ماذا حقق فيلم بنسيون دلال في آخر يوم عرض؟
تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT
استطاع فيلم بنسيون دلال، بطولة بيومي فؤاد، عمر متولي، محمود حافظ، أن يجمع أمس الجمعة إيرادات بلغت قيمتها 225.995 جنية في شباك تذاكر دور العرض السينمائي.
كانت احتفلت أسرة فيلم بنسيون دلال، بطولة بيومي فؤاد، عمر متولي، محمود حافظ، بالعرض الخاص للعمل بإحدى سينمات القاهرة.
شهد العرض الخاص لـ فيلم بنسيون دلال، حضور عدد من النجوم، أبرزهم: بيومي فؤاد، وليد فواز، عمر متولي، طاهر أبو ليلة، إسراء رخا، وغيرهم من الفنانين.
الفيلم من تأليف شادي الرملي وحسين نيازي، بطولة بيومي فؤاد، عمر متولي، محمود حافظ، وليد فواز ومحمد رضوان وطاهر أبو ليلة، إبرام سمير، أسامة السيد الشهير بميكا، خالد سرحان، أمجد الحجار، جيهان خيري، ألحان المهدي، إسراء رخا ميشيل ميلاد، يوسف إسماعيل، أمجد عابد، أسامة عبد الله، وسلمى المحجوبية، غادة طلعت، ضيفة شرف الفيلم النجمة نسرين أمين ومن إخراج شادي الرملي.
قصة فيلم بنسيون دلالتدور قصة فيلم بنسيون دلال حول سيد الجدع (بيومي فؤاد) الذي يقرر أن يخدع أبناءه الخمسة ويبيع فندق صغير "البنسيون" الذي يشاركونه في ملكيته بأوراق مزورة، مدعياً أنه سيسافر للقاء المستثمرين. أثناء غيابه يحاول أحد أبنائه "مجاهد" الذي يدير البنسيون أن يقيم حفلة غنائية في البنسيون لتحقيق مكسب يثير إعجاب الأب.
في نفس الوقت يحاول الابن "عادل" المطرب أن يدعو منتجاً مهماً لسماعه وهو يغني، أما الابنة "عايدة" الناشطة النسوية فتقوم بدعوة عدد من أصدقائها ومتابعيها لتصوير فيلم عن التحرش، كذلك يستضيف الابن "عصام" المتشدد دينياً أمير جماعته ومعه شخص غامض في البنسيون. كل ذلك يحدث بينما يحاول الابن "باستاردو" سرقة البنك المجاور للبنسيون من خلال نفق قام بحفره في بدروم البنسيون. لكن تتشابك الخطوط وتتعقد بسبب مفاجأة غير متوقعة للجميع.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فيلم بنسيون دلال بنسيون دلال بيومي فؤاد عمر متولي محمود حافظ الفن بوابة الوفد فیلم بنسیون دلال بیومی فؤاد عمر متولی
إقرأ أيضاً:
فؤاد باشا سراج الدين .. الرجل الذى علم المصريين معنى الكرامة
منذ يومين مرت الذكرى الرابعة والعشرون لرحيل رجل من أعظم رجال مصر فى القرن العشرين؛ رجل لم يكن مجرد سياسي أو صاحب منصب، بل كان مدرسة كاملة فى الوطنية والعناد الشريف والإصرار على أن تبقى مصر واقفة مهما حاولت قوى الاحتلال أن تكسر إرادتها.
أتحدث هنا عن فؤاد باشا سراج الدين، الرجل الذى ترك بصمة لا تمحى فى الوجدان المصرى، والذى رحل عن عالمنا فى التاسع من أغسطس عام 2000، لكنه لم يرحل يوما عن ذاكرة الوطن.
فى كل مرة تمر فيها ذكرى رحيله، أشعر أن مصر تعيد اكتشاف جزء من تاريخها؛ تاريخ لا يمكن فهمه دون الوقوف أمام شخصية بهذا الثقل وبهذه القدرة على الصمود.
ولد فؤاد باشا سراج الدين سنة 1910 فى كفر الجرايدة بمحافظة كفر الشيخ، وبدأ مشواره شابا يحمل حلم الوطن فى قلبه قبل أن يحمله على كتفيه.
تخرج فى كلية الحقوق، ودخل معترك الحياة العامة صغيرا فى السن، لكنه كبير فى العقل والبصيرة، وفى سن لم تكن تسمح لغيره سوى بأن يتدرب أو يتعلم، أصبح أصغر نائب فى تاريخ الحياة البرلمانية المصرية، ثم أصغر وزير فى حكوماتها المتعاقبة، فى زمن لم يكن الوصول فيه إلى المناصب بالأمر السهل ولا بالمجاملات.
لكن ما يجعل الرجل يستحق التوقف أمامه ليس كثرة المناصب، بل طريقة أدائه فيها، فقد كان نموذجا للمسؤول الذى يعرف معنى الدولة، ويؤمن بأن خدمة الناس شرف لا يباع ولا يشترى.
ومن يعيش تفاصيل تاريخه يدرك أنه لم يكن مجرد جزء من الحياة السياسية، بل كان جزءا من الوعى العام للمصريين، وصوتا قويا فى مواجهة الاحتلال، وسندا لحركة الفدائيين فى القناة، وواحدا من الذين كتبوا بدموعهم وعرقهم تاريخ كفاح هذا الوطن.
ويكفى أن نذكر موقفه الأسطورى يوم 25 يناير 1952، حينما كان وزيرا للداخلية، ورفض الإنذار البريطانى الداعى لاستسلام رجال الشرطة فى الإسماعيلية.
وقتها لم يتردد لحظة، واختار الكرامة على السلامة، والوطن على الحسابات السياسية، ذلك اليوم لم يصنع فقط ملحمة بطولية، لكنه صنع وجدانا كاملا لأجيال من المصريين، وأصبح عيدا رسميا للشرطة تخليدا لشجاعة رجال رفضوا أن ينحنوا أمام الاحتلال، وهذه الروح لم تكن لتظهر لولا وزير آمن برجاله وبمصر أكثر مما آمن بنفسه.
كما لا يمكن نسيان دوره الحاسم فى إلغاء معاهدة 1936، ودعمه لحركة الكفاح المسلح ضد الإنجليز، ولا تمويله للفدائيين بالمال والسلاح، كان يعلم أن المستقبل لا يهدى، وإنما ينتزع انتزاعا، وأن السيادة لا تستعاد بالكلام، وإنما بالمواقف.
وفى الداخل، قدم سلسلة من القوانين التى شكلت تحولا اجتماعيا حقيقيا؛ فهو صاحب قانون الكسب غير المشروع، وصاحب قوانين تنظيم هيئات الشرطة، والنقابات العمالية، والضمان الاجتماعى، وعقد العمل الفردى، وقانون إنصاف الموظفين.
وهى تشريعات سبقت عصرها، وأثبتت أن الرجل يمتلك رؤية اجتماعية واقتصادية عميقة، وميلا دائما للعدل والمساواة، وفهما راقيا لطبيعة المجتمع المصرى.
ولم يكن خائفا من الاقتراب من الملفات الثقيلة؛ ففرض الضرائب التصاعدية على كبار ملاك الأراضى الزراعية حين كان وزيرا للمالية، وأمم البنك الأهلى الإنجليزى ليصبح بنكا مركزيا وطنيا، ونقل أرصدة الذهب إلى مصر للحفاظ على الأمن الاقتصادى للدولة، وكلها خطوات لا يقدم عليها إلا رجل يعرف معنى السيادة الحقيقية ويضع مصالح الوطن فوق كل اعتبار.
ورغم الصدامات المتتالية التى تعرض لها، والاعتقالات التى مر بها فى عهود متعددة، لم يتراجع ولم يساوم، ظل ثابتا فى المبدأ، مؤمنا بالوفد وبالحياة الحزبية، حتى أعاد إحياء حزب الوفد الجديد عام 1978، ليبقى رئيسا له حتى آخر يوم فى حياته، وقد كان ذلك الإحياء بمثابة إعادة الروح لمدرسة سياسية كاملة ترتبط بتاريخ النضال الوطنى الحديث.
إن استعادة ذكرى فؤاد باشا سراج الدين ليست مجرد استدعاء لصفحات من التاريخ، بل هى تذكير بأن مصر لم تبن بالكلام، وإنما صنعت رجالا مثل هذا الرجل، آمنوا أن الحرية حق، وأن الوطنية فعل، وأن الكرامة لا تقبل المساومة.
وفى زمن تكثر فيه الضوضاء وتختلط فيه الأصوات، يبقى صوت أمثال فؤاد باشا أكثر وضوحا، وأكثر قوة، لأنه صوت نابع من قلب مصر، من تربتها وأهلها ووجدانها.
رحل جسد الرجل، لكن أثره باق، وتاريخه شامخ، وسيرته تذكرنا دائما بأن الوطن لا ينسى أبناءه المخلصين وأن مصر، رغم كل ما تمر به، قادرة دائما على إنجاب رجال بحجم فؤاد باشا سراج الدين.