افتتاح فعاليات مهرجان طنجة... تكريم صفية الزياني والشوبي يثير الاهتمام
تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT
شهدت مدينة طنجة مساء أمس الجمعة، افتتاح الدورة الرابعة والعشرين للمهرجان الوطني للفيلم، الذي يشهد مشاركة العديد من الأفلام السينمائية المغربية، إلى غاية 26 من شهر أكتوبر الجاري.
وأعاد المهرجان الوطني للفيلم بطنجة الفنانة الكبيرة صفية الزياني إلى الأضواء، بتكريمها في حفل افتتاح دورة السنة مساء أمس الجمعة.
وشكل تكريم صفية الزياني أو « مي صفية »، اعترافا بمسارها الفني الذي قدمت فيه الكثير، وتقديرا لعطاءاتها، حيث تم تقديم لمحة عنها لجمهورها الحالي.
واختار المهرجان تكريم الفنانة المقتدرة صفية الزياني اعترافا بمسارها الفني، المليء بالأعمال المسرحية والتلفزيونية، كما صرح مدير المركز السينمائي عبد العزيز البوجدايني، في كلمته الافتتاحية.
وفي السياق ذاته ذكر عبد العزيز الوجداني في كلمته، أهمية المنجزات السينمائية في المغرب، التي شهدتها سنة 2024 بإطلاق مشروع 150 قاعة سينمائية الذي يطمح لتعزيز ارتباط المغاربة بالقاعات السينمائية، ونشر الثقافة السينمائية بين كافة شرائح المجتمع.
وحرس المهرجان على تكريم الفنان المغربي محمد الشوبي الذي يشارك بدوره في عدد من الأفلام السينمائية المغربية التي تدخل غمار المنافسة في المسابقة الرسمية للدورة الرابعة والعشرين من مهرجان طنجة.
وصعد الشوبي إلى خشبة حفل افتتاح المهرجان ليقدم كلمته، شكرا منه على الاعتراف بمجهوداته الفنية، والريبيرتوار الغني بالأفلام والمسرحيات التي أمتع بها الجمهور المغربي طيلة مساره الفني ذي 30 عاما.
وحسب بلاغ للمركز السينمائي المغربي، فإن لجنة الانتقاء الخاصة بمسابقة الأفلام الروائية الطويلة، التي ترأسها المنتج والمخرج إدريس المريني، وضمت الممثلة وكاتبة السيناريو نورة الصقلي، والمخرج والمنتج محمد عهد بنسودة، والجامعي والباحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية عبد الرحمن طنكول، والباحث في علم الاجتماع والروائي وكاتب سيناريو عثمان أشقرا، اجتمعت يوم 27 غشت 2024 وانتقت 15 فيلما.
ويتعلق الأمر حسب المصدر ذاته، بالأفلام التالية: “قصة وفاء” للمخرج عبد العالي الطاهري و“وشم الريح” للمخرجة ليلى التريكي، ”فندق السلام” للمخرج جمال بلمجدوب، “وحدة الحب…” للمخرج كمال كمال، “صمت الكمانجات” للمخرج سعد الشرايبي، “على الهامش” للمخرجة جيهان البحار.
وتضم القائمة فيلم “مذكرات” للمخرج محمد الشريف الطريبق، “مروكية حارة” للمخرج هشام العسري، “التدريب الأخير” للمخرج ياسين فنان،” أنيماليا” للمخرجة صوفيا العلوي، ،”404.01″ للمخرج يونس الركاب، “الوترة” للمخرج إدريس الروخ، ”جثة على ضفة مارتشيكا” للمخرج محمد فوزي أكسيل، ”الثلث الخالي” للمخرج فوزي بن السعيدي، ”عصابات” للمخرج كمال الأزرق.
وسيتنافس في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة للدورة الـ24 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، حسب البلاغ ذاته، 15 فيلما هي “تحت أقدام أم” للمخرج إلياس سهيل، “إخوة الرضاعة” للمخرجة كنزة التازي، “اليوم الأخير” للمخرج لخضر الحمداوي، ”ابن الأمزونيات” للمخرج عثمان صالح، ”الأخ” للمخرج يونس بواب،”بياض” للمخرج محمد أمين الأحمر، ”الأيام الرمادية” للمخرجة عبير فتحوني.
وينضاف إلى ذلك فيلم “لي” للمخرجة انتصار الأزهري، ”أنين صامت” للمخرجة مريم جبور، ”رشيد” للمخرج رشيد الكراني، ”ذاكرة للنسيان” للهواري غباري، ”نجمة” لعبد الله المقدم، “بينا… طرف الخبز” لأيوب أيت ويهي، ”حمل، خروف وغربان” لأيمن حمو، و“صحوة” لسعيد بنيدير.
كلمات دلالية الشوبي محمد المركز السينمائي المغربي المهرجان الوطني للفيلم بطنجة صفية الزياني غن مشاهير ممثلين مغاربةالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: الشوبي محمد المركز السينمائي المغربي المهرجان الوطني للفيلم بطنجة غن مشاهير الوطنی للفیلم
إقرأ أيضاً:
مهرجان القطيع .. ملتقى سنوي للتراث التهامي والهوية الثقافية في الحديدة
تقرير/ جميل القشم
في تهامة، حيث يلتقي خصب الأرض بعطاء البحر، وتنبع الذاكرة من مواسم الزراعة وأهازيج الصيد، ينبثق مهرجان القطيع كل عام، كحدث ثقافي يُعيد رسم ملامح الهوية التهامية ويمنحها حضورًا حيًا في وجدان الأجيال.
يجّسد مهرجان القطيع ملتقى مفتوحًا، يعكس وجدان الإنسان التهامي، ويعكس التقاليد والمعارف المتوارثة التي ظلّت حاضرة في تفاصيل الحياة اليومية، من الزراعة والصيد إلى الأهازيج والرقص والفنون الشعبية.
تقام فعاليات المهرجان في مدينة القطيع بمديرية المراوعة، في أجواء شعبية، تتداخل فيها الروح التهامية مع نبض المجتمع، وتتحول المساحات العامة إلى ساحات تفاعلية تستعرض فيها ملامح الماضي بلغة الحاضر.
يشهد المهرجان السنوي، عروضًا فنية ومسرحية وبهلوانية، تقدّمها فرق شعبية محلية، إلى جانب استعراضات حيّة لطرق الزراعة القديمة، وأدوات الصيد، وتقنيات حفظ المحاصيل والأسماك، في مشاهد بصرية تنقل الزائر إلى أعماق التاريخ المحلي.
يولي المهرجان، أهمية خاصة للرقصات الشعبية، التي تقدّم بزيها التقليدي وإيقاعاتها المميزة، وهو ما يضفي على الفعالية بُعدًا فنيًا متجذرا في الموروث الشفهي والجسدي للمنطقة، ويعزّز حضور من الثقافة الحركية في المشهد العام.
لا تغيب السباقات التراثية عن المشهد، إذ يحتضن المهرجان سباق الهجن، والخيول، والقفز على الجمال، لتكون مثل هذه العروض بمثابة استدعاء حيّ لمظاهر الفروسية والمروءة في البيئة التهامية.
تظهر الرسالة الثقافية للمهرجان جليّة في حرصه على تمكين المجتمع المحلي من تقديم تراثه بلسانه، دون وساطة، بعيدًا عن التنميط، ما يمنح الفعالية أصالة في الطرح وصدقًا في التلقي.
ويسهم المهرجان في ربط الأجيال بالهوية، إذ يجد فيه الكبار فسحة لاستذكار ما عاشوه، بينما يكتشف فيه الصغار تفاصيل جديدة عن بيئتهم وأصولهم، فتتكون بذلك حلقة تواصل حيّة بين الماضي والمستقبل.
يشكل المهرجان رافعة اقتصادية موسمية، تنتعش الأسواق المحلية، وتعرض المنتجات التهامية التقليدية من مأكولات، وأدوات، وحِرف، في مساحة تفاعلية تجمع بين المتعة والدعم الشعبي للصناعات الصغيرة.
ومن الناحية التعليمية، يقدّم المهرجان تجربة تعلم للأبناء والزوار، حيث تنقل مفاهيم الهوية والانتماء عبر التفاعل المباشر مع العروض والأنشطة، بدلاً من التلقين المجرد في الصفوف.
ويمنح في ذات الوقت، مساحة للمثقف الشعبي، الذي يحمل تراثا غير مكتوب، لعرضه من خلال الأداء أو الحكاية أو الحرفة، مما يعيد الاعتبار للمعرفة الشعبية بوصفها مكونًا مهمًا من الموروث الثقافي الوطني.
يقوم تنظيم المهرجان على جهود مجتمعية واسعة، تتشارك فيه اللجان الأهلية، والمبادرات الشبابية، والجهات الثقافية المحلية، ما يعزّز من روح الشراكة ويجعل من الفعالية مناسبة يتملكها الجميع.
يسعى القائمون على المهرجان الذي عادة ما يُقام في ثاني وثالت أيام عيد الأضحى، إلى تطويره سنويًا، سواء من حيث توسيع الفقرات أو إشراك كافة الفئات المجتمعية، لترسيخ حضوره كفعالية وطنية تتجاوز الطابع المحلي، وتعكس غنى الهوية اليمنية.
ويحرص المهرجان على البقاء بعيدًا عن المظاهر الشكلية، مقدّما نفسه كـ”ملتقى تلقائي” تُستعاد فيه الروح التهامية، وتُترجم فيه الثقافة من الناس وللناس، في سياق شعبي حي يعكس صدق الانتماء وعمق الوعي بالهوية.
يعكس مهرجان القطيع، ذاكرة تهامة الحية، وتنبض تفاصيله في وجوه الناس، وخطوات الراقصين، ونبرات العازفين، وضحكات الأطفال، وحكايات الآباء، ليبقى حدثًا سنويًا يزهر بالحياة كلما عاد، ويعمّق حضور التراث كلما نظم.
سبأ