استشهاد يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غزة وأحد أبرز قادتها العسكريين، يمثل ضربة موجعة للحركة، لكنه يفتح باب التساؤلات حول من سيتولى قيادة الحركة في المرحلة المقبلة، في ظل استمرار التصعيد العسكري بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية.

محمد الضيف.. المرشح الأبرز لخلافة السنوار

يعد محمد الضيف، القائد العام لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، المرشح الأبرز لخلافة السنوار، والضيف هو شخصية بارزة في المقاومة الفلسطينية منذ عقود، ويُعرف بقدرته على التخفي وقيادة العمليات العسكرية الكبرى ضد الاحتلال، وعلى الرغم من محاولات إسرائيل المتكررة لاغتياله، التي وصلت إلى سبع محاولات منذ عام 2001 وحتى عام 2024، إلا أنه نجا منها جميعًا، ما عزز من مكانته كرمز للغموض والقوة.

يتمتع الضيف بشعبية كبيرة بين أنصار المقاومة، ويعتبر المخطط الرئيسي للعمليات العسكرية الكبيرة لحماس، وكونه قائدًا لكتائب القسام، فهو يمتلك الخبرة اللازمة لقيادة المرحلة المقبلة، خاصةً في ظل استمرار الحرب مع إسرائيل، ومع استشهاد زوجته وابنه في غارة إسرائيلية عام 2023، ازداد العداء الشخصي بينه وبين إسرائيل، مما يجعله أكثر إصرارًا على مواصلة النضال ضد الاحتلال.

خليل الحية.. صوت سياسي بارز داخل حماس

على الجانب السياسي، يبرز اسم خليل الحية، أحد القياديين البارزين في حماس. قد يمثل الحية البديل السياسي للسنوار إذا قررت الحركة التركيز على الجوانب الدبلوماسية والسياسية بالتوازي مع العمليات العسكرية. لعب الحية دورًا مهمًا في قيادة حماس في غزة، وظهر في العديد من المناسبات كمفاوض وكواجهة سياسية للحركة، وأُعلن مؤخرًا استشهاد يحيى السنوار في خطاب متلفز للحية، حيث أكد على أن موقف الحركة ثابت، ولن يتغير رغم استشهاد قائدها.

أحمد الجعبري.. رمز خالد أم شخصية قيد الظهور؟

رغم استشهاد أحمد الجعبري، أحد قادة كتائب القسام، في عام 2012، إلا أن إرثه لا يزال قويًا داخل الحركة، وهناك توقعات بأن أحد القياديين الحاليين من الجناح العسكري قد يظهر ليكمل مسيرته، قد يمثل ذلك عودة للحركة نحو التركيز على العمل العسكري المكثف، حيث يتمثل الجعبري كنموذج للكفاح المسلح ضد الاحتلال.

ماذا تعني خلافة يحيى السنوار لحماس؟

خلافة يحيى السنوار ليست مجرد انتقال قيادة داخل الحركة، بل هي تحديد لمسار المقاومة الفلسطينية في المرحلة المقبلة، ومع استشهاد السنوار خلال معركة مفتوحة بين حماس وإسرائيل، ستكون شخصية خليفته حاسمة في تحديد توجه الحركة بين مواصلة العمليات العسكرية المكثفة أو محاولة الجمع بين السياسة والمقاومة. علاوة على ذلك، قد تحاول إسرائيل استغلال استشهاد السنوار لتكثيف هجماتها على قادة حماس، مما يزيد من تعقيد التحديات أمام أي خليفة محتمل.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: يحيى السنوار محمد الضيف استشهاد يحيى السنوار كتائب القسام خليل الحية قيادة حماس العسكرية الانتقام من الاحتلال عملية طوفان الأقصى محاولات اغتيال محمد الضيف المقاومة المسلحة الفلسطينية حماس وقيادة غزة المقاومة الفلسطينية یحیى السنوار

إقرأ أيضاً:

بعد نهاية المواجهات بين إسرائيل وإيران.. "حماس" إلى أين؟

 

د. أحمد يوسف **

مع تراجع التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، تعود الأنظار مجددًا إلى قطاع غزة، والسؤال الأبرز الآن: ما مصير حركة حماس؟ وإلى أين تتجه خياراتها في ضوء المتغيرات الإقليمية والدولية؟ فبعد سنوات من السيطرة على القطاع، وتصدّر مشهد المقاومة المسلحة، تقف الحركة أمام منعطف تاريخي قد يفرض عليها مراجعة كبرى لمسارها السياسي والعسكري.

أولًا: خيارات حماس بشأن حكم غزة

منذ عام 2007، تفرض حماس سيطرتها الكاملة على قطاع غزة، لكن التحديات المتراكمة من حصار خانق، وحروب مدمرة، وضغوط داخلية وإقليمية، تجعل من استمرار هذا الوضع أمرًا مكلفًا.

فهل تختار الحركة الحفاظ على سيطرتها المنفردة، أم تتجه نحو شراكة وطنية تُعيد الاعتبار للمرجعية الفلسطينية الموحدة؟

ثانيًا: المقاومة والميل نحو السياسة

بعد سنوات من العمل العسكري، تظهر دعوات داخلية وخارجية تطالب حماس بتحول تدريجي نحو العمل السياسي، ضمن مشروع وطني جامع. خيار المقاومة لم يُلغَ، لكنه لم يعد وحده كافيًا في ظل متطلبات إدارة الحكم، وإعادة إعمار القطاع، والبحث عن اعتراف سياسي إقليمي ودولي. وقد يكون الوقت قد حان لأن تعيد الحركة صياغة خطابها لتوازن بين المقاومة والبراغماتية السياسية.

ثالثًا: الانسحاب الإسرائيلي.. جزئي أم شامل؟

في ضوء الضغوط الدولية المتزايدة على إسرائيل، تظهر سيناريوهات تتحدث عن انسحاب جزئي أو كامل من غزة، ليس على طريقة "فك الارتباط" فقط، بل ضمن اتفاق سياسي يضمن التهدئة طويلة الأمد. وهنا يبرز دور حماس في رسم شكل المرحلة التالية: هل ستدخل في تفاهمات هدنة أم في ترتيبات حكم جديدة؟

رابعًا: إشراف عربي ودولي ومشاريع إعادة الإعمار

مع تصاعد الحديث عن مرحلة ما بعد الحرب، تطرح أطراف إقليمية ودولية فكرة إشراف عربي-دولي على القطاع، لإعادة الإعمار وتوفير ضمانات الاستقرار، وهو ما قد يفتح الباب أمام نموذج جديد في إدارة القطاع، شبيه بتجارب دول ما بعد النزاع. غير أن نجاح هذه الفكرة مرهون بوجود طرف فلسطيني مُوحّد يحظى بشرعية وطنية وشعبية.

خامسًا: حكومة تكنوقراط انتقالية ومرجعية وطنية موحّدة

من السيناريوهات المطروحة تشكيل حكومة تكنوقراط انتقالية، تتولى إدارة الشأن العام في غزة، بإجماع وطني، وبالتنسيق مع منظمة التحرير الفلسطينية كمرجعية شرعية ووطنية. هذه الخطوة قد تفتح الباب لمرحلة جديدة من التفاهم الداخلي، وتساهم في تخفيف الحصار وتسهيل جهود الإعمار.

سادسًا: نحو شراكة وطنية عادلة

تدرك كافة القوى الفلسطينية أن الانقسام أضعف المشروع الوطني وأضر بالقضية الفلسطينية. لذلك، فإن أفضل شكل للشراكة الوطنية يجب أن يُبنى على قواسم استراتيجية، وليس مجرد تفاهمات إجرائية. المطلوب هو مشروع وطني مشترك يعيد بناء منظمة التحرير، ويضمن تمثيل الجميع ضمن رؤية موحدة.

سابعًا: خطاب سياسي جديد تحت عباءة منظمة التحرير

لكي تكون لحماس ولغيرها من الفصائل دور فاعل في النظام السياسي الفلسطيني، لا بد من خطاب سياسي موحد، يتكئ على الشرعية التاريخية والدولية التي تمثلها منظمة التحرير. وهو خطاب يُراعي ثوابت القضية، لكنه في ذات الوقت مقبول عربيًا ويحظى بدعم دولي، ويُشكّل مظلة للعمل السياسي والمقاومة الشعبية والدبلوماسية.

ختامًا.. حماس أمام مفترق طرق، وأيًّا كانت الخيارات، فإن اللحظة الراهنة تفرض مراجعة شاملة، ما بعد المواجهة الإيرانية الإسرائيلية ليس كما قبلها، والمنطقة تدخل مرحلة إعادة تشكيل قواعد اللعبة، وعلى حماس أن تختار: إما العزلة أو الشراكة، إما الاستمرار في إدارة أزمات القطاع، أو المساهمة في صناعة مستقبل وطني جامع.

والفرصة لا تزال قائمة، ولكنها لن تنتظر طويلًا!

** المستشار السابق لرئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية

مقالات مشابهة

  • بعد نهاية المواجهات بين إسرائيل وإيران.. "حماس" إلى أين؟
  • عاجل| أردوغان: التوتر العسكري الأخير بين إيران وإسرائيل عرض منطقتنا لمخاطر جدية
  • عاجل/ لا صحة لإغلاق جسر الملك فهد.. الحركة طبيعية رغم صفارات الإنذار في البحرين
  • عاجل - لا صحة لإغلاق جسر الملك فهد.. الحركة طبيعية رغم صفارات الإنذار في البحرين
  • عاجل | عودة حركة الملاحة الجوية في دول خليجية بعد هجمات إيرانية
  • حماس تنفي بيانا منسوبا إليها بشأن التصعيد العسكري في الخليج
  • عاجل|بعد التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل.. تحذير أمريكي للمواطنين في قطر
  • عاجل | الخارجية القطرية: إيقاف حركة الملاحة الجوية مؤقتا في أجواء الدولة حرصا على سلامة المواطنين والمقيمين والزائرين
  • عاجل الجيش الإسرائيلي يشن هجومًا على مقر قيادة للحرس الثوري في طهران
  • متى كان الانقلاب العسكري سيحدث في إسرائيل بسبب البرنامج النووي؟