطوير منشأة جديدة لتسييل الغاز في لويزيانا.
وبعد ساعات من إعلان ترامب وفون دير لاين عن الاتفاق التجاري، أعلنت فينشر غلوبال، وهي شركة أميركية لتصدير الغاز الطبيعي المسال ولديها عقود أوروبية متعددة، أنها تمضي قدمًا في مشروع بقيمة 15 مليار دولار لإنتاج 28 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويًا، أي ما يعادل نصف الطلب الحالي على الغاز في ألمانيا تقريبًا.
ولكن محللين تحدثوا عن سجل ترامب الحافل بالإعلانات الضخمة التي باءت بالفشل، بما في ذلك اتفاقية عام 2020 مع الصين في ولايته الأولى، إذ كان من المفترض أن تشتري بكين صادرات أميركية إضافية بقيمة 200 مليار دولار، لكنها لم تفعل.
ونقلت فايننشال تايمز عن كيفن بوك المدير الإداري لشركة كلير فيو إنرجي بارتنرز، وهي استشارية مقرها واشنطن، قوله "يُمثل تاريخ المرحلة الأولى من التجارة المُدارة مع الصين، خلال الفترة الأولى من ولايتنا، سابقةً غير مُبشرة لتعهد الاتحاد الأوروبي في مجال الطاقة بقيمة 750 مليار دولار".
إعلانومن ناحيته قال بيل فارين برايس رئيس أبحاث الغاز في معهد أكسفورد لدراسات الطاقة إنه من الصعب تصور كيف يُمكن للاتحاد الأوروبي زيادة قيمة وارداته من الطاقة من الولايات المتحدة بمقدار 5 أضعاف، في الوقت الذي يتحول فيه نحو مصادر الطاقة المتجددة.
وأضاف "الطلب الأوروبي على الغاز ضعيف، وأسعار الطاقة آخذة في الانخفاض. على أي حال، الشركات الخاصة، وليس الدول، هي التي تُبرم عقود واردات الطاقة".
وتابع "سواءً شئنا أم أبينا، فإن طواحين الهواء هي الرابح في أوروبا".