هل يعزز نشر قوات كوريا الشمالية في روسيا التحالف العسكري بين البلدين|تفاصيل
تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT
أفاد خبراء بأن قرار كوريا الشمالية نشر آلاف الجنود على خطوط المواجهة في أوكرانيا،وسيعزّز التحالف العسكري مع موسكو، كما قد يدفع روسيا للانخراط بشكل أعمق في القضايا الأمنية المرتبطة بشبه الجزيرة الكورية.
وقالت وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية إنّ نحو 1500 جندي من القوات الخاصة الكورية الشمالية موجودون في روسيا، ومن المرجّح أن يتوجهوا إلى الخطوط الأمامية قريباً، مع استعداد آلاف الجنود لمغادرة البلاد في وقت قريب، فيما يعدّ أول انتشار من نوعه لبيونغ يانغ في الخارج.
وتُظهر هذه الخطوة أن الاتفاق العسكري المبرم بين زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في يونيو، والذي تضمّن بنداً بشأن الدفاع المشترك، لم يكن مجرّد استعراض.
ويقول هونغ مين، وهو محلّل في معهد كوريا للتوحيد الوطني، لـ وكالة الصحافة الفرنسية، إنّ هذا يُنشئ إطاراً يحصل بموجبه التدخل الروسي أو الدعم العسكري تلقائياً، إذا تعرّضت كوريا الشمالية لهجوم أو واجهت أزمة.
ويضيف أنّ حقيقة أنّ جنوداً كوريين شماليين سيقاتلون إلى جانب روسيا في أوكرانيا تُثبت مدى صلابة الاتفاق بين بوتين وكيم.
رد فعل أوكرانياقال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها ، اليوم السبت، إن إرسال كوريا الشمالية قوات لمساعدة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حربه ضد أوكرانيا سيمثل خطر تصعيد "ضخم".
وأضاف وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في مؤتمر صحفي مشترك مع سيبيها في كييف أن مثل هذا التطور من شأنه أن 'يدفع الصراع إلى مرحلة جديدة، مرحلة تصعيد إضافية.
واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كوريا الشمالية هذا الأسبوع بالتحضير لإرسال جنود لمساعدة موسكو في جهود الحرب ضد أوكرانيا.
وحذرت كوريا الجنوبية من تورط بيونج يانج المتزايد في حرب الكرملين، وقالت المخابرات الوطنية في سيول يوم الجمعة إن كوريا الشمالية نشرت بالفعل 1500 جندي من القوات الخاصة في روسيا.
وينفي الكرملين وبيونغ يانغ تورطهما في عمليات نقل عسكرية. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته يوم الجمعة إنه لا يستطيع تأكيد التقارير التي تفيد بأن الكوريين الشماليين يشاركون الآن كجنود في المجهود الحربي.
لكن بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وقعا الصيف الماضي على معاهدة شراكة استراتيجية شاملة تلزم البلدين بتقديم المساعدة العسكرية لبعضهما البعض في حالة تعرض أي منهما لهجوم.
وحذر الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول اليوم الجمعة من أن تورط بيونغ يانغ في الصراع الأوكراني سيشكل تهديدا أمنيا خطيرا للعالم.
وقالت سيبيها الأوكرانية يوم السبت " هذا تهديد كبير بتصعيد إضافي للعدوان الروسي على أوكرانيا.' وقال: 'هناك خطر كبير من أن يخرج الأمر عن نطاقه وحدوده الحالية".
وقال بارو الفرنسي إن مثل هذه الخطوة ستشير إلى أن موسكو تعاني في الحرب. وأضاف بارو أن ذلك 'سيكون جديا وسيدفع الصراع إلى مرحلة جديدة، مرحلة تصعيد إضافية'.
في غضون ذلك، أجرت روسيا وأوكرانيا يوم الجمعة عملية تبادل جديدة لأسرى الحرب، حيث أعادت كل من الدولتين 95 أسيرًا. وساهمت دولة الإمارات العربية المتحدة الاتفاق، حيث عملت كوسيط.
وقال زيلينسكي في منشور على موقع X: "في كل مرة تنقذ أوكرانيا شعبها من الأسر الروسي، فإننا نقترب من اليوم الذي ستتم فيه إعادة الحرية إلى جميع أولئك الذين ما زالوا محتجزين في الأسر الروسية".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وزير الخارجية كوريا الشمالية الخارجية فلاديمير بوتين كيم جونغ أون الرئيس الروسى المخابرات کوریا الشمالیة یوم الجمعة
إقرأ أيضاً:
من فاغنر إلى فيلق إفريقيا.. روسيا تُنظّم تدخلها العسكري في الساحل
في تحول لافت ضمن مشهد التمدد الروسي في القارة الإفريقية، أعلنت مجموعة فاغنر شبه العسكرية انسحابها من مالي بعد ثلاث سنوات من الحضور الميداني المكثف، لتُسلّم المهام إلى كيان جديد يحمل اسم "فيلق إفريقيا" (Africa Corps)، والذي يُعدّ امتدادًا أكثر انضباطًا وخضوعًا لوزارة الدفاع الروسية. هذا التحوّل لا يُعبّر عن تراجع في النفوذ الروسي، بقدر ما يكشف عن إعادة هيكلة دقيقة للتدخل العسكري الروسي في دول الساحل الإفريقي، بما يعكس رغبة الكرملين في إحكام قبضته الاستراتيجية عبر أدوات أكثر رسمية وأقل إثارة للجدل الدولي.
يأتي هذا التغيير في ظل تصاعد الانتقادات الحقوقية الموجهة إلى فاغنر، وتزايد الأسئلة حول فعالية وجودها في تحسين الأمن الداخلي في مالي، خصوصًا بعد الفشل في استعادة الاستقرار على نطاق واسع رغم استرجاع مدينة كيدال.
ويبدو أن "فيلق إفريقيا" ليس مجرد إعادة تسمية، بل خطوة نحو إضفاء شرعية ميدانية على أدوار موسكو الجديدة في إفريقيا، في وقت تتراجع فيه الشراكات الغربية التقليدية في المنطقة.
من فاغنر إلى فيلق إفريقيا: تبدل الأدوار لا يعني تغيّر الأهداف
حسب مصادر روسية، يأتي "فيلق إفريقيا" كبديل مباشر لمجموعة فاغنر، ويضم خليطًا من عناصر سابقة بالمجموعة إلى جانب مجندين جدد، تحت إشراف مباشر من وزارة الدفاع الروسية، وهو ما يقطع مع الطابع "الخاص" وغير الرسمي لفاغنر، ويعكس توجهًا روسيًا نحو عسكرة منظمة وأكثر انضباطًا للنفوذ في مالي ودول الجوار.
ورغم أن المجلس العسكري المالي لم يؤكد رسميًا وجود فاغنر من قبل، مكتفيًا بالحديث عن "مدربين روس"، فإن التحول الجديد يكشف جانبًا من التنسيق غير المعلن بين باماكو وموسكو منذ الانقلاب العسكري عام 2021، الذي تلاه انسحاب تدريجي للقوات الفرنسية وقوات الأمم المتحدة.
حصاد سنوات فاغنر: نجاحات محدودة وانتهاكات موثقة
تصف مجموعة فاغنر تجربتها في مالي بالإيجابية، مشيرة إلى دورها في استعادة مدينة كيدال من سيطرة المتمردين الطوارق. إلا أن هذا التقييم يتناقض مع تقارير منظمات حقوق الإنسان التي وثّقت انتهاكات جسيمة ارتكبها عناصر فاغنر بحق المدنيين، من بينها عمليات إعدام ميدانية واختفاءات قسرية.
كما فشلت المجموعة، وفقًا لمراقبين، في تحقيق الأمن الشامل على كامل الأراضي المالية، حيث لا تزال مناطق عديدة تعاني من هجمات الجماعات المسلحة وانعدام الاستقرار، ما يطرح تساؤلات حول جدوى هذا النموذج من التدخلات.
قراءة في التبدل الروسي: تكتيك جديد لنفوذ دائم؟يرى محللون أن استبدال فاغنر بـ "فيلق إفريقيا" لا يعني تراجعًا للنفوذ الروسي، بل هو "تعديل في التكتيك" بعد التفكك التنظيمي الذي طال فاغنر إثر مقتل قائدها يفغيني بريغوجين في حادث غامض عام 2023.
ويُرجح أن هذا التغيير يعكس رغبة موسكو في تنظيم أنشطتها الخارجية عبر مؤسسات أمنية أكثر خضوعًا للدولة، في ظل التنافس الجيوسياسي الحاد مع القوى الغربية.
تداعيات إقليمية محتملةهذا التحول الروسي في مالي يُتابَع عن كثب في دول الجوار مثل بوركينا فاسو والنيجر وتشاد، حيث تُعد الديناميات الأمنية هشة ومعرّضة للتأثر السريع بأي متغيرات في التوازنات العسكرية. ومع انكماش الدور الأممي والغربي، يتصاعد النفوذ الروسي بوصفه فاعلًا عسكريًا جديدًا، ولكن بتكلفة إنسانية وأمنية لم تُحدّد بعد.
في النهاية خروج فاغنر من مالي لا يعني مغادرة روسيا، بل دخولها من باب جديد أكثر تنظيمًا وتحكمًا. وبينما يأمل البعض أن يؤدي هذا التغيير إلى مزيد من الاستقرار، يخشى آخرون من استمرار نمط التدخلات غير الشفافة والممارسات القمعية، في ظل غياب مساءلة حقيقية أو رقابة دولية فعّالة.