اليوم 24:
2025-07-31@21:17:19 GMT

الصحراء المغربية غير قابلة للتقسيم

تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT

تطرق المبعوث الأممي في قضية الصحراء ستيفان دي ميستورا يوم الأربعاء الأخير في إحاطة قدمها لمجلس الأمن  إلى مبادرة الحكم الذاتي  التي عرضها المغرب منذ 2007 لحل النزاع المفتعل حول قضية الصحراء المغربية، بتمكين سكان المنطقة من تدبير شؤونهم بأنفسهم،في إطار سيادة المغرب الوطنية، مطالبا بلادنا بتقديم المزيد من الشروح لتنفيذ هذه المبادرة.

وكان من المفروض أن يقف المبعوث الأممي عند هذا الحد وهو يلاحظ الدعم الكبير الذي حظيت به المبادرة على المستوى الدولي، لكنه كشف عن خضوعه لمؤامرة النظام الجزائري، بتقديمه  مقترحا تم إقباره منذ عدة سنوات لتقسيم الصحراء، يهدف إلى تفتيت وحدة المغرب الترابية ومنعه من امتداده الإفريقي، مدعيا في الإحاطة نفسها أن « التقسيم يمكن أن يسمح بإنشاء دولة مستقلة في الجزء الجنوبي من ناحية، ومن ناحية أخرى، دمج بقية الإقليم كجزء من المغرب، مع الاعتراف الدولي بسيادته عليه ».

ويريد دي ميستورا بهذا الاقتراح تحقيق مخطط الجزائر القديم، تمكينها من منفذ على المحيط الأطلسي من خلال كيان انفصالي تابع لها في جهة الداخلة وادي الذهب ومحاصرة المغرب وحرمانه من عمقه الإفريقي.

 مؤامرة 5 غشت 1979

والواقع أن بلادنا تواجهه للمرة الثالثة محاولة تمرير مخطط التقسيم الذي أقبرته من قبل،بقيادة جلالة الملك،بكل قوة وعزم. وتم طرح هذا المخطط لأول مرة  في بدايات النزاع المفتعل عندما رعى النظام الجزائري في 5 غشت 1979، في العاصمة الجزائر توقيع اتفاق بين انفصاليي البوليساريو وموريتانيا (بقيادة العقيد محمد خونا ولد هيداله)، ينسحب بموجبها الجيش الموريتاني من تيريس الغربية(أي وادي الذهب)، وتصدى سكان المنطقة لهذه المؤامرة، بأن وفد ممثلوهم من علماء ووجهاء وأعيان وشيوخ المنطقة إلى عاصمة المملكة  في 14 غشت 1979 لتجديدهم البيعة أمام جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، مؤكدين تمسكهم بمغربيتهم وبوحدة التراب الوطني المقدس. وبعد بضعة أشهر حل جلالته بالمنطقة في زيارة بمناسبة احتفالات عيد العرش،تأكيدا لاندحار مناورات خصوم الوحدة الترابية.

بوتفليقة اقترح التقسيم في نهاية 2001

وجاءت المحاولة الثانية لترويج  مخطط  التقسيم في 2 نونبر 2001، عندما طار الرئيس الجزائري الراحل عبد العزيز بوتفليقة إلى مدينة هيوستن الأمريكية، للقاء المبعوث الشخصي الأممي الأسبق في قضية الصحراء جيمس بيكر، واقترح عليه فكرة التقسيم  بتفتيت وحدة المغرب، ساعيا بذلك إلى تأكيد معارضة الجزائر خطة بيكر الأولى، التي كان المغرب أبدى موافقته عليها لإنهاء النزاع المفتعل.

وعقب لقاء هيوستن أكد الأمين العام للأمم المتحدة رسميا في تقريره المقدم  إلى مجلس الأمن في 19 فبراير 2002  المخطط الجزائري ضد وحدة المغرب الترابية، بإعلانه أن مبعوثه الشخصي يرى » أن الجزائر وجبهة البوليساريو مستعدتان للمناقشة والتفاوض حول   تقسيم الإقليم كحل سياسي للنزاع على الصحراء الغربية ».

تراب الصحراء غير قابل للتصرف أو التقسيم

وتصدى المغرب مجددا لهذا المخطط  مؤكدا وحدة ترابه، بأن ترأس جلالة الملك محمد السادس في 5 مارس 2002 مجلسا للوزراء في مدينة الداخلة،تلاه في اليوم الموالي خطاب لجلالته في مدينة العيون  أكد فيه أن  الأقاليم الجنوبية المسترجعة « توجد في قلب كل مواطن مغربي وظلت منذ دولة المرابطين ومرورا بعهد جدنا المقدس  المولى الحسن الأول ووصولا إلى عهد مبدع المسيرة الخضراء ومحرر الصحراء والدنا المنعم جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراهما جزءا لا يتجزأ من التراب الوطني ومكونا أساسيا لكيان المغرب التاريخي وهويته الحضارية ».

وبكل القوة والحزم قال جلالة الملك في الخطاب نفسه أن « حفيد جلالة الملك المحرر محمد الخامس   ووارث سر جلالة الملك الموحد الحسن الثاني قدس الله روحيهما والمؤتمن دستوريا على وحدة المغرب ليعلن باسمه واسم جميع المواطنين أن المغرب لن يتنازل عن شبر واحد من تراب صحرائه غير القابل للتصرف أو التقسيم ».

لقد أقبرت الأمم المتحدة قبل عشرين سنة مخطط التسوية لعام 1990،لإدراكها استحالة تطبيقه  ورفضت مسايرة الجزائر في اقتراحها تقسيم الصحراء ،ودعت الأطراف إلى إيجاد حل سياسي واقعي وتوافقي لحل النزاع  المفتعل وتجاوب المغرب مع هذه الدعوة ،بتقديمه في أبريل 2007 مبادرة الحكم الذاتي ودأب مجلس الأمن في قراراته المتوالية على وصف جهود المغرب بالجدية والبناءة وحازت المبادرة على مدى السنوات الماضية على دعم دولي كبير،باعتبارها الحل الواقعي والعادل لقضية الصحراء في إطار السيادة المغربية.

دعم دولي لمخطط الحكم الذاتي

وفي سياق هذا الزخم، اعترفت الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا العضوان الدائمان في مجلس الأمن بمغربية الصحراء وأعلنت أغلبية الدول الأوروبية، في مقدمتها ألمانيا وإسبانيا دعمها مبادرة الحكم الذاتي أساسا وحيدا للنزاع الإقليمي المفتعل  وأكدت الدول العربية والإفريقية الشقيقة مساندتها وحدة المغرب الترابية وتعزز هذا الاعتراف بمغربية الصحراء بفتح عدة  دول  29 قنصلية عامة في العيون والداخلة.

لم يأخذ دي ميستورا  في الاعتبار هذا التوجه العالمي لحل النزاع على أساس الحكم الذاتي وأراد  بمحاولته وضع مقترح الجزائر للتقسيم على الطاولة الإجهاز على كل مكتسبات بلادنا في مسار تعزيز حقها الثابت وغير القابل للتصرف في تثبيت  وحدتها الترابية ،متجاهلا أن الأمم المتحدة رفضت التعامل مع ذلك المقترح قبل 22 سنة، وأن التقسيم يسطو على رأي سكان الأقاليم الصحراوية الذين يؤكدون أنهم جزء لا يتجزأ من المغرب الموحد ،فضلا عن أنه سيدخل منطقة  الشمال الإفريقي في نزاعات واضطرابات هي الآن في مأمن منها.

إن أراضي الصحراء واحدة وموحدة بمغربها لا تقبل التقسيم ولا التجزئة وترفض بلادنا ،على هدى موقفها قبل 22 سنة، اليوم وفي المستقبل رفضا مطلقا أي مخطط يستهدف تقسيم الصحراء، ولن تنخرط في مناقشة هذا الموضوع مهما كانت الظروف، لأنه يهدف ببساطة إلى تفتيت وحدتها وخدمة أجندة النظام الجزائري في الهيمنة على كل المنطقة.

وأكد جلالة الملك في أحد خطاباته أن « الصحراء قضية وجود وليست مسألة حدود. والمغرب سيظل في صحرائه والصحراء في مغربها، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها »،مشددا في خطابه الأخير في افتتاح دورة السنة التشريعية على  « أن المرحلة المقبلة تتطلب من الجميع، المزيد من التعبئة واليقظة، لمواصلة تعزيز موقف بلادنا، والتعريف بعدالة قضيتنا، والتصدي لمناورات الخصوم ».

ولا سبيل أمام المغرب إلا المزيد من اليقظة واستنهاض قدراته الوطنية لإقبار المخطط الخطير الذي قدمه دي ميستورا نيابة عن النظام الجزائري.

 

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: النظام الجزائری قضیة الصحراء الحکم الذاتی وحدة المغرب جلالة الملک دی میستورا

إقرأ أيضاً:

ديوك بوتشان السفير الأمريكي المنتظر بالرباط يتعهد بايجاد حل سلمي لقضية الصحراء على أساس الحكم الذاتي

أكد مرشح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتولي منصب سفير الولايات المتحدة لدى المملكة المغربية، ريتشارد ديوك بوتشان الثالث، دعم بلاده المستمر لمبادرة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء، واصفاً إياها بأنها « الخيار الوحيد الجاد والواقعي وذو المصداقية » لحل النزاع الإقليمي.

وفي مداخلته أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي خلال جلسة الاستماع المخصصة لتزكيته سفيراً في الرباط، تعهّد بوتشان بتيسير المفاوضات الرامية إلى إيجاد حل سلمي ودائم لقضية الصحراء، مشيراً إلى أن مهمته الدبلوماسية، إذا تمت المصادقة عليها، ستشمل دعم جهود الأمم المتحدة وتشجيع الأطراف على الانخراط البناء في العملية السياسية.

وقال بوتشان حسبنا نشر موقع Morocco worldnews: « إذا تم تعييني، سأعمل على تسهيل إحراز تقدم نحو حل دائم مبني على مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب سنة 2007، والذي تعتبره الولايات المتحدة مرجعية واقعية وجادة لحل النزاع ».

وتأتي تصريحات الدبلوماسي الأمريكي لتؤكد استمرار توجه السياسة الأمريكية، التي سبق أن اعترفت في ديسمبر 2020 بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، في ظل إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، وهو الاعتراف الذي لم تتراجع عنه إدارة الرئيس جو بايدن.

كما شدد المرشح على الأهمية الإستراتيجية التي تكتسيها العلاقات الأمريكية المغربية، واصفاً المغرب بـ »الحليف الرئيسي من خارج الناتو »، ومشيداً بدوره في دعم الأمن الإقليمي والتعاون في مكافحة الإرهاب.

وتأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه المؤشرات على رغبة واشنطن في تسريع جهود التسوية السياسية للنزاع، ضمن رؤية تعتبر أن مبادرة الحكم الذاتي تمثل السبيل العملي الوحيد لإنهاء الأزمة المفتعلة، في ظل رفض متكرر من قبل جبهة البوليساريو لأي حل خارج منطق الاستفتاء.

ويُنتظر أن يصادق مجلس الشيوخ على تعيين بوتشان خلال الأسابيع المقبلة، ليخلف بذلك السفير السابق ديفيد فيشر، ويواصل تعزيز الشراكة الإستراتيجية بين الرباط وواشنطن على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية.

 

 

كلمات دلالية السفير الأمريكي في الرباط الصحراء ريتشارد ديوك بوكان

مقالات مشابهة

  • ليبيا تشارك في احتفالية الذكرى 26 لجلوس الملك محمد السادس على عرش المملكة المغربية
  • ديوك بوتشان السفير الأمريكي المنتظر بالرباط يتعهد بايجاد حل سلمي لقضية الصحراء على أساس الحكم الذاتي
  • بالفيديو.. ما قاله المهندس فتحي الجغبير قاصداً عن جلالة الملك
  • فوج جديد من المهاجرين من دول جنوب الصحراء يصل تيزنيت تحت وطأة تزايد عددهم !!
  • الملك محمد السادس يطالب نتنياهو بفتح معبر المساعدات المغربية لغزة
  • سياسي جزائري: أنفقنا 50 مليار دولار على قضية خاسرة... وساعة الحساب اقتربت
  • محمد السادس يمدّ يده للجزائر.. ملك المغرب يدعو لحوار صريح ومسؤول ويجدد موقفه من ملف الصحراء
  • ملك المغرب: حل نزاع الصحراء توافقي "لا غالب ولا مغلوب"
  • خطاب العرش..الملك: حرصت دوما على مد اليد لأشقائنا في الجزائر وحرصنا على إيجاد حل توافقي لا غالب فيه ولا مغلوب
  • جلالةُ السُّلطان المعظم يهنّئ ملك المغرب