الجزيرة:
2025-05-30@12:24:03 GMT

ما قصة زلازل إثيوبيا وتداعياتها على سد النهضة؟

تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT

ما قصة زلازل إثيوبيا وتداعياتها على سد النهضة؟

أديس أبابا- في شقة صغيرة بمجمع "شولا كوندومينيوم" السكني بالعاصمة أديس أبابا، كان يحيى وزوجته يتشاركان فنجان القهوة المسائية بينما طفلاهما يغطان في نوم عميق، قبل أن يشعرا باهتزاز غريب ارتجفت معه كل مقتنيات المنزل.

سريعا حمل يحيى وزوجته طفليهما وغادرا إلى الخارج بعدما أيقنا أن هذا الاهتزاز ليس أمرا طبيعيا، وبضع دقائق كانت كافية لتحول ساحة المجمع السكني إلى خلية نحل من السكان الذين غادروا شققهم تاركين خلفهم كل شيء.

هذا المشهد لم يكن استثناء في هذا المجمع، فقد شمل مجمعات سكنية عديدة بعدما امتدت الهزات الأرضية لتضرب أجزاء واسعة من أديس أبابا، مسببة الذعر بين السكان الذين أخلوا منازلهم بدافع القلق.

منزل تصدع بالقرب من منطقة الزلزال (مواقع التواصل) وضع مستقر

لاحقا، أعلن الناطق باسم الحكومة الإثيوبية أن زلزالا بقوة 4.9 درجات على مقياس ريختر ضرب منطقة أواش فنتالي الجبلية بإقليم عفر شرقي إثيوبيا، وأن الهزات الناجمة عن الزلزال امتدت إلى عدد من المدن من بينها أديس أبابا.

وأشار إلى أن الوضع في العاصمة مستقر ولا يتوقع حدوث تبعات خطيرة، حاثا السكان على الهدوء واتباع إرشادات السلامة وتوجيهات الاختصاصيين.

هذا الزلزال الذي وقع في السادس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري يُعدّ الأول من نوعه الذي يشعر به سكان أديس أبابا، لكنه كان بداية لسلسة زلازل امتدت ارتداداتها إلى العاصمة ومناطق بإقليمي أوروميا وأمهرة بشمال ووسط إثيوبيا، كان آخرها زلزالا وقع في الـ16 من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

تقع منطقة أواش فنتالي على بعد 229 كيلومترا من أديس أبابا وهي جزء من الصدع الأفريقي العظيم الذي يُعدّ أحد أضخم التصدعات الجيولوجية في أفريقيا بسبب الحراك التكتوني ووجود الينابيع الحارة والأنشطة البركانية.

تشققات أرضية حدثت بجوار منطقة الزلزال (مواقع التواصل) منطقة آمنة

أشارت جامعة سامرا بإقليم عفر -في تقرير لها- إلى أن منطقة أواش فنتالي شهدت وقوع 6 زلازل منذ سبتمبر/أيلول الماضي بلغت قوتها بين 4.5 و4.9 درجات على مقياس ريختر، امتدت بعضها إلى مناطق خارج الإقليم من بينها العاصمة أديس أبابا.

وحسب التقرير نفسه، لم تسجل خسائر بشرية جراء الزلازل، لكنها تسببت في تصدع 4 منازل قريبة من هذه المنطقة، فضلا عن تشققات أرضية. وأكد أنها عرضة لمزيد من الهزات الأرضية نظرا لوجودها في وادي الصدع الأفريقي، وأن الجامعة تقوم بالمراقبة الميدانية للمنطقة وتجري المزيد من الدراسات لتحديد الأسباب الكامنة وراء هذه الزلازل المتكررة.

خبير يشير إلى أن مركز الزلازل يبعد 229 كيلومترا عن العاصمة أديس أبابا (مواقع التواصل)

وعن تداعيات هذه الزلازل المتكررة على سد النهضة، أوضح إجازا تيسفاي، المدير العام للمعهد الجيولوجي الإثيوبي، أن موقع السد يقع على بُعد مسافة كبيرة من منطقة الصدع الأفريقي تضمن عدم وجود مخاطر زلزالية كبيرة في المنطقة التي يوجد فيها السد.

وأوضح أن الدراسات التي أجريت قبل بنائه أخذت بالاعتبار جميع الأخطار البيئية المحتملة كاحتمالات وقوع الزلازل، مشيرا إلى أنها أكدت أن السد مقام على أرض مستقرة وفي منطقة آمنة من الناحية الجيولوجية، وليس هناك أي خطر يهدد سلامته نتيجة أي زلازل في المنطقة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات أدیس أبابا إلى أن

إقرأ أيضاً:

لوموند: جبهة تيغراي مهندسة تحديث إثيوبيا توشك على الزوال

قالت صحيفة لوموند إن جبهة تحرير شعب تيغراي، الحزب الرمزي في إثيوبيا المعاصرة، لم تعد رسميا جزءا من المشهد السياسي في البلاد، بعد أن ألغت لجنة الانتخابات تسجيلها لفشلها في عقد جمعية عامة كما يقتضي قانون الانتخابات.

وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم مارلين بانارا من أديس أبابا- أن الجبهة التي ظلت شخصية محورية في الحياة السياسية الإثيوبية منذ عام 1991 قد فقدت أصلا وضعها القانوني بعد تعليقها من قبل اللجنة الانتخابية في أواخر عام 2020، مع بداية الحرب في إقليم تيغراي، معقلها التاريخي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2غارديان: أكاذيب وسائل التواصل الاجتماعي غذت اندفاع الهند وباكستان نحو الحربlist 2 of 2اللكمة التي أشعلت حرب ترامب على الجامعات الأميركيةend of list

ودعا قادة الجبهة مفوضية الاتحاد الأفريقي في اليوم التالي لقرار تعليقها إلى الضغط على الحكومة الإثيوبية لتعليق هذا القرار، وأكد محلل في إثيوبيا طلب عدم الكشف عن هويته أن قرار اللجنة "يظهر أن الحكومة الفدرالية تسيطر على تيغراي، وأن الجبهة عجزت عن تنظيم نفسها تحت ضغط الإستراتيجية التي تستخدمها الحكومة منذ سنوات لإضعافها".

الفدرالية العرقية

وبدأ صعود جبهة تحرير شعب تيغراي إلى السلطة -حسب الصحيفة- في ثمانينيات القرن الماضي عندما أسهمت في إسقاط نظام رئيس الوزراء منغيستو هيلا مريم عام 1991، ليصبح زعيمها ملس زيناوي رئيس الحكومة الانتقالية ثم رئيسا للوزراء بعده ضمن حكومة ائتلافية.

إعلان

ويقول يوهانس ولد مريم، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة كولورادو، إن الدعم المحلي والدولي القوي الذي حظي به فريق زيناوي، والنمو الاقتصادي غير المسبوق، قادا النظام الجديد إلى "حالة من الرخاء" استمرت حتى اندلاع الحرب مع إريتريا عام 1998.

وخلال هذه الفترة تم اعتماد دستور جديد -حسب الصحيفة- دشن نظام حكم فريدا من نوعه في العالم، قائما على مفهوم الفدرالية العرقية، بحيث ورثت كل مجموعة عرقية إقليما وبرلمانا، وأصبحت لغتها رسمية، حتى إن حق الانفصال كان مكرسا في القانون الأساسي.

غير أن التيغرايين الذين لا يمثلون أكثر من 6% من سكان إثيوبيا استحوذوا على عدد من المناصب الرئيسية لا تناسب حجم وجودهم، وهو ما لم يلق استحسانا لدى الأورومو ولا في إقليم أمهرة، ولكن النظام -حسب يوهانس ولد مريم-"تجاهل الأصوات التي بدأت ترتفع من أورومو وأمهرة، فازداد الاستياء حدة".

ويرى المحلل المقيم في إثيوبيا أن وفاة ملس زيناوي المفاجئة في عام 2012 كانت "بداية فقدان جبهة تحرير شعب تيغراي نفوذها"، وشكلت نقطة تحول بسبب فشل خليفته هيلامريام ديسالين في الحفاظ على تماسك الجبهة الديمقراطية الثورية للشعب الإثيوبي، التي تفككت تدريجيا.

وكانت استقالة هيلامريام ديسالين عام 2018، وسط احتجاجات واسعة، إشارة إلى نهاية الجبهة الثورية للشعب الإثيوبية التي حل محلها حزب الازدهار بزعامة رئيس الوزراء الجديد آبي أحمد.

جزء من الماضي

وقد أثار إجراء انتخابات إقليمية في تيغراي في سبتمبر/أيلول 2020، رغم تأجيل الحكومة الفدرالية لها، غضب أديس أبابا، واتهمت الحكومة تيغراي ببدء أعمال عدائية ضد قواعد الجيش الفدرالي في المنطقة، فأُعلنت الحرب.

ومنذ الأشهر الأولى للحرب، بدت قوات جبهة تحرير شعب تيغراي ضعيفة في مواجهة الجيش الفدرالي المدعوم من القوات الإريترية والجماعات شبه العسكرية الأمهرية، وقد صنفتها الحكومة عام 2021 "منظمة إرهابية".

إعلان

ورغم ذلك، اتفقت الدولة وقادة تيغراي على وقف الأعمال العدائية في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، ليعيد البرلمان تأهيل جبهة تحرير شعب تيغراي بعد إجبارها على نزع سلاحها.

ولكن التوترات تفاقمت داخل الجبهة، إذ ظهر فصيلان على خلاف، أحدهما بقيادة غيتاشو رضا الذي عينته السلطات الفدرالية رئيسا للإدارة المؤقتة في مارس/آذار 2023، والآخر بقيادة دبرصيون جبر مكائيل زعيم الجبهة منذ عام 2017.

وتساءلت الصحيفة في الختام: هل ستنجو الجبهة من الضربات التي واجهتها؟ ولكن تيفيرا غبريغزيابر يرى أن "موطئ قدمها في المنطقة يجعل عودتها يوما ما إلى الساحة السياسية الإثيوبية أمرا متوقعا"، أما المحلل الذي لم يذكر اسمه فيعتقد أن آبي أحمد حول الجبهة إلى "جزء من الماضي".

مقالات مشابهة

  • مأساة في عرادة.. حريق يودي بحياة شخصين ويصيب آخرين داخل منزل مكتظ
  • زلزال 4.4 ريختر يضرب باكستان
  • تحذير من خبير زلازل تركي بعد هزتين أرضيتين مساء اليوم
  • لوموند: جبهة تيغراي مهندسة تحديث إثيوبيا توشك على الزوال
  • تقرير .. بين ساحات المحاكم ومتطلبات السياسة.. هل تلتقي المعارضة التونسية؟
  • ما حكم التنبؤ بموعد حدوث الزلازل؟.. أحمد كريمة يُجيب
  • أحداث تهز العالم.. زلازل قاتلة وحوادث مأساوية وأسرار تكشف لأول مرة!
  • سيدات الاتفاق يحصدن لقب دوري كرة اليد
  • اللغة والسيادة.. العربية مفتاح النهضة وصوت الهوية
  • بعد النهضة الاستثمارية في مرافئ سوريا... مسؤول يُحذّر: لبنان لا يمكنه البقاء متفرجًا!